نقاد السرائر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14853 - عددالزوار : 1085992 )           »          بيع العربون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          أحكام من أدرك وقت الصلاة فلم يصل ثم زال تكليفه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          بيع حبل الحبلة والمضامين والملاقيح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          لماذا أحب رسول الله؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          علة حديث: ((من غسل واغتسل يوم الجمعة وبكر وابتكر، كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الحديث العاشر: صلة الرحم تزيد في العمر والرزق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يبال في الجحر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          رفع الارتياب في بيان أحكام إجازة القراءة والسماع عن بعد ومن وراء حجاب لأحمد آل إبراهي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 483 - عددالزوار : 174558 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-10-2020, 09:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,449
الدولة : Egypt
افتراضي نقاد السرائر

نقاد السرائر


د. محمود عبدالجليل روزن






مِن تشريف الله للإنسانِ وتكريمه أن جَبَله على تقدير ذاته، وقد اتَّفق عقلاء البشر وعلماء النفس المعتبرون على أنَّ من أهمِّ الحاجات البشرية الحاجة إلى التقدير. وإن كانت الحاجة أمُّ الاختراع - كما يقولون- فإنَّ الحاجةَ إلى التقدير هي أبو الاختراعِ!

وإن وُضِعَت هذه الغريزةُ موضعها بلا زيادة تُفضي إلى العُجب والغرور، ولا نقصانٍ يودي إلى فقد الثقة بالنفس واحتقارها؛ فحُقَّ للإنسان - حينئذٍ - أن يُعَدَّ في الأسوياء. إن قلتَ: أنا في حاجةٍ... أَقُلْ لكَ إذًا أنت كائن حيٌّ، وإن قلتَ: أنا في حاجةٍ للتقديرِ؛ أَقُلْ لكَ: إذًا أنت إنسانٌ.

وما عِنادُ الطفل مُذْ كان رضيعًا، يُجاهد أن يفعل كلَّ شيءٍ بنفسه: يرتدي زيَّه بنفسه، وينتعل حذاءه بنفسه ويتناول طعامه بنفسه.. إلخ؛ ما كلُّ هذا إلا ترجمةٌ عن الحاجة لتقدير الذات.

وتستدعي هذه الجبلَّةُ غريزةً أخرى، وهي أنَّ كلَّ امرئٍ يُحبُّ أن تكون له خصوصيته، ولا يستريح إن نصَّبَ أحدٌ نفسه حاكمًا مُتسلِّطًا عليه، ومن هنا كانت النفوس الأبيَّةُ ترفض الذُّلَّ والعبودية لغير الله. وهذا الرفضُ ينسحبُ على آلهةِ السرائر كما ينسحبُ على آلهة الظواهر، فكما أنَّ الحُرَّ الأبيَّ لا يقبل بغير الله إلهًا؛ فكذلك؛ لا يقبل بأن يحكم على سريرته إلا مولاه.

ولـمَّا كان الأمر على ذلك؛ كان أكثر ما يُضارُّ به الإنسانُ الـمُمعن في إنسانيته أن يُنصِّبَ أحدٌ من نفسه حَكَمًا عليه، ينتقدُ سريرته ويؤاخذه بالظنِّ، وإن كان ظنُّه من البعض الذي ليس بإثمٍ، وقد يحتملُ الإنسانُ نقدَ الظاهر وإن كانَ مُجحفًا ولا يحتملُ نقد الباطنِ القائم على الظنّ وإن كان صوابًا.

وهو من الأمور التي يجب أن يتنبَّه إليها الناصح والناقد، فلا يتجاوز قدره ولا يغلو إلى الشطط.

وليعلم أنَّ كثير الظنَّ المنهيَّ عنه في القرآن، هو الظنُّ في فعل الإنسان لشيءٍ قد يكون فعله أو لم يفعله، أما النقد المبنيُّ على الظنِّ في السريرة: هل يريد فعل كذا أو لا يريد؛ فذاك بَغْيٌ على بَغْيٍ.

وأخطرُ ما يقعُ فيه نقَّاد السرائر أنَّهم قد يُكفِّرون ويبدِّعون ويُفسِّقون بالظنِّ، وهم يحسبون أنَّهم يُحسنون نقدًا.

وقد نهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: "أيما امرئٍ قال لأخيه كافر، فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال، وإلا رجعت عليه"[1].

وغالبًا ما يتكئُ ناقِد الخوافي على تكأةٍ من ذاته فيقيس عليها ما غاب عنه من غيره، فهو يقول: لابد أنَّ فلانًا يظنُّ كذا لأنَّ به كذا، ولأنّني إن كنتُ مكانه – أو حين كنتُ مكانه – كان ظنِّي هكذا.

ثمَّ لا يكتفي بمقايسته إلى ذاته؛ بل يَطغى فيجلد، وهو الذي ما فكَّر في أنَّه ما تعرَّض لنفسه بنقدٍ حين كانت كذلك. فعلى فرض صحَّة ما ذهب إليه في قياسه؛ فأولى به أن يقيسَ على مُسامحته مع نفسه وقد تحقَّق من خطيئتها وجَوْرِها، فيُسامِح أخاه فيما لم يَعْدُ طور الظنِّ بعدُ.


فإيَّاك أيَّها الناقد والسرائر، فذاك مجالٌ مغلق في وجه النقد. ويمكن أن يقال: ما لا يمكن رصدُه لا ينبغي نقدُه.


[1] متفق عليه.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.60 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.46%)]