الجوانب الشرعية والخلقية في علاقة الولد بوالديه - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         هل قراءة سورة البقرة من المسجل يطرد الشيطان من المنزل؟ (اخر مشاركة : الروقي - عددالردود : 12 - عددالزوار : 6695 )           »          طريقة حذف حساب إنستجرام نهائيًا أو تعطيله مؤقتًا.. الخطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          حماية أكبر للأطفال.. آبل تعزز الرقابة الأبوية وتحسن إعدادات حسابات أبنائك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          خطوة بخطوة.. إزاى تربط موبايلك بالكمبيوتر وتنقل البيانات بسهولة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          نستجرام يطلق ميزات جديدة لتحسين تجربة المراسلة المباشرة.. تعرف عليها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          ما هو برنامج الفدية؟.. وكيف تحمي هاتفك من الاختراق؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          قبل ما تبيع موبايلك.. تأكد من مسح بياناتك بالشكل الصحيح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          6 مميزات فى ويندوز 11 غير موجودة بإصدار 10 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          مقارنة هواتف.. أبرز الفروق بين هاتفى iPhone 16e وiPhone 16 pro max ‎ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          كيف تحمى نفسك من تطبيقات التجسس على هاتفك الأندرويد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 16-11-2020, 03:48 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,465
الدولة : Egypt
افتراضي الجوانب الشرعية والخلقية في علاقة الولد بوالديه

الجوانب الشرعية والخلقية في علاقة الولد بوالديه






د. عبدالرحمن بن حسن النفيسه


لقد ظل نظام الأسرة القاعدة الأساسية للتشكيل الاجتماعي في أي موقع من مواقع الإنسان، وما زال هذا النظام هو المصدر الأساسي لهذا التشكيل برغم ما طرأ على المجتمعات الإنسانية من عقائد ونظريات حاولت التدخل فيه



ولم يكن هذا النظام مجرد تشكيل من ذكر وأنثى أملته نزعة فطرية مشتركة، بل ظل ولا يزال مبنياً على عدد من القواعد، وأهمها قوامة الرجل على زوجه، وسلطته على أولاده، وتسييره لشؤون أسرته. ولم يشذ عن مفهوم هذه السلطة إلا قلة قليلة من المجتمعات.


وفي كل الأحوال التي يتعرض فيها هذا النظام لأي خلل أو يطرأ عليه طارئ تتدخل القواعد الاجتماعية لإصلاحه، أو على الأقل التعبير عن موقفها منه، فلقد فزع الإنكليز عندما أصدرت إحدى محاكمهم حكماً يقضي بالسجن على أحد الآباء عقاباً له على ضربه ابنه البالغ من العمر عشر سنين، ومنهم من رأى في ذلك الحكم بداية لخطر تجب مواجهته برغم ما للقضاء عندهم من حرمة وحصانة.



وفي العالم الغربي عموماً رؤية واضحة تعكس تبرم البقية الباقية من جيل الحرب العالمية بما آل إليه حال الأسرة هناك، وانعكاس آثاره على النظام الاجتماعي. ومع ما يبدو من عدم السيطرة عليه فإن الجمعيات الدينية والإنسانية هناك ما تزال تعالج الخلل بطرق عدة للعودة بنظام الأسرة إلى وضع يعيد للأسرة معناها وانضباطها.






العلاقة بين الوالدين وأولادهم:







وإذا كان الجانب المهم في تشكيل الأسرة ينصب على الإنجاب فإن ما يهمنا هنا هو التعرض للعلاقة بين أطراف هذه الأسرة، وعلى الأخص الوالدين وأولادهم[1]، ومعرفة الحاكم لهذه العلاقة.

وفي مبتدأ القول ينبغي البيان بأن هذه العلاقة واقع فطري لا يمكن تبديله، أو تعديله بأي نظام بشري مهما كانت دوافعه، فالوالدان يحبان أولادهم محبة فطرية غرسها الله في الإنسان في أي زمان ومكان.

وقد بين الله ذلك في قوله تعالى: {والله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة}[2]. كما بين أن محبة الوالد للبنين وضع متأصل في رغباته ومطالبه كما في قوله تعالى: {زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين}[3] وفي قوله تعالى: {المال والبنون زينة الحياة الدنيا}[4].


وليست هذه المحبة الفطرية أثراً مجرداً لواقعة الإنجاب بعد حدوثها بل هي واقع ملازم للإنسان في شبابه وشيخوخته. وقد بين الله مدى ما تركه الإنجاب من أثر على نبيه إبراهيم بعد أن ظن صعوبته في حال الكبر كما في قوله تعالى: {الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء}[5]. وقوله تعالى: {وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين}[6].



وإذا كانت محبة الوالدين لأولادهم واقعة فطرية فهل يمكن أن تتأثر هذه الفطرة بما قد يطرأ على التعامل بينهم؟ والجواب على هذا من وجهين:


أولهما: أن علاقة الوالد بولده قد تتأثر بما يمكن وصفه بأدنى درجات المحبة أو الكره، ويدرك هذا من خلال العلاقة القائمة بينهما، فمن كانت علاقته بوالديه علاقة بر وإحسان سيكونان معه في علاقة تختلف في طبيعتها عن علاقة من سواه وهكذا.

وثاني الوجهين: أن هذه العلاقة قد تتأثر بأعلى درجات الكره ولهذا أسباب مختلفة تنتج عن خلل اجتماعي أو اقتصادي. وقد أدركنا هذا في قضيتي الوأد، والقتل في العصر الجاهلي؛ فالذين وأدوا بناتهم خوفاً من عارهن، أو قتلوا أولادهم خشية فقرهم، كانوا يعيشون في واقع فرض عليهم ما فعلوا وكانوا من الضعف والعجز بحيث لم يستطيعوا مقاومته. وقد بين الله ما سيكون عليه حالهم جزاء فعلهم في قوله تعالى: {وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت}[7] وفي قوله تعالى: {ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقكم وإياهم إن قتلهم كان خطئاً كبيرا}[8].

وإذا كانت قضايا قتل الأولاد خشية الفقر قد زالت مع زوال العصر الجاهلي فإن قضايا الخوف من مسئولية الإنفاق ما زالت تحدث في العصر الحاضر ولكن على نحو محدود كما هو حال بيع الأطفال للخلاص من نفقتهم، وعلى الأخص في عدد قليل من البلدان التي تواجه أوضاعاً إقتصادية قاسية.


وعلى أي حال فإن ما حدث في الماضي أو يحدث في الحاضر أو المستقبل من خلل في علاقة الوالد بولده لا يعني انتفاء الغريزة الفطرية التي أودعها الله في الوالد نحو ولده؛ لأنه جزء مادي منه يرتبط به ارتباط الفرع بأصله والجزء بكله.


وسيظل الخلل في هذه العلاقة وضعاً استثنائياً لا يعدل ولا يبدل في سنة الله في خلقه {سنة الله التي قد خلت في عباده ولن تجد لسنة الله تبديلاً}[9].


الظواهر المادية في علاقة الولد بوالديه:


هناك قصص ووقائع كثيرة تتسرب من وسائل النشر في عدد من بلدان الشرق والغرب، أو تتسرب من الطرح المتداول في بلد وآخر عما تطفح به دور الرعاية الإنسانية للمسنين، وتحكي هذه القصص ما يمكن وصفه بـ((الصدمات)) في علاقة الولد بوالديه، وتخليه عنهما في حال كبرهما أو مرضهما. ومع ما في هذه الصدمات من معاناة إلا أن الإفصاح عنها يظل محصوراً في نطاق محدود، فقد يصعب على الوالدين أو أحدهما سوق ولده إلى القضاء لمطالبته بنفقته، أو قد يريا أن مدتهما في الحياة الدنيا محدودة لا تستحق الاهتمام بقضية نفقتهما، أو حتى معاناتهما. ولهذا يلملمان وضعهما بطريقة مّا حتى يأتيهما اليقين.


ومع إخفاء وقائع هذه العلاقة من جانب الوالدين إلا أن طبيعة بعض هذه الوقائع تجعل من الصعب إخفاءها أو التستر عليها. ومن هذه الوقائع قضية أم مسنة وجدها المارة فيما يشبه الغيبوبة في أحد المنعطفات بعد أن ضربها ابنها وزوجته وألقيا بها خارج المنزل. وقضية أم مبصرة صحبها ابنها للصلاة في أحد أماكن العبادة ثم تركها للمحسنين، ومع ذلك أصرت على عدم ذكر اسمه مخافة التشهير به أو عقابه.


وقضية أم مسنة تسكن وحدها في كوخ برغم كثرة أولادها، وغناهم ولم يعرفوا عن وفاتها إلا من جيرانها. وقضية أب تقاسم أولاده ثروته ف أثناء مرضه العضال ثم تخلوا عنه، وتنكروا له بعد أن شفي من مرضه. وقضية أب آخر اضطره تخلي أولاده عنه إلى كسب قوته بنفسه برغم شيخوخته وآلامه.


وإذا كانت هذه القضايا غير محصورة في مكان أو زمان مّا – كما ذكرنا – فإن أمر قبولها من عدمه يختلف من مكان لآخر، فعندما وجد مواطنو إحدى البلدان الصناعية مواطناً منهم قد توفي في إحدى الحدائق العامة بسبب البرد والجوع صاحوا ضد جمعيات الرعاية، واتهموها بالتقصير مع علمهم بوجود أولاد له. وذلك لمعرفتهم بما يجري في مجتمعهم من ضعف العلاقة بين الوالد وولده بعد بلوغ الأخير سن الرشد، واستقلاله عنه، وافتراضهم كذلك بأنه كان على الأب ((حساب)) وضعه في كبره وعدم الاعتماد على ولده أو تكفل دور الرعاية بهذا الوضع في حال عجزه.



ولكن الأمر يختلف في بلاد أخرى ففي البلاد الإسلامية أو الغالب منها – مثلاً – لا تتوقف العلاقة بين الوالد وولده عند زمن معين بل ربما يُذهب الأب عمره في الكسب على أولاده مع قدرتهم وكسبهم لعيشهم، بل إن قصده وهمه من جمع المال ينصب دائماً على محاولة إسعادهم في حياته وبعد مماته، فلهذا لا يفرق بين ما يختص به وما يختصون به من مال وهنا تكون صدمته أقسى وأشد عندما يتخلون عنه وهو في حال من الحاجة ليس لأنهم أخلوا بواجبهم الشرعي في بره والإحسان إليه فحسب، بل لأنهم أخلوا كذلك بواجبهم الخلقي فنسوا ما فعله، وجحدوا ما صنعه.


ولقد نقل أبو عبدالله القرطبي صورة لصدمة الأب الذي شكاه ابنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومفاد هذه القصة ما رواه جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن أبي أخذ مالي. فقال له عليه الصلاة والسلام: ((فأتني بأبيك))، فنزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((إن الله عز وجل يقرئك السلام ويقول لك: إذا جاءك الشيخ فاسأله عن شيء قاله في نفسه ما سمعته أذناه)).

فلما جاء الشيخ قال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما بال ابنك يشكوك، أتريد أن تأخذ ماله؟)) فقال: سله يا رسول الله، هل أنفقه إلا على إحدى عماته أو خالاته أو على نفسي؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إيه دعنا من هذا، أخبرني عن شيء قلته في نفسك ما سمعته أذناك؟)) فقال الشيخ: والله يا رسول الله، ما زال الله عز وجل يزيدنا بك يقيناً، لقد قلت في نفسي شيئاً ما سمعته أذناي. قال: ((قل وأنا أسمع)) قال: قلت:



غَذَوتُكَ مَولوداً ومُنْتُكَ يافِعاً تُعَلُّ بما أَجني عليكَ وتَنهَلُ
إذا ليلةٌ ضافَتكَ بالسُّقم لم أَبِتْ لسُقمِكَ إلَّا ساهِراً أَتمَلمَلُ
كأنِّي أنا المطروقُ دونَكَ بالَّذي طُرِقتَ بهِ دُوني فعَيني تَهمِلُ
تَخافُ الرَّدى نفسي عليكَ وإنَّها لتعلَمُ أن الموتَ وَقتٌ مُؤَجَّلُ
فلمَّا بَلَغتَ السنَّ والغايةَ الَّتي إليها مَدى ما كُنتُ فيكَ أُؤَمِّلُ
جَعلتَ جَزائي غِلظَةً وفَظاظَةً كأنَّكَ أنتَ المنعِمُ المتَفَضِّلُ
فليتَكَ إذْ لم تَرعَ حَقَّ أُبُوَّتي فعَلتَ كما الجارُ المصاقِبُ يَفعَلُ
فأولَيتَني حَقَّ الجِوارِ ولم تكُن عليَّ بمالٍ دونَ مالكَ تَبخَلُ


قال: فحينئذ أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بتلابيب ابنه وقال: ((أنت ومالك لأبيك))[10].

وللموضوع تتمة



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 93.27 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 91.56 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.84%)]