السلم في القرآن - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المسجد الأقصى وفلسطين في حياة الصحابة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 432 )           »          خواطر الكلمة الطيبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 21 - عددالزوار : 1565 )           »          ذنوب القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 3708 )           »          الدعاء بعد الصلاة مع الإمام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الصلاة بعد الوتر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          أداء الصلاة على كرسي لعذر شرعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          مس الفخذ والركبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          مقتطفات من سيرة علي بن أبي طالب رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          هَمَسات .. في كلمات ... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 3728 )           »          أسباب دخول الجنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-08-2023, 10:53 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,045
الدولة : Egypt
افتراضي السلم في القرآن

السلم في القرآن
عطاءات العلم

تمهيد:
وردت كلمة (‌السلم) ‌في ‌القرآن الكريم في مواضع متعددة وبمعان متعددة منها، الاستسلام، والهدنة وعدم الرغبة في القتال، والكف والصلح، وبمعنى كونها قرينة على الإسلام [1][2]، واستخدم القرآن الكريم أسلوبين أساسيين وهما، أسلوب الأمر والنهي، ومن صيغ الأمر المتعلقة بالآيات الواردة في السلم [3]، المضارع المجزوم بلام الأمر [4]، الإخبار بأن ترك الفعل كفر أو ظلم أو فسق [5]، أسلوب الدعاء، أسلوب الأمر في سياق النهي، وتفيد معنى الأمر [6] [7]، الأمر على سبيل الاستفهام [8]، الأمر في صورة المصدر [9]، واستخدم القرآن الكريم أسلوب النهي في حديثه عن السلم، ومن هذه الأساليب: لا الناهية مع الفعل المضارع [10][11] الاستفهام الإنكاري أو التعجبي مقرونًا بالتهديد على الفعل [12]،كلمات اجتنبوا واتركوا التي تدل على طلب ترك الفعل [13][14][15]، ما اشتق من كلمة النهي يفيد عموم الترك [16][17]، الخبر المعرب عن النهي [18][19]،العرض والتحضيض المراد به النهي[20].


التعريف الإفرادي:
السلم لغةً: الــ (س، ل، م) معظم بابه من الصحة والعافية، ويكون فيه ما يشذ، والشاذ عنه قليل، فالسلامة: أن يسلم الإنسان من العاهة والأذى، فمن معانيه: العافية والسلامة من الأذى والآفات، وعلامة المسالمة وعدم وجود الحرب، وقول سديد لا لغو فيه، وقيل: قالوا سلامًا: أي سدادًا من القول وقصدًا لا لغو فيه، وبمعنى ضد الحرب، والاستسلام والانقياد وإظهار الخضوع منه قوله تعالى: ﴿ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِين﴾ [الحجر: 46][21] [22] [23] [24] [25].

السلم اصطلاحاً: أمن عام تطمئن إليه النفوس، وتنشر فيه الهمم، ويسكن إليه البريء، ويأنس إليه الضعيف[26].


القرآن لغةً: مصدر قرأ يقرأ قراءةً أو قرآناً [27]، واتفق العلماء أن لفظ القرآن اسم وليس فعل ولا حرف، وشأنه شأن الأسماء في العربية، إما أن يكون جامداً أو مشتقاً [28]، ومنه قوله تعالى:
القرآن اصطلاحاً: هو "كلام الله المعجز [29]، المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته" [30].


الدلالة الشرعية لكلمة السلم في القرآن:
وردت كلمة (‌السلم) ‌في ‌القرآن الكريم في مواضع متعددة وبمعان متعددة منها:
1- الاستسلام: مثل قوله تعالى: ﴿ قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ ﴾ [الفتح: 16]، أي يدخلون في الإسلام ويلتزمون أحكام شريعته.


2- الهدنة وعدم الرغبة في القتال: مثل قوله تعالى: ﴿ فَلاَ تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُم ﴾ [محمد: 35]، فهنا قطاع من المؤمنين يرغبون في السلام والمهادنة مع الأعداء؛ لأن القتال يهدر الدماء أو لأنهم جبناء، كما وردت عن الهدنة من جانب الأعداء، مثل قوله تعالى: ﴿ وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم [الأنفال: 61].


3- الكف والصلح: مثل قوله تعالى: ﴿ إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىَ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ أَوْ جَآؤُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُونَكُمْ أَوْ يُقَاتِلُواْ قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلا [النساء: 90]، فهؤلاء لم يتعرضوا لحركة المسلمين بالدعوة في الجزيرة العربية، وتركوهم يتحركون دون أن يتعرضوا لهم، فهنا لا ينبغي للمسلمين أن يتعرضوا لهم، لأن السلم قاعدة لكي يبقى الجهاد ماضيا.


4- بمعنى كونها قرينة على الإسلام: مثل قوله تعالى: ﴿ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا ﴾ [النساء: 94]، أي قال السلام عليكم، وهو يدل على إسلامه ظاهراً [31][32].


أساليب السلم في القرآن:
استخدم القرآن الكريم أسلوبين أساسيين وهما:
أولًا: أسلوب الأمر:
استخدم القرآن الكريم أسلوب الأمر بصيغ مختلفة تنطوي على أساليب بلاغية غاية في الروعة، لا تجاريها أسلوب بياني من غير القرآن الكريم الذي أنزله رب العزة، ومن هذه الصيغ المتعلقة بالآيات الواردة في السلم وما يتعلق بها:
1- فعل الأمر: مثل قوله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِين ﴾ [البقرة: 208]، قال الشيخ الطاهر بن عاشور: «صيغة الأمر في: ﴿ ادْخُلُواْمن أن حقيقتها طلب تحصيل فعل لم يكن حاصلًا أو كان مفرطًا في بعضه [33]، فهنا أسلوب الأمر الحقيقي، باستخدام صيغة فعل الأمر: ﴿ ادْخُلُواْ، والأصل في الأمر أن يراد به الحقيقة، بأن يكون لطلب الفعل على سبيل الاستعلاء والإيجاب، وذلك بأداء ما تضمنه الأمر حقًّا من غير تأويل بمعنى ثانوي [34].


2- المضارع المجزوم بلام الأمر: مثل قوله تعالى: ﴿ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْت [قريش: 3]، يقول أبو حيان: أمرهم أن يعبدوه لأجل إيلافهم الرحلة [35]، فصيغة الأمر هنا قوله ﴿ فَلْيَعْبُدُواوهو عبارة عن لام الأمر داخلة على الفعل المضارع يعبد.


3- الإخبار بأن ترك الفعل كفر أو ظلم أو فسق: مثل قوله تعالى: ﴿ فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا [النساء: 65]، ويقول الرازي: ﴿ فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ ﴾، قسم من الله تعالى على أنهم لا يصيرون موصوفين بصفة الإيمان إلا عند حصول الشروط وأولها، قوله تعالى: ﴿ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ وهذا يدل على أن من لم يرض بحكم الرسول لا يكون مؤمنًا [36]، فهنا الأمر للوجوب كما ذكرنا من قبل.


4- أسلوب الدعاء: قال تعالى في دعاء إبراهيم عليه السلام أن ينعم على مكة بالأمن والأمان والسلام، ويرزقهم من أنواع الثمرات: ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ﴾ [البقرة: 126]، وأسلوب الأمر هنا مجازي يسمى الدعاء، مستعملًا فعل الأمر ﴿ اجْعَلْ ﴾، إبراهيم الأواه الحليم القانت المستقيم، يتأدب بالأدب الذي علمه ربه، فيراعيه في طلبه ودعائه.


5- أسلوب الأمر في سياق النهي، وتفيد معنى الأمر: مثل قوله تعالى: ﴿ إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىَ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ أَوْ جَآؤُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُونَكُمْ أَوْ يُقَاتِلُواْ قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلا ﴾ [النساء: 90]، قال ابن عاشور: «ولذلك أمر المؤمنين بكف أيديهم عن هؤلاء إن اعتزلوهم ولم يقاتلوهم [37]، وهذا الأسلوب وارد في اللغة العربية «فقد ترد صيغة الأمر في سياق النهي، والعكس في عدد من الآيات، ونحن نعلم أن النهي أمر في عدم الفعل، وهو في حقيقته أمر، إلا أنه ورد بأسلوب آخر [38].


6- الأمر على سبيل الاستفهام: مثل قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُون [المائدة: 91]، وهذا الأمر من أبلغ أنواع الأمر، يقول الدكتور سعود بن غازي أبو تاكي والأمر عن طريق الاستفهام له دلالة تزيد عن الأمر بصيغه الصريحة، ومنها:

الأمر عن طريق الاستفهام أولى بالقبول والاستجابة لما فيه من تلطف في الطلب.


الأمر في الاستفهام، فيه مبالغة في الطلب.


