|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() حلول المطر بعد الجدب الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز الدهيشي الحمد لله الذي أجزل لعباده الإنعام، وغمرهم بجوده وإحسانه العام، وأشهد أن لا إله لا الله وحده لا شريك له ذو الجلال والإكرام، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله سيد الأنام، اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه البررة الكرام.. أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله حق تقواه، واشكروه عل آلائه وكرمه ونعماه، فقد قال في محكم التنزيل ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7] وقال أيضًا: ﴿ اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ * فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [الروم: 48 - 50] وقال تعالى: ﴿ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ﴾ [الطلاق: 7]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله ليضحك منكم أزلين بقرب الغيث منكم قال، فقال رجل: يا رسول الله أو إن ربنا يضحك؟ قال: نعم قال: فو الله لا عدمنا الخير من رب يضحك)[1]. ها هو سبحانه يتفضل على عباده برحمته ولطفه ليحمدوه ويشكروه، ويحبس عنهم المطر لعلهم يرجعون إليه ويتوبون، ويلجئون إليه ويتفرعون، فيكون ذلك كفارة لخطاياهم، وداعيًا لهم إلى الانكسار لمولاهم، فإنه لا ملجأ من الله إلا إليه، ولا معول لهم في كل الأمور إلا عليه، فهو ينعم عليهم بتقدير بلائه ثم يتفضل ببسط جوده وعطائه، يبتليهم بالمصايب ليصبروا، ثم يبدلها بالنعم ليشكروا. عباد الله: اذكروا حالكم قبل نزول الغيث بأرضكم فقد حسبتم للجدب ألف حساب، وقد تباطأ نزوله ببلادكم، واشتدت حاجة زروعكم وبهائمكم وأشجاركم للماء، فهذه سنة الله في عباده ولن تجد لسنة الله تبديلًا، يري قدرته ثم يبدي لطفه وهو بعباده رحيم، أبدلكم بعد الجدب واليبس غيثًا مغيثًا هنيئًا رحمة منه، فعم به أراضيكم بعد العطش الشديد ريًا فأصبحتم مغتبطين بجود الكريم الوهاب شاكرين له، حيث جعله رحمة لا عذابًا، فقد أشفقتم عند نزوله على أنفسكم وأموالكم فلطف بكم وأعطاكم على قدر سؤالكم، أما علمتم أنه أهلك بالطوفان أممًا وأغرق به زروعًا واجترف قصورًا، فاشكروا الله عباد الله على ما أعطى من الفضل، ومنع من النقم، فطوبى لمن كان لنعيم ربه شاكرًا، وبعهده وفيًا، وويل لمن تتوالى عليه النعم فيصبح طاغيًا متمردًا عصيًا. عباد الله: تأملوا هذه النعم التي تتوالى عليكم تترى، فكلما جدد لكم نعمًا فجددوا لها حمدًا وشكرًا، وكلما صرف عنكم المكاره قوموا بحقه طاعة وثناء وذكرًا، وسلوا ربكم أن يبارك لكم فيما أعطاكم وأن يتابع عليكم منافع دينكم، فإنه الجواد الرؤوف بالعباد فليس لخيره ولا لخزائنه نقص ولا نفاد. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7].. والحمد لله رب العالمين. [1] مصنف عبد الرزاق (4892).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |