وقفات مع صلاة الوتر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4593 - عددالزوار : 1301511 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4138 - عددالزوار : 828275 )           »          جرائم الرافضة.. في الحرمين على مر العصور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 122 )           »          المستشارة فاطمة عبد الرؤوف: العلاقات الأسرية خير معين للأبناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 117 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13156 - عددالزوار : 348707 )           »          الحياة الإيمانية والحياة المادية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 181 )           »          وَتِلْكَ عَادٌ... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 312 )           »          معركة شذونة.. وادي لكة.. وادي برباط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 315 )           »          أخــــــــــلاق إسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 849 )           »          إضاءات سلفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 2957 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-11-2020, 08:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 140,282
الدولة : Egypt
افتراضي وقفات مع صلاة الوتر

وقفات مع صلاة الوتر
د. خالد النجار








الحمد لله العليم القدير، خلَق الخلق ودبَّرهم بعلمه وقدرته، وقضى فيهم بأمرِه، وسلَّط بعضَهم على بعض بحكمته، وأمدَّ للظالم يستدرِجُه، وجعل العاقبة للمتقين، نحمده على قضائه، ونشكره على عافيته.







وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، مَن تفكَّر في خلقه وأفعاله أقرَّ بربوبيته، وأذعن لألوهيته، وعظَّمه تعظيمًا، وكبَّره تكبيرًا.







وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اصطفاه الله تعالى واجتباه، وللهدى هداه، ومِن الخير أعطاه؛ ﴿ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى ﴾ [الضحى: 6 - 8]، صلى الله وسلَّم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين، أما بعد:



فإن صلاة الوتر من العبادات الجليلةِ التي أوصى بها النبيُّ صلى الله عليه وسلم، خاصةً أهلَ القرآن من أمَّته، وقد جمعتُ فيها عدة مسائل؛ لتسهيل الوقوف على أحكامها، ومطالعة فضائلها وأسرارها، راجيًا المولى أن تقع موقع القَبول والأجر والمثوبة.







قال إسحاق بن إبراهيم: معنى ما رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُوتِر بثلاثَ عشرةَ ركعةً: أنه كان يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة مع الوتر؛ يعني من جملتها الوتر، فنُسِبت صلاة الليل إلى الوتر.







الوتر سُنَّة مؤكدة وليس بواجب؛ فعن عليٍّ رضي الله عنه أنه قال: إن الوتر ليس بحتمٍ كصلاتكم المكتوبة، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوتر، ثم قال: ((يا أهل القرآن، أوتِروا؛ فإن الله وترٌ يحب الوتر)).







وروى أبو داود والترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم قولَه: ((إن الله وتر يحب الوتر، فأوتروا يا أهل القرآن)).



(إن الله وتر): واحدٌ لا شريك له.



(يحب الوتر): أن يجعل الشيء وترًا، ولذا خلق السماوات سبعًا، وجعل الطوافَ سبعًا، وهكذا.



قال نافع: وكان ابن عمر لا يصنع شيئًا إلا وترًا.







قال أهل العلم: والسُّنة المداومة على الوتر، لكنه ليس بواجبٍ، واستدل الإمامُ البخاري رحمه الله في صحيحه على أن الوترَ ليس بواجب بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُصلِّيها على الراحلة، فقال: ولو كان واجبًا لنزَل وصلَّى على الأرض؛ لأنه في الفريضة ما كان يُصلِّي على الراحلة، وإنما كان يقف ويصلي على الأرض، أما النافلة، فكان يصلي على راحلته حيث تتَّجِه به، وكذلك الوترُ كان يصليها على الراحلة، فكونُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم يُصلِّي الوتر على الراحلة، فيه دليلٌ على أنه ليس بواجب.







لكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يترك صلاة الوتر في حضرٍ ولا سفرٍ، وقد قال الإمام أحمد في رجل كان يتركه: "رجل سوء، لا تُقبَل شهادته".







وقت الوتر من بعد صلاةِ العشاء إلى طلوع الفجر، فعن أبي تَميمٍ الجيشاني رضي الله عنه أن عمرو بن العاص رضي الله عنه خطب الناس يوم جمعةٍ، فقال: إن أبا بصرة حدَّثني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله زادكم صلاةً، وهي الوتر، فصلُّوها فيما بين صلاة العشاء إلى صلاة الفجر))، قال أبو تميم: فأخذ بيدي أبو ذرٍّ، فسار في المسجد إلى أبي بصرة رضي الله عنه، فقال: أنت سمعت رسول الله يقولُ ما قال عمرو؟ قال أبو بصرة: أنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ [رواه أحمد بإسناد صحيح].



وكلما أخَّره الإنسان فهو أولى، إلا إذا خشِي فواتَه، أو صلَّى القيام مع الإمام في رمضان، فالأفضل التعجيل.







قال جابر رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن خاف ألَّا يقومَ مِن آخر الليل، فليُوتِر أولَه، ومَن طمِع أن يقومَ آخرَه فليُوتِر آخر الليل؛ فإن صلاة آخر الليل مشهودةٌ [تشهدها الملائكة]، وذلك أفضل))؛ رواه مسلم.







قالت عائشة رضي الله عنها: مِن كلِّ الليل قد أوتر النبيُّ صلى الله عليه وسلم؛ من أول الليل وأوسطه وآخره، فانتهى وتره إلى السَّحر؛ [رواه الجماعة].







وإذا أُذِّن للفجر وأنت توتر، فأكمِل الصلاة.







إذا المرء جمَع بين العشاءَينِ [المغرب والعشاء] جمعَ تقديمٍ، دخل وقت الوتر.







والوتر أقلُّه ركعةٌ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الوتر ركعة من آخر الليل))؛ [رواه مسلم]، وأدنى الكمال ثلاث ركعات، أما أدنى السُّنية فركعة واحدة.







وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُصلِّي في الغالب إحدى عشرة ركعة كما في حديث عائشة: "ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة"؛ يعني: في الغالب، وثبت من حديث ابن عباس أنه أوتر بثلاثَ عشرةَ ركعةً.







قال صلى الله عليه وسلم: ((لا توتروا بثلاث تشبهوه بالمغرب))؛ [رواه الحاكم، والبيهقي، والدارقطني]؛ أي: لا يجوز لمن أحبَّ أن يوتر بثلاث أن يجعلها كالمغرب.







للوتر بثلاث ركعات صفتان:



(الأولى): أن يسرُدَ الثلاث بتشهُّد واحد؛ لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يُسلِّم في ركعتَيِ الوتر"، وفي لفظ: "كان يوتر بثلاث لا يقعد إلا في آخرهن"؛ [رواه النسائي].







(الثانية): أن يُسلِّم من ركعتين ثم يوتر بواحدة؛ لما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما: أنه كان يفصل بين شفعه ووتره بتسليمة، وأخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك؛ [رواه ابن حبان، وقال ابن حجر في الفتح: "إسناده قوي"].







أما إذا أوتر بخمس أو بسبع، فإنها تكون متصلة، ولا يتشهد إلا تشهدًا واحدًا في آخرها ويُسلِّم؛ لِما رَوَت عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلِّي مِن الليل ثلاثَ عشرةَ ركعةً، يُوتِر مِن ذلك بخمس، لا يجلس في شيء إلا في آخرها؛ [رواه مسلم].







وعن أمِّ سلمة رضي الله عنها قالت: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يوتر بخمس وبسبع، ولا يفصل بينهن بسلام ولا كلام؛ [رواه أحمد].







وإذا أوتر بتسع، فإنها تكون متصلة، ويجلس للتشهُّد في الثامنة، ثم يقوم ولا يسلم، ويتشهَّد في التاسعة ويسلم؛ لِمَا رَوَته عائشة رضي الله عنها كما في مسلمٍ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُصلِّي تسع ركعات لا يجلس فيها إلا في الثامنة، فيذكر الله ويحمده ويدعوه، ثم ينهض ولا يسلِّم، ثم يقوم فيصلي التاسعة، ثم يقعد فيذكر الله ويحمده ويدعوه، ثم يسلم تسليمًا يُسمِعنا.







هذا في صلاة الليل إذا كان الإنسان يُصلِّي وحدَه، أما إذا كان يصلي بالناس، فلا يفعل هذا؛ لأن فيه مشقةً على الناس، لكن إذا سرَد ثلاث ركعات، فلا بأس.







إن أوتر بإحدى عشرةَ، فإنه يُسلِّم مِن كل ركعتين، ويوتر منها بواحدة.







عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اجعَلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا))؛ [رواه البخاري ومسلم]، والمراد مجموع الصلاة بالليل يكون وترًا، ولو كان المراد أن يختم بواحدة، لقال: "لا تصلوا بعد الوتر"؛ كما قال: ((لا تصلوا بعد الفجر))؛ [رواه أبو داود].







