الحيطة والحذر في آيات من القرآن الكريم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4957 - عددالزوار : 2061752 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4533 - عددالزوار : 1330435 )           »          ابتسامة تدوم مدى الحياة: دليلك للعناية بالأسنان في كل مرحلة عمرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          كم يحتاج الجسم من البروتين يوميًا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          أطعمة ممنوعة للمرضع: قللي منها لصحة طفلك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          مكملات البروبيوتيك: كل ما تحتاج معرفته! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          التخلص من التوتر: دليلك لحياة متوازنة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          أطعمة مفيدة لمرضى الربو: قائمة بأهمها! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          كيفية التعامل مع الطفل العنيد: 9 نصائح ذكية! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          كيف يؤثر التدخين على لياقتك البدنية وأدائك الرياضي؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-01-2020, 11:26 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,695
الدولة : Egypt
افتراضي الحيطة والحذر في آيات من القرآن الكريم

الحيطة والحذر في آيات من القرآن الكريم
د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي








الخير والشر موجودان منذ وجود الإنسان على وجه الأرض، وقصة هابيل وقابيل التي حكاها القرآن الكريم في سورة المائدة تؤكد ذلك وتوضحه؛ قال تعالى: ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ [المائدة: 27]، كما أن اختلاف الثقافات، والاهتمامات، والتوجهات، والتصورات، وقبلها اختلاف الفِكَرِ والأفهام بين الناس - كثيرًا ما يؤدي إلى عداوات بين الأفراد والجماعات، وهذا يحدث في أي مجتمع إنساني.




لذلك يجب على الإنسان العاقل الحكيم أن يحتاطَ من الناس على وجه العموم عند تعامله معهم، بل عليه أن يراعيَ ذلك أيضًا مع أقرب الناس إليه كالزوجة والأولاد؛ ولذا قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ [التغابن: 14، 15].




وقد ذكر الشيخ السعدي رحمه الله كلامًا جميلًا حول معنى هاتين الآيتين؛ حيث قال: "وهذا تحذير من الله تعالى للمؤمنين من الاغترار بالأزواج والأولاد؛ فإن بعضهم عدو لكم، والعدو هو الذي يريد لك الشر، ووظيفتك الحذر ممن هذه وصفه، والنفس مجبولة على محبة الأزواج والأولاد، فنصح تعالى عباده، وحذرهم من الانقياد لمطالب الأزواج والأولاد التي فيها ما فيها من المحذورات الشرعية، ورغَّبهم في امتثال أوامره جل وعلا، وتقديم مرضاته على رضا الأزواج والأولاد عند التعارض؛ لِما عنده جل وعلا من الأجر العظيم المشتمل على المطالب العالية، والمحاب الغالية، وأن يؤثروا الآخرة على الدنيا الفانية المنقضية".




وأضاف رحمه الله: بأنه "لما كان النهي عن طاعة الأزواج والأولاد فيما هو ضرر على العبد والتحذير مـن ذلك، قد يوهم الغلظة عليهم وعقابهم - أمر تعالى بالحذر منهم، والصفح والعفو عنهم؛ فإن في ذلك من المصالح ما لا يمكن حصره؛ فقال: ﴿ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [التغابن: 14]؛ لأن الجزاء من جنس العمل، فمن عفا عفا الله سبحانه عنه، ومن صفح صفح الله جل وعلا عنه، ومن عامل الله عز وجل بما يحب، وعامل عباده بما يحبون، نال محبة الله تعالى ومحبة عباده"[1].




وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو قدوتنا الحسنة - يحذر الناس، ويحترس منهم، من غير أن يطويَ عن أحد منهم بِشْره ولا خُلقه[2].




ومن أبرز الآيات التي تؤكد أهمية أخذ الحيطة والحذر:

قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا [النساء: 102]، وتكرر ذكر الحذر في الآية الكريمة المشار إليها مرتين؛ ما يؤكد أشد التأكيد على أهمية الحذر منهم وعدم الغفلة عنهم، ومن أقوال علماء التفسير في ذلك ما يلي:

قال البغوي رحمه الله: "﴿ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ: أي: راقبوا العدو كي لا يتغفلوكم، والحذر ما يُتقَى به من العدو"[3]، وقال السعدي رحمه الله: "الحذر من الأعداء الحريصين غاية الحرص على الإيقاع بالمسلمين، والميل عليهم وعلى أمتعتهم؛ ولهذا قال تعالى: ﴿ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً"[4]، وقال البيضاوي رحمه الله: "جُعل الحذر آلة يتحصن بها الغازي، فجمع بينه وبين الأسلحة في وجوب الأخذ، ونظيره قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ [الحشر: 9]، ﴿ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً؛ تمنَّوا أن ينالوا منكم غِرة في صلاتكم، فيشدون عليكم شدة واحدة، وهو بيان ما لأجله أُمروا بأخذ الحذر والسلاح"[5].





والحمد لله رب العالمين.







[1] السعدي، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، ج: 1، ص: 868.




[2] انظر: القاضي عياض، الشفا بتعريف حقوق المصطفى، ط: 3، ص: 81.




[3] البغوي، معالم التنزيل، ج: 2، ص: 280.




[4] السعدي، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، ج: 1، ص: 198.




[5] البيضاوي، أنوار التنزيل وأسرار التأويل، ج: 1، ص: 493.









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.97 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.30 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.27%)]