|
ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() حين أصبحت أبا شفيق عبده أحمد النديش حين سافَر ابني مع والدته لزيارة أخواله، لكم أن تتخيَّلوا كم آلَمني فِرَاقه، وأحرَق قلبي غيابه، وأوجعني بُعده! لقد كنتُ على أحرِّ من الجمْرِ لموعد مجيئه واللِّقاء به، ورغم أنه لم يبق هناك سوى عِدَّة أيام، لكنها كانت شهورًا وربما أعوامًا بالنسبة لي، لقد كنتُ رفيق الوَحدة بدونه. حين أسمع بكاءه أُهرول إليه رغم شِدَّة انشغالي، وحين يطلُب مني الخروج معه أُلبِّي طلبه وإن كنت مُتعبًا، وأكاد أضَع اللُّقمة في فمي، ثم يسوقني حبُّه إلى وضعها في فمه، رغم أنه قد أكَل مثلها، واستغنى عنها، وحين أَشُمُّ رائحته أشعر أني قد ملأتُ فراغًا في داخلي، إن صياحه وبكاءه أجمل ضجيج أسمعه في اللحظات التي أحتاج فيها إلى الراحة والهدوء. حين يَمرض أو يتعَب لكم أن تتخيَّلوا شِدَّة خوفي عليه وحزني من أجله! يتشتَّت فِكري ويزداد همِّي، ويَعظُم حزني؛ لمجرد رؤيته على تلك الحال، ولو استطعتُ أن أهَبَ له الصحة من جسدي لفعَلت، وأن أرسم السعادة في مُحيَّاه لَمَا قصَّرت، وتلك فطرة فطَرها الله في قلوب الآباء. آباؤنا قدَّموا لنا مثل ما نقدِّمه نحن لأبنائنا، وربما أكثر، ولم نشعُر بقيمة ذلك إلا حين أصبحنا آباءً. أبي الغالي، حين أصبحتُ أبًا عرفتُ قيمة ما بذَلته معي، لقد علمتُ مقدار حبِّك لي، وتضحيتك من أجلي وشِدَّة فرحك حين تراني سعيدًا، وعظيم حزنك إذا أصابني مرضٌ أو ألَمٌ، لقد علمتُ يا أبي أن قَسوتك عليَّ لم تكن إلا رحمةً، وتوبيخَك لي لم يكن إلا نصيحةً، رزَقني الله ردَّ بعض جميلك عليَّ.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |