التفكر في خلق الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ابتسامة تدوم مدى الحياة: دليلك للعناية بالأسنان في كل مرحلة عمرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          كم يحتاج الجسم من البروتين يوميًا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          أطعمة ممنوعة للمرضع: قللي منها لصحة طفلك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          مكملات البروبيوتيك: كل ما تحتاج معرفته! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          التخلص من التوتر: دليلك لحياة متوازنة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          أطعمة مفيدة لمرضى الربو: قائمة بأهمها! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          كيفية التعامل مع الطفل العنيد: 9 نصائح ذكية! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          كيف يؤثر التدخين على لياقتك البدنية وأدائك الرياضي؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن لقاح السعال الديكي للأطفال والبالغين! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          لمرضى السكري: 9 فواكه ذات مؤشر جلايسيمي منخفض! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-03-2020, 02:40 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,695
الدولة : Egypt
افتراضي التفكر في خلق الله

التفكر في خلق الله
راغب السرجاني



تَدَبَّرْتُ في آية في سورة الحجِّ تعتب على الناس أنهم ما قدروا لله حقَّ قدره.. قال تعالى: {مَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج: 74]، وصرتُ أقول: وكيف يمكن لنا أن نَقْدِر له عزَّ وجَّل قدره، وهو القوي العزيز؟



فوجدتُ أنه عزَّ وجلَّ قد ذكر قبل هذه الآية آيةً أخرى تفتح لنا الباب الذي يُساعدنا على أن نَقْدِر لله قَدْره! فقد قال الله العزيز قبلها: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالمَطْلُوبُ} [الحج: 73]، وهو بذلك يفتح لنا بابًا واسعًا، لو ولجنا منه لكنَّا إلى تقدير الله أقرب! وهو باب التفكُّر في خلق الله! وفي الآية ضرب الله لنا مثلًا بمخلوق ضعيف بسيط للغاية {ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالمَطْلُوبُ}، ومع ذلك فهو معجز، وهو وسيلة من وسائل التحدِّي للبشر: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ}، فالله يتحدَّى البشر بكل إمكانياتهم أن يخلقوا ذبابة! فكيف ببقرة أو جمل أو فيل أو نسر؟ ثم يزيد في التحدِّي ويستحثُّهم على «الاجتماع» لذلك الأمر العسير، فيُعلن لهم أن اجتماع العلماء من الشرق والغرب، ومن الحضارات المختلفة، وعلى مرِّ الأزمان، لن يُجدي شيئًا في هذا المجال! بل يسخر منهم سخرية مُرَّة فيقول: {وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ}، فهذا الكائن الضعيف لو سلبهم ذرَّة سكر أو قطرة ماء، فإنهم يفشلون في استردادها! ثم التعليق الختامي الكاشف: {ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالمَطْلُوبُ}!!



مَنْ هؤلاء الذين يُنكرون قدرة الله وحكمته وقوَّته؟



ونحن؟! هل خشوعنا بعد أن استمعنا لهذا المثل {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ} كخشوعنا قبل الاستماع إليه، أم أنه ازداد وارتقى؟



إننا «ألِفْنَا» -يا للأسف- رؤية مخلوقات الله، فلم نَعُد ننبهر أو نخشع، ولو تدبَّرنا في أيٍّ من هذه المخلوقات لازددنا تقديرًا لله عزَّ وجل، ولزاد خشوعنا بعد ذلك بلا جدال.. ولذلك حَفَلَ القرآن الكريم بالآيات التي تحثُّ على التدبُّر في الكون بشتَّى مكوِّناته؛ التدبُّر في السماء والأرض.. في البحار والأنهار.. في الجبال والصخور.. في النجوم والكواكب.. في الإنسان والحيوان.. في الطيور.. في الأسماك.. في الحشرات! مُلْكٌ فسيح.. وكون هائل.. وقدرة خارقة.. وعجائب لا تنتهي! لا تملك حينها إلَّا أن تقول: سبحان الله!



اقرأ قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (6) وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (7) تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (8) وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الحَصِيدِ (9) وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ (10) رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الخُرُوجُ} [ق: 6-11]..



