عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري

[ابوالوليد المسلم]

عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري


د. سيد مصطفى أبو طالب






اسمه ونسبه: هو أبو محمد عبدالله بن مسلم بن قتيبة[1]، الدِّينَوَرِي [2]، المَرْوزيّ[3].


مولده ونشأته:
ولد بالكوفة سنة (213هـ)[4] وقيل ببغداد[5].
قضى ابن قتيبة معظم حياته في بغداد، وكانت إذ ذاك قِبْلَة الدنيا في العلم والمعرفة والثقافة، كما قضى شطرًا من حياته في الدِّينَوَر قاضيًا لها.


شيوخه:
تتلمذ ابن قتيبة على يد جَهَابِذة عصره الذين كانوا في بغداد، حيث تجمع فيها جهابذة العلماء والأدباء والفقهاء والمحدثين، فأخذ عنهم علما غزيرًا واسعًا شمل مختلف نواحي الثقافة العربية والإسلامية في ذلك الوقت؛ من حديث وتفسير، ولغة وأدب وأخبار، وغيرها.

ومن هؤلاء العلماء:
1- والده مسلم بن قتيبة.
2- أحمد بن سعيد اللحياني، صاحب أبي عبيد القاسم بن سلام.
3- أبو عبدالله محمد بن سَلام الجحمي البصري (ت231هـ)[6].
4- أبو يعقوب إسحاق بن راهويه (ت238هـ)[7].
5- أبو إسحاق إبراهيم بن سفيان الزيادي (ت249هـ)[8].
6- أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني (ت248هـ) أو (255هـ)[9].
7- أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ (ت255هـ)[10].
8- أبو الفضل العباس بن فرج الرياشي (ت257هـ)[11].
9- أبو محمد عبدالرحمن بن عبدالله بن قُرَيب (ابن أخي الأصمعي)[12].

تلاميذه:
وبعد أن استوعب ابن قتيبة علم شيوخه، تصدر للإقراء، وكان من شأنه أن يخلو إلى نفسه في بيته، فيؤلف كتبه، ويُجَوِّدها، ثم يخرجها للناس، ويُقْرِئها لمن شاء من طلاب علمه وأدبه.
وقد تتلمذ له عدد كبير، منهم:
1- ابنه أبو جعفر أحمد بن عبدالله بن مسلم (ت322هـ)[13].
2- أبو بكر محمد بن خلف المَرْزُبَان (ت309هـ)[14].
3- أبو القاسم إبراهيم بن محمد بن أيوب بن بَشِير الصائغ (ت313هـ)[15].
4- أبو محمد عبيدالله بن عبدالرحمن بن محمد بن عيسى السكري (ت323هـ)[16].
5- عبدالله بن جعفر بن درستويه الفسوي (ت335هـ).
وغيرهم كثير.

خُلُقُه:
كان ابن قتيبة حسن الأخلاق، حميد السَّجَايَا، كريم الخصال، متواضعًا، نبيلاً، فاضلاً، صدوقًا، ثقة في دينه وعلمه، وكان من المدافعين عن السنة أمام غلواء المعتزلة، وعلماء الكلام، القائلين بخلق القرآن[17].

وفاته:
توفي سنة (276)[18]، وقيل (270)[19]، وقيل (271)[20].
ويذكر في سبب وفاته: أنه أكل هريسة، فأصاب حرارة، ثم صاح صيحة شديدة، ثم أُغمِي عليه إلى وقت صلاة الظهر، ثم اضطرب ساعة، ثم هدأ، فما زال يتشهد إلى وقت السحر، ثم مات[21].


ويزيدُ ابن حجر قائلاً: إنه ازدرد الهريسة ساخنة قبل أن تتفثأ حرارتها، فأهلكته[22].

[1] بغية الوعاة (2/ 63)، وشذرات الذهب (3/ 318)، ونزهة الألباء (ص159)، واتفق كل من ترجم له على هذا الاسم.

[2] نسبة إلى مدينة الدينور، وهي من أعمال الجبل قرب قرميسين؛ معجم البلدان (2/ 545)، وكان أبو محمد قد خرج إليها ليَلِيَ فيها القضاء، وأقام فيها مدة، فنُسِب إليها.

[3] تاريخ بغداد 10/ 170)، نسبة إلى موطن أبيه مسلم بن قتيبة.

[4] نزهة الألباء (ص159)، والفهرست (1/ 77).

[5] الأعلام (4/ 137).

[6] بغية الوعاة (1/ 115)، وطبقات اللغويين والنحويين (ص180).

[7] تهذيب التهذيب (1/ 190).

[8] بغية الوعاة (414).

[9] تهذيب التهذيب (4/ 226)، وتهذيب الكمال (12/ 201).

[10] لسان الميزان (4/ 355)، والأعلام (5/ 74).

[11] بغية الوعاة (2/ 27).

[12] طبقات اللغويين والنحويين (ص180).

[13] العبر في خبر من غبر (2/ 16) للحافظ الذهبي تح/ أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية - بيروت، بدون، والأعلام (14/ 566)، (قاموس تراجم وأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين)؛ لخير الدين الزركلي، دار العلم للملايين 1980م، وإنباه الرواة على أنباه النحاة (1/ 80) للقفطي، تح محمد أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر العربي، القاهرة، مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، ط1 : 1406هـ - 1986م.

[14] العبر (1/ 459)، ولسان الميزان (5/ 157).

[15] تاريخ بغداد (6/ 157).

[16] بغية الوعاة (2/ 36)، وميزان الاعتدال في نقد الرجال (2/ 400)؛ للإمام الذهبي ت/ علي محمد البجاوي دار المعرفة بيروت، بدون.

[17] تاريخ بغداد (10/ 170)، والفهرست (1/ 77)، ولسان الميزان (3/ 357)، وشذرات الذهب (4/ 318)، واللباب في تهذيب الأنساب (3/ 15)؛ لعز الدين ابن الأثير الجزري، مكتبة المثنى، بغداد، بدون تاريخ.

[18] نزهة الألباء (ص160).

[19] تاريخ بغداد (10/ 170).

[20] وفيات الأعيان (3/ 43).

[21] نزهة الألباء (ص160)، وشذرات الذهب (3/ 319)، والأنساب (4/ 452)، وبغية الوعاة (2/ 63)، وغيرها.

[22] لسان الميزان (3/ 358).