استحيوا من الله حق الحياء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         موقعة فارنا حزب الشيطان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الجهر بالدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          سلسلة أفقاه لا يستغني عنها الداعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 935 )           »          (بيعة العقبة الأولى) قراءة دعوية لبنود البيعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 385 )           »          أقنعة الغزو الفكري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          بغضي لأهلي أوقعني في الإباحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          سنوات سبع عجاف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          أعراض اكتئاب أم احتراق وظيفي؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          مرض الفصام وتضييع الفرائض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          حياتي ممزقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-09-2019, 06:41 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,710
الدولة : Egypt
افتراضي استحيوا من الله حق الحياء

استحيوا من الله حق الحياء



ضياء صفوان عبداللطيف عبدالعزيز


عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (استحيوا من الله حقَّ الحياء، قلنا: يا رسول الله، إنا لنستحيي والحمد لله، قال: ليس ذلك، ولكن الاستحياء من الله حقَّ الحياء أن تحفظ الرأس وما وَعَى، والبطن وما حوى، وأن تذكُر الموت والبِلَى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله). هذا الحديث أخرجه الإمام أحمد والترمذي مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكر ابن رجب الحنبلي في جامع العلوم والحِكم، وقال عنه الشيخ الألباني رحمه الله: هو حديث حسن، ومن العلماء من جعله موقوفًا على عبدالله بن مسعود؛ أي: إنه من قوله.



وهذا الحديث يُعتبر قاعدةً مهمةً في تفسير الاستحياء من الله، وبيان كيفية تحقيقه عند العبد المؤمن، فقال: أن تحفظ الرأس وما وعى، ويكون بحفظ ما في الرأس عن الحرام، فيَغض البصر عما حرَّم الله، ويكفُّ السمع عن الحرام، ويُمسك لسانه عن الغيبة والنميمة والكلام الفاحش، ولعله يدخل في ذلك حفظ العقل مما يفسده كالخمر والمخدرات، وكذلك الأفكار الفاسدة والباطلة، والله أعلم.




والبطن وما حوى، وهذا يشمل حفظ القلب أولًا عما يُفسده من الحقد والحسد والبغضاء، والنفاق والرياء، وكذلك حفظ البطن من دخول المأكل والمشرب الحرام إليه، ويدخل فيه حفظ الفرج عمَّا حرَّم الله من الزنا وسائر الفواحش، وقيل أنه يشمل الأيدي والأرجل لاتصالهما بالبطن، فيحفظها عما حرَّم الله، ولا يستخدمها إلا في طاعته.



وأنْ تذكر الموت والبِلَى: على المؤمن الفِطن أن يُذكِّر نفسه دائمًا بالموت والبِلى، فكل المخلوقات مصيرها إلى ذلك، وفي هذه التذكرة حملٌ للنفس على التزود من الطاعات والأعمال الصالحة، وكفٌّ لها عن المعاصي والذنوب، وهذا أمرٌ من شأنه أن يُزهد المرء بالدنيا، فمن تأمَّل حال الموت والموتى وما صار إليه حالهم أصبحت الدنيا في عينيه حقيرة دنيئة.



ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن أراد الآخرة حقًّا ترك زينة الدنيا وشهواتها وملذاتها ابتغاء مرضاة الله، وطمعًا فيما عنده من النعيم المُقيم، فإن المؤمن إذا ترك تلك الشهوات والزينة، خفَّت نفسه ونشطت للطاعة وتعلَّقت بالآخرة، بخلاف من حمَّل قلبه فِكر الشهوات والملذات، فإن نفسه تكون ثقيلةً متباطئةً عن الطاعات، فكلما ازدادت الشهوات تثاقلت النفس إلى الأرض، وأصبحت همَّتُها ثقيلة.




وهذا الذي قلته من ترك الزينة لا ينافي أن يأخذ الإنسان نصيبه من الدنيا بما أحلَّه الله؛ لقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ﴾ [القصص: 77]، فيأخذ المرء ما يكفيه ويَسُدُّ حاجته، ويمنعه من تكفُّف الناس وسؤالهم، إنما المذموم كما أسلفت هو الانشغال بملذات الدنيا، وأن يجعلها المرء همَّه، فقد جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَن كانت الآخرة همَّه، جمع الله شمله، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا صاغرة، ومن كانت الدنيا همَّه، شتَّتَ الله شمله، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما قُدِّر له).



فهذا جِماع الاستحياء من الله؛ كما جاء في الحديث، فمن حفظ رأسه وما فيه، وبطنه وما فيه عن كلِّ حرام وقبيح، وذكَّر نفسه بالموت والفناء، وتخفَّفَ من شهوات الدنيا وزينتها - فقد حقَّق الاستحياء من الله، وبلغ مرتبة الأتقياء المُحسنين الذين يعبدون الله كأنما يرونه، وبذلك يكسبون معية الله الخاصة لعباده الصالحين؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾ [النحل: 128].



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.32 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.65 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.52%)]