من يعذرني من متشبع؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         طريقة عمل موس الشوكولاتة بثلاثة مكونات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          وصفات طبيعية لتفتيح منطقة الذقن.. تخلصى من المناطق الداكنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          5 أسرار للحفاظ على نضارة البشرة بعد الخمسين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          4 أنواع سناكس خفيفة وصحية لأطفالك فى النادى.. بلاش فاست فود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          طريقة عمل طاجن البطاطس بالجزر وصدور الدجاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          المرطب الأول ولا السيرم؟ اعرفى الترتيب الصحيح لمستحضرات العناية بالبشرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          إزاى تفتح صفحة جديدة بعد تجربة صعبة؟.. 4 خطوات تساعدك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          5 أطعمة تحافظ على رشاقتك وتخلصك من دهون البطن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          4 عصائر من الفواكه الصيفية تنعشك وتخفف إحساسك بالحر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          4 خطوات للحفاظ على الشعر مفرودًا وناعمًا بعد التصفيف الحراري.. ودعي الهيشان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-07-2020, 02:52 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,257
الدولة : Egypt
افتراضي من يعذرني من متشبع؟

من يعذرني من متشبع؟


نبيل بن عبدالمجيد النشمي





إنَّ مرضًا أقل صُورِه الزُّور، وأقبَحُها النِّفاق - إذِ المنافق أصلاً يتزيَّن بِما لَم يُعطَ من الإيمان - لَحَقيق أن يقف عنده العقلاء، ويَتَّخِذوا الْحَيطة والحذر اللازمَيْن؛ لعدم الوقوع فيه، فالْحِرْص على النَّجاة منه أقَلُّ ما ينبغي فِعْله حيالَه، وقد قال فيه سيد الخلق - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الْمُتشبِّع بِما لم يُعطَ كلاَبِس ثوْبَي زُور))[1].

والتشبُّع - في زماننا - يكاد يكون هو الأصل؛ لانْتشاره وعمومه، فقديمًا كان يغلب على جانب التشبُّع العِلْمي، وهو ما يُسمَّى بالتَّعالُم، ووقَف له فرسان الحقيقة وكشَفوا زَيْفَه، أمَّا في هذا العصر وفي كلِّ مصر فقد أصبح جزءًا من الحياة، وفيروسُه أشدُّ انتشارًا من فيروس الزكام، وكأنَّه دليلُ الانتماء للقرن الحادي والعشرين، وعلامة التحضُّر، وقرين العوْلَمة، بل رُبَّما شرط في الارتقاء والتطوُّر الذَّاتِي.

وظهر بِشَكل لافت في جوانِبَ عديدةٍ غير الجانب العلمي، كالجانب الأخلاقي، فتجد مثلاً المتشبِّع بالكَرم، والبُخْلُ يسبق قولَه وفعله، وتجد المتشبِّع بالشَّجاعة، والْجُبْن بين عينَيْه ومِلْء قلبه، والمتشبِّع بسعة الصدر، والضِّيق يتحدَّر من وجهه وجَنْبَيْه، والمتشبِّع بِمهارة الحوار وقبول الرَّأي والرَّأي الآخَر، والسَّيطرةُ على المَجلس وفَرْضُ الرأي ملازِمةٌ له كاسْمِه، والمتشبِّع بترك الغيبة وحِفْظ الأعراض ويَنْصح بذلك، فإذا ما وقع في خلافٍ وخصومة ولو على أتْفَه الأشياء، كان لسانُه سُمًّا زعافًا، والغيبةُ طعامَه وشرابه، وهَلُم جرًّا من التشبُّع بسائر الأخلاق كالزُّهد والْحِلْم وغيرها، وترى السُّقوط في أضيق حفرة، ومن أصغر قِمَّة في أول موقف يَعْترض المتشبِّع.

ومثله التشبُّع في مَجال العلاقات، وخاصَّة بعدَما أصبحت علامة قوَّة في زماننا، فتَجِد من يتزيَّن بإظهار علاقته بالكبار: فرأَيْتُه، وجلسْتُ معه، وقلت له، وقال لي، وحاورته، ورددت عليه، واتفقت معه، وطلب رقمي، وأعطيته... كلُّها عباراتُ تشَبُّع، تنكشف لمن اقترب ولو مترًا من قائلها أو احتاج يومًا إلى نفع عن طريقه، ولم أَجِد في التشبُّع بالوطنيَّة أقبحَ من العلمانيِّين، فَهُم أوَّل مَن يسيء إلى قِيَم الوطن ومبادئه.

وأمَّا مَوْجة الوقت فالتشبُّع المهارِيُّ - عافانا الله وإيَّاكم - فمَن يأخذ طرفًا أو خيطًا ضعيفًا في فنٍّ، فيدَّعي فيه أو يظهر الأستاذيَّة، ورُبَّما العالِمَيَّة، وهناك مَن يعرف مقدِّماتٍ أو جزئيَّات بسيطة، فيتشبَّع بِمَعرفة المستحيل بعينه وباكتشاف السرِّ الأعظم والحلِّ المعقد!!

ودوافع التشبُّع كثيرة، يغلب عليها شهوات النَّفس، مثل حُبِّ الظُّهور، والظُّهورِ بالكمال، أو الخوف والعار من الوصف بِوَصْمة الجهل، فيكون جهلاً مركَّبًا، أو مُجاراةُ الأقران، أو الطَّمعُ، أو الشُّعور الدَّاخلي - وهو خطير - بالنَّقص والعجز، أو هوَسُ المثاليَّة، أو الطَّبع الخبيث، وعلى رأس الأسباب ضعْفُ المراقبة للَّطيف الخبير - سبحانه وتعالى - الذي لا تَخْفى عليه خافية.

ومسكينٌ أخونا المتشبِّع، كَمْ يَخْسر بسبب تشبُّعه! فالتشبُّع يَمْنع صاحِبَه من التعلُّم والتطوُّر، كما أنَّه يُظْهِر صاحبه بوصف الكذَّاب وإن لم يَشْعر، وإذا عُرف امْرُؤٌ بالتشبُّع فلا يثق به مَن يعرفه حتَّى فيما يعرف ويُجيد، وأقسى أضرارِه أنَّ صاحبه يعيش معركة نفسيَّة شديدة في كلِّ لَحْظةِ تشبُّعٍ، هذا إن كان له قلب أو حِسٌّ أو جزء من ضمير، فالمتشبِّع عدوُّ نفسه، يَسْخَر منها وإن لم يَدْرِ.


[1] البخاري (5219)، ومسلم (2130).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.59 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.46%)]