الهدية في الاستدراك على تفسير ابن عطية - الصفحة 4 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         فواصل للمواضيع . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 76 )           »          صورلأحاديث النبىﷺ تقربك من ربك وتعلمك دينك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 11 )           »          شرح حديث (اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ، اللَّهُمَّ لاَ قَابِضَ لِمَا بَسَطْتَ، و (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          هل تصلَّى التراويح مفردة أم جماعة ؟ وهل ختم القرآن في رمضان بدعة ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          مراعاة حال الضعفاء من كبار السن ونحوهم في صلاة التراويح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 10573 )           »          الفَرَحُ ما له وما عليه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 7 )           »          لا يستوون عند الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 674 )           »          أثر العربية في نهضة الأمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 4880 )           »          الابتلاء ورفع الدرجات وتكفير السيئات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير > هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن
التسجيل التعليمـــات التقويم

هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-11-2020, 10:05 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,887
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الهدية في الاستدراك على تفسير ابن عطية


84- ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآَيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمْ مَاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
قال الله: أكذَّبتـم بحُجَجي وأدلَّتي ولم تعرفوها حقَّ معرفتِها.. (الطبري).

85- ﴿ وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ ﴾.
بسببِ ظلمهم، وهو التكذيبُ بآياتِ الله. (النسفي).

88- ﴿ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ ﴾.
أي: هو عليمٌ بما يفعلُ عبادهُ مِن خيرٍ وشرّ، فيجازيهم عليه. (ابن كثير).

89- ﴿ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آَمِنُونَ ﴾.
ويؤمِّنهُ مِن فَزعِ الصيحةِ الكبرَى، وهي النفخُ في الصُّور. (الطبري).

90- ﴿ وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾.
يقالُ لهم: هل تُجزَون أيها المشركون إلا ما كنتم تعملون، إذ كبَّكم الله لوجوهِكم في النار، وإلا جزاءَ ما كنتم تعملون في الدنـيا بما يسخطُ ربَّكم. (الطبري).

91- ﴿ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾.
أي: الموحِّدين المخلصين المنقادين لأمره، المطيعين له. (ابن كثير).

92- ﴿وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ.
فقلْ يا محمدُ لمن ضلَّ عن قصدِ السبـيـلِ وكذَّبك، ولـم يصدِّق بما جئتَ به من عندي، إنما أنا ممن يُنذِرُ قومَهُ عذابَ الله وسخطَهُ على معصيتِهم إيّاه، وقد أنذرتُكم ذلك معشرَ كفّـارِ قُريش، فإن قبلتُم وانتهيتُم عمّا يكرههُ الله منكم من الشركِ به فحظوظَ أنفسِكم تُصيبون، وإن رددتـُم وكذَّبتُم فعلى أنفسِكم جنيتُم، وقد بلَّغتُكم ما أُمِرتُ بإبلاغهِ إيّاكم، ونصحتُ لكم. (الطبري).

93- ﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾.
﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾: وقلْ: الحمدُ للهِ الذي أنعمَ عليَّ بالنبوَّة، ووفَّقَني لتبليغِ كتابِه، وتأديةِ رسالتِه.
﴿ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾: تعرفونَها معرفةً تدلُّكم على الحقِّ والباطل، واللهُ غيرُ غافلٍ عن عملِ النَّاس، فهو شهيدٌ على كلِّ شَيء، وسيُجازي كلاًّ بما عَمِل، فاحذَروا، فقد بُلِّغتُم. (الواضح).

سورة القصص
2- ﴿ تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴾.
قالَ في تفسيرها، في الآيةِ الأولَى من سورةِ يوسف:
﴿ الْكِتَابِ ﴾ القرآن، ووصفهُ بـ ﴿ الْمُبِينِ ﴾ قيل: من جهةِ أحكامهِ وحلالهِ وحرامه، وقيل: من جهةِ مواعظهِ وهداهُ ونوره، وقيل: من جهةِ بيانِ اللسانِ العربيِّ وجودته، إذ فيه ستةُ أحرفٍ لم تجتمعْ في لسان - رُويَ هذا القولُ عن معاذ بنِ جبل - ويحتملُ أن يكونَ مبيناً لنبوةِ محمدٍ بإعجازه. والصوابُ أنه (مُبِينٌ) بجميعِ هذه الوجوه.

3- ﴿ نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾.
نذكرُ لكَ مِن خبرِ نبيِّ اللهِ موسَى بنِ عِمرانَ وفرعونَ المتكبِّر بالصِّدقِ والعدلِ كما حدَث. (الواضح).

4- ﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴾.
ويُبقي نِساءَهم أحياءً للسُّخرةِ والخدمة. (الواضح)، إنه كانَ ممَّن يُفسِدُ في الأرضِ بقتلهِ مَن لا يستحقُّ منه القتل، واستعبـادهِ مَن ليسَ له استعبادُه، وتجبُّرهِ في الأرضِ على أهلِها، وتكبُّرهِ على عبـادةِ ربِّه. (الطبري).

6- ﴿ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْض ﴾.
أرضِ مصرَ والشام. وأصلُ التمكينِ أن تجعلَ للشيءِ مكاناً يتمكنُ فيه، ثم استُعيرَ للتسليطِ وإِطلاقِ الأمن. (البيضاوي).

7- ﴿ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾.
إنّا رادُّو ولدكِ إليكِ للرضاعِ لتكوني أنتِ تُرضعيه، وباعثوهُ رسولاً إلى مَن تخافينَهُ عليه أنْ يقتله. وفعلَ اللهُ ذلكَ بها وبه. (الطبري).

8- ﴿ فَالْتَقَطَهُ آَلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ ﴾.
فألقَتْهُ في النَّهرِ كما أُمِرَت، فمرَّ بدارِ فرعون، فعثرَ عليهِ أهلهُ وأصحابهُ وأخذوه، ليكونَ لهم في المستقبلِ عدوًّا، وهمًّا وغمًّا. إنَّ فرعونَ المتكبِّر، ووزيرَهُ هامانَ الظالم، وجنودَهما أجمعين، كانوا عاصينَ آثمين، فعاقبَهمُ اللهُ على ذلك. (الواضح).

9- ﴿وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَايَشْعُرُونَ﴾.
فشرعت امرأتهُ آسية بنتُ مزاحم تخاصمُ عنه، وتذبُّ دونه، وتحبِّبهُ إلى فرعون، فقالت: ﴿ قُرَّةُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ ﴾ فقالَ فرعون: أما لكِ فنعم، وأما لي فلا، فكان كذلك. وقوله: ﴿ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا ﴾ قد حصلَ لها ذلك، وهداها اللهُ به، وأسكنَها الجنَّةَ بسببه. وقولها: ﴿ أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ﴾ أي: أرادتْ أنْ تتَّخذَهُ ولدًا وتتبنَّاه، وذلكَ أنه لم يكنْ لها ولدٌ منه. (ابن كثير، باختصار).

14- ﴿ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴾.
كما جزينا موسى على طاعتهِ إيّانا، وإحسانهِ بصبرهِ على أمرنا، كذلكَ نَجزي كلَّ مَن أحسنَ مِن رسلِنا وعبـادِنا، فصبرَ علـى أمرِنا وأطاعنا، وانتهَى عمّا نهيناهُ عنه. (الطبري).

15- ﴿ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ ﴾.
﴿ إنَّهُ عَدُوٌّ ﴾ يقول: إن الشيطانَ عدوٌّ لابنِ آدم، ﴿ مُضِلٌّ ﴾ له عن سبيلِ الرشاد، بتزيينهِ له القبيحَ من الأعمال، وتحسينهِ ذلك له، ﴿ مُبِـينٌ ﴾، يعني أنه يبينُ عداوتهُ لهم قديماً، وإضلالهُ إيّاهم. (الطبري).

16- ﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾.
إن اللهَ هو الساترُ على المنيبين إليهِ مِن ذنوبهم على ذنوبهم، المتفضِّلُ عليهم بالعفوِ عنها، الرحيمُ للناسِ أن يعاقبَهم على ذنوبهم بعد ما تابوا منها. (الطبري).

20- ﴿ وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ ﴾.
يا موسَى، إنَّ أصحابَ الرَّأي مِن قومِ فرعونَ يتشاورونَ في أمرِكَ بقصدِ قتلِك، فاخرجْ من مصرَ قبلَ أنْ يظفَروا بك، وأنا أنصَحُكَ بذلك، وأخافُ عليكَ منهم. (الواضح).

21- ﴿ فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾.
﴿ يَتَرَقَّبُ ﴾ أي: يتلفَّت، ﴿ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ ﴾ أي: من فرعونَ ومَلَئه. (ابن كثير).

23- ﴿ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ ﴾.
تَصرِفَ الرعاةُ مواشيَهم عن الماء. (البيضاوي).

25- ﴿ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾.
قالتْ له: إنَّ أبي يطلبُ منكَ المجيءَ إليهِ ليُعطيَكَ أُجرةَ سَقيك. فمضَى إليه، وسردَ عليهِ ما جرَى له في مصر، وقتْلَهُ القبطيّ، فقالَ له: لا تَخف، لقد أنقذكَ اللهُ مِن قومِ فرعونَ الكافرينَ المعتدين. (الواضح).

27- ﴿ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾.
﴿ وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ ﴾ أي: لا أشاقُّكَ ولا أؤذيكَ ولا أُماريك. (ابن كثير)، ﴿ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ قالَ عمر: يعني في حسنِ الصحبةِ والوفاءِ بما قلت. (البغوي).

29- ﴿ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ ﴾.
تستدفئون بها. (البيضاوي).

31- ﴿ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآَمِنِينَ ﴾.
فنُوديَ موسى: يا موسى أقبِلْ إليَّ ولا تخفْ مِنَ الذي تهربُ منه. (الطبري).

32- ﴿ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ﴾.
إلى فرعونَ وقومهِ مِن الكُبَراءِ والأتْباع، إنَّهم كانوا قومًا مخالفينَ للحقّ، خارجينَ عن طاعةِ الله. (الواضح).

33- ﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ ﴾.
قالَ موسَى مناجيًا ربَّه: يا ربّ، لقد قتلتُ واحدًا مِن قومِ فرعون، وأخافُ أنْ يقتلوني بهِ إذا قبضَ عليَّ فرعونُ ورجالُه. (الواضح).

34- ﴿ وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي ﴾.
وأرسِلْهُ معي إلى فرعون. (الواضح).

35- ﴿ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا ﴾.
فلا يصلُ إلـيكما فرعونُ وقومهُ بسوء. (الطبري).

36- ﴿ فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَى بِآَيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آَبَائِنَا الْأَوَّلِينَ ﴾.
﴿ فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَى بِآَيَاتِنَا ﴾: فلمّا جاءَ موسَى فرعونَ وملأهُ بأدلَّتِنا وحُجَجِنا بيِّناتٍ أنها حججٌ شاهدةٌ بحقيقة ما جاءَ به موسى من عند ربه..
﴿ وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا ﴾ الذي تدعونا إليه من عبـادةِ من تدعونا إلى عبـادتهِ ﴿ فِي آَبَائِنَا الْأَوَّلِينَ ﴾: في أسلافِنا وآبـائنا الأوَّلين الذين مضَوا قبلنا. (الطبري).

37- ﴿ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾.
لا يفوزون بالهُدَى في الدنيا وحسنِ العاقبةِ في العُقبَى. (البيضاوي).

38- ﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي ﴾.
وقالَ فرعونُ لأشرافِ قومهِ وسادتِهم: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي ﴾ فتعبدوهُ وتصدِّقوا قولَ موسَى فيما جاءَكم به مِن أنَّ لكم وله ربًّا غيري ومعبودًا سواي.. (الطبري).

39- ﴿ وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ ﴾.
وطغَى فرعونُ وتجبَّرَ هو وجنودهُ في أرضِ مصرَ وأكثَروا فيها الفساد، بغيرِ أمرِ حقٍّ ولا نظَرِ إصلاح، فضلُّوا وكفروا، وظنُّوا أنَّهم لن يُبعَثوا بعدَ الموتِ للحسابِ والجزاء. (الواضح).

40- ﴿ فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ﴾.

فانظرْ يا محمَّدُ بعينِ قلبِكَ كيفَ كانَ أمرُ هؤلاءِ الذين ظلموا أنفسَهم، فكفروا بربِّهم وردُّوا على رسولهِ نصيحته، ألم نُهلِكهم فنُوَرِّثْ ديارَهم وأموالَهم أولياءَنا، ونخوِّلهم ما كانَ لهم مِن جنّات وعيونٍ وكنوزٍ ومقامٍ كريـم، بعدَ أنْ كانوا مستضعَفـين، تُقَتَّلُ أبناؤهم، وتُستحيا نساؤهم، فإنّا كذلكَ بكَ وبمن آمنَ بكَ وصدَّقكَ فـاعلون، مخوِّلوكَ وإيّاهم ديارَ مَن كذَّبك، وردَّ عليكَ ما أتيتَهم به مِن الحقِّ وأموالِهم، ومُهلكوهم قتلاً بالسيف، سنَّةَ اللهِ في الذين خَـلَوا مِن قبل. (الطبري).



41- ﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ ﴾.

يَدعونَ الناسَ إلى أعمالِ أهلِ النار، ﴿ وَيَوْمَ القِـيامَةِ لا يُنْصَرُونَ ﴾ يقولُ جلَّ ثناؤه: ويومَ القيامةِ لا يَنصرُهم إذا عذَّبهم اللّهُ ناصرٌ، وقد كانوا في الدنيا يتناصرون، فاضمحلَّت تلك النصرةُ يومئذٍ. (الطبري).

42- ﴿ وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ ﴾.
وألزمنا فرعونَ وقومَهُ في هذه الدنيا خِزياً وغضباً منّا عليهم، فحتمنا لهم فيها بالهلاكِ والبوارِ والثناءِ السيّىء. (الطبري).

43- ﴿ وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾.
﴿ وَهُدًى ﴾ إلى الحقّ، ﴿ وَرَحْمَةً ﴾ أي: إرشاداً إلى العملِ الصالح. (ابن كثير).

44- ﴿ وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ ﴾.
﴿ وَمَا كُنْتَ ﴾ يا محمدُ ﴿ بِجَانِبِ ﴾ الجبلِ ﴿ ٱلْغَرْبِىّ ﴾، وهو المكانُ الواقعُ في شقِّ الغرب، وهو الذي وقعَ فيه ميقاتُ موسى. (النسفي).

45- ﴿ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ﴾.
أي: وما كنتَ مقيماً في أهل مدينَ تتلو عليهم آياتنا حين أخبرتَ عن نبيِّها شعيب، وما قالَ لقومه، وما ردُّوا عليه، ﴿ وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ﴾ أي: ولكنْ نحن أوحينا إليكَ ذلك، وأرسلناكَ إلى الناسِ رسولاً. (ابن كثير).

46- ﴿ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾.
ليتذكَّروا خطأ ما هم عليه مُقيمون مِن كفرِهم بربِّهم، فيُنيبوا إلى الإقرارِ للهِ بالوحدانية، وإفرادهِ بـالعبـادةِ دونَ كلِّ ما سِواه مِن الآلهة. (الطبري).

47- ﴿ وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾.
﴿ فَيَقُولُواْ رَبَّنَا لَوْلاۤ ﴾: هلاَّ ﴿ أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتِّبِعَ ءايَـٰتِكَ وَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴾، وجوابُ "لولا" محذوف، أي: لعاجلناهم بالعقوبة، يعني: لولا أنهم يحتجُّون بتركِ الإِرسالِ إليهم لعاجلناهم بالعقوبةِ بكفرهم. وقيل: معناه: لما بعثناكَ إليهم رسولاً، ولكن بعثناك إليهم لئلا يكونَ للناسِ على الله حجَّةٌ بعد الرسل. (البغوي).

48- ﴿ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ ﴾.
وقالتِ اليهود: إنّا بكلِّ كتابٍ في الأرضِ، مِن توراةٍ وإنجيلٍ وزبورٍ وفرقان، كافرون. (الطبري).

49- ﴿ قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾.
﴿ إِنْ كُنْتُـمْ صَادِقِـينَ ﴾ في زعمِكم أنَّ هذين الكتابـين سحران، وأنَّ الحقَّ في غيرهما. (الطبري).

50- ﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾.
وليسَ هناكَ أضلُّ ممَّن تابعَ هواهُ ورغبتَهُ بغيرِ دليلٍ مِن اللهِ العليمِ الحكيم، واللهُ لا يَهدي مَن ظلمَ نفسَهُ فأعرضَ عن الدِّينِ الحقِّ واتَّبعَ هواه. (الواضح).

53- ﴿ وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آَمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا ﴾.
يعني من عند ربِّنا نزل. (الطبري).

56- ﴿ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾.
بالمستعدِّين لذلك. (البيضاوي).

57- ﴿ أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آَمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾.
ورزقًا رزقناهم مِن لدنّا، يعني: من عندنا، ﴿ وَلَكِنَّ أكْثَرَهُمْ لا يَعْلَـمُونَ ﴾ يقولُ تعالى ذكره: ولكنَّ أكثرَ هؤلاءِ المشركين القائلين لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم: ﴿ إنْ نَتَّبِعِ الهُدَى مَعكَ نُتَـخَطَّفْ مِنْ أرْضِنا ﴾ لا يعلمون أنّا نحن الذين مكَّنا لهم حرَماً آمنًا، ورزقناهم فيه، وجعلنا الثمراتِ من كلِّ أرضٍ تُجبَى إليهم، فهم بجهلهم بمن فعلَ ذلك بهم يكفرون، لا يشكرون من أنعمَ علـيهم بذلك.. (الطبري).

58- ﴿ فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ ﴾.
خربتْ من بعدهم، فلم يعمَّرْ منها إلاَّ أقلُّها، وأكثرُها خراب. ولم يكنْ لِما خرَّبنا مِن مساكنِهم منهم وارث، وعادتْ كما كانت قبلَ سُكناهم فيها، لا مالكَ لها إلاّ الله، الذي له ميراثُ السماواتِ والأرض. (الطبري، باختصار).

59- ﴿ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا ﴾.
قالَ مقاتل: يخبرهم الرسولُ أن العذابَ نازلٌ بهم إن لم يؤمنوا. (البغوي).

60- ﴿ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾.
﴿ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ﴾ أن الباقيَ خيرٌ من الفاني؟ (النسفي).

61- ﴿ أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾.
وهل يستَوي مَن وعدناهُ الجنَّةَ والنَّعيمَ المقيمَ مِن المؤمنين، فهم مُدرِكونَهُ لا محالَة، ومَن متَّعناهُ في الدُّنيا بمالٍ فانٍ ونعيمٍ زائلٍ مِن الكافِرين، مع ما فيها منَ المنغِّصاتِ والهمومِ والأمراض؟ (الواضح).

68- ﴿ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾.
أي: مِن الأصنامِ والأنداد، التي لا تَخلقُ ولا تَختارُ شيئًا. (ابن كثير).

71- ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ ﴾.
أفلا تُرْعُونَ ذلكَ سمعَكم، وتفكِّرونَ فيه فتتَّعظون، وتعلَمونَ أنَّ ربَّكم هو الذي يأتي بالليلِ ويذهبُ بالنهارِ إذا شاء، وإذا شاءَ أتَى بالنهارِ وذهبَ بالليل، فيُنعِمُ باختلافِهما كذلكَ علـيكم. (الطبري).

72- ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾.
أفلا ترونَ بأبصارِكم اختلافَ الليلِ والنهارِ عليكم، رحمةً مِن اللهِ لكم، وحجَّةً منه عليكم، فتعلَموا بذلكَ أنَّ العبادةَ لا تصلحُ إلاّ لمن أنعمَ عليكم بذلكَ دونَ غيره، ولـمَن له القُدرةُ التي خالفَ بها بـين ذلك. (الطبري).

74- ﴿ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ
أينَ هم شركائيَ الذينَ زعمتُم أنَّهم آلهة، وأشركتُموهُم معي في العبادة؟ (الواضح).

77- ﴿ وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴾.
﴿ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ﴾: وأَحسِنْ بطاعةِ اللهِ كما أحسنَ إليكَ بنعمتِه، وأحسِنْ إلى خَلقهِ كما أحسنَ هو إليك.
﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴾: واللهُ لا يحبُّ مَن أفسدَ وعصَى، وأجرمَ وبغَى. (الواضح).

79- ﴿ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾.
قالَ الذين يريدون زُخرُفَ الدُّنيا وزينتَها: يا ليتَ لنا منَ الأموالِ والخدمِ والزِّينةِ مثلَما أُعطِيَ قارون، لا شكَّ أنَّهُ ذو حظٍّ وافرٍ وحياةٍ سعيدة! (الواضح).

81- ﴿ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ ﴾.
من المنتقمين من موسى، أو من الممتنعين من عذابِ الله. يقال: نصرَهُ من عدوِّهِ فانتصره، أي منعَهُ منه فامتنع. (النسفي).

82- ﴿وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾.
أي: ليس المالُ بدالٍّ على رضا الله عن صاحبه، فإن الله يعطي ويمنع، ويضيِّقُ ويوسِّع، ويخفضُ ويرفع، وله الحكمةُ التامةُ والحجةُ البالغة... ﴿ لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا ﴾ أي: لولا لطفُ اللهِ بنا وإحسانهُ إلينا لخسفَ بنا كما خسفَ به، لأنّا وَدِدْنا أنْ نكونَ مثله، ﴿ وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ﴾ يعنون أنه كان كافرًا، ولا يُفلحُ الكافرُ عندَ الله، لا في الدنيا ولا في الآخرة. (ابن كثير).

83- ﴿ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾.
والجنةُ للمتَّقـين، وهم الذين اتَّقَوا معاصيَ الله، وأدَّوا فرائضه. (الطبري).

85- ﴿ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾.
أي: قلْ لمن خالفكَ وكذَّبكَ يا محمدُ من قومِكَ من المشركين، ومن تبعَهم على كفرهم، قل: ربي أعلمُ بالمهتدي منكم ومني، وستعلمون لمن تكونُ له عاقبةُ الدار، ولمن تكونُ العاقبةُ والنصرةُ في الدنيا والآخرة. (ابن كثير).

87- ﴿ وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آَيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾.
وادْعُ إلى عبادةِ ربِّكَ وحدَهُ لا شريكَ له، ولا تكنْ مِن المشركين بمُظاهرَتِهم وإعانتِهم على ضلالِهم.
وظاهرُ الخطابِ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، والمرادُ تحذيرُ أمَّتِه. (الواضح في التفسير).


88- ﴿ وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ﴾.
﴿ وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا إِلَهَ إِلا هُوَ ﴾ أي: لا تليقُ العبادةُ إلا له، ولا تنبغي الإلهيةُ إلا لعظمته. وقوله: ﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ ﴾: إخبارٌ بأنهُ الدائمُ الباقي، الحيُّ القيُّوم، الذي تموتُ الخلائقُ ولا يموت، كما قال تعالَى: ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ ﴾ [سورة الرحمن: 26، 27]، فعبَّرَ بالوجهِ عن الذات، وهكذا قولهُ ها هنا: ﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ ﴾ أي: إلّا إيّاه. (ابن كثير).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-11-2020, 10:06 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,887
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الهدية في الاستدراك على تفسير ابن عطية

الهدية في الاستدراك على تفسير ابن عطية (22)








أ. محمد خير رمضان يوسف
(سور: العنكبوت، الروم، لقمان، السجدة)




سورة العنكبوت
4- ﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾.
أي: لا يحسبنَّ الذين لم يدخلوا في الإيمان أنهم يتخلَّصون من هذه الفتنةِ والامتحان، فإن من ورائهم من العقوبةِ والنكالِ ما هو أغلظُ من هذا وأطمّ، ولهذا قال: ﴿ أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا ﴾ أي: يفوتونا، ﴿ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ أي: بئسَ ما يظنون. (ابن كثير).

8- ﴿ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾.
﴿ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ ﴾: مرجعُ من آمنَ منكم ومن أشرك، ﴿ فَأُنَبِئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾: فأجازيكم حقَّ جزائكم. وفي ذكرِ المرجعِ والوعيدِ تحذيرٌ من متابعتهما على الشرك، وحثٌّ على الثباتِ والاستقامةِ في الدين. (النسفي).

10- ﴿ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ ﴾.
﴿ أوَ لَـيْسَ اللّهُ بأعْلَـمَ ﴾ - أيها القومُ - من كلِّ أحدٍ ﴿ بمَا فِي صُدُورِ العَالَمِينَ ﴾: جميعِ خلقه، القائلين آمنّا بالله وغيرِهم، فإذا أُوذِيَ في الله ارتدَّ عن دينِ الله، فكيف يخادَعُ مَن كان لا يخفَى علـيه خافـية، ولا يستترُ عنه سرًّا ولا علانـية. (الطبري).

11- ﴿ وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ ﴾.
﴿ وَلَيَعْلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ﴾ بالإخلاص، ﴿ وَلَيَعْلَمَنَّ ٱلْمُنَـٰفِقِينَ ﴾، سواءٌ كان كفرُهم بأذيَّةٍ أو لا. والمرادُ بالعلمِ المجازاة، أي: ليجزينَّهم بما لهم من الإيمانِ والنفاق. (روح المعاني).

16- ﴿ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾.
أي: إذا فعلتُم ذلكَ حصلَ لكم الخيرُ في الدنيا والآخرة، واندفعَ عنكم الشرُّ في الدنيا والآخرة. (ابن كثير).

19- ﴿ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾.
سهلٌ، كما كانَ يسيرًا علـيه إبداؤه. (الواضح).

20- ﴿ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾.
إنَّ اللهَ على إنشاءِ جميعِ خَلقهِ بعد إفنائه، كهيئتهِ قبلَ فنائه, وعلى غيرِ ذلكَ ممّا يشاءُ فعله، قادر، لا يُعجزهُ شيءٌ أراده. (الطبري).

22- ﴿ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴾.
وما كانَ لكم أيها الناسُ مِن دونِ اللهِ مِن وليٍّ يَلي أمورَكم، ولا نصيرٍ ينصرُكم منهُ اللهُ إنْ أرادَ بكم سوءًا، ولا يمنعُكم منهُ إنْ أحلَّ بكم عقوبته. (الطبري).

23- ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾.
﴿ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـأَيَـٰتِ ٱللَّهِ وَلِقَآئِهِ ﴾ أي: جحدوها، وكفروا بالمعاد، ﴿ أُوْلَـٰئِكَ يَئِسُواْ مِن رَّحْمَتِى ﴾ أي: لا نصيبَ لهم فيها، ﴿ وَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ أي: موجعٌ شديدٌ في الدنيا والآخرة. (ابن كثير).

25- ﴿ ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ﴾.
أي: ومصيرُكم ومرجعُكم بعدَ عرَصاتِ القيامةِ إلى النار، وما لكم مِن ناصرٍ ينصرُكم، ولا منقذٍ يُنقذُكم مِن عذابِ الله. (ابن كثير).

26- ﴿ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾.
﴿ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ ﴾ أي: له العزَّةُ ولرسولهِ وللمؤمنين به، ﴿ الْحَكِيمُ ﴾ في أقوالهِ وأفعالهِ وأحكامهِ القدَريَّةِ والشرعيَّة. (ابن كثير).

30- ﴿ قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ ﴾.
﴿ ٱلْمُفْسِدِينَ ﴾ باتِّباعِ الفاحشةِ وسَنِّها فيمن بعدهم. وصفهم بذلك مبالغةً في استنزالِ العذاب، وإشعاراً بأنهم أحقّاءُ بأن يعجَّلَ لهم العذابُ. (البيضاوي).

33- ﴿ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ﴾.
سنُخلِّصُكَ وأهلَكَ مِن العذاب، إلاّ امرأتَكَ العجوزَ التي لم تؤمِنْ مِن بينِ أهلِك، فإنَّها مِن الباقينَ في العذاب. (الواضح).

35- ﴿ وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آَيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾.
لقومٍ يتدبَّرونَ الآياتِ تدبُّرَ ذوي العقول. (البغوي).

36- ﴿ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ﴾.
أخاهم في النسب.

38- ﴿ وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ ﴾.
وأهلَكنا عادًا قومَ هُود، وكانوا كفَّارًا عُتاةً جبَّارين، يسكنونَ الأحقافَ، بين حضرموتَ وعُمَان، وأهلَكنا ثمودَ قومَ صالح، وكانوا بين الحجازِ والشَّام، ولهم آثارٌ معروفةٌ في "مدائنِ صالح" ببلادِ الحرمين، وكانوا أقوياء، أهلَ مدنيَّةٍ وثراء.. (الواضح).

39- ﴿ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ ﴾.
فـاستكبروا في الأرضِ عن التصديقِ بالبيِّناتِ مِن الآيات, وعن اتِّباعِ موسى صلواتُ اللهِ عليه. (الطبري).

40- ﴿ فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ ﴾.
أي: كانت عقوبتهُ بما يناسبه. (ابن كثير).

42- ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾.
﴿ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ﴾: الغالبُ الذي لا شريكَ له، ﴿ ٱلْحَكِيمُ ﴾ في تركِ المعاجلةِ بالعقوبة.
وفيه تجهيلٌ لهم، حيثُ عبدوا جماداً لا علمَ له ولا قدرة، وتركوا عبادةَ القادرِ القاهرِ على كلِّ شيء، الحكيمِ الذي لا يفعلُ كلَّ شيءٍ إلا بحكمةٍ وتدبير. (النسفي).

44- ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾.
﴿ إِنَّ فِى ذٰلِكَ ﴾: في خلقها، ﴿ لآيَةً ﴾: لدلالةً ﴿ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴾ على قدرتهِ وتوحيده. (البغوي).

الجزء الحادي والعشرون
46- ﴿ وَقُولُوا آَمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴾.
يقولُ تعالَى ذكرهُ للمؤمنين به وبرسوله، الذين نهاهم أن يجادلوا أهلَ الكتابِ إلاَّ بالتي هي أحسن: إذا حدَّثكم أهلُ الكتابِ أيها القومُ عن كتبهم، وأخبروكم عنها بما يمكنُ ويجوزُ أن يكونوا فيه صادقـين، وأن يكونوا فيه كاذبين، ولم تعلَموا أمرَهم وحالَهم في ذلك، فقولوا لهم: ﴿ آمَّنَّا بِـالَّذِي أُنْزِلَ إلَـينا وأنْزِلَ إلَـيْكُمْ ﴾ مما في التوراةِ والإنجيل، ﴿ وَإلَهُنا وإلهُكُمْ وَاحِدٌ ﴾ يقول: ومعبودُنا ومعبودُكم واحد، ونحنُ له خاضعونَ متذلِّلونَ بـالطاعة، فيما أمرَنا ونهانا. (الطبري).

50- ﴿ قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴾.
أي: إنما بُعِثتُ نذيراً لكم بيِّنَ النذارة، فعليَّ أن أبلِّغَكم رسالةَ الله تعالى. (ابن كثير).

51- ﴿ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾.
تفسيرُ الآية: أوَلمْ يَكفِهم معجزةً هذا القرآنُ الذي أنزلناهُ عليك، وهو يُقرَأُ عليهم ويَعرفونَهُ جيِّدًا، وفيه من الإعجازِ والتحدِّي ما يكفي دليلاً أنَّهُ مِن عندِ الله، فلم يستطعْ أحدٌ أنْ يأتيَ بمثلهِ أو بآياتٍ مِن مِثلِه؟ وفي بقائهِ محفوظًا مِن غيرِ أنْ ينالَهُ تغييرٌ أو تبديل، وكونهِ مُتَحَدًّى به إلى آخِرِ الدَّهر، آيةٌ أُخرَى عظيمة، وهو نعمةٌ كبيرةٌ للنَّاس، وتذكرةٌ وعظةٌ لمن آمنَ واهتدَى به، ففيه بيانٌ للحقّ، ودحضٌ للباطل، وفيهِ أحداثٌ وعِبَر، وقَصَصٌ وتوجيهات، وأحكامٌ ووصايا، كلُّها لأجلِ مصلحةِ الإنسانِ وسعادتِه. (الواضح).

52- ﴿ قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾.
وهو اللَّطيفُ العالِمُ بكلِّ ما في السَّماواتِ والأرض، فلا يَخفَى عليهِ شيء. والذين آمنوا بالأصنامِ وطاوَعوا الطَّواغيت، وكفروا باللهِ وهو خالقُهم ورازقُهم ومالِكُ أمرِهم، هم الخاسرونَ النادمون، الذينَ يُجزَونَ شرًّا على أعمالِهم السيِّئةِ يومَ القيامة. (الواضح).

58- ﴿ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾.
أي: لنسكنَّنهم منازلَ عاليةً في الجنة، تجري مِن تحتِها الأنهارُ على اختلافِ أصنافها، مِن ماءٍ وخمر، وعسلٍ ولبن، يَصرفونَها ويُجرونَها حيثُ شاؤوا، ﴿ خَالِدِينَ فِيهَا ﴾ أي: ماكثين فيها أبدًا، لا يبغونَ عنها حِوَلًا، ﴿ نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾: نعمتْ هذه الغرفُ أجرًا على أعمالِ المؤمنين. (ابن كثير).

60- ﴿ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾.
﴿ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ﴾ لقولكم: نخشَى الفقرَ والعيلة، ﴿ ٱلْعَلِيمُ ﴾ بما في ضمائركم. (النسفي).

61- ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ ﴾.
لقالوا: هو الله. قلْ لهم: إذا كانَ الأمرُ كذلكَ فلماذا تعبدونَ غيرَهُ وتدَّعون أنَّهم آلهة؟! (الواضح).

62- ﴿ اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾.
اللهُ سبحانهُ هو الرَّازق، الذي يزيدُ في رزقِ عبادٍ لهُ ويجعلُهم أغنياء، ويضيِّقُ على آخرينَ فيكونونَ فقراء، واللهُ عالمٌ بكلِّ شيء، وعارفٌ بمن يَصلُحُ لهُ الغِنَى ومَن يَصلحُ لهُ الفقر. (الواضح).

63- ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ﴾.
وإذا سألتَهم: مَن الذي أنزلَ المطرَ مِن السَّماء، فأحيا بهِ الأرضَ وقد كانتْ جرداءَ قاحلة، فأنبتَتِ الزَّرعَ والثَّمر، وجرَتْ بهِ الأنهار؟ لقالوا: اللهُ أنزلَ المطر. (الواضح).

64- ﴿ وَإِنَّ الدَّارَ الْآَخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾.
﴿ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ﴾ حقيقةَ الدارَين لما اختاروا اللهوَ الفانيَ على الحيوانِ الباقي. (النسفي).

66- ﴿ لِيَكْفُرُوا بِمَا آَتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴾.
وهكذا يشركونَ باللهِ ليكونوا كافرينَ بما أنعَمنا عليهم مِن النجاة، ولِيَتمتَّعوا باجتماعِهم وتوادِّهم على عبادةِ الأصنام، فسوفَ يعلمونَ عاقبةَ ما يَفعلون، عندما يُحاسَبون، ويُؤمَرُ بهم إلى مآلِهمُ المعلوم. (الواضح في التفسير).

سورة الروم
5- ﴿ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾.
﴿ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ﴾ أي: في انتصارهِ وانتقامهِ من أعدائه، ﴿ ٱلرَّحِيمُ ﴾ بعبادهِ المؤمنين. (ابن كثير).

9- ﴿ أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾.
تفسيرُ الآية: أوَلم يَسيروا في الأرضِ ليَنظُروا في آثارِ المكذِّبينَ مِن قَبلِهم، ويَسألوا العلماءَ عن قِصَصِهم، ويَقرؤوا في الكتبِ عن مآلِهم، ويَعتبِروا مِن عاقبةِ أمرِهم وهلاكِهم؟ فقد كانوا أقوَى منهم أبدانًا، وحرَثوا الأرضَ للزراعةِ وقلَّبوا تُرابَها لاستخراجِ ما فيها مِن ماءٍ ومَعدِنٍ وغيرِه، واستَغلُّوها وعمَروها بالغرسِ والصِّناعاتِ والعِمارات، أكثرَ ممَّا عمَرها مُشرِكو مكَّة.
وقد جاءَتْهم رسلُهم مبشِّرينَ ومُنذِرين، ومؤيَّدينَ بمعجزاتٍ مِن عندِ ربِّهم، فكذَّبوهم وعاندوهم، وجحَدوا برسالاتِ ربِّهم، فأهلَكناهُم، وما ظلمَهمُ اللهُ بمعاقبتِهم، بل كانَ ذلكَ جزاءَ فسادِهم وجرائمِهم ومعاصيهم، وعنادِهم واستكبارِهم، فهم الذين ظَلموا أنفُسَهم بذلك. (الواضح).

12- ﴿ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ ﴾.
المشركون. (النسفي).

15- ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ ﴾.
فأمّا الذينَ آمنُوا باللهِ ورسولهِ وعملوا بما أمرَهم اللهُ به, وانتهَوا عمَّا نهاهُم عنه... (الطبري).

16- ﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآَخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ ﴾.
وأما الذينَ جحدوا توحيدَ الله, وكذَّبوا رسلَه, وأنكروا البعثَ بعد الممات، والنشورَ للدارِ الآخرة, فأولئكَ في عذابِ اللهِ مُحضَرون, وقد أحضرَهم اللهُ إيّاها, فجمعَهم فيها ليذوقوا العذابَ الذي كانوا في الدنـيا يكذِّبون. (الطبري).

21- ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾.
إنَّ في فعلهِ ذلكَ لعِبرًا وعِظاتٍ لقومٍ يتذكَّرونَ في حُجَجِ اللهِ وأدلَّته, فيعلمونَ أنه الإلهُ الذي لا يُعجِزهُ شيءٌ أراده, ولا يتعذَّرُ عليهِ فعلُ شيءٍ شاءَه. (الطبري).

23- ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ ﴾.
وفي ذلكَ أدلَّةٌ على قدرتهِ سبحانه، لمن شأنُهُ أنْ يَعيَ ما يَسمَع، ويَعتبِرَ ممَّا يرَى. (الواضح).

24- ﴿ وَمِنْ آَيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾.
﴿ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ﴾: وينزِّلُ منَ السماءِ مطرًا. (الطبري)، ﴿ فَيُحْيِي ﴾ أي: بسببِ الماءِ ﴿ ٱلأَرْضَ ﴾، بأن يُخرجَ سبحانهُ به النباتَ ﴿ بَعْدَ مَوْتِهَا ﴾: يبسِها. ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾: يستعملونَ عقولَهم في استنباطِ أسبابِها، وكيفيةِ تكوُّنِها، ليَظهرَ لهم كمالُ قدرةِ الصانعِ جلَّ شأنهُ، وحكمتهُ سبحانه. (روح المعاني).

28- ﴿ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾.
يقولُ تعالَى ذكره: كما بيَّنا لكم أيها القومُ حُجَجَنا في هذه الآياتِ مِن هذه السورة، على قدرتِنا على ما نشاء، مِن إنشاءِ ما نشاء, وإفناءِ ما نحبّ, وإعادةِ ما نريدُ إعادتَهُ بعدَ فنائه, ودلَلنا على أنه لا تصلحُ العبادةُ إلاّ للواحدِ القهّار, الذي بيدهِ ملكوتُ كلِّ شيء, كذلكَ نبيِّنُ حُجَجَنا في كلِّ حقّ، لقومٍ يعقلون, فيتدبَّرونَها إذا سمعوها, ويعتبرونَ فيتَّعظونَ بها. (الطبري).

30- ﴿ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾.
﴿ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ أنَّ الدينَ الذي أمرتُكَ يا محمَّدُ به بقولي: ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ﴾ هو الدينُ الـحقُّ دونَ سائرِ الأديانِ غيره. (الطبري).

31- ﴿ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾.
﴿ وَاتَّقُوهُ ﴾ أي: خافوهُ وراقبوه، ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ ﴾ وهي الطاعةُ العظيمة. (ابن كثير).

34- ﴿ لِيَكْفُرُوا بِمَا آَتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾.
﴿ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾ عاقبةَ تمتعِكم. (البيضاوي).

37- ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾.
إنَّ فـي بَسْطهِ ذلكَ على مَن بَسَطَهُ علـيه, وقَدْرهِ علـى مَن قَدَرَهُ علـيه, ومخالفتهِ بـين مَن خالفَ بـينهُ من عبادهِ في الغنَى والفقر, لدلالةً واضحةً لمن صدَّق حُجَجَ اللهِ وأقرَّ بها إذا عاينَها ورآها. (الطبري).
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-11-2020, 10:07 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,887
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الهدية في الاستدراك على تفسير ابن عطية


38- ﴿ فَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ﴾.
فأعطِ الأقرباءَ حقَّهم منَ الصِّلةِ والصَّدقة، والمسكينَ الذي لا مالَ عنده، وابنَ السَّبيلِ الذي سافرَ واحتاجَ إلى نفقة. (الواضح).

45- ﴿ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ فَضْلِهِ ﴾.
قالَ ابنُ عباس رضيَ الله عنهما: ليُثيبَهم اللهُ أكثرَ من ثوابِ أعمالهم. (البغوي).

46- ﴿ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾.
أي: تشكرون الله على ما أنعمَ به عليكم من النعمِ الظاهرةِ والباطنة، التي لا تعدُّ ولا تحصَى. (ابن كثير).

47- ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا ﴾.
ولقد أرسلنا يا محمدُ من قبلِكَ رسلاً إلى قومِهم الكفرة، كما أرسلناكَ إلى قومِكَ العابدي الأوثانِ من دونِ الله، ﴿ فَجَاءُوهُمْ بِـالبَّـيِّناتِ ﴾ يعني: بـالواضحاتِ من الحججِ على صدقهم، وأنهم لله رسل، كما جئتَ أنت قومكَ بـالبـيِّنات، فكذَّبوهم كما كذَّبك قومُك، وردُّوا عليهم ما جاؤوهم به من عند الله، كما ردُّوا علـيكَ ما جئتَهم به من عندِ ربِّك، ﴿ فَـانْتَقَمْنا مِنَ الَّذِينَ أجْرَمُوا ﴾، يقول: فانتقَمنا من الذين أجرموا الآثام، واكتسبوا السيئاتِ من قومِهم، ونحن فـاعلو ذلك كذلك بمجرمي قومِك. (الطبري).

48- ﴿ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴾.
أي: لحاجتهم إليه يفرحون بنزولهِ عليهم ووصولهِ إليهم. (ابن كثير).

50- ﴿ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾.
وهو على كلِّ شيءٍ - مع قدرتهِ على إحياءِ الموتَى - قدير، لا يعزُّ عليه شيءٌ أراده، ولا يمتنعُ علـيه فعلُ شيءٍ شاءَهُ سبحانه. (الطبري).

52- ﴿ فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ﴾.
لو أنَّ أصمَّ ولَّى مُدبِراً ثم ناديتَهُ لم يسمع، كذلك الكافرُ لا يسمعُ ولا ينتفعُ بما يسمع. (الطبري).

53- ﴿ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ ﴾.
يقولُ تعالَى ذكرهُ لنبيِّه: ما تُسمِعُ السماعَ الذي يَنتفِعُ به سامعهُ فيعقلهُ إلا من يؤمنُ بآياتنا؛ لأن الذي يؤمن ُبآياتنا إذا سمعَ كتابَ الله تدبَّرَهُ وفهمَهُ وعقلَه، وعملَ بما فيه، وانتهَى إلى حدودِ الله الذي حدَّ فيه، فهو الذي يَسمَعُ السماعَ النافع. وقوله: ﴿ فَهُمْ مُسْلِـمُونَ ﴾ يقول: فهم خاضعون لله بطاعته، متذلِّلون لمواعظِ كتابه. (الطبري).

54- ﴿ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ ﴾.
﴿ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ ﴾ من الضعفِ والقوةِ والشبابِ والشيبة، ﴿ وَهُوَ ٱلْعَلِيمُ ﴾ بتدبيرِ خلقه، ﴿ ٱلْقَدِيرُ ﴾ على ما يشاء. (البغوي).

56- ﴿ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾.
ولكنَّكم كنتم لا تعلمونَ في الدنيا أنهُ يكون, وأنكم مبعوثونَ من بعدِ الموت, فلذلكَ كنتم تكذِّبون. (الطبري).

سورة لقمان
2- ﴿ تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ ﴾.
فسَّرَها في الآيةِ الأولى مِن سورةِ يونس بما ملخَّصه: هذه آياتِ القرآنِ المـُحكَم.

3- ﴿ هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ ﴾.
هذا الكتابُ الحكيمُ هُدًى ورحمةٌ للذين أحسنوا, فعملوا بما فـيه مِن أمرِ اللهِ ونهيه. (الطبري).
هدايةً لقلوبِهم وإرشادًا لهم إلى الحقِّ والسَّداد، ورحمةً لمن أحسنَ العملَ واتَّبعَ الشَّرع. (الواضح).

5- ﴿ أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾.
﴿ أُوْلَـٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ﴾ أي: على بصيرةٍ وبيِّنةٍ ومنهجٍ واضحٍ جليّ، ﴿ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ ﴾ أي: في الدنيا والآخرة. (ابن كثير).

6- ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾.
ليصدَّ ذلكَ الذي يشتري مِن لهوِ الحديثِ عن دينِ اللهِ وطاعته, وما يقرِّبُ إليه مِن قراءةِ قرآنٍ وذكرِ الله؛ جهلاً منه بما له في العاقبةِ عندَ اللهِ مِن وزرِ ذلكِ وإثمه. هؤلاءِ الذين وصفنا أنهم يشترون لهوَ الحديثِ ليُضلُّوا عن سبيلِ الله, لهم يومَ القيامةِ عذابٌ مُذِلٌّ مُخزٍ في نارِ جهنَّم. (منتخب من الطبري).

7- ﴿ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾.
وهذا المستهزئُ اللَّاهي إذا قُرئتْ عليهِ آياتُ القرآنِ الكريم، أدبرَ عنها في تكبُّرٍ واستعلاءٍ ولم يلتفتْ إليها، كأنَّهُ لم يسمَعْها لصمَمٍ فيه، وما بهِ صمَم، فأَعلِمْهُ بمصيرهِ يومَ القيامة، وهو العذابُ الشَّديدُ الدَّائم. (الواضح).

8- ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ ﴾.
هذا ذكرُ مآلِ الأبرارِ مِن السعداءِ في الدارِ الآخرة، الذين آمنوا باللهِ وصدَّقوا المرسَلين، وعملوا الأعمالَ الصالحةَ المتابعةَ لشريعةِ الله، ﴿ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ ﴾ أي: يتنعَّمون فيها بأنواعِ الملاذِّ والمسارّ، مِن المآكلِ والمشارب، والملابسِ والمساكن، والمراكبِ والنساء، والنضرةِ والسماع، الذي لم يخطرْ ببالِ أحد. (ابن كثير).

9- ﴿ خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾.
وهم في ذلكَ مقيمون دائمًا فيها، لا يظعنون، ولا يبغون عنها حِوَلًا.
وقوله: ﴿ وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا ﴾ أي: هذا كائنٌ لا محالة؛ لأنه مِن وعدِ الله، واللهُ لا يُخلِفُ الميعاد؛ لأنه الكريمُ المنّان، الفعّالُ لما يشاء، القادرُ على كلِّ شيء، ﴿ وَهُوَ الْعَزِيزُ ﴾ الذي قد قهرَ كلَّ شيء، ودانَ له كلُّ شيء، ﴿ الْحَكِيمُ ﴾ في أقوالهِ وأفعاله، الذي جعلَ القرآنَ هُدًى للمؤمنين.. (ابن كثير).

10- ﴿ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ ﴾.
ونشرَ فيها مِن كلِّ أنواعِ الحيوانات، وأنزلنا مِن السَّماءِ مطرًا. (الواضح).

11- ﴿ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾.
﴿ فِي ضَلَالٍ ﴾ أي: جهلٍ وعمًى ﴿ مُبِينٍ ﴾ أي: واضحٍ ظاهرٍ لا خفاءَ به. (ابن كثير).

13- ﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾.
وهو يَعِظهُ ويُخوِّفُه: يا بُنيّ، لا تُشرِكْ بالله، فإنَّ عبادةَ غيرِ اللهِ معهُ ظلمٌ عظيم، فإنَّهُ وضعٌ للشَّيءِ في غيرِ موضِعِه، وتسويةٌ للإلهِ بغيرِه، وشكرٌ لمن لم يفعلْ شيئًا ولا يستحقُّه. (الواضح).

14- ﴿ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾.
إلى اللهِ مصيرُكَ أيها الإنسان, وهو سائلُكَ عمّا كانَ مِن شكرِكَ له على نعمهِ عليك, وعمّا كانَ مِن شكرِكَ لوالدَيك, وبرِّكَ بهما على ما لقيا منكَ مِن العناء والمشقَّةِ في حالِ طفوليتِكَ وصبـاك, وما اصطنعا إلـيكَ في برِّهما بك, وتحنُّنِهما علـيك. (الطبري).

16- ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ﴾.
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ ﴾: يصلُ علمهُ إلى كلِّ خفيّ، ﴿ خَبِيرٌ ﴾: عالمٌ بكنهه. (البيضاوي).

17- ﴿ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾.
يا بنيَّ أقمِ الصَّلاةَ بحدودِها، وأْمُرِ الناسَ بطاعةِ اللهِ واتِّباعِ أمره، وانْهَ الناسَ عن معاصي اللهِ ومواقعةِ مـحارمه. (الطبري).

18- ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾.
المختالُ من الخُيَلاء، وهو التبخترُ في المشي كِبْراً. (روح المعاني).

22- ﴿ وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴾.
وإلى اللهِ مرجعُ عاقبةِ كلِّ أمر، خيرهِ وشرِّه, وهو الـمُسائلُ أهلَهُ عنه, ومُجازيهم علـيه. (الطبري).

23- ﴿ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا ﴾.
إلى اللهِ مرجعُهم فينبِّئهم بما عملوا، أي: فيَجزيهم عليه. (ابن كثير).

