بين الاقتداء والاستهزاء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         نصيحة إلى أبناء الصحوة الإسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          القوامة الزوجية.. أسبابها، ضوابطها، مقتضاها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          التطور التاريخي لعلم البصمات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 5832 )           »          حقوق الطفل في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          القواعد والضوابط الفقهية في الأعمال الخيرية والوقفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 26 - عددالزوار : 11277 )           »          خادمتي مسلمة.. ولكن! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          سلوكيات غير صحيحة سائدة في حياتنا الأسرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 3603 )           »          المخدرات تحول المتعاطي إلى مجرم وتجعله مسخا مشوها عديم القيم!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الظاهر والباطن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-02-2020, 07:36 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,945
الدولة : Egypt
افتراضي بين الاقتداء والاستهزاء

بين الاقتداء والاستهزاء



د. هشام السيد عطية





الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فلقد كثر الاستهزاء بالنبي صلى الله عليه وسلم في الآونة الأخيرة، وليس مقالي هذا للدفاع عن جنابه العظيم صلى الله عليه وسلم؛ فقد تكفل ربنا عز وجل بذلك، فقال تعالى: ﴿ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ﴾ [الحجر: 95]، وإنما حديثي عن تفريط المسلمين في الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وكون ذلك أدى إلى تعرُّض رسولنا صلى الله عليه وسلم لمثل هذا الأمر.

فإن الله تعالى حثَّنا على الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل شيء إذا كنا مسلمين حقًّا، فقال سبحانه وتعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21]؛ أي: أيها المسلم الحقيقي، إن النبي صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة لك في كل مجالات الحياة، والسؤال الآن: هل كل واحد منا - نحن المسلمين - اقتدى بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل أحواله؟ هل منا من اقتدى - مثلاً - بالنبي صلى الله عليه وسلم في خُلقه الذي زكاه به ربه قائلاً سبحانه: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4]؟ للأسف الشديد الجواب: لا أحد يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في هذا الجانب حق الاقتداء، بل يتهم بعضنا اليوم بعضًا، ويسُبُّ بعضنا بعضًا لأغراض دنيوية، مع أنه "لم يَكُنِ النبي صلى الله عليه وسلم سَبَّابًا ولا فَحَّاشًا ولا لَعَّانًا"؛ [صحيح البخاري]، كثرت معاملة السيئة بالسيئة، وانعدم التسامح فيما بيننا، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن "بِفَظٍّ ولا غَلِيظٍ، ولا سَخَّابٍ بِالْأَسْوَاقِ، ولا يَدْفَعُ السَّيِّئَةَ بِالسَّيِّئَةِ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ"؛ [صحيح البخاري]، انتشر فينا من لا يرحم غليظ القلب، مع أن نبينا صلى الله عليه وسلم كان رفيقًا رحيمًا لينًا، قال تعالى: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ﴾ [آل عمران: 159].

حتى على مستوى الأسرة أصبح الخلاف الدائم بين الزوجين هو الأساس - إلا من رحم الله - مع أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: ((خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وأنا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي))؛ [رواه الترمذي في سننه وصححه]، فكان صلى الله عليه وسلم دائمًا في خدمة أهله، رحيمًا بهم، يؤانسهم ويجالسهم ويحاورهم ويشاورهم، فلو اقتدى كل واحد منا بالنبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أهله، لانحلت كثير من المشكلات الزوجية التي نسمع عنها.

لم يقتدِ أحد منا - إلا من رحم الله - بالنبي صلى الله عليه وسلم في تربية الأبناء والتعامل معهم، فمعظم المسلمين اليوم في هذا الشأن على صنفين: صنف يترك الابن يفعل ما يشاء ولا يبين له الحلال من الحرام، ويظن أن هذا من الحنو على الولد والعطف عليه والحب له! وصنف ثانٍ غليظ شديد على ولده، ينهره في كل تصرف يقوم به! بينما نجد قدوتنا صلى الله عليه وسلم كان رحيمًا بأبنائه رفيقًا، يعلمهم الحلال والحرام، ولا يتركهم فريسة للأفكار الهدامة، فها هو صلى الله عليه وسلم يلاعب الحسن والحسين، ويحذر من قسا قلبُه على أبنائه فلم يُقبِّلهم ولم يلاعبهم قائلاً له: ((من لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ))؛ [رواه البخاري ومسلم في الصحيحين]، وفي مقابل هذا إذا رأى من أبنائه ارتكاب الخطأ علَّمهم الحلال والحرام، فها هو الحسن بن علي رضي الله عنهما يأخذ تمرةً من تمر الصدقة فيجعلها في فيه، فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم: ((كخ كخ)) ليطرحها، ثم قال: ((أمَا شعرت أنَّا لا نأكل الصدقة؟!))؛ [رواه البخاري ومسلم في الصحيحين]، فلو اقتدى كل واحد منا بالنبي صلى الله عليه وسلم في التربية، لكان هناك جيل ينشأ نشأة صالحة، يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم، وينشر الإسلام، ويُعرف الناس بهذا الرسول العظيم عن طريق السلوك الحسن والتعامل الحكيم.


فوالله لو اقتدينا بالنبي صلى الله عليه وسلم حقًّا، ما وُجد بيننا من يكفرنا ويبيح قتلنا.

لو اقتدينا بالنبي صلى الله عليه وسلم حقًّا، ما وُجد بيننا من يسعى لإفساد ذات البين.

لو اقتدينا بالنبي صلى الله عليه وسلم حقًّا، ما وُجدت البغضاء والشحناء بيننا.

لو اقتدينا بالنبي صلى الله عليه وسلم حقًّا، لكنا كما أرادنا أمة مترابطة كالجسد الواحد.

فيوم أن نقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم حقًّا، ويؤدي كل منا مسؤوليته تجاه ربه وتجاه مجتمعه - يومها ستكون العزة والكرامة لهذه الأمة، يومها لن يجرؤ أحد مهما بلغ شأنه أن يتطاول على معلِّم البشرية وسيدها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فأفيقوا أيها المسلمون وأنصفوا نبيكم صلوات الله وسلامه عليه بالاقتداء به، وكونوا كما أرادكم خير أمة تعلم البشرية سبل الهداية والرشد.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.78 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.11 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.42%)]