جمانة الشغّالة ... في الميزان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 602 - عددالزوار : 339348 )           »          أبناؤنا وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          7خطوات تعلمكِ العفو والسماح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          تربية الزوجات على إسعاد الأزواج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          الغزو الفكري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          حدث في العاشر من صفر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          الإنسان القرآني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          الخطابة فنّ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          الرحمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          متاعب الحياة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-07-2011, 11:28 PM
الصورة الرمزية المسلمة الملتزمة
المسلمة الملتزمة المسلمة الملتزمة غير متصل
مشرفة الملتقى العام
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
مكان الإقامة: راحلة الى الله "فأدعوا لى "
الجنس :
المشاركات: 2,962
افتراضي جمانة الشغّالة ... في الميزان



جمانة شغالة إندونيسية . وهي زوجة السائق الخاص لإحدى العائلات .


كنت أراها عند صديقة لي . ودائما أراها متعبة وتعمل بتباطؤ . فقد بلغت من العمر


الخامسة والخمسين . ثم أصيبت بمرض السكري .


سألت صديقتي مرة : أما آن لهذه المسكينة أن ترتاح ؟؟ أجابت : أولادها


بالجامعة , كان الله في عونها .


آخر مرة سألت عن جمانة : ابتسمت صديقتي وقالت : جمانة ارتاحت وجلست في


منزلها . قلت يحق لها فقد تعبت كثيرا ً . لمعت عينا صديقتي ببريق غريب تفاجأت


منه . وابتسمتْ ابتسامة أغرب . قلت : ماوراءك ؟ قالت : جمانة حققت هدفها ,


فهدأ بالها واطمأنت نفسها فتوقفت عن العمل .


قلت : وما كان هدفها ؟ تعليم أولادها ؟ هل تخرجوا ؟


ذهبتْ إلى أحد الأدراج وأخرجتْ منه صورة مسجد جميل أنيق صغير كتب على


حَجَر رخامي كبير في مقدمته عبارة بالخط الأسود : مسجد جمانة !!


قلت ُ : ما هذا ؟ قالت : هذا هو هدف جمانة الذي حققته .


لقد كان هدفها أن تبني مسجدا ً من تعبها وعرقها ليكون صدقة جارية لها وبركة في


حياتها وبعد مماتها .



"""""""""""""""""""""


عندما سمعت الخبر دارت بي الدنيا ولفت . وصغرت نفسي أمام عيني . أحسست


أنني قزمة أمام عملاق : اسمه جمانة الشغالة ...


جمانة الشغالة وضعت لنفسها أهدافا ً سامية نبيلة أخروية وليس مجرد هذف او


حلم حلمت به وتقاعست ثم تمنت ان يفتح الله لها أبواب الرزق لتحققه . بل


أتبعت الهدف سعيا ً حثيثا ً , وعملا ً دؤوبا ً . وهمة لا تنقطع .



وانا الآن أتساءل :


إذا كان هذا هو هدف شغالة أمية غير عربية . فما هي أهدافنا نحن العرب الذين


نقرأ القرآن بمهارة ونفهم مافيه . نحن الذين تعلمنا . وأنعم الله علينا بنعم كثيرة .


ما هي أهدافنا ؟؟؟؟


ـــ بناء منزل أكبر من منزل أختي !


ـــ شراء سيارة أفخم من سيارة أخي !


ــــ توسيع تجارتي


ــــ تعليم أولادي الطب والهندسة ليقولوا : أم الطبيب وأم المهندس .


ــــ التخريب على صاحبتي , أو نسيبتي , أو قريبتي ,أو جارتي , أو كلهن . وإفساد


هنائها , وإظهارها بأنها فاشلة وأنني أنجح منها !


ــــ هدفي الأكبر حاليا ً عرس قريبتي القادم : سأرتدي فيه أغلى الملبوسات


وسأتزين بأثمن المجوهرات .. حتى أبدو فيه أجمل الحاضرات .!



ــ شغلي الشاغل وجل اهتمامي أن أقبع في منزلي : أمضغ اللبان وأتشدق بالكلام


على هاتف أو نت , وأصرخ بوجه جمانة أخرى أحتقرها وأهينها بعقلي الفارغ


ونفسي المريضة . ومن يدري !! قد تكون عند الله أفضل مني وأرفع منزلة !




"""""""""""""""""""""""



تعسا ً لنا ولأهدافنا


تعسا ً لنا ولحضارتنا المزيفة


تعسا ً لعقولنا التي تعفنت وتجرثمت وتآكلت !!!!!




""""""""""""""""""""""""



قصة جمانة جرتني لموضوع هام جدا ً . جعلتني أتفكر في الموازين ..


والمفاضلات :


مَن ْ أفضل ُ مِنْ مَن ْ ؟؟؟


بعبارة أخرى :



مَن الخاسر ؟؟ ومَن الرابح ؟؟



هناك موازين الدنيا وهي حسية , مرئية , مادية , آنية .


وهناك موازين الآخرة وهي موازين أخروية , إيمانية , غيبية .



من سيحدد الرابح والخاسر ؟؟


لنشاهد هذه الأمثلة :



سمية أم عمار : يعذبها أبو جهل حتى تموت . والرسول صلى


الله عليه


وسلم يصبرهم ويقول : صبرا ً آل ياسر فإن موعدكم الجنة .




صهيب بن سنان أعطى قريش كل ما يملك ليهاجر ويلحق


برسول الله فيقول


له الحبيب المصطفى : ربح البيع يا أبا يحيي !!




ابن ملحان : يدخل الرمح في ظهره فيخرج من بين ثدييه فيقول


فرحا ً : فزت ورب الكعبة .
ذو البجادين : أخذ عمُه كل أمواله . وعندما مات وأدخله رسول


الله صلى الله عليه وسلم في قبره قال : اللهم إني أمسيت عنه
راضيا ً فارض َ عنه . يقول
ابن مسعود : يا ليتني كنت صاحب الحفرة .
هؤلاء في نظر أهل الدنيا خاسرون .
ولكن بموازين الآخرة ربحوا الفردوس الأعلى .
لو نظرنا إلى قصة ماشطة ابنة الفرعون . فقد آمنت بالله ربا ً فألقاها فرعون
المتأله في الزيت المغلي مع أبنائها , وما تراجعت عن عقيدتها .
في موازين أهل الدنيا : ربح الفرعون وخسرت الماشطة .
أما موازين الآخرة فتقول غير ذلك .
في الحديث الشريف :
مر الرسول صلى الله عليه وسلم برائحة طيبة فقال: ما هذه الرائحة ياجبريل
؟ قال: هذه رائحة ماشطة وأولادها .
تعبق رائحة الماشطة في السماء والفراعنة يتجلجلون في أصل الجحيم .
وأحيانا ً يكون الربح في الدنيا هو عين الخسارة في الآخرة .. فكل ربح من
حرام هو خسارة مهما كبر وعظم .
في قصة الغلام والساحر والملك . قصة أصحاب الأخدود , كلنا نعرفها . قال
الملك : باسم رب الغلام .
مات الغلام . إلا ان الناس صاحوا صيحة واحدة : آمنا برب الغلام .
لقد ربح الملك ومات الغلام . ولكن ربحه كان عين الخسارة حتى في الدنيا
قبل الآخرة . فقد خسر ملكه وشعبه وكل شيء . وربح الغلام .
ولو عدنا إلى قصة جمانة :
في موازين دار الفناء جمانة خاسرة : خسرت صحتها , وأرهقتها في العمل
لتبني مسجدا ً لا يعود عليها في الدنيا بربح أو ريع .
ولكن ميزان دار البقاء يقول ان جمانة هي الرابح الأكبر . فقد جعلت لنفسها
صدقة جارية تدر عليها الربح الوفير بعد مماتها .. حيث ستأتيها الأرباح
تتوالى .. مادام المسجد قائما ً يرفع فيه ذكرُ الله . ويمجدُ فيه اسمه .
أما الخاسرة الحقيقية فهي التي تجلس لتحتقر جمانة وأمثالها , تظلمهم
وتسومهم سوء العذاب . فتمنع عنهم الخير وحتى حقوقهم تمنعها . وتجلب
لهم البؤس والشقاء . من تفعل ذلك خاسرة حتى ولو كان بين يديها خدم
وحشم . وتحت تصرفها المليارات . ولن ينفعها كل ذلك شيئا .
ما نفع فرعونَ موسى تأليهُه لنفسه : فأغرقه الله في اليم . وحشره في جهنم .
وجعله عبرة وموعظة للناس في الدنيا .
ما نفع قارون َ أموالُه التي تنوء بحمل مفاتيحها العصبة أولو القوة .. فخسف
الله به وبداره الأرض .
لن ينفعنا يوم القيامة مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
القلب السليم هو إخلاص النية وتحديد الهدف .
ان تكون النية لله والهدف هو الآخرة .
8-مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ
مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ [الشورى 20]
فأي حرث نريد ؟ حرث الدنيا أم الآخرة ؟
منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة . استغرب الصحابة وقال بعضهم : ماكنا نعلم أن بيننا
من يريد الدنيا حتى نزلت هذه الآية .
فماذا نريد ؟
علينا ان نحدد هدفنا ومسارنا . علينا تحديد الغاية والاتجاه .
فالاتجاه الصحيح هو التوجه إلى الله فهو الغاية وهو الهدف .
ولو كان الهدف لغير الله فلن تنفعنا عبادتنا ولو كانت أمثال أُحُد . لن تنفعنا صلاتنا ولا صيامنا ولا
صدقاتنا ستكون سرابا ً ووهما ً .
فهيا بنا نفر إلى الله
دعونا نفر من نوايا مهزوزة , وأهداف مشوشة , وتكالب على الدنيا إلى نوايا
ثابتة , وأهداف محددة علوية , وتفان ٍ في طلب الآخرة .
دعونا نفر من كبريائنا وعنجهيتنا
من مظاهر الدنيا التي أكلت قلوبنا
من جاهلية عفنة سيطرت على عقولنا .
هيا بنا نفر إلى الله
عسى أن يقبلنا
ويرفع قدرنا
ويُعلي شأننا .

منقول
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.44 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.76 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.64%)]