24- ﴿ نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ ﴾.
المرادُ بالاضطرارِ أي الإلجاء، إلزامُهم ذلك العذابَ الشديدَ إلزامَ المضطرِّ الذي لا يقدرُ على الانفكاكِ مما أُلجِىءَ إليه. (روح المعاني).

27- ﴿ وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾.
ولو أنَّ جميعَ الأشجارِ التي في الأرضِ بُرِيَتْ وجُعِلَتْ أقلامًا، وجُعِلَ البحرُ مِدادًا، يَمدُّ هذه الأقلامَ به كلَّما انتهَى مدادُها، ومُدَّ هذا البحرُ بسبعةِ أبحرٍ أخرَى بعد انتهائه، وكُتِبَ بها كلامُ الله، لَمَا نَفِدَ كلامهُ سبحانَه، لعدمِ تناهيه، واللهُ عزيزٌ لا يُعجِزهُ شيء، قد غلبَ كلَّ شيءٍ وقهرَه، حكيمٌ في حُكمهِ وأمرهِ وجميعِ شؤونِه.
والمرادُ بالسَّبعةِ الكثرةُ والمبالغة، لا الحصر. (الواضح).

29- ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾.
ألَا تشاهدُ كيفَ أنَّ اللهَ بقدرتهِ يُدخِلُ اللَّيلَ في النَّهارِ شيئًا فشيئًا، ويُدخِلُ النَّهارَ في اللَّيلِ كذلك، بميزانٍ ودقَّةٍ متناهية، وسخَّرَ الشَّمسَ والقمرَ فجعلَهما مُذَلَّلينِ طائعينِ لِمَا يُرادُ منهما في خدمةِ الإنسان، وهما يَجرِيانِ إلى حدٍّ معيَّن، وإلى وقتٍ محدَّد، ليتكوَّنَ مِن حركاتِهما اللَّيلُ والنَّهار، والشَّهرُ والسَّنة... إنَّهُما مِن صُنعِ اللهُ الخالِقِ المدبِّر، الذي أحاطَ علمهُ بجميعِ ما تعملون، ظاهرهِ وخفيِّه. (الواضح).

30- ﴿ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴾.
ذو العلوِّ على كلِّ شيء, وكلُّ ما دونهُ فله متذلِّل مُنقاد, الكبيرُ الذي كلُّ شيءٍ دونهُ فله متصاغر. (الطبري).

31- ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَةِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آَيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ﴾.
ليُرِيَكم من عِبَرهِ وحُجَجهِ عليكم. إن في جري الفُلكِ في البحرِ دلالةً على أن الله الذي أجراها هو الحقّ، وأنّ ما يدعون من دونهِ البـاطل. (الطبري).

32- ﴿ وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ ﴾.
فزعوا إلى اللهِ بالدعاءِ مخلصين له الطاعة, لا يشركون به هنالكَ شيئًا, ولا يدعون معه أحدًا سواه, ولا يستغيثون بغيره. قوله: ﴿ فَلَـمَّا نَـجَّاهُمْ إلـى البَرّ ﴾ مما كانوا يخافونهُ في البحرِ من الغرقِ والهلاكِ إلى البرّ... (الطبري).

33- ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾.
أيُّها النَّاس، أَطيعوا ربَّكم ولا تُخالِفوا أمرَه، واخشَوا يومَ القيامةِ فإنَّهُ يومٌ عظيم، والحسابُ فيهِ شديد...
إنَّ المعادَ حقّ، والثَّوابَ والعقابَ على الأعمالِ حقّ، فلا تُلهيَنَّكم الدُّنيا بلذَّاتِها وشهواتِها عن طاعَةِ الله، ولا يَخدعنَّكمُ الشَّيطانُ فيَحمِلَكم على العملِ بالمعاصي بتزيينِها في نفوسِكم. (الواضح).

34- ﴿ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾.
إنَّ الذي يعلمُ ذلكَ كلَّه, هو اللهُ دونَ كلِّ أحدٍ سِواه, إنه ذو علمٍ بكلِّ شيء, لا يخفَى عليه شيء, خبـيرٌ بـما هو كائن, وما قد كان. (الطبري).

سورة السجدة
3- ﴿ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ ﴾.
لـيتبَّـينوا سبـيلَ الحقّ، فـيعرفوهُ ويؤمنوا به. (الطبري).

4- ﴿ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ﴾.
﴿ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ ﴾: من دونِ الله، ﴿ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ﴾ أي: إذا جاوزتم رضاهُ لم تجدوا لأنفسِكم وليًّا، أي ناصراً ينصرُكم، ولا شفيعاً يشفعُ لكم، ﴿ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ﴾: تتَّعظون بمواعظِ الله؟ (النسفي).

6- ﴿ ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾.
﴿ الْعَزِيزُ ﴾ الذي قد عزَّ كلَّ شيء، فقهرَهُ وغلبه، ودانتْ له العبادُ والرقاب، ﴿ الرَّحِيمُ ﴾ بعبادهِ المؤمنين، فهو عزيزٌ في رحمته، رحيمٌ في عزَّته. (ابن كثير).

8- ﴿ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ ﴾.
وهو المنيّ، من الرجلِ والمرأة. (الواضح).

9- ﴿ ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ﴾.
﴿ ثُمَّ سَوَّاهُ ﴾: قوَّمَهُ بتصويرِ أعضائهِ على ما ينبغي.
﴿ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ﴾: تشكرون شكراً قليلاً. (البيضاوي).

13- ﴿ وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴾.
وقد ثبتَ وتحقَّقَ القولُ منِّي، لأملأنَّ جهنَّمَ مِن الكافرينَ والضالِّينَ المخالِفينَ للحقّ، مِن الجِنِّ والإنسِ أجمعين، وأنتم منهم أيُّها المشركون، فقد أغواكم إبليسُ فأطعتُموه، واخترتمُ الضَّلالَ على الهُدَى.
والعُصاةُ مِن المسلمينَ يُعَذَّبونَ في جهنَّمَ ثمَّ يَخرجونَ منها، إلاّ مَن عفا اللهُ عنهم، فلا يُعَذَّبون. (الواضح في التفسير).

18- ﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ ﴾.
يخبرُ تعالَى عن عدلهِ أنه لا يساوي في حُكمهِ يومَ القيامةِ مَن كان مؤمنًا بآياته متَّبِعًا لرسلهِ بمن كانَ فاسقًا، أي: خارجًا عن طاعةِ ربِّه مكذِّبًا لرسُلهِ إليه. (ابن كثير).

19- ﴿ أَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾.
أمَّا الذينَ آمنوا وصدَقوا في إيمانِهم، وعملوا الأعمالَ الصَّالحةَ لوجهِ اللهِ وحدَه، فلهم جنَّاتُ النَّعيم، مأوَى اللَّذَّات، ونعيمُ الأرواح، ومحلُّ الأفراح، في جوارِ ربٍّ كريم، ضيافةً وكرامة، بما كانوا يعملونَ في الدُّنيا منَ الطَّاعاتِ والقُرُبات. (الواضح).

20- ﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ
وأمَّا الذينَ كفروا وخرجوا عن طاعةِ ربِّهم، فمحلُّهمُ النَّارُ التي تُسْعَرُ بهم، خالدينَ فيها، كلَّما حاولوا الخروجَ منها - لِما يَلحقُهم مِن الحرِّ والشدَّةِ والكَرْب - ضُرِبوا بالمقامع، فأُعيدوا مِن أعاليها إلى أسافلِها، وقالتْ لهمُ الملائكة: ذوقوا العذابَ الذي كنتُم تُكذِّبونَ به في الحياةِ الدُّنيا. (الواضح في التفسير).

23- ﴿ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾.
وجعلنا الكتابَ المنزلَ على موسى لقومهِ هدًى. (النسفي).

25- ﴿ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾.
إنَّ ربَّكَ يا محمَّدُ هو يبيِّنُ جميعَ خلقهِ يومَ القيامةِ فيما كانوا فيه في الدنيا يختلفون، مِن أمورِ الدينِ والبعثِ والثوابِ والعقاب، وغيرِ ذلكَ مِن أسبابِ دينِهم، فيفرِّقُ بينهم بقضاءٍ فاصل، بإيجابهِ لأهلِ الحقِّ الجنَّة، ولأهلِ الباطلِ النار. (الطبري).


26- ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ ﴾.
أي: إن في ذهابِ أولئك القومِ ودمارِهم وما حلَّ بهم بسببِ تكذيبهم الرسل، ونجاةِ مَن آمنَ بهم، لآياتٍ وعبراً ومواعظَ ودلائلَ متناظرة، ﴿ أَفَلاَ يَسْمَعُونَ ﴾ أي: أخبارَ مَن تقدَّمَ كيف كان أمرُهم؟ (ابن كثير).

27- ﴿ أَفَلَا يُبْصِرُونَ ﴾.
أفلا يرونَ ذلكَ بأعينهم, فيعلَموا برؤيتهموهُ أنَّ القدرةَ التي بها فعلتُ ذلكَ لا يتعذَّرُ عليَّ أنْ أُحييَ بها الأمواتَ وأنشرَهم مِن قبورهم, وأعيدَهم بهيئاتِهم التي كانوا بها قبلَ وفـاتهم؟ (الطبري).





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12-11-2020, 10:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,887
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الهدية في الاستدراك على تفسير ابن عطية

الهدية في الاستدراك على تفسير ابن عطية (23)



أ. محمد خير رمضان يوسف



(سور: الأحزاب، سبأ، فاطر، يس)



سورة الأحزاب
2- ﴿ وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴾.
إنَّ اللهَ بما تعملُ به أنتَ وأصحابُكَ مِن هذا القرآن، وغيرِ ذلكَ مِن أمورِكم وأمورِ عبـاده، ﴿ خَبِـيرًا ﴾، أي: ذا خبرة، لا يخفَى عليه مِن ذلكَ شيء، وهو مُجازيكم على ذلكَ بما وعدَكم مِن الجزاء. (الطبري).

4- ﴿ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ﴾.
قالَ سعيد بن جبير: ﴿ يَقُولُ ٱلْحَقَّ ﴾ أي: العدل. (ابن كثير).

8- ﴿ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾.
﴿ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ ﴾ أي: مِن أممِهم ﴿ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ أي: موجِعًا. (ابن كثير).

11- ﴿ هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا ﴾.
تحريكاً بليغاً. (النسفي).

15- ﴿ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا ﴾.
أي: وإنَّ اللهَ تعالَى سيسألُهم عن ذلكَ العهد، لا بدَّ مِن ذلك. (ابن كثير).

17- ﴿ قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴾.
قلْ يا محمدُ لهؤلاءِ الذين يستأذنونكَ ويقولون: إن بيوتنا عورةٌ؛ هرباً من القتل: مَن ذا الذي يمنعُكم مِن اللهِ إنْ هو أرادَ بكم سوءًا في أنفسِكم، مِن قتلٍ أو بلاءٍ أو غيرِ ذلك، أو عافيةٍ وسلامة؟ وهل ما يكونُ بكم في أنفسِكم مِن سوءٍ أو رحمةٍ إلاّ من قِبَله؟ ولا يجدُ هؤلاء المنافقون إن أرادَ الله بهم سوءاً في أنفسِهم وأموالهم من دونِ الله ولياً يليهم بالكفـاية، ولا نصيراً ينصرهم من الله فيدفعُ عنهم ما أرادَ الله بهم من سوءٍ في ذلك. (الطبري، بشيء من الاختصار).

24- ﴿ لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾.
﴿ لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ ﴾: ليُثيبَ الله أهلَ الصدقِ بصدقِهمُ اللهَ بما عاهدوهُ عليه، ووفـائهم له به.
﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾: إنَّ اللهَ كانَ ذا سترٍ على ذنوبِ التائبين، رحيمًا بالتائبين أنْ يعاقبَهم بعدَ التوبة. (الطبري).

26- ﴿ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ﴾.
وهو الخوف؛ لأنهم كانوا مالؤوا المشركين على حربِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وليس مَن يعلمُ كمن لا يعلم، فأخافوا المسلمين، وراموا قتالَهم ليعزُّوا في الدنيا، فانعكسَ عليهم الحال، وانقلبتْ إليهم القال، انشمرَ المشركون، ففازوا بصفقةِ المغبون، فكما راموا العزَّ ذلُّوا، وأرادوا استئصالَ المسلمين فاستؤصلوا، وأُضيفَ إلى ذلك شقاوةُ الآخرة، فصارتِ الجملةُ أن هذه هي الصفقةُ الخاسرة. (ابن كثير).

27- ﴿ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا ﴾.
وكانَ اللهُ على أنْ أورثَ المؤمنـينَ ذلك، وعلى نصرهِ إيّاهم، وغيرِ ذلكَ منَ الأمور، ذا قدرة، لا يتعذَّرُ علـيه شيءٌ أراده، ولا يمتنعُ علـيه فعلُ شيءٍ حاولَ فعلَه. (الطبري).

29- ﴿ وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾.
فإنَّ اللهَ قد هيَّأَ للمحسناتِ منكنَّ، جزاءَ إحسانِهنَّ، ثوابًا عظيمًا، ورزقًا كريمًا. (الواضح).

30- ﴿ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ﴾.
﴿ وَكَانَ ذٰلِكَ ﴾ أي: تضعيفُ العذابِ عليهنّ، ﴿ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيراً ﴾ أي: سهلاً، لا يمنعهُ جلَّ شأنهُ عنه كونهنَّ نساءَ النبـيِّ صلى الله عليه وسلم، بل هو سببٌ له. (الطبري).

الجزء الثاني والعشرون
31- ﴿ وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ ﴾.
ومَن يُطعِ اللهَ ورسولَهُ منكنّ، وتعملْ بما أمرَ اللهُ به، يُعطِها اللهُ ثوابَ عملِها مثلَـي ثوابِ عملِ غيرهنَّ مِن سائرِ نساءِ الناس. (الطبري).

33- ﴿ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾.
﴿ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾: وأقِمنَ الصلاةَ المفروضة، وآتـينَ الزكاةَ الواجبةَ علـيكنَّ في أموالِكنّ، ﴿ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾ فـيما أمراكنَّ ونهياكنّ.
﴿ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾: ويطهِّرَكم مِن الدنَسِ الذي يكونُ في أهلِ معاصي اللهِ تطهيرًا. (الطبري).

34- ﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا ﴾.
أي: بلطفهِ بكنَّ بلَغتُنَّ هذه المنزلة، وبخبرتهِ بكنَّ وأنكنَّ أهلٌ لذلك أعطاكنَّ ذلك، وخصَّكنَّ بذلك. (ابن كثير).

37- ﴿ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ﴾.
أي: إِنما أبَحنا لكَ تزويجها، وفعَلنا ذلك، لئلا يبقَى حرجٌ على المؤمنين في تزويجِ مطلَّقاتِ الأدعياء. (ابن كثير).

39- ﴿ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ﴾.
يمدحُ تباركَ وتعالى ﴿ ٱلَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالـٰتِ اللَّهِ ﴾ أي: إلى خلقه، ويؤدُّونها بأماناتها، ﴿ وَيَخْشَوْنَهُ ﴾ أي: يخافونه. (ابن كثير).

48- ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴾.
ذكرَ أنه تقدَّمَ القولُ في ﴿ وَكَفَى بِاللَّهِ ﴾، ويعني في الآيةِ الثالثةِ من السورة، وقد قالَ هناك: ثم أمرهُ تعالى بالتوكلِ على الله في جميعِ أمره، وأعلمَهُ أن ذلك كافٍ مقنع. والباءُ في قولهِ ﴿ بِاللهِ ﴾ زائدةٌ على مذهبِ سيبويه، وكأنه قال: "وكفَى الله"، وهي عندهُ نحوُ قولهم: بحسبِكَ أن تفعل، وغيرهُ يراها غيرَ زائدة، متعلقةً بـ ﴿ كَفَى ﴾، على أنه بمعنَى اكتفِ بالله. و "الوكيل" القائمُ بالأمر، المغني فيه عن كلِّ شيء.

51- ﴿ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا ﴾.
أي: بضمائرِ السرائر. (ابن كثير).

52- ﴿ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا ﴾.
وكانَ اللهُ على كلِّ شيءٍ، ما أحلَّ لك، وحرَّم عليك، وغيرِ ذلكَ مِن الأشياءِ كلِّها، حفـيظًا، لا يعزُبُ عنه علمُ شيءٍ مِن ذلك، ولا يؤودهُ حفظُ ذلكَ كلِّه. (الطبري).

53- ﴿ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا ﴾.
أي: ذنباً عظيماً. (البغوي، النسفي).

55- ﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا ﴾.
لا تخفَى عليه خافية، ولا تتفاوتُ في علمهِ الأحوال، فيجازي سبحانهُ على الأعمالِ بحسبها. (روح المعاني).

56- ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾.
وقولوا: السلامُ عليكَ أيها النبي. وقيل: وانقادُوا لأوامره. (البيضاوي).

57- ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا ﴾.
وأعدَّ لهم في الآخرةِ عذابًا يُهينهم فيه بـالخلودِ فـيه. (الطبري).

58- ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾.
وإثمًا يَبِـْينُ لسامعهِ أنهُ إثمٌ وزور. (الطبري).

61- ﴿ مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا ﴾.
أي: قُتِلوا أبلغَ قتل. (روح المعاني).

64- ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا ﴾.
إنَّ اللهَ أبعدَ الكافرين وطردَهم مِن رحمتِه، وهيَّأ لهم في الآخرةِ نارًا شديدةً مستعرة. (الواضح).

65- ﴿ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴾.
يَبقُونَ في جهنَّمَ دائمًا، لا يموتونَ فيها ولا يزولونَ عنها، ولا يجدونَ فيها حافظًا ومتولِّيًا يُغيثُهم، ولا مُعينًا يُنقِذُهم ممَّا هم فيه. (الواضح).

71- ﴿ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
يعفُ لكم عن ذنوبِكم، فلا يعاقبكم علـيها، ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾ فـيعملْ بما أمرَهُ به، وينتهي عمّا نهاه، ويَقُلِ السديدَ، ﴿ فَقَدْ فـازَ فَوْزاً عَظِيـماً ﴾ يقول: فقد ظفرَ بـالكرامةِ العظمَى من الله.... (الطبري).

73- ﴿ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾.
وكانَ اللهُ غفورًا لذنوبِ المؤمنـينَ والمؤمنات، بسترهِ عليها، وتركهِ عقابَهم عليها، رحيمًا أنْ يعذِّبَهم علـيها بعدَ توبتِهم منها. (الطبري).

سورة سبأ
2- ﴿ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ ﴾.
تفسيرُ الآية: يَعلمُ ما يَدخلُ في باطنِ الأرض، مِن قَطْرِ الماء، وبذورِ النَّباتِ والشَّجر، والرِّمالِ والصُّخور، والموتَى مِن أصنافِ الحيوان، وما يَخرجُ منها مِن النَّباتِ والمعادنِ وغيرِها، عددِها وكيفيَّتِها ووقتِها وأين تصير، وما يَنزلُ مِن السَّماءِ مِن ضياءٍ ومطرٍ وقوتٍ ومقاديرَ، وما يَصعدُ فيها مِن الملائكةِ والأعمالِ الصَّالحةِ وغيرِها. وهو الرَّحيمُ بعبادهِ فلا يُعاجِلُهم بالعقوبة، الغفورُ لذنوبِ التَّائبينَ منهم وإنْ أفرطوا فيها. (الواضح).

4- ﴿ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾.
كي يُثيبَ الذين آمنوا باللهِ ورسوله، وعملوا بما أمرَهم اللهُ ورسولهُ به، وانتهَوا عمّا نهاهم عنه، على طاعتِهم ربَّهم. (الطبري).

6- ﴿ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴾.
العزيز: هو المنيعُ الجناب، الذي لا يُغالَبُ ولا يُمانَع، بل قد قهرَ كلَّ شيءٍ وغلبه، الحميدُ في جميعِ أقوالهِ وأفعالهِ وشرعهِ وقدره، وهو المحمودُ في ذلك كلِّهِ جلَّ وعلا. (ابن كثير).

11- ﴿ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ﴾.
أي: في الذي أعطاكم اللهُ مِن النعم. (ابن كثير).

13- ﴿ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾.
﴿ وَجِفَانٍ ﴾: وأوانٍ للطَّعام (صِحاف).
﴿ وَقُدُورٍ ﴾: وقُدورٍ لطبخِ الطَّعام.
﴿ اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾ فاعمَلوا شاكرينَ يا آلَ داودَ على ما أنعمَ اللهُ عليكم في الدِّينِ والدُّنيا، وقليلٌ مِن عبادي مَن يقومُ بحقِّ الشُّكرِ في كلِّ أحوالِه، قلبًا ولسانًا. (الواضح في التفسير).


15- ﴿ لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آَيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ ﴾.
﴿ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ ﴾ الذي يرزقُكم من هاتينِ الجنَّتين، من زروعِهما وأثمارِهما، ﴿ وَاشْكُرُوا لَهُ ﴾ على ما أنعمَ به علـيكم مِن رزقهِ ذلك.
﴿ وَرَبٌّ غَفُورٌ ﴾ يقول: وربٌّ غفورٌ لذنوبكم إنْ أنتـم أطعتـُموه. (الطبري).

16- ﴿ فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ ﴾.
أي: عن توحيدِ الله وعبادتهِ وشكرهِ على ما أنعمَ به عليهم، وعدلوا إلى عبادةِ الشمسِ من دونِ الله.. (ابن كثير).

21- ﴿ وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآَخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ﴾.
لنرَى ونميِّزَ المؤمنَ من الكافر. وأرادَ علمَ الوقوعِ والظهور، وقد كان معلوماً عندهُ بالغيب. ﴿ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ حَفُيظٌ ﴾: رقيب. (البغوي).

23- ﴿ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴾.
من تتمَّةِ كلامِ الشفعاء، قالوهُ اعترافًا بجنابِ العزَّةِ جلَّ جلاله، وقصورِ شأنِ كلِّ مَن سواه. أي: هو جلَّ شأنهُ المتفرِّدُ بالعلوِّ والكبرياء، لا يشاركهُ في ذلكَ أحدٌ مِن خَلقه... (روح المعاني).

25- ﴿ قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾.
معناهُ التبرِّي منهم، أي: لستُم منّا ولا نحن منكم، بل ندعوكم إلى اللهِ وإلى توحيدهِ وإفرادِ العبادةِ له، فإنْ أجبتُم فأنتُم منّا ونحن منكم، وإنْ كذَّبتُم فنحن برآءُ منكم وأنتُم بُرآءُ منا... (ابن كثير).

26- ﴿ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ ﴾.
العالمُ بحقائقِ الأمور. (ابن كثير).

33- ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾.
﴿ بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ ﴾: بل هوَ محاولاتُكم المتكرِّرةُ للتَّغريرِ بنا وإضلالِنا، ودعاياتُكم المهوِّلةُ لأفكارِكم المنحرفة، وحيَلُكم المتتاليةُ في اللَّيلِ والنَّهار، وأنتُم تدعُونَنا للكفرِ باللهِ ودينه.
﴿ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾: وجعلنا القيودَ في أعناقِ الكافرين، مِن المستَكبِرين والمستَضعَفين، ولم يُجْزَوا إلاّ ما كانوا يعملونَ مِن السُّوءِ والشرّ.
(الواضح).

37- ﴿ وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آَمِنُونَ ﴾.
أي: في منازلِ الجنةِ العاليةِ آمنون من كلِّ بأسٍ وخوفٍ وأذى، ومن كلِّ شرٍّ يُحذَرُ منه. (ابن كثير).

38- ﴿ وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آَيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ ﴾.
﴿ وَٱلَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِىۤ ءَايَـٰتِنَا مُعَـٰجِزِينَ ﴾ أي: يسعون في الصدِّ عن سبيلِ الله واتباعِ رسلهِ والتصديقِ بآياته، ﴿ أُوْلَـٰئِكَ فِى ٱلْعَذَابِ مُحْضَرُونَ ﴾ أي: جميعُهم مَجزيُّون بأعمالِهم فيها بحسبِهم. (ابن كثير).

42- ﴿ فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِالَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ﴾.
فاليومَ لا يملكُ بعضُكم - أيها الملائكةُ - للذين كانوا في الدنيا يعبدونكم نفعاً ينفعونكم به، ولا ضرًّا ينالونكم به، أو تنالونهم به، ﴿ وَنَقُولُ للَّذِينَ ظَلَـمُوا ﴾ يقول: ونقولُ للذينَ عبدوا غيرَ الله، فوضعوا العبادةَ في غيرِ موضعِها، وجعلوها لغيرِ مَن تنبغي أنْ تكونَ له: ذوقوا عذابَ النارِ التي كنتُـم بها في الدنـيا تُكذِّبون، فقد ورَدتُـموها. (الطبري).

48- ﴿ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴾.
علّامُ ما يغيبُ عن الأبصار. (الطبري).

50- ﴿ قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ ﴾.
قلْ للمشركين: إنْ كنتُ ضلَلتُ فإنَّ إثمَ انحرافي وضلالي يعودُ بالشرِّ والسُّوءِ عليّ، فلا عليكم منِّي، وإنِ اهتدَيتُ إلى الحقِّ فهو بوحي اللهِ إليَّ وتوفيقهِ لي، ولا أملِكُ لنفسِي منهُ شيئًا إلاّ بإذنِه، وأنا تحتَ مشيئتِه، أبلِّغُ ما يأمرُني به، وهو سميعٌ لمن دعاه، قريبُ الإجابةِ لمن رَجاه. (الواضح).

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12-11-2020, 10:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,887
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الهدية في الاستدراك على تفسير ابن عطية

سورة فاطر
1- ﴿ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾.
إنَّ اللهَ تعالَى ذكرهُ قديرٌ على زيادةِ ما شاءَ مِن ذلكَ فيما شاء، ونقصانِ ما شاءَ منه ممَّن شاء، وغيرِ ذلكَ مِن الأشياءِ كلِّها، لا يمتنعُ علـيهِ فعلُ شيءٍ أرادَهُ سبحانهُ وتعالَى. (الطبري).

2- ﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
تفسيرُ الآية: مفاتيحُ الخيرِ ومَغالِقهُ كلُّها بيده، فما يفتحِ اللهُ للناسِ مِن خيرٍ فلا مُغلِقَ له، ولا مُمسِكَ عنهم، لأنَّ ذلكَ أمرُه، لا يستطيعُ أمرَهُ أحد، وكذلكَ ما يُغلِقُ مِن خيرٍ عنهم فلا يبسطهُ علـيهم، ولا يفتـحهُ لهم، فلا فـاتحَ له سواه، لأنَّ الأمورَ كلَّها إليهِ وله...
﴿ وَهُوَ العَزِيزُ الـحَكِيـمُ ﴾ يقول: وهو العزيزُ في نِقمتهِ ممَّن انتقمَ منهُ مِن خَلقه، بحبسِ رحمتهِ عنه وخيراته، الحكيمُ في تدبيرِ خَلقه، وفتحهِ لهم الرحمةَ إذا كان فتحُ ذلكَ صلاحًا، وإمساكهِ إيّاهُ عنهم إذا كانَ إمساكهُ حكمة. (الطبري).

6- ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ﴾.
أي: هو مبارزٌ لكم بالعداوة. (ابن كثير).

7- ﴿ الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ﴾.
الذين كفروا وكذَّبوا رسُلَ اللهِ مصيرُهم عذابٌ مؤلمٌ قاس، جزاءَ كفرِهم وطاعتِهم الشَّيطان، والذين آمنوا وأخلَصوا في إيمانِهم، وأتْبَعوهُ بالعملِ الصَّالح، فأولئكَ يَغفرُ اللهُ ما فرَطَ منهم مِن ذنوب، ولهم ثوابٌ عظيم. (الواضح).

8- ﴿ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾.
﴿ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا ﴾: أفمن حسَّنَ الشَّيطانُ له عملَهُ السيِّئَ، حتَّى بدا له أنَّ ما يقومُ به مِن أعمالٍ هي جيِّدةٌ وصحيحة، أفتحزَنُ عليه وتتألَّمُ لحالِه؟
﴿ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾: فاللهُ عليمٌ بما يعملونَ مِن الأعمالِ السيِّئة. (الواضح).

9- ﴿ وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ ﴾.
اللهُ سبحانَهُ هو الذي بعثَ الرِّياحَ لتحرِّكَ السَّحابَ وتنشرَهُ، ثمَّ سُقناهُ... (الواضح).

11- ﴿ وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ ﴾.
﴿ وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى ﴾ منكم أيها الناس، مِن حَملٍ ولا نطفة، إلاّ وهو عالمٌ بحملِها إيّاهُ ووضعِها، وما هو، ذكرٌ أو أنثى؟ لا يخفَى علـيه شيءٌ مِن ذلك. (الطبري).

12- ﴿ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾.
أي: تشكرون ربَّكم على تسخيرهِ لكم هذا الخَلق العظيم، وهو البحر، تتصرَّفون فيه كيف شئتم، تذهبون أين أردتم، ولا يمتنع عليكم شيءٌ منه، بل بقدرتهِ قد سخرَ لكم ما في السماواتِ وما في الأرض، الجميعُ من فضلهِ ورحمته. (ابن كثير).

13- ﴿ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ ﴾.
﴿ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ﴾ أي: والنجومَ السيّارات، والثوابتَ الثاقباتِ بأضوائهنَّ أجرامَ السماوات، الجميعُ يسيرون بمقدارٍ معيَّن، وعلى منهاجٍ مقنَّنٍ محرَّر، تقديرًا مِن عزيزٍ عليم.
﴿ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ ﴾ أي: الذي فعلَ هذا هو الربُّ العظيم، الذي لا إلهَ غيره. ﴿ وَٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ ﴾ أي: من الأصنامِ والأنداد، التي هي على صورةِ من تزعمون من الملائكةِ المقرَّبين... (ابن كثير).

16- ﴿ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ ﴾.
أي: لو شاءَ لأذهبَكم أيها الناسُ وأتَى بقومٍ غيركم. (ابن كثير).

17- ﴿ وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ ﴾.
وما إذهابُكم والإتيانُ بخـلقٍ سواكم علـى اللهِ بشديد، بل ذلكَ عليه يسيرٌ سهل، يقول: فـاتَّقوا اللهَ أيها الناسُ وأطيعوهُ قبلَ أنْ يفعلَ بكم ذلك. (الطبري).

18- ﴿ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ﴾.
أي: ومن عملَ صالحاً فإنما يعودُ نفعهُ على نفسه، ﴿ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ﴾ أي: وإليه المرجعُ والمآب، وهو سريعُ الحساب، وسيجزي كلَّ عاملٍ بعمله، إنْ خيرًا فخير، وإنْ شرًّا فشرّ. (ابن كثير).

25- ﴿ وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾.
وإذا كذَّبكَ المشركون، فقد كذَّبَ مشركونَ أمثالُهم ممَّن مضَوا. (الواضح).

26- ﴿ ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ ﴾.
أي: فكيفَ رأيتَ إنكاري عليهم، عظيمًا، شديدًا، بليغًا؟ (ابن كثير).

27- ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا ﴾.
ألمْ تَنظرْ كيفَ أنزلَ اللهُ المطرَ منَ السَّماء، فأخرجَ به أصنافًا منَ الثَّمراتِ... (الواضح).

28- ﴿ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ﴾.
إنَّ اللهَ عزيزٌ في انتقامهِ ممَّن كفرَ به، غفورٌ لذنوبِ مَن آمنَ به وأطاعَه. (الطبري).

31- ﴿ وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ ﴾.
﴿ وَٱلَّذِىۤ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ ﴾ يامحمدُ من الكتاب، وهو القرآن، ﴿ هُوَ ٱلْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ﴾ أي: من الكتبِ المتقدِّمة، يصدِّقُها، كما شهدتْ هي له بالتنويه، وأنه منزلٌ من ربِّ العالمين، ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ ﴾ أي: هو خبيرٌ بهم، بصيرٌ بمن يستحقُّ ما يفضِّلهُ به على مَن سواه. ولهذا فضَّلَ الأنبياءَ والرسلَ على جميعِ البشر، وفضَّلَ النبيِّين بعضَهم على بعض، ورفعَ بعضَهم درجات، وجعلَ منزلةَ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فوقَ جميعِهم. صلواتُ اللهِ عليهم أجمعين. (ابن كثير).

33- ﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ ﴾.
بساتينُ إقامةٍ يدخـلونها هؤلاءِ الذين أورثناهم الكتاب، الذين اصطفـينا من عبـادنا يومَ القـيامة، ﴿ يُحَلَّوْنَ فِـيها مِنْ أساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ ﴾ يـلبسون في جناتِ عدنٍ أسورةً من ذهب... (الطبري).

36- ﴿ كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ ﴾.
﴿ كَذٰلِكَ ﴾ أي: مثلُ ذلك الجزاءِ الفظيعِ ﴿ نَجْزِى كُلَّ كَفُورٍ ﴾: مبالغٍ في الكفرِ أو الكفران، لا جزاءَ أخفُّ وأدنَى منه. (روح المعاني).

37- ﴿وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ﴾.
﴿ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ﴾: يقولون: ﴿ رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا ﴾ منها، من النار، ﴿ نَعْمَلْ صَـٰلِحاً غَيْرَ ٱلَّذِى كُـنَّا نَعْمَلُ ﴾ في الدنيا من الشركِ والسيئات. (البغوي).
﴿ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ ﴾: ﴿ فَذُوقُواْ ﴾ العذاب، ﴿ فَمَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِن نَّصِيرٍ ﴾: ناصرٍ يُعينهم. (النسفي).

39- ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ ﴾.
جعلكم خلفاءَ في أرضه، قد ملَّكَكم مقاليدَ التصرفِ فيها، وسلَّطكم على ما فيها، وأباحَ لكم منافعها؛ لتشكروهُ بالتوحيدِ والطاعة. (البغوي).

40- ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ ﴾.
أَرُوني ولو شيئًا قليلاً خلقوهُ في الأرضِ ممَّا يراهُ النَّاس، حتَّى يَستحقُّوا أنْ يُسَمَّوا آلِهَة! (الواضح في التفسير).

43- ﴿ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا ﴾.
ولن تجدَ لها تحوُّلاً وانتقالاً. (الواضح).

44- ﴿ أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا ﴾.
وكانوا أكثرَ قوَّةً منهم، وأكثرَ أموالاً وأولادًا، ولكنَّ ذلكَ لم يُغْنِ عنهم شيئًا أمامَ قوَّةِ اللهِ وإرادتِهِ في الانتقام، فلا يفوتهُ شيءٌ ممَّا في السَّماواتِ والأرض، فكلُّ ما فيهما تحتَ مشيئتهِ وتصرُّفِه، وهو عليمٌ بما فيهما، قادرٌ على الانتقامِ ممَّن عصاه. (الواضح).

45- ﴿ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا ﴾.
فإذا جاءَ أجلُ عقابِهم، فإنَّ اللهَ كانَ بعبادهِ بصيرًا، مَن الذي يستحقُّ أنْ يُعاقَبَ منهم، ومَن الذي يستوجبُ الكرامة، ومَن الذي كانَ منهم في الدنيا له مطيعًا، ومَن كانَ فيها به مشركًا، لا يخفَى علـيهِ أحدٌ منهم، ولا يَعزُبُ عنهُ علمُ شيءٍ مِن أمرِهم. (الطبري).

سورة يس
3- ﴿ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾.
يقولُ تعالَى ذكرهُ مُقسِمًا بوحيهِ وتنزيلهِ لنبيِّهِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم: إنكَ يا محمدُ لَمِنَ المرسَلـينَ بوحي اللهِ إلـى عبـاده. (الطبري).

5- ﴿ تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ ﴾.
أي: هذا الصراطُ والمنهجُ والدينُ الذي جئتَ به، مُنزَلٌ مِن ربِّ العزَّة، الرحيمِ بعبادهِ المؤمنين.. (ابن كثير).

6- ﴿ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آَبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ ﴾.
﴿ فَهُمْ غَـٰفِلُونَ ﴾ عن الإيمانِ والرشد. (البغوي).

7- ﴿ لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾.
لقد وجبَ العقابُ على أكثرِهم؛ لأن اللهَ قد حتَّمَ عليهم في أمِّ الكتابِ أنهم لا يؤمنون بالله، ولا يصدِّقون رسولَه. (الطبري).

11- ﴿إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ﴾.
﴿ فَبَشّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ ﴾ عظيمةٍ لما سلف، وقيل: لما يفرطُ منه. (روح المعاني).

15- ﴿ قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا ﴾.
فردُّوهم وقالوا لهم: أنتم لستُم سِوَى بشرٍ مثلِنا، فلِمَ أُوحيَ إليكم ولم يُوحَ إلينا؟ (الواضح).

18- ﴿ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾.
ولـينالنَّكم منّا عذابٌ مُوجِع. (الطبري).

24- ﴿ إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾.
﴿ إِنّى إِذاً ﴾ أي: إذا اتخذتُ من دونهِ آلهةً، ﴿ لَفِى ضَلَـٰلٍ مُّبِينٍ ﴾، فإن إشراكَ ما يُصنَعُ وليس من شأنهِ النفعُ ولا دفعُ الضرِّ بالخالقِ المقتدرِ الذي لا قادرَ غيرهُ ولا خيرَ إلا خيره، ضلالٌ وخطأ بيِّنٌ، لا يخفَى على من له أدنَى تمييز. (روح المعاني).

25- ﴿ إِنِّي آَمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴾.
﴿ إِنِّي آَمَنْتُ بِرَبِّكُمْ ﴾ الذي كفرتُم به ﴿ فَٱسْمَعُونِ ﴾ أي: فاشهدوا لي بذلك عنده. (ابن كثير).

