ألق​ الضياء

[ابوالوليد المسلم]

ألق​ الضياء

محمد نور العلي
شاعر إماراتي



بـمـحمد ألـق الـضياء تـلالا
فـكسا الـعوالم نـضرة وجمالا
فـي هـدأة الـصحراء رنّق نوره
فـمشى الـجميع لـقدسه يتوالى
ولـقد أراق عـلى الـحياة بهاءها
وأحـالـها عـرسـا تـتيه دلالا
لـله سـحر قـد بـدا مـن روحه
لـكن ذاك الـسحر كـان حـلالا
فـي يـوم مـولده الهداية أرسلت
لـلـظامئين مـحـبة ووصـالا
يــوم تـسـامى لا أدق لـلـطفه
فـي الـعالمين ولا أجـل جـلالا
والـخلق قـبل الـيوم جهل قاتل
سـفكوا الـدماء وقـدسوا التمثالا
تـاه الـدليل فـلا نـجوم مضيئة
تـهدي الـحيارى يـمنة وشـمالا
قـد شـاب قرن الجاهلية وانمحت
جـل الـمآثر وارتـقت إضـلالا
وعـلا هـتاف المجد يصدح قائلا
جـاء الـرسول يـحقق الآمـالا
هـذا الـذي شـهد الأنـام بفضله
كـالبدر فـي كـبد الـسماء كمالا
يـا خير مـن زان الـبسيطة نوره
يـامـن سـما بـشمائل يـتعالى
فـلقد سـموت على الورى برسالة
حـوت الـفضائل والـهدى أجيالا
ولـقد حـملت الخلق نحو نجاتهم
مـن بـعد مـا جال الفساد وصالا
ولـقد أرحت الناس من عهد العمى
فـكأن ذاك الـعهد كـان خـيالا
وأعـدت لـلإنسان كـل كـرامة
سـلبت بـشرع جـهالة أحـوالا
ولـقد رددت إلـى الحقيقة حسنها
حـتى غـدت كـالشامخات طوالا
ولقد غرست الأرض روحا فانتشت
وغـدت بـصدق تـنبت الأبطالا
وسـهرت تـحرس أمـة صيرتها
لـلـعالمين نـمـوذجا ومـثـالا
وبـلغت تـهدي الـخافقين بدعوة
سـمحاء كـنت لـحسنها حـمّالا
فـتسابقت أرض الـحجاز لهديها
وغـدا الـخليج بـعطرها مختالا
وتـلألأت أرض الـكنانة جـزلة
ومـشـت شـآم لـخيرها إقـبالا
فـشموس حبك في القلوب مضيئة
وسـناء مـجدك في الوجود تعالى
صـلـى عـليك الله يـا قمر الهدى
يـامن بـه ألـق الـضياء تـلالا