الأمر عن طريق الاستفهام يعطي ثباتًا للمعنى وتأكيدًا [39].


7- الأمر في صورة المصدر: مثل قوله تعالى: ﴿ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ [البقرة: 178]، فكلمة ﴿ فَاتِّبَاعٌهنا مصدر أناب معنى فعل الأمر (فاتبع)، يقول أحد الباحثين: «فسياق الآية الترغيب في المصالحة في الدماء، وذلك أمر عظيم لا تكاد تذل النفس العربية إليه سريعًا، ومعالجتها له جد عظيمة، فلا تكاد صيغة (افعل) أو (لتفعل) قائمةً فيه بما يراد فعدل عن قوله (فليتبعه) و(فليؤده) إلى اتباع وأداء، مقام فعلي الأمر، فإن في هذا العدول إلى المصدر دلالة على الثبات [40]، ومن المعلوم أثر العفو عن القاتل في تمتين العلاقة بينه وبين أولياء المقتول، وذهاب الشحناء والبغضاء بينهما، وبالتالي تقوية أواصر المحبة والسلم الاجتماعي.


ثانيًا: أسلوب النهي:
استخدم القرآن الكريم أسلوب النهي في حديثه عن السلم وضرورة قيامه في المجتمع، ومن هذه الأساليب المتعلقة بالآيات الواردة في السلم وما يتعلق بها:
1- لا الناهية مع الفعل المضارع: وهذه الصيغة هي حقيقة في التحريم، بمعنى أنها تفيد تحريم الفعل المنهي عنه، مثل قوله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا [النساء: 94]، فصيغة النهي في الآية صريح وهي: لا الناهية الداخلة على الفعل المضارع ﴿ تَقُولُواْ، ومعنى النهي للتحريم لتحذيره من قتل المؤمن، قال أبو السعود العمادي: «نهيٌ عما هو نتيجةٌ لترك المأمور به وتعيينٌ لمادّة مهمّةٍ من الموادّ التي يجب فيها التبيين [41]، وقال ابن عاشور: «استقصاء للتحذير من قتل المؤمن بذكر أحوال قد يتساهل فيها وتعرض فيها شبه [42]، فقد استخدم القرآن الكريم هذه الصيغة ليحذر من قتل المؤمن، وقتله بغير حق يؤدي إلى تعكير السلم والأمن في المجتمع.


2- الاستفهام الإنكاري أو التعجبي مقرونًا بالتهديد على الفعل: مثل قوله تعالى: ﴿ أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُور [الملك: 16]، يقول الطاهر بن عاشور في معنى الآية: «انتقال من الاستدلال إلى التخويف؛ لأنه لما تقرر أنه خالق الأرض ومذللها للناس، وتقرر أنهم ما رعوا خالقها حق رعايته، فقد استحقوا غضبه وتسليط عقابه بأن يصير مشيهم في مناكب الأرض إلى تجلجل في طبقات الأرض، فالجملة معترضة والاستفهام إنكار وتوبيخ وتحذير [43].


3- كلمات اجتنبوا واتركوا التي تدل على طلب ترك الفعل: مثل قوله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ [الحجرات: 12]، قال أبو حيان: اجتنبوا كثيرًا من الظن: أي: لا تعملوا على حسبه، وأمر تعالى باجتنابه، لئلا يجترئ أحد على ظن إلا بعد نظر وتأمل وتمييز بين حقه وباطله [44]، فهنا أسلوب النهي باستخدام كلمة تدل على ترك الفعل، ويدل على تحريم الظن أحاديث كثيرة منها، ما رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تباغضوا وكونوا إخوانًا، ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح أو يترك [45][46].


4- ما اشتق من كلمة النهي يفيد عموم الترك: وهو أعم من أن يكون حرامًا أو مكروهًا، وهي من أبلغ ما ينتهي به كما يقول الرازي [47]، في قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُون [المائدة: 91]، فكلمة ﴿ مُّنتَهُون ﴾، مشتق من كلمة (نهى)، والتي تدل على النهي الحقيقي، فالخمر والميسر منهي عنه نهيًا حقيقيًّا، لكونه يفضي شربه إلى هدم المجتمع وتهديد للأمن والاستقرار، وقد استخدم هذا الأسلوب في الحديث النبوي بكثرة، منها: عن جابر بن عبد الله قال: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كراء الأرض، وعن بيعها السنين، وعن بيع الثمر حتى يطيب [48].


