|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() اصبر وتجلد على عاديات الزمان أ. محمد بن سعد الفصّام هكذا الصبر؛ يحمد ربَّه على موت ولده، وبتر قدمه! لا شكَّ أنَّ للمصيبة حرارةً، وللقلبِ منها جؤارًا، وللعين قذًى، ولكنَّ المسلمَ والمسلمة موعودانِ بأعظم مما فقدا إن هما صبَرا وسلَّما، فموعودان بطمأنينةِ القلبِ إن هما سلَّما: ﴿ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ﴾ [التغابن: 11]، وموعودانِ بالأجرِ الذي لا يُحَدُّ، والفضلِ الذي لا يُعَدُّ: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10]، وموعودانِ بالخلفِ فيما فقدَاه؛ إن كان مالاً، فاللهُ يُخلِفُه وهو خيرُ الرَّازقين، وإن كان ولدًا، فمِنَ اللهِ العِوَضُ وهو خيرُ الوارثين، وإن كان حبيبًا من أخٍ أو زوجٍ أو والد أو أمٍّ أو غيرِ ذلك، فاللِّقاءُ في الجنَّةِ، ذلك اللقاء الذي كلُّه حفاوةٌ وترحيب، وحُبُور وسرور، لا يعقُبُه همٌّ ولا حزن، ولا خوفُ موتٍ، ولا فقدُ صاحبٍ، حياةٌ يزداد نعيمُها، كل يوم أنعمُ منه ما بعده، بخلافِ أيَّامِ الدنيا؛ فإنَّ نعيمَها في تنازلٍ حتى تذبلَ اللذةُ مع وجودِ النَّعيم، أما الآخرةُ، فنعيمها تصاعديٌّ سرمديٌّ، فاصبِرْ وتصبَّرْ حين تعدو عليك عادياتُ الزَّمانِ، ومِحَنُ الأيَّامِ؛ فاستمرار البكاءِ لا ينفع، وكثرةُ الحزنِ تُفقِدُ الأجرَ، وتُذهِبُ لذَّةَ الصبرِ، والتذكُّرُ يجدِّدُ الجرحَ ولا يُوقِفُه، والأيام سوف تسيرُ، رغمًا عنك، والحياة لن تتوقَّف، فما لَك إلا الصَّبرُ، ولن ينفعَك إلا الصبرُ، ومَنْ يتصبَّرْ يصبِّرْه اللهُ، واشغَلْ نفسَك بما يُنسيك وينفعُك، فلستَ من المصائبِ بأوحدَ، فالمسكين حقًّا مَن تُصيبُه مصيبتانِ: فقدُ محبوبٍ، وعدمُ خَلَفٍ، والثانيةُ أعظمُ من الأُولى، وانظر إلى مَن حولك ممن ابتُلِيَ بأشدَّ منك، فصبَر وصابر حتى تعلَّلت نفسُه ونسِيَ. فأظهِرْ إيمانَك بربِّكَ، وعبوديتَك لخالقِك، وسوف تجد نتيجةَ ذلك حلاوةً تُنسيك مرارةَ مصيبتِك، وانشراحًا يملأ أركانَ صدرِك، ولن يفيدَك الجزَعُ إلا حزنًا وكمَدًا، وحسرةً وحرصًا، وليكنْ حالُك: فَعِشْتُ وَلاَ أُبَالِي بِالرَّزَايَا ![]() لِأَنِّي مَا انْتَفَعْتُ بِأَنْ أُبَالِي ![]() قال عروةُ بنُ الزُّبير - رضي الله عنه - لَمَّا قُطِعَتْ رجْلُه، وأخبروه أنَّ أحدَ أولادِه رفسَتْه دابَّةٌ في الإصطبلِ فمات: اللهمَّ لك الحمدُ، وهبتني أربعةَ أعضاءٍ، فأخذتَ واحدًا وأبقيْتَ لي ثلاثةً؛ فلك الحمدُ، ورزقتَني أربعةَ أبناءٍ، فأخذتَ واحدًا وأبقيت لي ثلاثةً؛ فلك الحمدُ. لذلك أذكرُ لك: وذُكِرَ في خَبَرِ مَن غَبَرَ ممَّن قبلنا في الزَّمنِ الأول: أنَّ مؤمنًا وكافرًا انطلقا يَصيدانِ السَّمك، فأخذ الكافرُ يذكر آلهتَه، فما رفع شبكتَه حتى أخذ سمكًا كثيرًا، وجعل المؤمنُ يذكر اللهَ ربَّه فلا يجيءُ شيءٌ، ثم أصاب سمكةً عند غروب الشَّمس، وبينما هو يُمسِكُها بيده ليستخصلَها من الشَّبكةِ إذ اضطربتِ السَّمكةُ فوقعت منه في الماءِ، فرجع المؤمنُ وليس معه شيءٌ، ورجع الكافرُ وقد امتلأت شبكتُه بالسَّمك، فأسِفَ ملَكُ المؤمنِ الموكَّلُ به، فلمَّا صعِد إلى السماءِ، أراه اللهُ مسكن المؤمنِ في الجنة. فقال: والله ما يضرُّه ما أصابه بعد أن يصيرَ إلى هذا، وأراه مسكنَ الكافرِ في النَّار، فقال: واللهِ ما يُغني عنه ما أصاب من الدُّنيا بعد أنْ يصيرَ إلى هذا. (في حال النقل من المادة نأمل الإشارة إلى كتاب "ولكن سعداء.." للكاتب أ. محمد بن سعد الفصّام، والمتوفّر في مؤسسة الجريسي للتوزيع)
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |