قبل أن تزول النعم‬.. - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 544 - عددالزوار : 23894 )           »          الإسلام في أفريقيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 5393 )           »          حدث في الثامن من ذي القعدة 669 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          كيف نحصن شبابنا من الآراء الشاذة؟؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          خلاف العلماء في حكم استقبال القبلة واستدبارها أثناء قضاء الحاجة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          من مائدة الفقه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 9633 )           »          الفرع الأول: أحكام اجتناب النجاسات، وحملها والاتصال بها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          من قام من نومه فوجد بللًا في ثوبه هل يجب عليه الغسل؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          الحديث الرابع والعشرون: حقيقة التوكل على الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          تفسير سورة الضحى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-02-2020, 12:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,675
الدولة : Egypt
افتراضي قبل أن تزول النعم‬..


قبل أن تزول النعم‬..
محمد علي يوسف



هل فكرت يومًا أنك تمتلك ثروات لا تقدر بثمن؟! هل شعرت من قبل أنك ملياردير أو حتى مليونير رغم أن مرتبك لا يكفيك حتى آخر الشهر؟! هل تخيلت أبدًا أن مال قارون بل وأضعافه ربما لا يمثل لك شيئًا لو كان في حيازتك، وأنك مستعد لو امتلكته يومًا أن تنفقه عن آخره في سبيل الإبقاء على ثرواتك التي قد لا تكون لاحظت امتلاكك له؟!
هناك للأسف من يأتي إلى الدنيا ويرحل عنها دون أن يلاحظ وجود تلك الأشياء أو يدرك تلك الحقيقة.. حقيقة القيمة الفعلية للأشياء التي لا تشترى، حقيقة النعم التي نألفها ونتعايش معها ونغفل عن ملاحظة قيمتها الغالية، وثمنها الباهظ -لو صح أن تقدر بثمن-، لكن هناك من يلاحظ ويدرك وينتبه.
وهناك من يبتلى ليلاحظ ويدرك وينتبه، حين يشعر أن تلك الأشياء مهددة بالزوال، فإنه حينئذ يعرف قدرها وقيمتها!
كم من نعمة لا يلقي المرء لها بالاً ولا يعرف قيمتها الحقيقية حتى إذا زالت أو كادت أن تزول علم قدرها وأدرك مدى الثراء والغنى الذي طالما كان يتقلب فيه دون أن يشعر، حينئذ يدرك أن ثمة أشياء لو أنه امتلك خزائن قارون بل وملء الأرض من مثل تلك الخزائن، ثم طلب منه أن ينفقها بكاملها كي لا تنزع منه تلك الأشياء لأنفقها عن طيب خاطر.
من هنا يعي أن قيمة الأشياء ليست بثمنها المادي، ولكن بما هو على استعداد لدفعه طمعًا في استردادها أو أملاً في الإبقاء عليها ومنع زوالها، شيء أنت مستعد لإنفاق مال الدنيا وكنوزها لأجل الإبقاء عليه أو رفع البلاء عنه، أو ليست قيمته في الحقيقة تساوي هذا المال؟!
ضحكة طفلك التي تكاد تتوارى إذا داهمه المرض..
دعوة من قلب أم حانية أو نصيحة مشفقة من والد محب..
راحة بال ولحظات سعادة وصفاء مع أحباب ينعم المرء بقربهم..
عافية وستر، رضا وطمأنينة، سلام وسكينة..
أو ليست تلك أشياء لا تشترى؟!
أو ليست النتيجة معروفة، إذا تفكر من يستمتعون بتلك الثروات السالف ذكرها في الثمن الذي هم على استعداد لدفعه حتى يدوم استمتاعهم به؟! أو ليست هذه هي القيمة الحقيقة وذاك هو الثمن؟!
لا تتسرع في الإجابة عن تلك الأسئلة قبل أن تتفكر جيدًا وترقب حالك ومآلك، وتتلمس ثروتك الحقيقية التي ستعرفها حين تتخيل القيمة التي أنت مستعد لأدائها، فقط كي تبقى ولا تزول، وأصعب شيء أن تفاجأ بزوالها قبل أن تدرك قيمتها الحقيقية، لذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من زوال النعمة وفجائة النقمة قائلاً: «اللهمَّ إنَّي أعوذُ بك من زوالِ نعمَتِك، وتَحَوُّلِ عافيَتِك، وفجْأةِ نقمتِك، وجميعِ سَخَطِك» (صحيح الجامع).
إن الحكيم المسدد هو من تفكر في كل ذلك مبكرًا ولم ينتظر حتى تفاجئه النقمة أو يعاجله البلاء فيما يحب، ليعرف حينئذ أنه كان ثريًا لم يرع ثروته حق رعايتها، ولم يقدرها حق قدرها، الحكيم المسدد هو من علم قيمتها قبل أن تزول.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.79 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.59%)]