فَصَبْرٌ جَمِيلٌ

[ابوالوليد المسلم]

فَصَبْرٌ جَمِيلٌ


أحمد قوشتي عبد الرحيم



{ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ}
وصف الصبر بالجميل تعبير قرآني عجيب ، إذ قد يقال : كيف يجتمع الصبر مع الجمال ، مع أن أصل معنى الصبر في اللغة يدور حول : المنع والحبس والشدة ، ولا يخلو من نوع مرارة وكراهة ، ومنه الصبر وهو دواء وقد سمي بذلك لشدة مرارته وكراهته .
وجواب ذلك أن الصبر : إذا خلا من الالتجاء إلى الله ، والتوكل عليه ، والثقة به ، واحتساب التعب والنصب ابتغاء مرضاته : فهو مر علقم ، وقاس شديد ، أما إذا توكل العبد على ربه ، وآوى إليه ، ولاذ به ، وبث همه وغمه وشكواه إليه ، فالصبر حينئذ باب خير عظيم ، ومفتاح لأجر بغير حساب " {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب } "
والصبر الجميل هو الذي لا جزع فيه ، ولا معه ، ولا شكوى إِلى غير الله ، ولا تبرم من قضائه ، وإنما يكون على هذا الحال ، إذا تلمح العبد الأجر والثواب ، وحسن العاقبة من الله ، وأن البلاء لم ينزل به لمجرد تعذيبه ، وإنما لتهذيبه واختباره ، وتكفيرا عن سيئاته ، ورفعة لدرجاته .

وصدق من قال :

الصبر مثل اسمه مر مذاقته......... ... لكن عواقبه أحلى من العسل