|
الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() لو أبصر المرء عيوب نفسه لانشغل بها عن عيوب الناس ؛ لأن المرء مطالب بإصلاح نفسه أولا وسيسأل عنها قبل غيرها وقد قال الله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ}...(المدثر:38). وقال: {مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّفَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّامُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً}.. (الإسراء : 15) وقال سبحانه : {وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَاوَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}.. (الأنعام : 164) .وإذا كان العبد بهذه الصفة ـ مشغولا بنفسه عن غيره ـ ارتاحت لهالنفوس، وكان محبوبا من الناس، وجزاه الله تعالى بجنس عمله، فيستره ويكف ألسنةالناس عنه، أما من كان متتبعا عيوب الناس متحدثا بها مشنعا عليهم فإنه لن يسلم من بغضهم وأذاهم، ويكون جزاؤه من جنس عمله أيضا؛ فإن من تتبع عورات الناس تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في بيته. يقول الشاعر: لا تكشفن مساوي الناس ما ستروا*** فيهتك الله ستراً عن مساويكا واذكر محاسن ما فيهم إذا ذكروا*** ولا تعب أحداً منهم بما فيكا وقد يكون انشغال العبد بعيوب الناس والتحدث بها بمثابة ورقة التوت التييحاول أن يغطي بها عيوبه وسوءاته، فقد سمع أعرابي رجلا يقع في الناس، فقال:"قد استدللت على عيوبك بكثرة ذكرك لعيوب الناس؛ لأن الطالب لها يطلبها بقدرما فيه منها". يقول الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم حفظه الله تعالى : والشخص الذي يرى صورة نفسه صغيرة جداً تجده دائماً يضخم عيوب الآخرين، ولذا تبرزشخصية الإنسان من خلال نصيبه من هذه القضية، فإذا عُرف بأنه مشغول بتضخيم عيوب الآخرين والطعن في الناس، فهذه مرآة تعكس أنه يشعر بضآلة نفسه وبحقارتها وأن حجم نفسه صغير؛ لأنه يعتقد أنه لن ينفتح إلا على أنقاض الآخرين، فدائماً يحاول أن يحطم الآخرين، ولذا يكثر نقد الناس وذكر عيوبهم، وهذه مرآة تعكس أن إحساسه وثقته بنفسه ضعيفة، وأنه في داخل نفسه يحس أنه صغير وحقير، فلذلك يشتغل بعيوب الآخرين. يقول عون بن عبد الله رحمه الله: لا أحسب الرجل ينظر في عيوب الناس إلا من غفلة قدغفلها عن نفسه. وعن محمد بن سيرين رحمه الله تعالى قال: كنا نحدث أن أكثر الناس خطايا أفرغهم لذكر خطايا الناس. وكان مالك بن دينار رحمه الله تعالى يقول: كفى بالمرء إثماً ألا يكون صالحاً، ثم يجلس في المجالس ويقع في عرض الصالحين. وقال ابوعاصم النبيل: لا يذكر الناس فيما يكرهون إلا سفلة لا دين لهم. وقال بكر بن عبد الله: " إذا رأيتم الرجل موكّلا بعيوب الناس، ناسيالعيوبه ـ فاعلموا أنه قد مُكِرَ به". والإنسان ـ لنقصه ـ يتوصل إلى عيب أخيه مع خفائه، وينسى عيب نفسه مع ظهوره ظهورامستحكما لا خفاء به. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يبصرأحدكم القذى في عين أخيه، وينسى الجِذْعَ في عينه". قبيح من الإنسان أن ينسى عيوبه ***ويذكر عيبا في أخيه قد اختفى ولو كان ذا عقل لما عاب غيره ***وفيه عيوب لو رآها قد اكتفى إن الانشغال بعيوب الناس يجر العبد إلى الغيبة ولابد،وقد عرفنا ما في الغيبة من إثم ومساوىء يتنزه عنها المسلم الصادق النبيل ،كما أن الانشغال بعيوب الناس يؤدي إلى شيوع العداوة والبغضاء بين أبناء المجتمع ،فحين يتكلم المرء في الناس فإنهم سيتكلمون فيه ، وربما تكلموا فيه بالباطل . وإذا رجعت إلى السلف الصالح رضي الله عنهم لوجدت منهم في هذا الباب عجبا؛إذ كانوا مشغولين بعيوب أنفسهم عن عيوب غيرهم، بل ينظرون إلى أنفسهم نظرة كلها تواضع مع رفعتهم وعلو شأنهم رضي الله عنهم، بل كانوا يخافون إن تكلموا في الناس بما فيهم أن يبتلوا بما ابتلي به الناس من هذه العيوب كما قال الأعمش: سمعت إبراهيم يقول: "إني لأرى الشيء أكرهه، فما يمنعني أن أتكلّم فيه إلا مخافة أنأُبتلى بمثله". وبالإضافة إلى هذا كانوا يوقنون ويعملون بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: "من حسن إسلام المرء تركه ما لايعنيه". وقد لقي زاهد زاهداً فقال له: يا أخي! إني لأحبك في الله، فقال الآخر: لو علمتَ مني ما أعلم من نفسي لأبغضتني في الله، فقال له الأول: لو علمتُ منك ما تعلم من نفسك لكان لي فيما أعلم من نفسي شغل عن بغضك. فيا أيها المسلم لكفي نفسك شغل عن عيوب غيرك ؛ ففيك أضعاف أضعاف ما تراه في الآخرين ، فلا تفتح على نفسك باب الغيبة وسوء الظن وهتك أستار الناس بالانشغال بعيوبهم ، ولا تفتح على نفسك باب شر لا يسد بالكلام عن الناس فيتكلموا عنك. متى تلتمس للناس عيبا تجد لهم ***عيوبا ولكن الذي فيك أكثر فسالمهم بالكف عنهم فإنهم ***بعيبك من عينيك أهدى وأبصر وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. منقول
__________________
《 وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ضِيقِ الصَّدْرِ: الْإِعْرَاضُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى، وَتَعَلُّقُ الْقَلْبِ بِغَيْرِهِ، وَالْغَفْلَةُ عَنْ ذِكْرِهِ، وَمَحَبَّةُ سِوَاهُ》 زاد المعاد في هدي خير العباد ( ٢٣/٢ ). ابن القيم
|
#2
|
||||
|
||||
![]() متى تلتمس للناس عيبا تجد لهم ***عيوبا ولكن الذي فيك أكثر فسالمهم بالكف عنهم فإنهم ***بعيبك من عينيك أهدى وأبصر بارك الله فيك اخي الغالي جــــزاك الله الجنــــــة
__________________
![]() |
#3
|
||||
|
||||
![]() بارك الله فيك عمي جلال
__________________
![]() ،، اللهم ابن لي عندكــ بيتًا فالجنة لا يزول وعوضني خيرًا ممافقدتــ اللهم إني صابرة كما أمرتني فبشرني كما وعدتني قد أغيب يومًا ،، للأبد فلا تنسوني من دعواتكم
|
#4
|
||||
|
||||
![]() جزاك الله خيرا استاذنا الفاضل
وبارك الله فيك وعل هذا الكلمات تصل لمن نذروا انفسهم للانشغال بعثرات الاخرين |
#5
|
|||
|
|||
![]() موضوع قيم أخي الفاضل
معك حق اهم شيء ان ننشغل بعيوبنا وأخطاءنا ونحاول اصلاحها المشكلة احيانا في عدم القدرة على فعل الصواب نسأل الله سبحانه وتعالى ان يعطينا القدرة على اصلاح انفسنا بارك الله بك وعودا محمودا بموضوع طيب
__________________
اللهم فرج همي .. وارزقني حسن الخاتمة.. إن انقضى الأجل فسامحونا ولاتنسونا من صالح دعائكم .. & أم ماسة & |
#6
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكم الله خيرا بارك فيكم ونفع بكم قال الرسول عليه ازكى الصلاة والسلام من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه الراوي: أبو هريرة المحدث: الخطيب البغدادي - المصدر: تاريخ بغداد - الصفحة أو الرقم: 12/64 ما أكثر ما نشتغل بعيوب الناس ، ناسين أو متناسين أموراً مهمة : الأولى : أنهم بشر مثلنا ، وأنهم يقعون في الخطأ ويقع منهم الخطأ . الثاني : أننا مُـلئنا عيوباً لو اشتغلنا بها وبإصلاحها لأشغلتنا عن عيوب الناس . الثالث : أن من تتبّع عورات الناس تتبّع الله عورته ، فالجزاء من جنس العمل . الرابع : أننا أغرنا على الإنصاف فقتلناه غيلة ! فنظرنا في سيئات أقوام وأكبرناها وأعظمناها ، وكتمنا حسناتهم . هدانا ربنا جميعا لما يحب ويرضى وحفظ ألسنتنا عن الخوض في الكلام عن اخواننا واخواتنا وأصلح فيما بيننا ، وألف بين قلوبنا اللهم آمين |
#7
|
||||
|
||||
![]() اقتباس:
وجزاك الله خيرا على ردك الطيب نسأل الله تعالى ان يصلح أحوالنا
__________________
《 وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ضِيقِ الصَّدْرِ: الْإِعْرَاضُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى، وَتَعَلُّقُ الْقَلْبِ بِغَيْرِهِ، وَالْغَفْلَةُ عَنْ ذِكْرِهِ، وَمَحَبَّةُ سِوَاهُ》 زاد المعاد في هدي خير العباد ( ٢٣/٢ ). ابن القيم
|
#8
|
||||
|
||||
![]() وفيك بارك الله مشرفتنا
مشكورة على ردك
__________________
《 وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ضِيقِ الصَّدْرِ: الْإِعْرَاضُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى، وَتَعَلُّقُ الْقَلْبِ بِغَيْرِهِ، وَالْغَفْلَةُ عَنْ ذِكْرِهِ، وَمَحَبَّةُ سِوَاهُ》 زاد المعاد في هدي خير العباد ( ٢٣/٢ ). ابن القيم
|
#9
|
||||
|
||||
![]() اقتباس:
وتشرفت صفحتي بتواجدك جزاك الله خيرا على ردك ونسأل الله تعالى ان يصلح أحوالنا وفقنا الله وإياك لما فيه الخير والصلاح
__________________
《 وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ضِيقِ الصَّدْرِ: الْإِعْرَاضُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى، وَتَعَلُّقُ الْقَلْبِ بِغَيْرِهِ، وَالْغَفْلَةُ عَنْ ذِكْرِهِ، وَمَحَبَّةُ سِوَاهُ》 زاد المعاد في هدي خير العباد ( ٢٣/٢ ). ابن القيم
|
#10
|
||||
|
||||
![]() اقتباس:
وجزاك الله خيرا على ردك الطيب ونسأل الله تعالى ان يصلح أحوالنا وينبهنا للخطايا قبل المنايا وفقنا الله وإياك لما فيه الخير والصلاح
__________________
《 وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ضِيقِ الصَّدْرِ: الْإِعْرَاضُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى، وَتَعَلُّقُ الْقَلْبِ بِغَيْرِهِ، وَالْغَفْلَةُ عَنْ ذِكْرِهِ، وَمَحَبَّةُ سِوَاهُ》 زاد المعاد في هدي خير العباد ( ٢٣/٢ ). ابن القيم
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |