التشريع قبل الإسلام - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 219 - عددالزوار : 141173 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 100 - عددالزوار : 20001 )           »          إعانة الفقيه بتيسير مسائل ابن قاسم وشروحه وحواشيه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 19101 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 226 - عددالزوار : 73506 )           »          فواصل للمواضيع . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 29 - عددالزوار : 116 )           »          إزالة الأذى والسموم من الجسوم في الطب النبوي (pdf) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          صناعة المالية الإسلامية تعيد الحياة إلى الفقه الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          مواقيت الصلوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 3549 )           »          علة حديث: ((الصراط أَدقُّ من الشعرة وأَحدُّ من السيف)) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          صدى المعنى في نسيج الصوت: الإعجاز التجويدي والدلالة القرآنية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-10-2020, 09:41 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,222
الدولة : Egypt
افتراضي التشريع قبل الإسلام

التشريع قبل الإسلام
الحسين عبد الغني أبو الحسن أحمد ماجد












في البداية، لا بد من نظرة عامة في حالة العرب الاجتماعية والعلمية: فإنهم كانوا - إلا القليل منهم - يعيشون عيشة البداوة؛ وهؤلاء هم البدو والقليل منهم سكنوا الأصقاع والقرى والمدن المتحضرة، كاليمن والمدينة ومكة، وعاشوا عيشة استقرار؛ وهؤلاء هم الحاضرة.



والبدو من العرب سكنوا البوادي، وألفوا حياة التنقل والرحيل طلبًا للكلأ والماء، وسكنوا بيوت الشعر والخيام، واعتمدوا في معيشتهم على ما تنتجه ماشيتهم، كما اعتمدوا على الغزو وسيلة من وسائل العيش.



وأما الحاضرة، فقد سكنوا المدن واستقروا بها، وزاولوا التجارة والزراعة، وكانوا أرقى من البدو وأكثر منهم حضارة.








كانت الأمة العربية - في مجموعها - أمة لا تعرف القراءة ولا الكتابة، قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ ﴾[1] فقد نعتهم الله تبارك وتعالى بالأميين وقد تعاونت هذه الأمية مع طبيعة الحياة الصعبة التي كانوا فيها، على إبعاد العرب حينذاك عن الحضارة والعلم؛ فلم تكن لهم حضارة تقوم على أسس، ولا علوم مدونة في كتب يدرسونها.



وليس معنى هذا أنهم تجردوا عن كل فضل، بل كان لهم نصيب من ذلك، وإن اختلط فيه الطيب بالخبيث.



قال الشاطبي: "واعلم أن العرب كان لهم اعتناء بعلوم ذكرها الناس، وكان لعقلائهم اعتناء بمكارم الأخلاق، واتصاف بمحاسن الشيم؛ فصححت الشريعة مها ما هو صحيح، وزادت عليه، وأبطلت ما هو باطل، وبينت منافع ما ينفع ومضار ما يضر منه". اهـ[2].








ومن تلك العلوم: علم النجوم، وكيفية الاهتداء بها في البر والبحر. ومنها: علم التاريخ وأخبار الأمم الماضية. ومنها: علم الشعر وروايته، والتفنن في فنون البلاغة والفصاحة وأساليب الكلام.



ومنها: علم الطب وعلم القيافة.



ومنها ما هو محرم، كعلم الكهانة، والطيرة، والخط في الرمل، ونحو ذلك...



هذا ما يخص حالتهم الاجتماعية والعلمية.



وأما ما يخص حالتهم التشريعية أو القانونية، فنقول: لم يكن عند العرب حكومة أو سلطة تتولى أمر التشريع، وإنما كان عندهم العادات والأعراف والتقاليد التي تكوّن ما يمكن تسميته بالقانون الجاهلي.








كما أنه لم تكن لهم سلطة قضائية يترافعون إليها في منازعاتهم، وإنما كانوا يرجعون إلى شيخ القبيلة، أو من يتفق الخصمان على الترافع إليه، من كبير في قومه أو نحوه.



وما كان واحد من هؤلاء يقضي بقانون مكتوب، وإنما يقضي بما يعرفه من عادات وأعراف القوم الذين يعيش فيما بينهم.








كما أن المتخاصمين ما كانوا مُلزمين بالرجوع إلى من ذكرنا، وإذا ما أصدر حكمًا فقد لا يطيعه المحكوم عليه، وقد لا يمسه من جراء ذلك أي أذى، إلا ما قد يتعرض له من نقمة قبيلته، أو غضب من يهمه تنفيذ هذا الحُكم.



هكذا كانت حالتهم التشريعية قبل الإسلام وهكذا كانت حياتهم يسيرون في غياهب الجهل والظلام إلى أن أشرقت شمس الإسلام وعم عليهم نوره وهداهم إلى صراط الله القويم وشرعه المستقيم.




وإلى هنا تنتهي حقبة التشريع والقانون الوضعي في عهد الجاهلية بما كان يتفق مع عاداتهم وتقاليدهم ومنهج حياتهم.









[1] سورة الجمعة: 2.




[2] الموافقات للشاطبي ج2/ 12.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.78 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.25%)]