وعند مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُصلِّي بعد الوتر ركعتين جالسًا، قال النووي رحمه الله: "وهذا الحديث محمولٌ على أنه صلى الله عليه وسلم صلَّى الركعتين بعد الوتر بيانًا لجواز الصلاة بعد الوتر"؛ [المجموع؛ للنووي 3/512].



وعند ابن خزيمة عن عائشة رضي الله عنها أنه كان يقرأ فيهما بالزلزلة والكافرون.







روى النسائي، عن أُبَي بن كعب رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الوتر بـ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾، و﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾، و﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾".







قنوتُ الوترِ سُنة علَّمه النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي رضي الله عنهما، فلو لازمه فلا بأس في ذلك، وإذا تركه أحيانًا فلا بأس.







ثبت في المعجم الكبير للطبراني عن الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما قال: "علَّمني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم دعاء القنوت في الوتر: ((اللهم اهدِنا فيمَن هديتَ، وعافِنا فيمَن عافيتَ، وتولَّنا فيمَن تولَّيتَ، وبارِكْ لنا فيما أعطيتَ، وقِنا شرَّ ما قضيتَ، إنك تقضي ولا يُقضَى عليك، وإنه لا يَذِلُّ مَن واليت، تباركَت وتعاليت)).







لا بأسَ مِن جعل القنوت قبل الركوع أو بعده، فمحلُّ القنوت في الوتر بعد الركوع، وأما قبله، فقد جاء في حديث أنس، وفعَلَه بعض الأئمة؛ أي: قنت قبل الركوع، وقال: إنما قنتُّ لأبيِّن للناس أنه جائز.







والأَوْلى أن يكون بعد الركوع، وجاء في بعض حديث أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت قبل الركوع، لكن هذا قليل، والأحاديث الكثيرة وردَتْ أنه قنت بعد الركوع، وهي السُّنة الأغلب.







لا بأس من الزيادة على دعاء القنوت، فعن عبدالرحمن بن عبدٍ القاريِّ: "كانوا - أئمةُ القيام في عهد عمر رضي الله عنه - يلعَنُون الكفرة في النصف الثاني من رمضان: اللهم قاتِل الكفرة الذين يصدُّون عن سبيلك، ويكذِّبون رسلك، ولا يؤمنون بوعدك، وخالِفْ بين كلمتِهم، وألقِ في قلوبهم الرعب، وألقِ عليهم رجزك وعذابك إلهَ الحق"؛ [رواه ابن خزيمة].







من السُّنة بعد الفراغ من الوترِ أن يقول: سبحان الملك القدوس، ثلاثَ مرات، يجهَرُ بالثالثة ويمدُّ بها صوته؛ ثبت عن أُبَي بن كعبٍ رضي الله عنه أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلَّم في الوتر قال: ((سبحان الملك القدوس))، ويرفع صوته في الثالثة؛ [رواه أبو داود والنسائي]، وله: "ثلاث مرات، يُطِيل في آخرهن".



وفي رواية البيهقي: وكان يقول إذا سلَّم: ((سبحان الملك القدوس)) مرَّتينِ يسرُّهما، والثالثة يجهَرُ بها ويمدُّ بها صوته.



وفي رواية له أخرى: ثلاث مرات يمد بها صوته في الآخرة يقول: ((رب الملائكة والرُّوح)).







ثم يدعو بما رواه أحمد وأصحاب السنن عن عليٍّ أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان يقول في آخر وتره: ((اللهم إني أعوذُ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أُحصِي ثناءً عليك، أنت كما أثنيتَ على نفسك)).








مَن صلَّى الوتر وأراد أن يصلي آخر الليل صلَّى مثنَى مثنَى، ولم يُوتِر مرة أخرى؛ فعن طَلْق بن علي رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا وترانِ في ليلة))؛ [رواه أبو داود، والترمذي، والنسائي].







مَن فاته الوتر صلَّى بالنهار شفعًا، قالت عائشة رضي الله عنها: كان صلى الله عليه وسلم يوتر بإحدى عشرة، فإذا شغله مرضٌ أو نوم صلَّاها من النهار ثنتَي عشرة ركعة؛ [رواه الشيخان].




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 69.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 67.79 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.41%)]