الأسرة المسلمة بأوروبا.. الهوية والاندماج - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 8365 )           »          المرأة والأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 7326 )           »          مناقشة في الناسخ والمنسوخ للشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 29 - عددالزوار : 2751 )           »          المرأة المسلمة.. مكانتها وحقوقها في الشريعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 694 )           »          حال المسلم بين كمال العبودية وكمال المحبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          فقه النبوءات والتبشير – عند الملِمّات وضوابطه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          بحسب إحصاء منظمة اليونسكو – المغرب الأولى في عدد حفاظ القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          تحريف السنة النبوية عن معانيها الصحيحة طعن في النبي – صلى الله عليه وسلم- فهم السُّنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          دور المؤسسات الخيرية – في تعزيز الأمن الاجتماعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          المسجد الأقصى وفلسطين في حياة الصحابة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 450 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الجالية المسلمة - Muslim non-arabic
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الجالية المسلمة - Muslim non-arabic قسم يهتم بتوعية الجالية المسلمة وتثقيفهم علمياً ودعوياً مما يساعدهم في دعوة غير المسلمين الى الاسلام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-05-2024, 10:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,054
الدولة : Egypt
افتراضي الأسرة المسلمة بأوروبا.. الهوية والاندماج

الأسرة المسلمة بأوروبا.. الهوية والاندماج



من المسلّمات الثابتة المتفق عليها بين جميع الناس، على مرّ العصور واختلاف البيئات وتباين المعتقدات والثقافات.. أن الأسرة تعتبر حجر الزاوية في بناء أي مجتمع بشري، وأنه بناء على ذلك، لا بد من حفظ كيانها ودعم أسسها، من أجل تحقيق الاستقرار الاجتماعي، وضمان التوازن النفسي للفرد في جميع مراحل حياته.
وتأكيدًا لمكانة الأسرة وأهميتها قام المنهج الإسلامي بتوفير كل الضمانات التي من شأنها أن تبني الأسرة على أسس متينة، وتضمن استقرارها وتأثيرها الإيجابي في مسيرة المجتمع ككل.
والناظر في أوضاع المسلمين في الغرب عموما وفي أوروبا خصوصا، وما يحتاجونه من الأسباب الضرورية للحفاظ على هويتهم الإسلامية.. يدرك أن من أهم الأولويات التي يجب أن تتجه إليها الجهود: العناية بالأسرة المسلمة، والعمل على رعاية خصوصياتها عبر الأجيال المتلاحقة.
نظرة للواقع المعيش
ومما يؤكد ضرورة العناية بالأسرة المسلمة في أوروبا أمور؛ منها:
- أن الأسرة المسلمة تعتبر المحضن الأول لتربية الأبناء تربية إسلامية؛ بل إنه يقع على عاتقها في البيئة الغربية الدور الأكبر في هذا المجال؛ لأنها لا تجد دعمًا لدورها من المجتمع المحيط بمؤسساته التربوية والثقافية؛ بل يعترضها من التحديات في البيئة الاجتماعية ما يزيد من تعقيد دورها ووظيفتها.
فكيف تستطيع الأسرة المسلمة أن تورث رصيدها من المبادئ والقيم الإسلامية للأجيال الجديدة من الأبناء دون أن تعزلهم عن مجتمعهم الذي يعيشون فيه وينتمون إليه؟ وكيف يمكن للأسرة أن تنجح في إقامة المعادلة القائمة على الحفاظ على الهوية مع النجاح في عملية الاندماج الإيجابي لأبنائنا في مجتمعاتهم؟
إن حداثة الوجود الإسلامي في أوروبا، وضعف إمكانياته، ومحدودية مؤسساته التربوية والدعوية تكاد يجعل الأسرة المسلمة موكولة إلى نفسها في القيام بدورها التربوي.
ومع أن للمؤسسات الإسلامية محاولات عدة في العناية بالنشء، فإن هذه الجهود لا تزال محدودة، وينقصها في كثير من الأحيان الاحتراف والتخصص، كما أنها لا تغطي إلا دائرة صغيرة من عموم المسلمين، في حين أن الحاجة تقتضي أن يتوسع الاهتمام ليشمل أكبر عدد ممكن من المسلمين وأبنائهم.
الحاجة إلى الدعم والتوجيه
إن الأسرة المسلمة في أوروبا تعيش اليوم مرحلة انتقالية تحتاج فيها إلى دعم وتوجيه؛ فالجيل الأول من المهاجرين المسلمين الذين قدموا إلى المجتمعات الأوروبية واستقروا فيها، اصطحبوا معهم تراثا تربويًا وعادات اجتماعية كانت هي منطلقهم في تربية أبنائهم، وهم لا يملكون غير ذلك الرصيد الذي جاءوا به، وكونهم يعيشون في الغالب في معزل عن المجتمع، ويجهلون الكثير من أعرافه وعاداته؛ فإن ذلك ولَّد لديهم حالة من الخوف على أبنائهم من أن يفقدوا خصوصياتهم الدينية والثقافية، فتجدهم في حالة من التهيب الدائم للدفاع عن أنفسهم من عوامل التأثير الخارجية، ولكنّ أبناءهم الذين التحقوا بالمدارس العامة واحتكّوا بالمجتمع من قرب، لا يجدون أنفسهم في الموقف نفسه الذي عليه آباؤهم، ومن هنا تنشأ كثير من الإشكاليات بين حرص الأسرة على ما تعتبره ضوابط ضرورية لحماية الأبناء، والبحث عن التوازن لدى هؤلاء الأبناء، وهم يحاولون التوفيق بين ولائهم للأسرة وقيمها من ناحية وانتمائهم للمجتمع ومقتضيات ذلك من ناحية أخرى.
ومن مظاهر المرحلة الانتقالية التي تمر بها الأسرة المسلمة بأوروبا اليوم أن أبناء وبنات الأمس أصبحوا آباء وأمهات اليوم، وهم مدعوون بدورهم إلى تربية أبنائهم تربية إسلامية، ولكنها ستكون تربية مختلفة في بعض مضامينها وأساليبها عمّا تربّوا عليه، سيكون هؤلاء -بلا شك- أقدر من آبائهم وأمهاتهم على فهم نفسيات أبنائهم وطبيعة التحديات التي تواجههم في الواقع، غير أن أغلبهم لا يملكون رصيدا كافيا من الثقافة الإسلامية التي يحتاج إليها أبناؤهم.
نـحو الواقع الـمأمول
إن هذا الوضع الذي عليه الأسرة المسلمة في أوروبا يقتضي توفير عناية مزدوجة تتجه إلى الجيل الأول من الآباء لمساعدتهم على حسن القيام بوظيفتهم التربوية، وإلى الجيل الثاني من الآباء بتهيئة الأجواء والمضامين التربوية اللازمة التي تعينهم على أداء دورهم التربوي.
التوازن في بناء الشخصية
ومن الملاحظ أن التجربة التي تمرّ بها الأسرة المسلمة في أوروبا اليوم في مجال تربية الأبناء ستؤسس لنموذج أو نماذج تربوية جديدة تعطي للأسرة المسلمة الأوروبية شخصيتها المتميزة، وذلك من خلال إقامة التوازن الضروري بين مقتضيات الولاء الإسلامي ومقتضيات الاندماج الاجتماعي.
- إن نظرتنا إلى حاضر الأسرة المسلمة في أوروبا وإلى مستقبلها تستوجب منا - لحسن تسديد الحاضر وإعداد المستقبل- أن نعتني بفهم واقعها واستيعاب إشكاليتها، من خلال بعدين اثنين:
أولا - تأثيرات البيئة الاجتماعية بما تحمله من عوامل إيجابية وأخرى سلبية، والتي ستترك حتما بصماتها في تشكيل شخصية المسلم الأوروبي، والسؤال المطروح في هذا المجال هو: كيف يمكننا أن نفيد أبناءنا من العوامل الإيجابية للبيئة ونحصنهم من تأثيراتها السلبية؟
ولن يكون ذلك ممكنا إلا إذا كنا على اطّلاع ودراية بالوضع الاجتماعي العام، وما يشهده من تطورات وتحولات، فيما يتصل بموضوع الأسرة بشكل عام ومكانتها في المجتمعات الأوروبية المعاصرة، ولن نجد صعوبة في تحصيل هذا الفهم لوفرة ما هو منشور من الدراسات والبحوث العلمية التفصيلية في هذا الميدان.
ثانيا- المفاهيم التربوية والعادات الأسرية التي حاول الآباء نقلها إلى أبنائهم، وهذه المفاهيم والعادات ليست كلها مبنية على خلفية إسلامية؛ بل إن بعضها قد يكون منافياً للإسلام وإن نسبت إليه؛ فكيف نستطيع أن نميّز لدى أجيالنا الجديدة بين ما هو عائد إلى أسس الإسلام وأحكامه، وما هو عادات موروثة لا سند لها من الدين؟ هذا الذي يجب أن نعمل على بيانه حتى لا نفاجأ من أبنائنا بثورات على عادات خاطئة تقدّم لهم على أنها من الإسلام؛ فيرفضونها، ومن ثَم يتنكرون لدينهم؛ فعندما يلجأ الأب المسلم مثلا إلى إكراه ابنته على الزواج، ويؤيد تصرفه هذا بأن ذلك من حقه الذي كفله له الإسلام باعتباره وليّها؛ فإن هذا يجعلها، وهي ترفض هذا السلوك، ربما تقف موقفا سلبيا من الدين ككل، خصوصا مع ما يروج في المجتمع من أفكار سلبية بحق الإسلام والمسلمين وطبيعة تعاملهم مع المرأة.


اعداد: د.أحمد جاب الله




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.00 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.29 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.41%)]