|
ملتقى الحج والعمرة ملتقى يختص بمناسك واحكام الحج والعمرة , من آداب وأدعية وزيارة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
التعجل إلى الحج والعمرة
التعجل إلى الحج والعمرة أيها المسلم الحبيب: لقد ثبتت فرضية الحج في الكتاب، والسنة، وإجماع الأمة. - أما الكتاب ففي قوله تعالى: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} (سورة آل عمران:97). - وأما السنة: فقوله صلى الله عليه وسلم: ((بني الإسلام على خمس: على أن يعبد الله ويكفر بما دونه، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان)) رواه البخاري برقم (8)، ومسلم برقم (122)، واللفظ له. - وأما الإجماع: فلأن الأمة أجمعت على فرضية الحج[1]. لهذا يجب على كل مسلم ومسلمة توفرت فيه الشروط الشرعية المعروفة أن يتعجل لأداء هذه الفريضة والركن العظيم؛ حيث لا يدري ما قد يعرض له من أمور تعيقه عن أدائه. زد على هذا أنه قد جاء في بعض الأحاديث النبوية الصحيحة الأمر بالتعجل إلى الحج كما جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا))، فقال رجل: أكلَّ عام يا رسول الله؟ فسكت، حتى قالها ثلاثاً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لو قلت: نعم لوجبت، ولما استطعتم)) رواه مسلم برقم (1337). وجاء عن سعيد بن جبير رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تعجلوا إلى الحج (يعنى الفريضة) فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له)) رواه أحمد برقم (1834)، وحسنه شعيب الأرناؤوط بنفس الرقم. من أجل هذا تكلم العلماء عن مسألة: هل الحج يجب على الفور أم التراخي؟ وللعلماء في ذلك اتجاهان: - قال أبو حنيفة وأبو يوسف والمالكية في أرجح القولين والحنابلة: يجب الحج بعد توافر الاستطاعة، وبقية الشروط الآتية على الفور في العام الأول، أي في أول أوقات الإمكان. - وقال الشافعية ومحمد من الحنفية: وجوب الحج على التراخي، وليس معناه تعين التأخير، بل بمعنى عدم لزوم الفور، ويُسَنُّ لمن وجب عليه الحج أو العمرة بنفسه أو بغيره ألا يؤخر ذلك عن سَنَةِ الإمكان، مبادرة إلى براءة ذمته، ومسارعة إلى الطاعات لقوله تعالى: {فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ} (البقرة:148)؛ ولأنه إذا أخره عرّضه للفوات، ولحوادث الزمان"[2]. ورجح ابن تيمية رحمه الله فوريته فقال: "والحج واجب على الفور عند أكثر العلماء"[3]. وقد وجه سؤال برقم (41881) لموقع "الإسلام سؤال وجواب"[4]: هل يؤجل الحج من أجل الاختبارات؟ يقول صاحبه: من المعلوم أن اختبارات بعض الجامعات بعد الحج مباشرة، فهل يجوز تأجيل الحج إلى العام القادم من أجل الاختبارات؟ فكان الجواب: "الحمد لله. القول الراجح من أقوال أهل العلم: أن الحج واجب على الفور، وأنه لا يجوز للإنسان أن يؤخره إلا بعذر شرعي، لأن الإنسان لا يدري ما يعرض له، فقد يؤخر الحج هذه السنة ثم يموت، ويبقى الحج ديناً في ذمته، ولكن إذا كان حجه يؤثر عليه في الامتحان فله أن يؤخره إلى السنة القادمة، ولكني أشير عليه أن يأخذ دروسه معه ويحج، هذا إن كان يسافر إلى الحج مبكراً، ويمكنه أن يؤخر سفره إلى الحج، ثم يتعجل في أيام الرمي، وبهذا لا يستغرق الحج إلا أياماً يسيرة لا تضره إن شاء الله. فالإنسان الحريص يمكنه أن يحج ولا يؤثر ذلك عليه شيئاً، كما أن الإنسان إذا اعتمد على الله، وتوكل عليه، وأتى بالحج واثقاً بالله عز وجل؛ فإن الله سييسر له الأمر" انتهى "فتاوى ابن عثيمين" (21/63) بتصرف"[5]. والحمد لله رب العالمين. [1] أنظر المغني لابن قدامة (3/164)، وفتح الباري لابن حجر (5/149). [2] الفقه الإسلامي وأدلته (3/406-407). [3] الفتاوى الكبرى لابن تيمية (5/381). [4] موقع في الشبكة يشرف عليه فضيلة الشيخ: محمد بن صالح المنجد حفظه الله. [5] وانظر للفائدة الفتوى رقم (12387) للجنة الدائمة. منقول
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |