تأملات في مسألة القدس - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 371 - عددالزوار : 36341 )           »          { ذلك نتلوه عليك من الآيات } (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          تفسير سورة التوبة (الحلقة الثانية عشرة) منافقون ذوو طول سفهاء وأعراب حول المدينة جبنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          {ويعلمه الكتاب والحكمة} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          تفسير سورة التوبة (الحلقة الحادية عشرة) المنافقون حسدة بخلاء لمازون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 35 )           »          ﴿فلما أحس عيسى منهم الكفر﴾ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          { وجيها في الدنيا والآخرة } (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          فوائد القصص القرآني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 134 )           »          مبحث مختصر للناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          أهل الله وخاصته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > فلسطين والأقصى الجريح
التسجيل التعليمـــات التقويم

فلسطين والأقصى الجريح ملتقى يختص بالقضية الفلسطينية واقصانا الجريح ( تابع آخر الأخبار في غزة )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-11-2023, 07:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,157
الدولة : Egypt
افتراضي تأملات في مسألة القدس

تأملات في مسألة القدس (1)



كتبه/ ياسر برهامي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد جعل الله -سبحانه وتعالى- مصائر الأمم والشعوب مرتبطة بأحوالهم وإيمانهم، وأعمالهم وأقوالهم، فحسب ما يصنعون يفعل بهم -سبحانه-؛ فهو الذي بيده الأمر وبيده الملك، وهو الذي يخفض ويرفع، ويعز ويذل، (‌قُلِ ‌اللَّهُمَّ ‌مَالِكَ ‌الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) (آل عمران: 26-27).
وأكثر الناس لا ينتبهون لذلك، ويظنون أن المال والعزة والسلطة هي التي تحدد الأمور، وهي التي تحدد مستقبل الدول والجماعات والطوائف؛ لكن الحق الذي لا شك فيه أن هذا ابتلاء من الله -تعالى- لخلقه؛ لينظر: ماذا يصنعون إذا مكَّن لهم؟! قال -تعالى-: (‌ثُمَّ ‌جَعَلْنَاكُمْ ‌خَلَائِفَ ‌فِي ‌الْأَرْضِ ‌مِنْ ‌بَعْدِهِمْ ‌لِنَنْظُرَ ‌كَيْفَ ‌تَعْمَلُونَ) (يونس: 14)، وجعله -سبحانه- سنة ماضية لا تبديل لها، قال -تعالى-: (فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ ‌تَحْوِيلًا) (فاطر: 43).
إن الكفر والفساد والكبر لا بد أن يكون عاقبته الذل والهوان، وتسليط الأعداء، وإن كانوا أكفر ممَّن فعل الفساد والعلو، ولكن يسلطهم الله -عز وجل- ثم ينتقم من الذين سلطهم إذا كانوا أهل فساد، وأما أهل الإيمان والتقوى، فقال -سبحانه وتعالى-: (‌وَلَوْ ‌أَنَّ ‌أَهْلَ ‌الْقُرَى ‌آمَنُوا ‌وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (الأعراف: 96)، فالإيمان والتقوى سبب لجلب البركات، ورفع المحن والابتلاءات، أما التكذيب والكسب والعمل السيئ؛ فمآله أن يأخذهم الله، وكم مِن أمم سادت ثم بادت، وهذه آثارهم تعرفنا بمآلهم ومصيرهم؛ فأين قوم ثمود ومساكنهم إلى الآن موجودة في الجبال منحوتة، تشهد بأنهم كانوا في القوة بما لم يمكن لغيرهم؛ فقد نحتوا الجبال نحتًا، وقوم ثمود قبل إبراهيم -عليه السلام-، وكذلك قوم عاد لا تزال ترى مساكنهم: (‌فَتِلْكَ ‌مَسَاكِنُهُمْ ‌لَمْ ‌تُسْكَنْ ‌مِنْ ‌بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ) (القصص: 58).
وهذه آثار الفراعنة وآثار عبادتهم لغير الله -تعالى-، وآثار شركهم وكفرهم، وبغيهم على الناس؛ فكيف كان مآلهم؟ وأين ذهبت دولتهم؟ وأين ملكهم؟ وأين سلطانهم؟ كل ذلك قد ذهب، وهكذا لا يجوز أن يغرنا ما عليه الكفار، قال -تعالى-: (لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ . ‌مَتَاعٌ ‌قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ) (آل عمران: 196-197).
والله -سبحانه وتعالى- قد قصَّ علينا من قصص بني إسرائيل ما نعلم به سنته، ونعلم به مآلنا ومآل أعدائنا، وأي نوع من الأعمال والاعتقادات نصنع ليكون ما لنا، قال -تعالى-: (‌وَقَضَيْنَا ‌إِلَى ‌بَنِي ‌إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا . فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا . ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا . إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا . عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا) (الإسراء: 4-8).
إنها سنة ماضية ليست فقط لبني إسرائيل، بل إن القاعدة: (وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا)، ولن (تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ ‌تَحْوِيلًا) (فاطر: 43).
قضى الله في الكتاب، وقضى إليهم: يعني أخبرهم في الكتاب المنزَّل أن هذا سيحدث منهم، وأخبرهم بذلك تحذيرًا لهم من الفساد والكبر، وهو تحذير كذلك لنا، ولكل الناس؛ فإن الله جعل عاقبة البغي إلى الذل والهوان، وجعل عاقبة الظلم والفساد في الأرض إلى الانكسار والزوال، قال -تعالى-: (‌وَقَضَيْنَا ‌إِلَى ‌بَنِي ‌إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ) أي: لتفسدن في الأرض مرتين كبيرتين، (وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا) وأعظم صور الإفساد هي الشرك بالله والبدع.
وقد ذكر أهل العلم: أن بني إسرائيل بعد أن نجاهم الله من فرعون امتنعوا عن دخول الأرض المقدسة أرض فلسطين التي كتبها الله لهم بإيمانهم لا بمجرد نسبهم، فإن سكانها كانوا قوم كافرين، فجعل الله -عز وجل- أرض القدس وفلسطين لبني إسرائيل لما كانوا موحِّدين، ولكنهم عصوا وفضلوا الركون إلى الأرض والإخلاد إليها، وقالوا لموسى -عليه السلام-: (قَالُوا يَا مُوسَى ‌إِنَّ ‌فِيهَا ‌قَوْمًا ‌جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ) (المائدة: 22)، يودون أن يسلم الناس لهم البلد، وأن يفتحوا لهم الأبواب، وأن يرحلوا منها أيضًا، وأن يتركوا لهم بيوتهم ومنازلهم؛ أي جهل هذا؟! وأي غباء هذا الذي يطلبونه؟!
وأي ركون إلى الدنيا هذا الذي يرغبونه؟!
ولذلك لم يحصل له ما أرادوا، بل لما زادوا في الطغيان وقالوا لموسى: (إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ) (المائدة: 24)، قال موسى -عليه السلام-: (رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ . قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ) (المائدة: 25-26)، وتاه بنو إسرائيل أربعين سنة ومات هارون -عليه السلام-، ومات موسى -عليه السلام- في فترة التيه، وهم أنبياء الله -عز وجل- وأصفياؤه من خلقه في ذلك الزمان، بل على مرِّ الزمان، فموسى -عليه السلام- في المنزلة بعد محمد وإبراهيم -عليهما السلام-، ومع ذلك لم يدخل الأرض المقدسة، ولم تتكون له الدولة؛ لماذا؟! لأن الأفراد مهما بلغوا في المنزلة عند الله لا يكون ذلك سببًا لتمكين أمتهم؛ لأن التمكين لجماعة أو لطائفه وأمة، وليس للأفراد.
فماذا يصنع موسى -عليه السلام- لو أن قومًا بهذه الصفات تملكوا الناس، وتملكوا الأرض، وصار لهم من المال والسلطة ما يزدادون به فسادًا؛ فلذلك كان ما طلبه موسى -عليه السلام- من ربه أن يفرق بينه وبين القوم الفاسقين، وقد وقع له ما أراد، ومات موسى -عليه السلام-، ولم يكن ذلك نقصًا في منزلته عند الله -تعالى-، بل كان في منزلة عالية، قال -تعالى-: (‌وَكَانَ ‌عِنْدَ ‌اللَّهِ ‌وَجِيهًا) (الأحزاب: 69).
ومات هذا الجيل من بني إسرائيل في فترة التيه، وانشغل موسى -عليه السلام- خلال هذه المرحلة بالتربية والإعداد، قال -تعالى-: (‌وَاخْتَارَ ‌مُوسَى ‌قَوْمَهُ ‌سَبْعِينَ ‌رَجُلًا ‌لِمِيقَاتِنَا) (الأعراف: 155)، وكان ذلك دلالة على الاهتمام الجديد الذي اهتم به موسى -عليه السلام- في الإعداد الخاص لمن سيكونون قادة المستقبل.
وهذا الوعي الذي لابد أن تدركه الأمة؛ فإنه لن يكون القادة الصالحون بمجرد الأماني، بل لابد من الإعداد؛ وكان من ضمن هذا الإعداد صحبته لفتاه يوشع بن نون -عليه السلام-، وهو نبي الله لبني إسرائيل بعد موسى وهارون -عليهما السلام- بعد فترة التيه، ومات هذا الجيل، ونشأ جيل جديد قد عاش في الصحراء بعيدًا عن ذُلِّ الفراعنة الذي أدَّى ببني إسرائيل لهزيمة النفس، وذل الإرادة والقصد، والكسل والعجل، والامتناع من الطاعة وسوء الأدب مع الله -تعالى-، فتعودوا أن كلَّ شيء يتم من خلال أمور سماوية وقدرة إلهية دون عمل منهم، وخاب ظنهم في ذلك؛ فإن الله لا يمكن للأمم إلا بعمل منهم.
خرج يوشع بن نون -عليه السلام- ببني إسرائيل بعد فترة التيه، وبعد أن كانوا لا يستطيعون الاجتماع ويسيرون في مدى بسيط بصحراء سيناء؛ هداهم الله للاجتماع وائتلفت الكلمة، واجتمعت الجند، وأ مِر يوشع بن نون الذي صار نبيًّا بعد أن صاحبه موسى وعلَّمه وأدَّبه وسافر معه، وكان مع ذلك يعلمه كيفية القيادة كما يعلمه العقيدة والأخلاق والعبادة، فاصطفاه الله لنبوته وقيادته للأمة؛ فجنَّد جنود بني إسرائيل؛ لأن الأمر مع التوكل لابد فيه من أخذ بالأسباب، وقاتل ليدخل بيت المقدس، وأوشكت الشمس يوم الجمعة على الغروب ولم تفتح البلد، وهو ملتزم بالشريعة في كلِّ تفاصيل عمله وعمل جماعته وجيشه؛ وذلك أنهم كانوا مُنِعوا من العمل ليلة ويوم السبت، وأن يتفرَّغوا للعبادة، فنظر للشمس ودعا الله، وقال لها: "إنك مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها علينا"، فحبس الله الشمس وطالت المدة، واستمر القتال حتى فتح بيت المقدس قبل أن تغرب الشمس.
وجمع الغنائم وكانت في شرعهم لا تقسَّم؛ ليتخلصوا من عبودية المال التي أكلتْ قلوب فريق واسع منهم، وكانت تأتي نارٌ من السماء تأكل الغنائم علامة على قبول جهادهم وقبول عملهم، فوضعوا الغنائم، فجاءت النار فاقتربت منها، لكنها أبت أن تطعم الغنائم، فقال نبيهم: (‌فِيكُمْ ‌غُلُولٌ، ‌فَلْيُبَايِعْنِي مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ رَجُلٌ، فَبَايَعُوهُ فَلَصِقَتْ يَدُ رَجُلٍ بِيَدِهِ فَقَالَ: فِيكُمُ الْغُلُولُ، فَلْتُبَايِعْنِي قَبِيلَتُكَ، فَبَايَعَتْهُ، قَالَ: فَلَصِقَتْ بِيَدِ رَجُلَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ، فَقَالَ: فِيكُمُ الْغُلُولُ، أَنْتُمْ غَلَلْتُمْ، قَالَ: فَأَخْرَجُوا لَهُ مِثْلَ رَأْسِ بَقَرَةٍ مِنْ ذَهَبٍ، قَالَ: فَوَضَعُوهُ فِي الْمَالِ وَهُوَ بِالصَّعِيدِ، فَأَقْبَلَتِ النَّارُ فَأَكَلَتْهُ) (رواه مسلم).
