|
ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الخوف من الناس والخوف من الله فاطمة الأمير هل تستوي من ربَّتْ أولادها على العيب والخوف من كلام الناس، ومن ربَّتْ أولادها على الحرام والحلال والخوف من الله؟ بالطبع هناك فرق، فهناك بعض المفاهيم الخاطئة في التربية التي تتوارثها الأجيال جيلًا بعد جيل، ومنها تربية الأبناء على العيب والخوف من كلام الناس؛ فإذا بادر الأبناء بارتكاب خطأ - أمام الناس - ترى الأمَّ مندفعةً وغاضبةً فقط لإرضاء نظرات الناس من حولها، فتخجل بشدَّة من أخطاء أولادها، وتنظر إليهم متوعِّدة إيَّاهم بأشدِّ العقاب، وإذا بها تصرُخ بشدة أمام الجميع فتقول لهم: هذا عيب وخطأ، وقد تنهال صراخًا غير مراعية لأولادها، وعند العودة إلى المنزل قد يصل العقاب أحيانًا إلى الضرب المبرح، وهذا عقاب لا تدري أنه يُحطِّم نفوس أبنائها. أعلم عزيزتي الأم أنك تريدين أبناءً تفتخرين بهم، لا أبناءً ذوِي نفوس وعقول مدمِّرة، فهل هذه هي الطريقة الصحيحة لتعليم الأبناء أنك على صواب؟ إذا كنت تريدين تعليمهم؛ فلتُحدِّثي نفسك أولًا: هل تريدين تربية أبنائك على الحلال والحرام، أم أنك ستتركين نفسك للخوف من كلام الناس والعيب؟ إذا أردْتِ أن تكوني أُمًّا عظيمة ومربية أجيال يشهد لها الجميع بحسن تربية أولادها؛ فقط كوني قدوةً لهم، فغالبًا ما تكون الأُمُّ هي الأكثر قُربًا من أبنائها؛ فيتأثَّرُون بها إما بالإيجاب أو السلب. اجعليهم ينظرون إلى حرصك على الخير في أفعالك؛ كزيارة مريض، أو صِلَة رَحِمٍ، أو إخراج صدقة أو برك بوالديك، فيتعلمون منك كثرة العطاء، والبر بك وبوالدهم عند الكبر، حبِّبي إليهم أعمال الطاعات؛ بأن تكون هديتك هذا العام لهم مميزة؛ كسجَّادة للصلاة أو مسبحة صغيرة وجميلة، أو مصحف، واجتمعي بهم في جو من الهدوء والسكينة لتدبُّر بعض الآيات القرآنية، أو إلقاء معلومة بطريقة شيِّقة، واعلمي عزيزتي أن هذا الوقت سيكون مميزًا لهم؛ بل إنهم سينتظرونه قبل موعده، وعندما يحين موعد صلاتك، خذي بأيديهم معكِ، وبذلك يتعوَّدُون منذ الصغر على حلاوة العبادة والقرب من الله. كنت أرى أُمًّا حكيمة تصوغ تصحيح الأخطاء لأبنائها عن طريق سرد القصص لهم بطريقة تجعلهم ينجذبون إلى القصة، ومن ثم يعترفون بأخطائهم، مع تعهُّدهم ألَّا يعودوا لمثل هذا الفعل. إذًا عليك ألا تنظري إلى تعليقات البعض حول كيفية تربيتك لأولادك، فإذا كنت أُمًّا إيجابية ورائعة هكذا، وتعرفين كيف تحتوين أولادك، وتكونين صديقة لهم وكاتمةً لأسرارهم؛ فهنا سُتقال الأقاويل؛ مثل أنك غير حازمة، أو أنك أُمٌّ غير مسيطرة على أفعالهم؛ فلا تنتبهي لهم واتركيهم لأقاويلهم السلبية، الأهمُّ أن تُربِّي أجيالًا تخشى الله في أفعالها. ولكن احذري أن تكوني مفشية لأسرار أبنائك مهما كانت درجة الأخطاء، أو أن تجعلي عقابَكِ سببًا في هدم جسر الثقة بينكم. تجمَّلي غاليتي بالحلم والصبر والحكمة عند تَكرار الأخطاء، فمن الوارد أن يفعل أبناؤك الأخطاء وأن تتكرَّر مرات ومرات، فلتلتزمي بثباتك، وحدِّثيهم عن الخوف من الله، وكيف سيكون تكرار الخطأ فيه قلة في الحياء من الله، وكيف أن الله مُطَّلع على أفعالهم ورقيب عليهم، يرى منهم ما لا تراه هي. فتكون الأمُّ قد جمعت بين حيائهم مِن فعل ما يغضب الله ورقابة الله عليهم، وعندها لن تحتاج إلى عقاب، فإذا استشعر الأبناء معنى كلمة الرقيب، فسيكون هو المانع لهم من فعل أيسر الأشياء التي لا يمكن أن تراها الأُمُّ. هكذا تكون الأم التي تريد إنشاء أجيال بداخلها صوت قوي يقول لهم: هذا حرام وهذا حلال، هذا سيغضب الله، وهذا سيفرح الناس، فلا يسلكون غير طريق إرضاء الله.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |