صلة الأرحام واجب لا يقتصر على الأعياد.. - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تعريف بكتاب المدخل إلى علم السيرة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام: النظائر في السير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          جوانب من عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الهوية في حالة صيرورة وتشكّل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          تأملات مرتحل مسلم .. السفر محطة للإثراء الثقافي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تأملات مرتحل مسلم .. الأسرة ومدرسة السفر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          كيف تتقلب النفس البشرية بين رغبة المدح وخشية النقد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الزينة في القرآن الكريم والكشف عن مفهوم الجمال الحقيقي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تفنيد دعوى وجود رواة أعاجم رووا الحديث بالمعنى فأفسدوه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          حين يلتقي الجهل بالتعصب: كيف يولد التطرف الفكري؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          30 طريقة لإحلال الهدوء في فصول المرحلة الثانوية الصاخبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-03-2020, 06:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,066
الدولة : Egypt
افتراضي صلة الأرحام واجب لا يقتصر على الأعياد..

صلة الأرحام واجب لا يقتصر على الأعياد..
حسن بن محمد




أَوْلى الإسلام عناية كبيرة لبناء مجتمع إسلامي متماسك وقوي، تسوده روح المحبة والرحمة والتكافل بين كافة أفراده ومكوناته، وذلك من خلال دعوته إلى التمسك بصلة الأرحام، والتي تعتبر من أفضل القربات إلى الله، ومن أعجل الخير والثواب في الدنيا وفي الآخرة، ولقد جاءت العديد من آيات القرآن الكريم تحث على صلة القربى، وتدعو إلى التمسك بها، وتنهى عن قطعها، ومن ذلك ما ورد في سورة الأنفال حيث يقول الله تعالى: {وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الأنفال:75]، وفي سورة النحل: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل:90].

كما حذر الله سبحانه وتعالى من العواقب الوخيمة لقطع الأرحام في الدنيا وفي الآخرة، حيث يقول في سورة محمد: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} [محمد:22-23].

ولذلك فإن صلة الرحم هي عنصر بارز في منظومة الأخلاق في الإسلام، وهي تعتبر ضمانة لسلامة المجتمع وتماسكه وقوته، ولها معان عديدة، فهي تشمل القريب في النسب، والجار في السكن، ولقد أمر المسلم أن يكون واصلاً لرحمه، محسناً لجاره؛ لأن تماسك المجتمع وسلامته يكمنان أساساً في الحفاظ على صلة الرحم وحسن الجوار.

وإن من بركات صلة الرحم أن الله سبحانه يوسع لواصل رحمه في رزقه ويدفع عنه ميتة السوء، حيث قال صلى الله عليه وسلم: "من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه"، وحذرنا نبينا صلى الله عليه وسلم من العواقب الوخيمة المترتبة عن قطع صلة الرحم، مهما كانت الأسباب الدافعة إلى ذلك، حيث أكد أن قاطع الرحم لا يدخل الجنة، ولذلك ينبغي على المسلم ألا يقوم باتباع مبدأ المعاملة بالمثل، وألا يقابل السيئة بالسيئة، فالمعنى الحقيقي لصلة الأرحام أن يصل من قطعه، ولا يقصرها على من يصله فقط، حيث قال صلى الله عليه وسلم: "ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها".

ويبقى الحديث النبوي الشريف "لا يدخل الجنة قاطع رحم" بمثابة الحافز والدافع القوي لجميع المسلمين لتكثيف التواصل الأسري والاجتماعي بين أفراد العائلة والأقارب، في الأيام العادية كما في الأعياد والمناسبات الخاصة، فالتزاور يدخل – عادة – الفرح والسعادة والسرور على القلوب، ويخفف من وطأة الشدائد والمحن.

ولكن اليوم نرى أن عدداً كبيراً من المسلمين أصبحوا مقصرين في أداء هذا الواجب العظيم، وأصبح القيام به موسمياً، ويكاد يصبح مقتصراً على الأعياد والمناسبات الخاصة، وهذا يعتبر من مظاهر الخلل والتقصير الذي نهى عنه الإسلام؛ لأن جعل صلة الأرحام مقصورة على الأعياد والمناسبات أمر غير محمود، وسلوك غير أصيل لكل مسلم متمسك بدينه وبسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، بالرغم من كثرة الأعذار التي يقدمها الناس اليوم وتعللهم بأننا نعيش في زمن يوصف بعصر السرعة، حيث كثرة مشاغل الحياة وتعقد تفاصيلها، الأمر الذي لا يتيح الوقت الكافي للقيام بواجب صلة الأرحام.

إن صلة الأرحام كانت في الماضي تعتبر أحد الفروض الدينية والاجتماعية المقدسة لدى السلف الصالح، ولكنها اليوم بدأت تشهد فتوراً وتراجعاً بشكل ملحوظ، خاصة في ظل تسارع نسق الحياة وتعقد تفاصيلها، فاقتصر القيام بها على المناسبات العامة، مثل الأعياد والمناسبات الخاصة، كحفلات الزواج، وباستثناء تلك المناسبات لا توجد صلة رحم حقيقية ومستمرة بشكل دائم، كما كان الأمر سائداً في ماضي المسلمين، حيث كان التواصل حميمياً ومتيناً بين الأهل والأقارب في جميع الأوقات والمناسبات.

وقد شق الله سبحانه وتعالى لها اسماً من أسمائه ووعد بوصل من يصلها، وقطع من يقطعها.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.60 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.46%)]