
11-10-2011, 09:50 PM
|
 |
عضو متميز
|
|
تاريخ التسجيل: Sep 2011
مكان الإقامة: ليبيا
الجنس :
المشاركات: 387
الدولة :
|
|
كيف يعاتب الرجل زوجته ؟
هذه بعض الآداب الهامة في فقه العتاب، على الزوج أن يراعيها، وينبغي أن يعلم أن العتاب مع الزوجة لا يكون إلا في أمر ذي بال، لا أمر تافه؛ كأن تتأخر في إعداد الطعام قليلاً،أو تنقل كتابًا أو أوراقًا هامة أو غير هامة من مكان إلى جواره، ويسهل إرجاعه بلا جهد، أو تغير في تنظيم الأثاث... أو تعطي جارتها شيئا، فيأتي الزوج كثير العتاب فيقول لها معاتبًا:يا فلانة...، الله يهديك!!لماذا نقلت هذا؟ولماذا غيرتِ هذا؟ولماذا أعطيت هذه؟ولماذا تأخرتِ في هذا؟ ولماذا؟ ولماذا؟
وإذا قيل له: لماذا العتاب في هذا الأمر التافه؟!
قال: حتى تتعود الانضباط!!
وإذا رأت بعثرة وتركتها،أو بكرت قليلاً في تجهيز المائدة،أو منعت عن محتاج حاجته حتى تستأذن...،قال لها: لماذا لم تنظمي هذا؟ولماذا تعجلت في هذا؟ ولماذا منعت عن هذا؟ ولماذا؟ ولماذا؟
وتنهال على المسكينة سيول من الرمي بسوء التصرف!! مع أن الأمر يسير، والاستدراك إن كان ـ غير عسير ـ لا يحتاج إلى هذه العتابات، ولماذا ولماذا...
وعن آداب العتاب يقول الأستاذ محمد عبد الحليم حامد: "فإن كان لابد من العتاب، فعليه أن يتحلى بهذه الآداب:1ـ عدم تهويل الأمر محل العتاب، بحيث يجعل من الحبة قبة، ويتصعد الأمر، فينبغي أن نعطي الأمر حجمه فلا نجعل من الفرع أصلاً، ولا من الذَّنَب رأسًا... وليتجنب الأخ كثرة التحليلات، واختراع مقدمات لا وجود لها ويبني عليها نتائج عجيبة واستنباطات غريبة.
2ـ البدء بالتلميح قبل التصريح لأن التصريح قد يجرح والنفوس متفاوتة التحمل. ويراعي التلميح إذا كانت الزوجة ستفهمه ومراده، وإلا صرح الزوج وأمره إلى الله لكن بلطف لا بعنف.
3ـ الإسرار بالعتاب، فلا يجعله أمام أحد من الناس حتى ولو كانوا أقارب، ففي ذلك ستر يعين المخطئ على التصحيح، وفي غيره فضيحة.
4ـ اختيار الوقت المناسب، فلا يعاتب عند العراك والغضب، بل يتريث حتى تهدأ الأمور، وتصفو النفوس... حينئذ يوجه عتابه برفق.
5ـ ألا يؤدي العتاب إلى ضرر أكبر، فالقصد من العتاب علاج الخطأ، فإن كان يفتح جرحًا أخطر تركه حتى يأتي الوقت المناسب. وتقدير هذا الأمر يحتاج إلى فهم ثاقب، وعقل راشد، وتقوى ونور وبصيرة.
6ـ المحافظة على المعاتَب بحيث لا يحرجه ولا ينتقصه؛ بل يظهر له الحب والتقدير، والحرص على استمرارية الإخاء والصفاء، فإنه يبقى الود ما بقي العتاب.
7ـ البعد عن الاستعلاء والتشفي، والإصرار والعناد.
وليعلم الزوج أن كثرة العتاب وبخاصة في الأمور التافهة تنغص على الزوجة عيشتها، فليكن الزوج حكيمًا في إنزاله على منازله، وفي المناسب، بالأسلوب الملائم... والعتاب في الأمور التافهة يصيب المرأة بالتوتر وقلق الأعصاب؛ لأن سياط العتاب تلاحقها، وعصا التأنيب أمام ناظرها، وهي معاتبة على كلا الأمرين؛ إن أقدمت، قال: الإحجام هو الصحيح،وإن أحجمت، قال: الإقدام هو الصحيح.
فيصيبها شلل في التفكير، وتخلف في تدبير الأمور،وقتل لطاقات الإبداع. ومن ثم يكون النفور بدل حب القدوم...فأين هذا من هدي المصطفى - صلى الله عليه وسلم - :
عن أنس رضي الله عنه قال: ((خدمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين، فما قال لي قط: أف، ولا قال لشيء فعلتُه: لمَ فعلتَه؟ ولا لشيء لم أفعله: ألا فعلت كذا؟)). يا أيها الأزواج، العفو العفو،والصفح الصفح،وإلا فليلتزم بآداب العتاب".
وينبغي للزوج أيضًا ألا يكثر الخصومة مع زوجته لاسيما إن كان بدون مبرر مقبول، أو يفجر في خصامه بدون ضوابط شر أو بسبب العند أو الكبر.
وأخيرا ينبغي على المسلم أن يتحلى بأخلاق الاسلام وأن يكون النبئعليه الصلاة والسلام قدوته في الحياة .
|