
22-06-2019, 01:40 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,565
الدولة :
|
|
سوء الظن والمهمة المدمرة
سوء الظن والمهمة المدمرة
سمية السحيباني
من الأخلاق الذميمة التي نهانا عنها ديننا الحنيف إساءة الظن بالآخرين وتفسير مواقفهم تفسيرا سيئا يطعن بأخلاقهم ويجرح كرامتهم..وقد أمرنا الله عز وجل باجتناب الظن السيء بالناس ( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا) سورة الحجرات
وقد اقترن سوء الظن في الآية الكريمة بالتجسس والغيبة، فسوء الظن ينتهي بصاحبه إلى إدخال الضرر على صاحبه فهو يتجسس عليه ويترقب أخطاءه تارة ويغتابه تارة أخرى، ويفتري عليه الكذب وقد يتسبب في تشويه صورته بين الناس..
سوء الظن حسب موسوعة نظرة النعيم هو اعتقاد جانب الشر وترجيحه على جانب الخير فيما يحتمل الأمرين معا..
وهو عند ابن كثير التهمة والتخوف في غير محله وعدم التحقيق في الأمور والحكم على الشيء بدون دليل.
وقد وصفه سيد المرسلين بأنه أكذب الحديث لأنه يؤدي إلى الكذب والافتراء على المظنون به فقال عليه الصلاة والسلام: ( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا، ولا تحسسوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا ) متفق عليه.
وسوء الظن في حياة الزوجين أساس المشاكل فيحول حياتهم إلى جحيم لا يطاق ويذهب بهما إلى حدود أبغض الحلال.. فعندما يدخل الشك قلب أحد الزوجين فيشك بشريكه ويراقبه ويسيء الظن بأقواله وأفعاله فهنا تكون بداية النهاية وقد يكون السبب في ذلك شخص دساس نمام ينقل الكلام ويحرفه حسبما يريد ويشوه صورة الزوج في عين زوجته ويشككها في تصرفاته أو العكس مما يؤدي إلى توقف الحياة بينهما.. وقد تنجلي الحقيقة بعد فترة من الزمن فيكون الندم الشديد على تلك الظنون الخاطئة بعد فوات الأوان.
إن حسن الظن بالآخرين أمر واجب علينا نحن المسلمين فهو يؤدي إلى سلامة الصدر وتدعيم روابط المحبة والألفة بين أبناء المجتمع.. فلا تحمل النفوس غلا ولا حقدا.. أما في الحياة الزوجية يكون حسن الظن من أسباب نجاحها واستمراريتها بإذن الله، وقد يكون هناك ما يدعو لإساءة الظن بالشريك كملاحظة بعض التصرفات الشائكة والتي تدخل الشك في قلب شريكه، ولكن محافظة على قداسة هذه الحياة بينهما ينبغي التغاضي عن بعض الأمور الصغيرة والتي قد تذهب مع الزمن بالإصرار على الدعاء له بالصلاح والهداية والخير والابتعاد عن التجسس ومراقبة أفعاله وهو أمر نهانا المولى عز وجل عنه ..ومحاولة التماس العذر له وتجنب الحكم على النيات فالنية محلها القلب ولا يعلمها إلا الله سبحانه..
وقد تكون المناصحة والمناقشة بأمر يجلب لأحد الزوجين سوء الظن والشك آخر الحلول لكي لا يدمر الشك صاحبه .. وأن يكون ذلك بأسلوب لطيف مناسب حسب ما يراه الشخص..
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|