ثم تكونت المملكة الأولى لبني إسرائيل في أرض فلسطين في عهد يوشع بن نون على التوحيد والإيمان والطاعة، فميراث الأرض لا يكون بمجرد النَّسَب، ولا بمجرد أننا وجدنا آباءنا على هذه الأرض، وإنما يكون بالعمل الصالح.
ثم بدَّل بنو إسرائيل بعد يوشع بن نون، وكانت تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي أرسل الله نبيًّا بعده، ثم زاد طغيانهم؛ فعبدوا الأوثان وابتدعوا في دين الله -تعالى-، وارتكبوا المنكرات وعتوا عتوًّا كبيرًا، ووصل الحال بهم كما وصف الله -عز وجل-: (‌وَضُرِبَتْ ‌عَلَيْهِمُ ‌الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) (البقرة: 61)، وقال: (‌أَفَكُلَّمَا ‌جَاءَكُمْ ‌رَسُولٌ ‌بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ) (البقرة: 87)، فكانت أحوالهم في الكفر والعلو معًا.
وللحديث بقية -إن شاء الله-.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22-11-2023, 07:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,157
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تأملات في مسألة القدس

تأملات في مسألة القدس (2)



كتبه/ ياسر برهامي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فإن قتل الأنبياء وقتل الذين يأمرون بالقسط من الناس لأجل أمرهم بالقسط وإيذاء عباد الله المؤمنين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر؛ لهو من أسباب زوال الدول وتسليط العدو.
ولما زاد كفرهم وجاء وعد العقوبة على أُولى المرتين في الإفساد: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا) كان الفساد بالشرك، والمعاصي والذنوب، والبدع والضلالات؛ فسَلَّط الله عليهم بختنصر فقتل منهم خلقًا كثيرًا، بل أسر الجميع فيما تسميه بنو إسرائيل: "سبي بابل"، فلم يُترك أحدٌ على الإطلاق إلا سُبي وأُسِر حتى الأنبياء كذلك، ولم يعد هناك نسخة واحدة من التوراة، وسُبِيت كل نسائهم وأطفالهم وأُخذوا إلى بابل، وهُدِم المسجد الذي بناه إبراهيم أو إسحاق أو يعقوب -عليهم السلام-؛ فإن المسجد الأقصى بني بعد المسجد الحرام بأربعين عامًا، وهذا يتناسب أن يكون في آخر عهد إبراهيم أو في عهد إسحاق أو يعقوب، والله أعلم.
ودمَّروا المسجد تدميرًا، وهدموا المدينة بأسرها وأخلوها من سكانها، وسفكوا دماء مئات الألوف كما فعل التتار بالمسلمين لما وقع الفساد والبدع والشرك في المسلمين، فتسلَّط التتار وهم كفار عليهم مثلما تسلط بختنصر على بني إسرائيل، ثم بعد ذلك استمرت الدعوة إلى الله من خلال الأنبياء.
وبعد مئات السنين أراد الله أن ينقذ بني إسرائيل مرة أخرى، فكان الإنقاذ على يد طالوت وداود -عليه السلام-، قال -تعالى-: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ ‌قَالُوا ‌لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا) (البقرة: 246)، وخوَّفوهم من أن الكلام يكون سهلًا والعمل يكون صعبًا على الكثيرين، وما كان ذلك إلا ثمرة الدعوة، وقال -سبحانه وتعالى- في وصفِ ما جَرَى في عهد داود -عليه السلام- إلى أن هزموهم: (ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا).
وبهذا نعلم أن الأخذ بالأسباب لابد منه، فلابد من المال والشباب والبنين الذين هم أبناء آبائهم، وليس الذين يسبون سلفهم، ولا الذين يسبون أوائلهم؛ لذلك لا يمكن أن يكون النصر لأمة الإسلام على يد مَن يسبون أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويطعنون فيهم، ومَن يفكر في هذا لا يعرف العقيدة الصحيحة، ولا يعرف سنة الله في خلقه حين يسعى لتمكين الرافضة والشيعة الضُّلَّال الذين ما دَخَلوا مكانًا من بلاد الإسلام إلا دمَّروه؛ بل لابد وأن يكونوا أبناء مَن سبق مِن الأمة.
(وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا) يعني القوة العسكرية، وليس مَن يقاتلون دون ذلك، ويظنون أنهم بذلك يصنعون شيئًا بمجرد أن يقتلون رجلًا هنا، ورجلًا هناك! وموسى -عليه السلام- قد وَقَع منه مثل ذلك فعده من عمل الشيطان، فقد قَتَل رجلًا من الفراعنة كان يعتدي على رجل من بني إسرائيل ويتقاتل معه، ولكن كان في توقيت لم توجد إمكانية جنود أو أموال أو شباب، وكان موسى لا يقصد قتل هذا الفرعوني، بل كان يقصد دفعه، لكن كانت الدفعة قوية، (‌فَوَكَزَهُ ‌مُوسَى ‌فَقَضَى ‌عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ . قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ . قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ) (القصص: 15-17).
وقال عن فعلته تلك بعد أن نبَّأه الله وأرسله: (‌فَعَلْتُهَا ‌إِذًا ‌وَأَنَا ‌مِنَ ‌الضَّالِّينَ) (الشعراء: 20)، لكن تأمل كيف قال موسى -عليه السلام- ذلك، مع أن الرجل المقتول كان حربيًّا كافرًا يعبد الأوثان، معتديًا ظالمًا، ومع ذلك عدَّ موسى -عليه السلام- قتله ظلمًا للنفس، وكان ضلالًا بالنسبة لموسى؛ لما علم من سنة الله بعد ذلك، ومن حكمته -سبحانه- التي عَلَّمه إياها بالوحي المنزَّل بعد ذلك.
فكيف بمَن يقتل المسلمين؟!
وكيف بمَن لا يراعي كلمة التوحيد والشهادة؟!
نعوذ بالله من هذه البدع المهلكة؛ فإن تكفيرَ المسلمين بغير بينة ودليل، واستباحة دمائهم وأعراضهم وأموالهم؛ لهو أعظم خطرًا من قتل النفوس؛ لأنه يأخذ الذنب بمجرد التكفير حتى ولو لم يقتل أحدًا كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ رَمَى مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ فَهْوَ ‌كَقَتْلِهِ) (رواه البخاري)، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (وَلَعْنُ الْمُؤْمِنِ ‌كَقَتْلِهِ) (رواه مسلم)، ولو كان على سبيل السباب؛ فكيف إذا كان بسبب الاعتقاد؟! نعوذ بالله من ذلك.
أترون مثل هؤلاء يمكن أن يمكَّن لهم؟! ولو مَكَّن لهم فهو من ابتلاء الله -عز وجل- لعباده بما كسبت أيديهم؛ لذا كان الخوارج كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ ‌وَيَدَعُونَ ‌أَهْلَ ‌الْأَوْثَانِ، لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ) (متفق عليه)، ولا تغتر بما يتلون من كتاب الله ويظهرون العبادة والالتزام بالدِّين، فقال -صلى الله عليه وسلم-: (فِيكُمْ قَوْمٌ ‌تَحْقِرُونَ ‌صَلَاتَكُمْ مَعَ صَلَاتِهِمْ، وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ، وَعَمَلَكُمْ مَعَ عَمَلِهِمْ، وَيَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ) (متفق عليه).
نعوذ بالله من حالهم ومن صفاتهم، والله -سبحانه وتعالى- أمرنا بالأخذ بالأسباب؛ فلا تقاتل عدوك وأنت لا تملك أسباب القتال، ومِن أين لنا؟!
فنقول: كما كان بنو إسرائيل تحت حكم بختنصر، ثم بعد ذلك جعل الله لهم الكرة وأمدهم بالأموال والبنين وجعلهم أكثر نفيرًا فلا تظن أن الأمور من الأرض، ولا تظن أن قوة الأمم وضعفها بيد أصحاب المال والسلطة فقط؛ إن هذا مجرد ابتلاء، والله هو الذي بيده الأمر كله، فنواصي الخلق بيده نعوذ بالله من الشرك والضلال ثم بيَّن الله لنا القاعدة المستمرة في ذلك فقال: (إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا)، فبالإحسان يمدنا الله بالأموال والبنين، ويجعلنا أكثر نفيرًا.
أترون عباد الله قلوب العباد كيف يقلِّبها الله؟ تجد هذا الشخص قد التزم وأطاع الله -تعالى-، ثم إذا به ينقلب، ثم إذا به تحترق جنته لما أصابها من عند الله بسبب عمله، قال -تعالى-: (‌أَيَوَدُّ ‌أَحَدُكُمْ ‌أَنْ ‌تَكُونَ ‌لَهُ ‌جَنَّةٌ ‌مِنْ ‌نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ) (البقرة: 266)، قد حبط العمل وذهب، وأحيانًا يظل الإنسان على الطاعة والإيمان إلى أن يموت ثم يخرج مِن صلبه مَن يكون فاسدًا، يضحى إنسان بكل شيء في شبابه وشيخوخته، ثم يأتي بعد ذلك مِن نسله مَن يكون متبعًا للشهوات مفسدًا فاجرًا، سبحان الله!
ثم تجد مِن نسل الكفار مَن يكون داعيًا إلى الله مهتديًا تمام الاهتداء، وتجد موجة من التدين تعم الشباب والشيوخ، والرجال والنساء، ثم تجد موجة أخرى من البُعد عن الدِّين وانتشار الشركيات، وانتشار الفساد، والبدع والضلالات، والإفتاء ما يخالف دين الله -عز وجل-، وانتشار التبرج، وأكل الربا، وأكل السحت والرشوة، وأكل الحرام، ثم تأتي بعد ذلك أوقات أخرى؛ فالأمر بيد الله، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا ‌بَيْنَ ‌إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ، كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ)، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ) (رواه مسلم).
فهذه هي القاعدة حتى نحسن ولا نسيئ؛ لأن الإساءة علينا، وهي التي تجلب لنا الخزي والهوان، وتجلب ضرب الذلة والمسكنة علينا، نعوذ بالله من المذلة والمسكنة، والعيلة، وهذه الأمور هي أسباب النصر وأسباب الهزيمة.
(إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا).
عاد بنو إسرائيل للإفساد، وقتل أنبياء الله، وتسببوا في قتل يحيى بن زكريا -عليهما السلام-، وحاولوا قتل عيسى -عليه السلام- وصلبه، (وَمَا ‌قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ‌وَمَا ‌قَتَلُوهُ يَقِينًا) (النساء: 157)، فسَلَّط الله عليهم بسبب ذلك الرومان؛ فقهروهم أشد القهر، وسَلَّط الله عليهم مَن دَمَّر المسجد تدميرًا، ولم يقم بعد ذلك إلا في عهد أهل الإسلام لما فتح المسلمون القدس، وبنى عمر -رضي الله عنه- المسجد الأقصى -بحمد لله تعالى-، كما بَشَّر النبي -صلى الله عليه وسلم- حينما قال: (‌اعْدُدْ ‌سِتًّا ‌بَيْنَ ‌يَدَيِ ‌السَّاعَةِ: مَوْتِي ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ...) (رواه البخاري)، فكانت بشارة لهم بأن فتح بيت المقدس يكون على أيدي خلفائه الراشدين -رضي الله عنهم-.
ثم عاد المسلمون إلى معصية الله -تعالى-، فَأُخِذ منهم المسجد الأقصى، قال -تعالى-: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ)، فإذا جاء وعد المرة الآخرة والعقوبة على آخر الإفسادين، ليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة، أي: هادمين له، مزيلين لهذه البلدة، (لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا) أي: ليدمروا كلَّ ما ظهروا عليه، وقد كان ذلك في عهد الرومان.
وكل ذلك عظة لنا؛ لننظر الواجب علينا في توحيدنا وعباداتنا التزامنا؟!
لا يظنن أحدٌ أن نشر البدع والفساد يمكن أن يكون فيه استقرار المجتمعات والأمم؛ إن نشر البدع والضلالات يعقبه نشر الشر والفساد، واللجوء لغير الله، والتحاكم لغير شرعه، ويعقبه موالاة الكفار، وأن يكونوا أعوانًا لهم على هدم دينهم وبلادهم، ويكون من أسباب الفساد ما لا يعلمون.
إنا إذا أردنا العزة والكرامة والقُرب من الله -تعالى-؛ فلن يكون لنا ذلك إلا بالالتزام بدين الله -عز وجل- وشريعته، واتباع سنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-؛ قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "إنا كنا أذل أمة فأعزنا الله بهذا الدين، فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله".

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 69.56 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 67.43 كيلو بايت... تم توفير 2.13 كيلو بايت...بمعدل (3.06%)]