|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() إفريقيا المنسية دعويا أحمد زايد فاجأني قريبا برسالة تشبه أن تكون رسالة استغاثة خلاصتها أن أدركونا بمسجد أو مدرسة أو خطة دعوية فإن قرية زوجتي قد تشيعت "يعني انتقلت إلى المذهب الشيعي أو تكاد"، إنه أحد طلابي الذين درَّستهم منذ خمسة عشر عاماً في كلية أصول الدين بالأزهر، وهو من النجباء الأذكياء، إنه الأخ/ حسين كيتا السنغالي. لم أتعجب كثيراً من رسالته فأنا متابع لما يجري في هذه القارة المنسية دعوياً من المسلمين، أتابع حركات التنصير وأنشطتها الواسعة، وأتابع كذلك نشاط التشييع أو التشيع الذي غدا أوسع مساحة وأكثر انتشاراً ربما بصورة تقارب التنصير أو تزيد. ولو تابع المرء حال تلك القارة من الزاوية الدعوية لوقف على العديد من الحقائق منها: - أن المؤسسات الدعوية والخيرية كثيرة لكنها تفتقد إلى التنسيق فيما بينها، والسير وفق خطة موحدة متكاملة، ولذا تبدو النتائج ضعيفة وغير متكافئة مع تلك التنظيمات التنصيرية وغيرها التي تجتاح القارة. - ضعف العمل الدعوي في أماكن متفرقة وبلدان عديدة، فالدعوة نشطة في أماكن ضعيفة في أخرى. - المسلمون في إفريقيا ليسوا في حاجة إلى دعاة فقط وإنما في حاجة إلى منظومة من الخطط والأفكار التي تنهض بواقعهم الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والفكري، ليكون لهم موطئ قدم بين الناس سواء أكانوا أقلية أو أكثرية، فالأكثريات المسلمة هي في الحقيقة محكومة بحكم الأقلية النشطة التي تسير وفق خطط مرسومة كما الحال في نيجيريا على سبيل المثال. همة الدعاة بين إفريقيا وغيرها ومن العجيب الغريب أن تتوجه أنظار الدعاة العرب غالبا نحو أمريكا أوربا، وقلَّ أن تجد من يفكر في التوجه نحو إفريقيا، ولا أدري السبب في ذلك؟ هل لسهولة الحياة في أوربا وصعوبتها في إفريقيا؟ ربما. هل لأن الداعية يجد حياة رغدة من ناحية الراتب والمسكن والخدمات الصحية وغيرها ولا يجد ذلك في إفريقيا؟ ربما. ثم تجد أحدهم بعد جهد شهور أو سنوات في الدعوة هناك في أمريكا أو أوروبا إذا أسلم على يديه إنسان واحد فرح بذلك فرحا شديدا، وربما خرج على التلفاز يحكي تجربته التي استغرقت منه ومن غيره الشهور وربما السنوات، ونسي هؤلاء الدعاة أن أحدهم لو توجه صوب أي دولة إفريقية وبذل جهدا يسيرا أقل بكثير مما بذله في أوربا وأمريكا لأسلم المئات وربما الألوف في لحظات أو أيام. ولقد حزنت وأسفت عندما قال لي شاب مسلم نيجيري: لماذا يتوجه الدعاة إلى أوربا وأمريكا؟ هل أنتم لا تعتبرون الأفارقة بشرا؟ هل إسلام فرد أوروبي أو أمريكي يستحق كل هذه الفرحة والاحتفالات والتكبير ولا يستحق إسلام مئات أو ألوف الأفارقة الفرح بهم لو أسلموا؟ هل أصبح الدعاة المسلمون عنصريين إلى هذه الدرجة؟ لماذا هذا التمييز عند الدعاة العرب المسلمين؟ إن مشاكل القارة الإفريقية كثيرة وتحتاج إلى كلام كثير. وإنني أكتب هذه السطور راجيا أن تلقى في نفوس أصحاب الهمم العالية موقعا وآمل من خلالها التفكير على المستوى الفردي في عدة مسائل: * هل يمكن أن نوجه جزءا من أموالنا دعما للدعوة في إفريقيا؟ * هل يمكن لمن يملك القدرة على الدعوة وهو ميسور الحال أن يتوجه إلى إفريقيا مضحيا بسنة أو سنتين من عمره في سبيل الله؟ ويكون على استعداد لتحمل شيئ من صعوباتها؟ * هل يمكن لمن لا قدرة له على الدعوة بلسانه أن يشترك في مشروع دعوي يكفل فيه داعية أو يسهم فيه بجهده وفكره في تأسيس مدرسة او مسجد أو جامعة أو تدريب دعاة، أو ترجمة ونشر كتاب عن الإسلام؟ * هل يمكن أن نؤسس مراكز دراسات وبحوث لمتابعة تلك القارة دعويا ووضع الخطط لذلك؟ * هل يمكن أن نشترك في دعم ابتعاث طلاب المسلمين إلى بلدان إسلامية أو غير إسلامية ليتعلموا علوم الدنيا ليكونوا أعمدة إسلامية في مناصب دولهم هناك ليدعموا المسلمين بدلا من أن يتوجه كل الطلاب لدراسة العلوم الشرعية تاركين العلوم الأخرى لغير المسلمين الذي يتحكمون في كل مفاصل الدول بعد ذلك. وفي ختام هذه السطور أقول: إن إفريقيا اليوم يتنازعها عقائديا وفكريا الشيعة والتنصير والقاديانية والقرآنيون والإلحاد. ويتنازعها اقتصاديا كل القوى الاستعمارية الصهيونية والصليبية وغيرها. وكل أصحاب الأفكار والأديان والأطماع ينشطون فيها، وأقل الناس جهدا وأضعفهم نشاطا أهل السنة، بل إن التشيع يحتاجهم لينقلهم من هداية السنة إلى ضلالة التشيع. وكل مسلم مسئول عن ذلك، فهل من مجيب؟
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |