الولاء والالتزام وأثرهما في بناء شخصية المسلم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كتاب الصيام والحج من الدر المختار وحاشية ابن عابدين (رد المحتار) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 22 )           »          واتساب يستخدم وضع الإضاءة المنخفضة لمكالمات الفيديو.. كيف يعمل؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          هل يعانى هاتف أيفون 16 من مشكلات فى عمر البطارية؟ إليكم ما نعرفه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          استكشف مزايا أنظمة شبكة Wi-Fi مقارنة بأجهزة التوجيه التقليدية فى منزلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          كوالكوم تلغي إنتاج نظام Windows المصغر على أجهزة الكمبيوتر بهذا المعالج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          تطبيق ChatGPT متوفر الآن لنظام Windows.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          ما تخافش لو اتسرق منك.. 3 مزايا جديدة من جوجل تساعدك على استعادة هاتفك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          Android 15 متاح الآن لهواتف Pixel.. كيفية التحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          علامات إدمان الأطفال للهواتف الذكية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          هل سقط الماء على اللاب توب؟ إليك كيفية إصلاحه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-12-2019, 10:46 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,266
الدولة : Egypt
افتراضي الولاء والالتزام وأثرهما في بناء شخصية المسلم

الولاء والالتزام وأثرهما في بناء شخصية المسلم


إبراهيم سعيداي إدريس محمود



الذي يتأمل في الروابط بين مبادئ الإسلام وواقع المسلمين تَستوقفه موضوعاتٌ كثيرة ومتنوعة؛ من بينها مبدآن مهمَّان، هما: الولاء والالتزام، وكغيرهما من المبادئ الأساسية، أشبعهما القرآن الكريم بيانًا من كل الجوانب؛ وذلك لأهميتهما في بناء شخصية المسلم كما يريدها الله جل وعلا.

ولنتبيَّن من هذا المعنى، نتأمل في الآيتين الآتيتين:
ففي سورة التوبة الآية 71 قال تعالى: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 71].

وفي سورة المائدة الآية 55 قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴾ [المائدة: 55].

ووجه الاستدلال من الآيتين على ما نحن بصدد تقريره يتَّضح في أمور، نذكر منها الآتي:
الأمر الأول: أن آية التوبة في صدرها ذكَرت أن المتكلَّم عليهم مؤمنون ومؤمنات بالله - جل وعلا - وبعد ذلك أثبتت الولاء بينهم، ثم عرضت جانبًا من التكاليف الشرعية التي كُلِّفوا بها: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وطاعة الله ورسوله، وبعد هذا نصَّت الآية على أن الله سيَرحم القائمين بهذه التكاليف.

الأمر الثاني: في آية المائدة؛ فهي جاءت في أسلوب حصر الولاء في الإيمان بالله ورسوله وحب المؤمنين، وعلى هذا يؤسَّس بُنيان الأخوة بين أفراد المجتمع المسلم، على أن الآية التي سبقت هذه الآية من نفس السورة توعدت المؤمنين بأنهم إذا تخلوا عن هذا الدين والالتزام بتعاليمه، فسيَستبدِل الله بهم قومًا آخرين تتوفر فيهم كل الصفات المطلوبة لبناء الشخصية المسلمة، وفي مقدمة هذه الصفات - بعد الإيمان بالله ورسوله -: الولاء الخالص، والالتزام الصادق.

الولاء بين المسلمين هو وليد الولاء لله ورسوله؛ وهو يكون بالحرص على جلب المنافع لهم، ودرء المفاسد عنهم، والتراحُم والتعاطُف فيما بينهم؛ تحقيقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم - كما جاء في صحيح مسلم وغيره -: ((مَثَل المؤمنين في توادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم كمَثَل الجسد الواحد...)) الحديث.

والولاء بهذا المعنى يشدُّ جميع المسلمين إلى مِحوَر واحد؛ هو الإيمان بالله، والوقوف تحت راية واحدة، ولقد تجد معنى هذا الولاء في المجتمع الإسلامي الأول؛ فهم أزالوا كل العوائق التي تسبِّب الخلاف، وهي كثيرة، نذكر منها على سبيل المثال: التعصُّب لرابطة الدم والنسب، أو القوم والعشيرة، أو الحرفة والطبقة، أو المصالح المشتركة... إلخ.

ولا يخفى أن الذين يتبنَّون استثمار هذه الروابط، ويقفون وراءها - وخاصةً مِن أبناء المسلمين - يتحمَّلون القسط الأكبر من التبعية أمام الله الذي يعلم السر وأخفى، فحسبنا الله ونعم الوكيل!

الالتزام بشرع الله:
هل بعد اقتناع الإنسان بالإسلام والالتزام به يُمكنه أن يقوم بعملية اختيار وانتقاء من التكاليف الشرعية؟ ولحسم الإجابة: تأمل في الآية 36 من سورة الأحزاب؛ حيث قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ﴾ [الأحزاب: 36]، ومن سورة النساء الآية 65 قال تعالى: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: 65]، ولبيان ما نريد تقريره من الولاء الخالص لله ولرسوله، والالتزام بما شرع الله - جل وعلا - تأمل في الملاحظات الآتية على ضوء آية النساء هذه:
الملاحظة الأولى: أن الله - جل وعلا - أقسم بنفسه على نفي الإيمان عمن سيَصِفهم في سياق الآية، ثم جعل لإثبات هذا الإيمان دليلاً، هو تحكيمه صلى الله عليه وسلم فيما شجَرَ بين العباد، وأن (ما) في قوله تعالى: ﴿ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ﴾ هي بمعنى (شيء) نكرة جاءت في سياق النفى فأفادت العموم، فهي تَنسحِب على المعنى بإطلاقها الشمولي.

الملاحظة الثانية: لم يكتفِ بالتحكيم حتى قال: ﴿ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ ﴾، فلا ينفع مجرَّد التحكيم لكتاب الله وسنَّة رسوله؛ حتى ينتفيَ الحرج من صدر المحكوم له أو عليه من خلال الكتاب والسنَّة.

الملاحظة الثالثة: ثم ألحقت الآية قيدًا آخر، وهو ﴿ وَيُسَلِّمُوا ﴾، فلا ينفع التحكيم وعدم التحرُّج؛ وإنما لا بد من التسليم الذي جاء مؤكَّدًا بقوله: ﴿ تَسْلِيمًا ﴾؛ ليفيد بأن الأمر لا خيار فيه، أما ما هي الفوائد التي تضاف إلى رصيد شخصية المسلم كأثرٍ لولائه لله ولرسوله وللمؤمنين، والالتزام الصادق لأحكام شرع الله؟ فهي كثيرة نُسجِّل منها الآتي:
أن الإنسان يتحرَّر من العبودية لغير الله، فيتحرَّر عقله من الخرافات والأوهام، ويتحرر ضميرُه من الخضوع والذلِّ والاستسلام لغير الله، فليس له سوى الله يلوذ به في جميع أموره وشؤونه، ولا يتحقق ذلك إذا كان الناس بعضهم أربابًا لبعض، أما إذا كانوا كلهم عبادًا لله، فهذا هو أصل المساواة والإخاء بين المؤمنين، وعلى هذا فالولاء والالتزام من أهمِّ السبُل إلى سعادة الدنيا والآخرة؛ من أمن وطمأنينة، ورخاء وصدق وشجاعة، والرضا بقضاء الله، والصبر على البلاء، وهذه الدرجات لا تُنال إلا بالولاء والالتزام بعد الإيمان بالله ورسوله، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

المصدر: مجلة التوحيد - العدد صفر - 1408 هـ


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.48 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.81 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.30%)]