هل صلى النبي صلى الله عليه وسلم قاعدا؟ ولماذا؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4593 - عددالزوار : 1299814 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4138 - عددالزوار : 827594 )           »          جرائم الرافضة.. في الحرمين على مر العصور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          المستشارة فاطمة عبد الرؤوف: العلاقات الأسرية خير معين للأبناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13156 - عددالزوار : 348289 )           »          الحياة الإيمانية والحياة المادية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 111 )           »          وَتِلْكَ عَادٌ... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 240 )           »          معركة شذونة.. وادي لكة.. وادي برباط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 164 )           »          أخــــــــــلاق إسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 608 )           »          إضاءات سلفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 2562 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-11-2020, 09:11 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 140,282
الدولة : Egypt
افتراضي هل صلى النبي صلى الله عليه وسلم قاعدا؟ ولماذا؟

هل صلى النبي صلى الله عليه وسلم قاعدا؟ ولماذا؟
أ. د. فهمي أحمد عبدالرحمن القزاز


الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمَّد رسول الله، وأترضى عن الصحابة والتابعين ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين، وبعدُ:
هَمُّ الدعوة إلى الله ثقيلٌ، وتحمُّل أعبائها أثقل؛ قال الله تعالى: ﴿ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا ﴾ [المزمل: 5]، والقرب من الناس وحبهم ومخالطتهم وتحمل آذاهم والصبر على بلائهم وبلواهم والشفقة عليهم، تضفي بظلالها على صاحب الدعوة فتؤثِّر في نفسه وجسده، فكيف بأثر ذلك على من هو أولى بالمؤمنين من أنفسهم، الذي قال الله تعالى عنه: ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ﴾ [الأحزاب: 6]، وقال عن نفسه: ((أَنَا أَوْلَى بِالمؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، فَمَنْ تُوُفِّيَ مِنَ المُؤْمِنِينَ فَتَرَكَ دَيْنًا، فَعَلَيَّ قَضَاؤُهُ، وَمَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِوَرَثَتِهِ))[1]، وكيف بأثر ذلك على من يحمل همَّ هدايتهم، ويخاف عليهم النار؛ قال الله تعالى: ﴿ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ﴾ [فاطر: 8]، ومن هو حريص عليهم، بهم رؤوف رحيم؛ من وصفه ربه فقال: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128]، كلُّ ذلك أثر بجسد رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه، وهو يلقى ربه بعبادة الصلاة، التي قال عنها: ((أَرِحْنَا بِهَا يَا بِلَالُ، الصَّلَاةَ))[2]، وهي قرَّة عينه بأبي هو وأمي؛ فقال: ((وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ))[3]، ومع ذلك كله كان يصلي بعض نوافله وهو جالس؛ لأن جسده الشريف لا يقوى على حمله، والسبب ليس المرض أو غيره؛ وإنما هموم الناس، حمَّلوه من أثقالهم فصيَّروه شيخًا محطومًا، فصلوات ربي وسلامه عليه، كم أُتعب وأثقل بهموم أمته وأعبائها! روى الإمام مسلم في صحيحه عَنْ عَبْدِاللهِ بنِ شَقِيقٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: هَلْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي وَهُوَ قَاعِدٌ؟ قَالَتْ: "نَعَمْ، بَعْدَمَا حَطَمَهُ النَّاسُ"[4]، وبلفظ: "أَكَانَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ السُّورَةَ فِي رَكْعَةٍ؟ قَالَتْ: "المفَصَّلَ"، قَالَ: قُلْتُ: فَكَانَ يُصَلِّي قَاعِدًا؟ قَالَتْ: "حِينَ حَطَمَهُ النَّاسُ"[5].

قال ابن سيده (ت: 458هـ): الحَطْمُ: الْكسر فِي أَي وَجه كَانَ، وَقيل: هُوَ كسر الْيَابِس خَاصَّة، حَطَمَه يَحْطِمُه حَطْمًا، وحَطَّمَه، فانحَطَم وتحَطَّم، والحِطْمَةُ والحُطامُ: مَا تحَطَّمَ من ذَلِك، وصعدة حِطَمٌ، كَمَا قَالُوا: كسر، كَأَنَّهُمْ جعلُوا كل قِطْعَة مِنْهُ حِطَمَةٌ [6].
قال أبو عبدالله بن أبي نصر محمد بن فتوح الحَمِيدي (ت: 488هـ): وهو كنَايَة عَن كبره فيهم، وَيُقَال حطم فلَانًا أَهله، إِذا كبر فيهم كَأَنَّهُمْ رُبما حملوه من أثقالهم فصيروه شَيخًا محطومًا[7]، وإليه ذهب ابن الجوزي(ت: 597هـ)[8].

قال النووي: (يُقَالُ حَطَمَ فُلَانًا أَهْلُهُ، إِذَا كَبُرَ فِيهِمْ، كَأَنَّهُ لَمَّا حَمَلَهُ مِنْ أُمُورِهِمْ وَأَثْقَالِهِمْ وَالِاعْتِنَاءِ بِمَصَالِحِهِمْ، صَيَّرُوهُ شَيْخًا مَحْطُومًا)[9].
قال السندي: قولها: بعدما حطمه الناس؛ أي: كسروه وأثقلوا عليه، أي: بعد أن كبر وضعف، فكأنهم كسروه[10].

أقول: أين نحن، وأين رجالات الأمة وعلماؤها وقادتها من هذا كله، أين مَنْ يدَّعون أنَّ قدوتهم وأسوتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الحديث، نسأل الله تبارك وتعالى أن يَمُنَّ علينا بحسن الاتِّباع والاقتداء، ونستغفره من التقصير والخلل والزلل، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه.

وصَلَّى اللهُ وسَلَّمَ على سيِّدنا مُحمَّدٍ، وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين، والحمد لله ربِّ العالمين.


[1] صحيح البخاري (3/ 97) (2298).

[2] المعجم الكبير للطبراني (6/ 277) (6215).

[3] سنن النسائي (7/ 61) (3939).

[4] صحيح مسلم (1/ 506) (732)، وينظر سنن النسائي (3/ 223) (1657)، ومسند أحمد، ط الرسالة (42/ 238).

[5] سنن أبي داود (1/ 251) (956)، وينظر مسند أحمد، ط الرسالة (43/ 25) (25829)، وصحيح ابن خزيمة (1/ 270) (539)، وصحيح ابن خزيمة (2/ 237) (1241)، والمعجم الأوسط (3/ 60) (2475)، وفي لفظ وفي لفظ "بَعْدَمَا حَطَّمَتْهُ السِّنُّ"، ينظر مصنف ابن أبي شيبة (1/ 400) (4603)، حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (6/ 214).


[6] المحكم والمحيط الأعظم (3/ 248).

[7] تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم (ص: 525).

[8] كشف المشكل من حديث الصحيحين (4/ 312)، وغريب الحديث لابن الجوزي (1/ 222).

[9]شرح النووي على مسلم (6/ 13)، وينظر حاشية السيوطي على سنن النسائي (3/ 219 )، وشرح السيوطي على مسلم (2/ 348)، وحاشية السندي على سنن النسائي (3/ 223)، وعون المعبود وحاشية ابن القيم (3/ 165)، مطالع الأنوار على صحاح الآثار (2/ 273)، وذخيرة العقبى في شرح المجتبى (17/ 391)، وفتح المنعم شرح صحيح مسلم (3/ 510).

[10] ينظر حاشية السندي على سنن النسائي (3/ 223).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.18 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.50 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.15%)]