|
ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() للزوج أيضًا عادة د. مبروك عطية وكما كانت للزوجة عادةٌ في بيت أهلها، قد يكون منها أنها كانت مخدومة، فصارت في بيت زوجها خادمةً، للزوج أيضًا -إذا كان عاقلا- عادة، بل عادات تخلفت عندما ضم إليه كِيانًا جديدًا هو الزوجة. لقد كان من عاداته مثلا أن يسهر الليل مع الرفاق، وربما كان ذلك حتى مطلع الفجر، وسواء أكان هذا السهر مشروعًا -من قيام ليل وزيارة صديق مريض أو محتاج أو قراءة علم- أم كان سهرًا فيه من الشوائب ما يجب أن يتخلص منه شباب الأمة. حدثني أحد الوجهاء من الشباب عن بعض عاداته مع جماعة من أصحابه أنهم ينطلقون بسيارة أحدهم في شوارع القاهرة في تمام الساعة الثالثة فجرًا دون هدف، مجرد التطواف في الشوارع وهي خالية أو شبه خالية، يضحكون ويسرعون بالسيارة، وقد يغازلون امرأة أو شابة، لا أحد منهم يعلم الظرف الذي جعلها في الشارع في هذا الوقت من السحر، وقد يظن أحدهم أنها بغي، وقد يحسن الظن بها بعضُهم، ويميلون أحيانًا إلى أحد المحالّ التي يطلق عليها «كوفي شوب» ليشربوا قهوة أو عصيرًا، هكذا قال لي، ومما سرني أنه قال: ثم نختم تلك الرحلة بصلاة الفجر في أي مسجد يمرون به قبل تفرقهم ليناموا هذا ما حكاه لي. بيد أن الأمر الذي أود مناقشته هنا هو أن بعض هؤلاء قد تزوج، ولما ظن رفاقه أن زواجه سوف يمنعه من ممارسة هذه العادة أقسم لهم بالله وحلف بالطلاق أنه لن يكون حائلا، وقال فيما قال: - إذا شعرت أن الزواج يخنقني فلن أبقي على زوجتي! ومعنى ذلك أنه يَعُد بقاءه في بيته، وفي دفء زوجته خنقًا له وشنقًا، وهذا من وسوسة الشيطان، وحديث النفس الأمارة بالسوء. فالله عز وجل يقول في آية الروم التي نحن في نورها: {لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا} وفي السكون إلى الزوجة راحة من كل تعب، وسعادة من بعد شقاء، وأنس من بعد وحشة، واستجمام من بعد تمزق، وأمل من بعد يأس، ورجاء من بعد تمن. ثم إنه إذا لم يخالف عادته، واستمر على ضياع وقته خارج بيته فلمن يترك زوجته؟ من يؤنس وحشتها، ويلملم غربتها، ويواسي جرحها؟ وجرح الزوجة بسبب هجر زوجها عميق، ووجعها منه أشد ألمًا وإيلامًا. ثم إن الرجل الذي هو صحابي كريم، ومعدن في الإسلام أصيل، لما قضى الليل في عبادة وصلاة، وصام النهار، وهو أبو الدرداء، قال له أخوه سلمان الفارسي: إن لزوجك عليك حقًّا، وأقر النبي –صلى الله عليه وسلم– ما قاله له سلمان، فصار سنة وحديثًا كما رواه البخاري في صحيحه، أي أن لله عز وجل حقا شرعه وبينه، وطبقه رسوله المصطفى –صلى الله عليه وسلم– سنة عملية تؤكد البيان وتوضحه وهي أكمل برهان، وللزوجة على زوجها حق، ولأعضاء البدن حق، وللضيف حق، والمطلوب شرعًا إعطاء كل ذي حق حقه، فكيف يرى بعضُ الشباب أن حق الزوجة في أدائه حبس، وفي الالتزام به سجن، وفي التخلي عن بعض العادات خنق وشنق، إنني أنصح لهؤلاء الذين يسيحون في الشوارع دون هدف ولا مسوغ أن يتقوا الله -عز وجل- الذي جعل الليل سكنا، وأن يؤدوا ما عليهم من حق لزوجاتهم، كي تستقر حياتهم ويهنأ عيشهم. لقد تزوج أحد المحدثين، الذين ترجم لهم الذهبي في تذكرة الحفاظ فقال بعض تلاميذه: لقد عشت أربعين سنة أصلي الفجر بوضوء العشاء حتى جاءت أم عبد الرحمن. ويفهم من ذلك أن أم عبد الرحمن زوجته كانت سببًا في تخلفه عن عادته، لقد كان الرجل مشتغلا بالعلم؛ يقضي الليل كله في الاستذكار، والتقرب إلى الله - عز وجل - فإذا حان وقت الفجر صلى وهو لم يزل طاهرًا على وضوء العشاء. فلما تزوج كان من حق زوجته أن يعاشرها، وبالمعاشرة وجب الغسل، أو كانت مداعبة، فانتقض وضوء العشاء، ووجب الوضوء للفجر، فهل تراه أهملها وقال لها: - نورتِ البيت، إن من عادتي أن أصلي الفجر بوضوء العشاء! ولو فعل ذلك فكيف يستقيم ليلُ المرأة، وقد قالت الجاهلية التي سئلت عن سبب ولادتها من زوج لا تحبه: - طول السواد وقرب الوساد. أي أن الليل الطويل والمجاورة يحدثان اللقاء وإن كان الحب مفقودًا، فما بالنا والحب موجود، ذلك أولى أن يكون بينهما من حسن المعاشرة ما يجعلهما يشعران بأن الليل الطويل قصير وإن طال، والوساد قريب، وأقرب من قرب الوساد قرب القلبين اللذين جمعهما الشرعُ على مودة ورحمة وسكن. وفي حديث ثوبان يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «طوبى لمن ملك لسانه، ووسعه بيته، وبكى على خطيئته»، وطوبى جنة أو شجرة فيها أو نور من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في كل بيت مسلم مؤمن برسالته، وليس من ملك اللسان أن يقول الشاب: إن الزواج خنقة، أما وسع البيت فله حديث آخر. ![]()
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |