نم يا صغيري .. .!

اسدالغابة · #1 03-07-2011, 10:29 PM

بينما كنت اقلب صفحات الشبكة العنكبوتيه .. وبينما ارى محتواها وما بداخلها .. استوقفتني تلك الصورة .. طفل عراقي ملقى على احد شوارع بغداد .. يلفظ انفاسه
الاخيرة .. اراه يصارع الموت .. دم ممزوج ببراءة يملؤها العذاب .. قبل ان
يموت .. لم ينسى ان يلوح بيديه .. يودع الاحباب والاصدقاء .. فلقد كان بالامس حبيبا والان صار ذكريات .. اراه يبتسم رغم الالام .. لاتستغربو هذا هو حال الاطفال في بلدي .. في بلد مزق تاريخه الاوغاد .. لك الله يا وطني .. لك الله يابلد الذكريات مات هذا الطفل .. ولم ينسى قبل ان يموت .. ان يسال ذاك الجندي الجبان .. الذي غرس في قلبه بعضا من طلقات .. اطلقها بدل ان يغرس له حب او حنان .. بالفعل انه لقاتل ماجور وبامتياز جسد هذا الطفل .. يبكي ويريد الصراخ .. واحسست انه يريد ان يكلمني .. ويشتكي حاله الذي مزقته الاحزان .. فبدات اخاطبه بان ينام مرتاح البال .. وان لايبكي لفراق الاحباب .. فخاطبه قلبي ولساني ..وبدا يسطر بعض الوقفات .. نم ياصغيري مطمئن البال.. ولاتحزن عما جرى في سالف الازمان نم يا صغيري .. فانت في احد شوارع بغداد .. ليس لك ذنب الا انك ولدت هنا في بغداد .. التي امتلات ازقتها بدماء الابرياء نم ولاتحزن .. فالافراح ستعود مره اخرى رغم مرور الزمان .. انظر .. هاهو دمعنا يسيل بلا استئذان .. ودمنا يسيل من اجل بغداد لا .. لاتخف من ذاك الجندي .. هو هنا من اجلك .. من اجل امن بغداد .. جاء ليرزع ورودا في شوارعها .. هو ليس بقاتل .. ولم يقتل اي انسان .. نم ولاتابه فكل من يحدثك عن ارهاب امريكا كذاب .. فامريكا جائت هنا من اجلك .. من اجل حرية بغداد .. نم ولاتسالني عن الاسباب .. فانت المخطيء وبلا اعذار.. لعلك ارهابي تهدد امن امريكا .. او تحمل قنبله لتفجر بها الاطفال .. اراك تخبئها هنا او هناك .. لا .. لا تخف اسمح له بان يقترب منك .. اسمح بان يلمس اشلائك .. لعله يجد عذرا لطلقاته التي اخترقت قلبك الصغير .. نم ياحبيبي .. فلابد يوما ان يزول الظلام .. ولابد ان تتبدل الاحوال من حال الى حال .. نم مطمئنا ولاتيأس .. فاني ارى الفجر قريب المنال نم وانتظر.. فصلاح الدين كاد يطرق الباب .. سيعيد التاريخ نفسه يوما.. ويذكر نصر العباد على الطغاة نم ياصغيري .. فاني ارى رايه النصر ستاتي ..رغم طغيان الصلبان نم ولاتحزن على طلقات الغدر .. فانها ستنطق عن الاخبار … ليس لك ذنب لكنها الايام ما سمعته من طلقات هي بشرى التحرير نم مطمئنا البال ولاتسال عما سيكون .. فان غدا سيشهد النصر مع التحرير وستاتيك الاخبار عن نصر الابطال على الطغيان نم يا صغيري .. يا ايها الانسان وارحل عنا .. فلربما سنلتحق بك في يوم من الايام .. نم .. ولاتسال عن سبب هذه الاحزان نم .. لعلها ستزول عن قريب .. بل لعها تزول الان نم ياصغيري ولاتسال عما كان فاني ارى الفجر قريب المنال .. ها هو ضياؤه يلامس الارض التي تلطخت بدمائك ..ودماء الابرياء .. نم ولاتقلق للافتقاد امك او اختك ..او احد الاحباب .. لاتابه لصراخهم وعويلهم فستنسيهم الاحزان .. احزان بغداد .. .. ولربما سيتذكرونك يوما من الايام ولاتخف فستبقى ذكراك بعد مرور الزمان ..