ما رأيكم بعد قراءة هذه الآيات في رحلة خلوية صباحية مُبَكِّرة إلى مزرعة من المزارع، أو إلى قرية بسيطة، أو إلى حديقة عامَّة؟! ننظر إلى الزروع البهيجة مختلفة الأشكال والألوان والروائح.. نستمتع بنخلة باسقة، أو شجرة وارفة.. أو جدول رقراق.. أو بعض قطرات الندى تسيل من فوق زهرة! ويا للروعة لو كان في عمق الصورة جبل شامخ، أو سهل منبسط، ثم نظرةٌ إلى الشمس المشرقة، أو إلى جبال السُّحُب!



أو ما رأيكم في رحلة ليلية إلى مكان بلا أضواء، نستلقي على ظهورنا، ونغوص بعيوننا في أعماق الفضاء! نجوم كثيرة.. كثيرة.. كثيرة.. وقمر منير.. سحر وخيال.. أشكال وهيئات ما تغيَّرت على مدار الأعوام والقرون حتى صارت دليلًا للناس في الصحارى والبحار.. نظامٌ بديعٌ لا اصطدامَ فيه ولا ارتطام.. ونسمة رقيقة تأتي من الشمال.. يا الله.. ما أجملها!



أو رحلة ثالثة إلى ساحل البحر والشمس تسقط في منتهاه.. تُوَدِّع الدنيا إلى أجل قريب.. غدًا سأشرق في موعد تعرفونه.. لا يتبدَّل.. لا يتغيَّر.. وبحر عميق.. عميق.. فلنخترق البحر بعقولنا.. لننظر إلى لؤلؤ ومرجان.. وأسماك وحيتان.. وعلى الشاطئ رمل بلا عدد، وصدف بلا إحصاء.. وطفل يجري.. يقفز.. يضحك.. وصياد على مركب صغير يرزقه ربُّه من فوق سبع سموات!



أتظنون أن أمثال هذه الرحلات لعبٌ ولهو؟!



أبدًا والله..



إنها عبادة! وأيُّ عبادة!



كان الصحابي الجليل أبو الدرداء رضي الله عنه يفهم ذلك جيدًا؛ لذلك كان يُكثِر من أمثال هذه اللحظات التي يخلو فيها بنفسه، ويتفكَّر في خلق الله، حتى وصفت زوجته أم الدرداء لحياتَه فقالت: كان أكثر شأنه التفكُّر .‏ بل إنَّ الناس سألوا أبا الدرداء رضي الله عنه عن ذلك التفكُّر الطويل صراحةً! فقالوا متعجِّبين: أفترى التفكُّر عملًا من الأعمال‏؟‏ قال‏:‏ نعم، هو اليقين .



وانظر إلى إجابته العميقة، التي تُؤَكِّد لنا أننا سلكنا الطريق القويم.. إن التفكُّر يقود إلى اليقين في الله عزَّ وجل وقدرته وحكمته وقوَّته، وهنا -لا محالة- ستقدر لله قدره، وتخضع له بكل ذرَّة في كيانك.



إنني لا أشكُّ قِيد أنملة أننا سنعود من أمثال هذه الرحلات أكثر خشوعًا في صلاتنا وعباداتنا، بل سنعود أكثر نشاطًا في العمل لله صلى الله عليه وسلم، وأشدَّ إقبالًا عليه.. كيف لا؟ وهو الذي مدح صلى الله عليه وسلم المتفكِّرين في كونه، والمتدبِّرين في آلائه.. فقال تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران: 190-191]..



كلُّ هذا العلوِّ في العبادة، والترقِّي في الخشوع؛ جاء مِنْ تَفَكُّرٍ لا يعتمد على علوم متبحِّرة، أو إحصائيات معقَّدة.. إنما فقط نظرة متدبِّرة إلى سماء أو بحر، أو إلى زهرة أو نهر، فكيف لو استخدمنا علومنا -الفلكية، والجغرافية، والطبية، والجيولوجية، والنباتية، وغيرها من علوم- في الدراسة المتفحِّصة، والقراءة المتعمِّقة لمحتويات هذا الكون العجيب؟!



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.44 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.77 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.18%)]