5- الخبر المعرب عن النهي: مثل قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلا ﴾ [النساء: 83]، وقد يقع النهي بالجملة الإنشائية، وهو أبلغ في النهي، وهذا كثير في القرآن، والآية واردة في النهي عن نشر الإشاعة في حالتي السلم والحرب، قال الشيخ محمد رشيد رضا: «فخوض العامة في السياسة وأمور الحرب والسلم، والأمن والخوف، أمر معتاد وهو ضار جدًّا إذا شغلوا به عن عملهم، ويكون ضرره أشد إذا وقفوا على أسرار ذلك وأذاعوا به [49]، يقول الدكتور محمود توفيق محمد سعد: «جمهور أهل العلم على أن الخبر المنفي قد يرد في سياق فيفيد النهي عما دخلت عليه أداة النفي أو لازم ما دخلت عليه، فلا يكون النفي على ظاهره [50].


6- العرض والتحضيض المراد به النهي:قال تعالى مذممًا الذين يطففون في الكيل والوزن وينشرون الغش والخداع في المجتمع، فتشيع البغضاء والحقد بين أفراده، ﴿ وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِين * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُون * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُون * أَلاَ يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُون * لِيَوْمٍ عَظِيم [المطففين: 1 – 5]، يقول الزمخشري مبينًا موضع النهي الوارد في الآية: «إنكار وتعجيب عظيم من حالهم في الجرأة على التطفيف، كأنهم لا يحظرون ببالهم ولا يخمنون تخمينًا، ومحاسبون على مقدار الذرّة والخردلة، وفي هذا الإنكار والتعجيب وكلمة الظن، ووصف اليوم بالعظيم، وقيام الناس فيه لله خاضعين، ووصفه ذاته برب العالمين: بيان بليغ لعظيم الذنب وتفاقم الإثم في التطفيف وفيما كان في مثل حاله من الحيف وترك القيام بالقسط، والعمل على السوية والعدل في كل أخذ وإعطاء، بل في كل قول وعمل [51].

[1] حبيب كمال السعيد، مقال ‌‌السلم والقتال في الإسلام، قراءة دلالية وشرعية واصطلاحية، الجزء الخامس والثمانون، ص 35.

[2] تصدر عن المنتدى الإسلامي، مجلة البيان، مجلة إسلامية، شهرية، جامعة، الجزء 238، تاريخ النشر بالشاملة: 8 ذو الحجة 1431هـ، ص 32.

[3] فتحي رمضان أحمد، أسلوب الأمر في سورة يوسف عليه السلام: دراسة بلاغية، الناشر: جامعة الموصل، كلية الآداب، العراق، 2011م، ص 7.

[4] الأندلسي أبو حيان محمد بن يوسف، ‌البحر ‌المحيط في التفسير، الجزء العاشر، المحقق: صدقي محمد جميل، الناشر: دار الفكر – بيروت، لبنان، 1420هـ، ص 548.

[5] الرازي أبو عبد الله محمد، مفاتيح الغيب للفخر الرازي، الطبعة الأولى، الجزء العاشر، المطبعة الخيرية، مصر، 1308هـ، ص 128..

[6] التونسي محمد الطاهر بن محمد بن عاشور، التحرير والتنوير «تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد، الجزء الخامس، الناشر: الدار التونسية للنشر، تونس، 1984هـ، ص 154.

[7] فتحي رمضان أحمد، أسلوب الأمر في سورة يوسف عليه السلام: دراسة بلاغية، الناشر: جامعة الموصل، كلية الآداب، العراق، 2011م، ص 6.

[8] أبو تاكي سعود بن غازي، صور الأمر في العربية بين التنظير والتطبيق، الناشر: دار غريب للطباعة والنشر، 2006، ص235.

[9] سعد محمود توفيق محمد، صورة الأمر والنهي في الذكر الحكيم، مطبعة الأمانة، 1993م-1419هـ، ص 55.

[10] أبو السعود العمادي محمد بن محمد بن مصطفى، تفسير أبي السعود "إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم"، الناشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت، الجزء الثاني، ص 218.

[11] التونسي محمد الطاهر بن محمد بن عاشور، التحرير والتنوير «تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد، الجزء الخامس، الناشر: الدار التونسية للنشر، تونس، 1984هـ، ص 166.

[12] التونسي محمد الطاهر بن محمد بن عاشور، التحرير والتنوير «تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد، الجزء التاسع والعشرون، الناشر: الدار التونسية للنشر، تونس، 1984هـ، ص 33.

[13] أبو حيان محمد بن يوسف الأندلسي، البحر المحيط في التفسير، الجزء التاسع، دار الفكر، بيروت، لبنان، 1420هـ، ص 519.

[14] النيسابوري أبو الحسين مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم، مطبعة عيسى الحلبي، دار إحياء التراث، بيروت، لبنان، 1955م، رقم الحديث: (2563).

[15] أخرجه البخاري في صحيحه، رقم 5143، كتاب الجمعة، باب من انتظر حتى تدفن..

[16] الرازي أبو عبد الله محمد، مفاتيح الغيب للفخر الرازي، الطبعة الأولى، الجزء الأول، المطبعة الخيرية، مصر، 1308هـ، ص 425.

[17] النيسابوري أبو الحسين مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم، كتاب البيوع، باب النهي عن المحاقلة والمزابنة وعن المخابرة، وبيع الثمرة قبل بدو صلاحها، وعن بيع المعاومة وهو بيع السنين، مطبعة عيسى الحلبي، دار إحياء التراث، بيروت، لبنان، 1955م، رقم الحديث: (1536).

[18] الحسيني محمد رشيد بن علي رضا، تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار)، الجزء الخامس، الناشر الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1990م، ص 242.

[19] سعد محمود توفيق محمد، صورة الأمر والنهي في الذكر الحكيم، مطبعة الأمانة، 1993م-1419هـ، 84.

[20] الزمخشري أبو القاسم محمود بن عمرو، الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، تفسير سورة البقرة، الطبعة الثالثة، الجزء الرابع، الناشر دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان، 1407ه، ص 721.

[21] أبو الحسين، الرازي أحمد بن فارس بن زكريا القزويني، معجم مقاييس اللغة، تحقيق عبد السلام محمد هارون، مادة (س، ل، م)، الجزء الثالث، الطبعة الثانية، دار الجبل، بيروت، لبنان، 1399هـ-1979م، ص 90.

[22] الأزدي أبو بكر محمد بن الحسن، جمهرة اللغة، المحقق: رمزي منير بعلبكي، الجزء الثاني، الطبعة الأولى، الناشر: دار العلم للملايين، بيروت، 1987م، ص 858.

[23] الفارابي أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري، الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، باب (س، ل، م)، الطبعة الرابعة، الجزء الخامس، تحقيق أحمد عبد الغفور، دار العلم للملايين، بيروت، لبنان، 1407هـ‍ - 1987م، ص 1950.

[24] الزَّبيدي محمّد مرتضى الحسيني، تاج العروس من جواهر القاموس، باب (س، ل، م)، تحقيق: على شيري، الجزء الثاني والثلاثون، دار الفكر، بيروت، 1994م ص 371.

[25] الإفريقي جمال الدين ابن منظور، لسان العرب، الحواشي: لليازجي وجماعة من اللغويين، فصل الفاء مادة (س، ل، م)، الجزء الثاني عشر، الطبعة الثالثة، الناشر: دار صادر، بيروت، لبنان، 1414 هـ، ص 289.

[26] الماوردي أبو الحسن علي بن محمد بن محمد، أدب الدنيا والدين، الجزء الأول، الناشر: دار مكتبة الحياة، 1986م، ص 142.

[27] عبد الغفار محمد حسن، أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، الجزء الرابع، مصدر الكتاب دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية، وتم نشره في المكتبة الشاملة بتاريخ 9رجب 1432هـ، ص 5.

[28] الرومي فهد بن عبد الرحمن، دراسات في علوم القرآن الكريم، الطبعة الثانية عشرة، الناشر: حقوق الطبع محفوظة للمؤلف، الرياض، السعودية، 2003م، ص 18.

[29] عبد الغفار محمد حسن، أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، الجزء الرابع، مصدر الكتاب دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية، وتم نشره في المكتبة الشاملة بتاريخ 9رجب 1432هـ، ص 5.

[30] الرومي فهد بن عبد الرحمن، دراسات في علوم القرآن الكريم، الطبعة الثانية عشرة، الناشر: حقوق الطبع محفوظة للمؤلف، الرياض، السعودية، 2003م، ص 21.

[31] حبيب كمال السعيد، مقال ‌‌السلم والقتال في الإسلام، قراءة دلالية وشرعية واصطلاحية، الجزء الخامس والثمانون، ص 35.

[32] تصدر عن المنتدى الإسلامي، مجلة البيان، مجلة إسلامية، شهرية، جامعة، الجزء 238، تاريخ النشر بالشاملة: 8 ذو الحجة 1431هـ، ص 32.

[33] التونسي محمد الطاهر بن محمد بن عاشور، التحرير والتنوير «تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد، الجزء الثاني، الناشر: الدار التونسية للنشر، تونس، 1984هـ، ص 276.

[34] فتحي رمضان أحمد، أسلوب الأمر في سورة يوسف عليه السلام: دراسة بلاغية، الناشر: جامعة الموصل، كلية الآداب، العراق، 2011م، ص 7.

[35] الأندلسي أبو حيان محمد بن يوسف، ‌البحر ‌المحيط في التفسير، الجزء العاشر، المحقق: صدقي محمد جميل، الناشر: دار الفكر – بيروت، لبنان، 1420هـ، ص 548.

[36] الرازي أبو عبد الله محمد، مفاتيح الغيب للفخر الرازي، الطبعة الأولى، الجزء العاشر، المطبعة الخيرية، مصر، 1308هـ، ص 128..

[37] التونسي محمد الطاهر بن محمد بن عاشور، التحرير والتنوير «تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد، الجزء الخامس، الناشر: الدار التونسية للنشر، تونس، 1984هـ، ص 154.

[38] فتحي رمضان أحمد، أسلوب الأمر في سورة يوسف عليه السلام: دراسة بلاغية، الناشر: جامعة الموصل، كلية الآداب، العراق، 2011م، ص 6.

[39] أبو تاكي سعود بن غازي، صور الأمر في العربية بين التنظير والتطبيق، الناشر: دار غريب للطباعة والنشر، 2006، ص235.

[40] سعد محمود توفيق محمد، صورة الأمر والنهي في الذكر الحكيم، مطبعة الأمانة، 1993م-1419هـ، ص 55.

[41] أبو السعود العمادي محمد بن محمد بن مصطفى، تفسير أبي السعود "إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم"، الناشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت، الجزء الثاني، ص 218.

[42] التونسي محمد الطاهر بن محمد بن عاشور، التحرير والتنوير «تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد، الجزء الخامس، الناشر: الدار التونسية للنشر، تونس، 1984هـ، ص 166.

[43] التونسي محمد الطاهر بن محمد بن عاشور، التحرير والتنوير «تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد، الجزء التاسع والعشرون، الناشر: الدار التونسية للنشر، تونس، 1984هـ، ص 33.

[44] أبو حيان محمد بن يوسف الأندلسي، البحر المحيط في التفسير، الجزء التاسع، دار الفكر، بيروت، لبنان، 1420هـ، ص 519.

[45] النيسابوري أبو الحسين مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم، مطبعة عيسى الحلبي، دار إحياء التراث، بيروت، لبنان، 1955م، رقم الحديث: (2563).

[46] أخرجه البخاري في صحيحه، رقم 5143، كتاب الجمعة، باب من انتظر حتى تدفن..

[47] الرازي أبو عبد الله محمد، مفاتيح الغيب للفخر الرازي، الطبعة الأولى، الجزء الأول، المطبعة الخيرية، مصر، 1308هـ، ص 425.

[48] النيسابوري أبو الحسين مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم، كتاب البيوع، باب النهي عن المحاقلة والمزابنة وعن المخابرة، وبيع الثمرة قبل بدو صلاحها، وعن بيع المعاومة وهو بيع السنين، مطبعة عيسى الحلبي، دار إحياء التراث، بيروت، لبنان، 1955م، رقم الحديث: (1536).

[49] الحسيني محمد رشيد بن علي رضا، تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار)، الجزء الخامس، الناشر الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1990م، ص 242.

[50] سعد محمود توفيق محمد، صورة الأمر والنهي في الذكر الحكيم، مطبعة الأمانة، 1993م-1419هـ، 84.

[51] الزمخشري أبو القاسم محمود بن عمرو، الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، تفسير سورة البقرة، الطبعة الثالثة، الجزء الرابع، الناشر دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان، 1407ه، ص 721.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-08-2023, 01:53 AM
سعيد رشيد سعيد رشيد غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 385
الدولة : Algeria
افتراضي رد: السلم في القرآن

بارك الله فيك ونفع بك
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 80.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 78.59 كيلو بايت... تم توفير 2.15 كيلو بايت...بمعدل (2.66%)]