27- ﴿ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴾.
يا ليتهم يعلَمون أن السببَ الذي من أجله غفرَ لي ربِّي ذنوبي، وجعلني من الذين أكرمَهم الله بإدخالهِ إيّاهُ جنَّته، كان إيماني بـالله وصبري فـيه، حتى قُتلت، فيؤمنوا بـالله ويستوجبوا الجنة. (الطبري).

الجزء الثالث والعشرون
30- ﴿ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴾.
ما كان يأتيهم رسولٌ مِن عندِ اللهِ إلاّ ويَجحدون ما أُرسِلَ به ويَسخرون منه. (الواضح).

31- ﴿ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ ﴾.
ألمْ يُخبَرِ المشركون ويشاهِدوا آثارَ مَن أهلَكنا مَن قبلَهم مِن المكذِّبين؟ ولن يرجعوا إليهم ليُخبِروهم بما حلَّ بهم مِن العذاب، أو لن يرجعوا إلى الدُّنيا ليعيشوا مرَّةً أُخرَى. (الواضح).

33- ﴿ وَآَيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ ﴾.
﴿ وَءَايَةٌ لَّهُمُ ﴾ أي: دلالةٌ لهم على وجودِ الصانعِ، وقدرتهِ التامَّة، وإحيائهِ الموتَى، ﴿ ٱلأَرْضُ ٱلْمَيْتَةُ ﴾ أي: إذا كانت ميتةً هامدةً لا شيءَ فيها من النبات، فإذا أنزلَ الله تعالى عليها الماء، ﴿اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ [سورة الحج: 5]، ولهذا قالَ تعالى: ﴿ أَحْيَيْنَـٰهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ ﴾ أي: جعلناهُ رزقاً لهم ولأنعامهم. (ابن كثير).

34- ﴿ وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ ﴾.

وجعلنا في هذه الأرضِ التي أحييناها بعد موتها بساتين من نخيلٍ وأعناب، ﴿ وَفَجَّرْنا فِـيها مِنَ العُيُونِ ﴾ يقول: وأنبعنا فـيها من عيونِ الـماء. (الطبري).

35- ﴿ لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ ﴾.
أفلا يشكرُ هؤلاءِ القومُ الذين رزقناهم هذا الرزقَ من هذه الأرضِ الميتةِ التي أحييناها لهم مَنْ رزقَهم ذلك وأنعمَ علـيهم به؟ (الطبري).

36- ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ ﴾.
﴿ مِمَّا تُنبِتُ ٱلأَرْضُ ﴾ من الثمارِ والحبوب، ﴿ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ ﴾ يعني: الذكورَ والإناث، ﴿ وَمِمَّا لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ مما خلقَ من الأشياء، من دوابِّ البرِّ والبحر. (البغوي).

38- ﴿ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴾.
وهذا مِن تقديرِ اللهِ العزيزِ الذي لا يصعبُ عليهِ شيء، العليمِ الذي لا يَغيبُ عنهُ شيءٌ ممَّا بثَّهُ في الكون. (الواضح).

40- ﴿ لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُون ﴾.
وكلُّ شيءٍ في هذا الكونِ يسيرُ بنظامٍ وميزانٍ ودقَّةٍ متناهية، فلا تصطدمُ الشَّمسُ في سيرِها بالقمر، فإنَّ لكلٍّ منهما مجرًى محدَّدًا لا يتجاوزهُ في سيرِه، ولا يَسبِقُ اللَّيلُ النَّهارَ فيأتي قبلَ أوانِه، فإنَّ لكلٍّ منهما وقتًا محدَّدًا، وبدايةً ونهايَة. وكلُّ المجرَّاتِ والنُّجومِ والكواكبِ تدورُ حولَ نفسِها في حركةٍ محوريَّة، وتدورُ في مداراتِها حركةً انتقاليَّة... والكونُ كلُّهُ يتحرَّكُ بإذنِ اللهِ وتدبيرِه. (الواضح).

43- ﴿ وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنْقَذُونَ ﴾.
ينجون من الغرق. وقال ابن عباس: ولا أحدَ يُنقِذُهم من عذابي. (البغوي).

45- ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾.
أي: لعلَّ اللهَ باتِّقائكم ذلكَ يرحمُكم ويؤمِّنُكم مِن عذابه. (ابن كثير).

51- ﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ ﴾.
مالكِ أمرهم. (روح المعاني).

52- ﴿ قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ﴾.
إنَّ هذا ما وعدَ اللهُ به، وصدَقَ أنبياؤهُ المرسَلونَ فيما قالوا، وما أنذَروا به الكافرين. (الواضح).

54- ﴿ فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾.
في هذا اليومِ المعهود، لا تُظلَمُ نفسٌ مِن النُّفوس، برَّةً كانت أو فاجرة، ولا تُجزَونَ - أيُّها النَّاسُ - إلاَّ ما كنتُم تعملونَ في الدُّنيا، إنْ خيرًا فخيرٌ، وإنْ شرًّا فشرٌّ. (الواضح).

58- ﴿ سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ ﴾.
أي: يسلِّمُ الله عليهم قولاً، أي: يقولُ الله لهم قولاً. (البغوي).

60- ﴿ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾.
﴿ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ ﴾: فسَّرَهُ المؤلفُ في الآيةِ التالية.
وقالَ النسفي: العهد: الوصية، وعهدَ إليه إذا وصَّاه، وعهدُ الله إليهم: ما ركَّزَهُ فيهم من أدلةِ العقل، وأنزلَ عليهم من دلائلِ السمع.
وقالَ الطبري: ألم أوصِكم وآمركم في الدنيا أن لا تعبدوا الشيطانَ فتطيعوهُ في معصيةِ الله؟
﴿ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾: وأقولُ لكم: إن الشيطانَ لكم عدوٌّ مبين، قد أبانَ لكم عداوتَهُ بامتناعهِ من السجودِ لأبيكم آدم، حسداً منه له على ما كان الله أعطاهُ من الكرامة، وغُرورهِ إيّاهُ حتى أخرجَهُ وزوجتَهُ من الجنة. (الطبري).

62- ﴿ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ ﴾.
ولقد صدَّ الشيطانُ منكم خَلقاً كثيراً عن طاعتي وإفرادي بالألوهةِ حتى عبدوه، واتخذوا من دوني آلهة يعبدونها...
وقوله: ﴿ أفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقلُونَ ﴾ يقول: أفلمْ تكونوا تعقلون أيها المشركون، إذ أطعتُم الشيطانَ في عبادةِ غيرِ الله، أنه لا ينبغي لكم أن تطيعوا عدوَّكم وعدوَّ الله، وتعبدوا غيرَ الله؟ (الطبري).

64- ﴿ اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ﴾.
احترقُوا بنارِ جهنَّمَ يومَ القيامةِ ورِدُوها، بما كنتُم تَجحَدونَها في الدنيا، وتكذِّبونَ بها. (الطبري، باختصار).

68- ﴿ وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ ﴾.
﴿ أَفَلاَ يَعْقِلُونَ ﴾ أنَّ مَن قدرَ على أن ينقلَهم من الشبابِ إلى الهرم، ومن القوةِ إلى الضعف، ومن رجاحةِ العقلِ إلى الخرَفِ وقلَّةِ التمييز، قادرٌ على أن يطمسَ على أعينهم، ويمسخَهم على مكانتِهم، ويبعثَهم بعد الموت؟ (النسفي).

73- ﴿ وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ ﴾.
﴿ أَفَلاَ يَشْكُرُونَ ﴾ ربَّ هذه النعم؟ (البغوي).

76- ﴿ فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ﴾.
فلا تهتمَّ بقولِهم، ولا تتحسَّرْ على تكذيبِهم لكَ واتِّهامِهم بأنَّكَ ساحرٌ أو شاعر، فهم جهلاءُ لا يفقهون. نحن نعلَمُ ما يُسرُّونَ في أنفسِهم مِن العقائدِ الباطلة، وما يُظهِرونَ مِن الشِّركِ والتَّكذيبِ والأذَى، وسنحاسبُهمْ على كلِّ ذلك، ونَجزيهم عليها بما يستحقُّون مِن عذاب. (الواضح).

79- ﴿ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ﴾.
يعلمُ تفاصيلَ المخلوقاتِ بعلمه، وكيفيةَ خلقِها، فيعلمُ أجزاءَ الأشخاصِ المتفتِّتةَ المتبدِّدة، أصولَها وفصولهَا ومواقعَها، وطريقَ تمييزِها، وضمِّ بعضِها إلى بعضٍ على النمطِ السابق، وإعادةِ الأعراضِ والقُوَى التي كانت فيها، أو إحداثِ مثلِها. (البيضاوي).

81- ﴿ أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ ﴾.

فإنَّ خلقَ مثلِكم مِن العظامِ الرميمِ ليسَ بأعظمَ مِن خلقِ السماواتِ والأرض. يقول: فمن لم يتعذَّرْ عليه خلقُ ما هو أعظمُ مِن خلقِكم، فكيف يتعذَّرُ عليه إحياءُ العظامِ بعد ما قد رمَّتْ وبَلِيَت؟ بلَى، هو قادرٌ على أنْ يخـلقَ مثلَهم، وهو الخلاّقُ لِما يشاء، الفعَّالُ لِما يريد، العلـيمُ بكلِّ ما خلقَ ويخلق، لا يخفَى علـيه خافـية. (الطبري، باختصار).

83- ﴿ فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾.
فتنزيهُ الذي بـيدهِ مُلكُ كلِّ شيءٍ وخزائنُه، وإليه تردُّون وتصيرون بعدَ مماتِكم. (الطبري).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12-11-2020, 10:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,887
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الهدية في الاستدراك على تفسير ابن عطية

الهدية في الاستدراك على تفسير ابن عطية (24)





أ. محمد خير رمضان يوسف

(سور الصافات، ص، الزمر)





سورة الصافات

13- ﴿ وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ ﴾.
وإذا وُعِظوا بشيءٍ لا يتَّعظون به، أو إذا ذُكِرَ لهم ما يدلُّ على صحةِ الحشرِ لا ينتفعون به، لبلادتهم وقلةِ فكرهم. (البيضاوي).

16- ﴿ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ﴾.
يقولون منكرين بعثَ اللهِ إيّاهم بعد بلائهم: أئنّا لمبعوثون أحياءً مِن قبورِنا بعدَ مماتِنا، ومصيرِنا ترابًا وعظامًا، قد ذهبَ عنها اللـحوم؟ (الطبري).

17- ﴿ أَوَآَبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ ﴾.
الذين مضوا مِن قبلنا، فبـادوا وهلكوا؟ (الطبري).

21- ﴿ هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ﴾.
هذا يومُ فصلِ الله بين خلقهِ بالعدلِ من قضائه، ﴿ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ﴾ في الدنيا فتنكرونه. (الطبري).

38- ﴿ إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ ﴾.
يقولُ تعالَى ذكرهُ لهؤلاءِ المشركينَ مِن أهلِ مكة، القائلينَ لمحمدٍ شاعرٌ مجنون: إنكم أيها المشركونَ ﴿ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ ﴾: الـموجعِ في الآخرة. (الطبري).

43- ﴿ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴾.
في جنَّاتٍ عاليةٍ واسعة، ليسَ فيها إلاّ الراحةُ والنَّعيم. (الواضح).

53- ﴿ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ ﴾.
بمعنى إنكارِ قرينهِ عليه التصديقَ أنه يُبعَثُ بعد الموت، كأنه قال: أتصدِّقُ بأنكَ تُبعَثُ بعد مماتِك، وتُجزَى بعملِكَ وتُحاسَب؟ (الطبري).

54- ﴿ قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ ﴾.
قالَ هذا المؤمنُ الذي أُدخِـَل الجنةَ لأصحابه: ﴿ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ ﴾ في النار، لعلِّي أرَى قريني الذي كان يقولُ لي: إنك لمن المصَدِّقـين بأنّا مبعوثون بعد الممات؟ (الطبري).

57- ﴿ وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ﴾.
يقول: ولولا أن الله أنعمَ عليّ بهدايته، والتوفيقِ للإيمان بالبعثِ بعد الموت، لكنتُ من المحضَرِين معكَ في عذابِ الله. (الطبري).

58- ﴿ أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ ﴾.
وقالَ المؤمنُ لأصحابهِ مِن أهلِ الجنَّة: ألَا نموتُ بعدَ هذا؟ (الواضح).

59- ﴿ إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ﴾.
أفما نحن بميتين غيرَ موتتِنا الأولَى في الدنـيا، ﴿ وَمَا نَحْنُ بِمُعَذّبِـينَ ﴾؟ يقول: وما نحن بمعذَّبين بعدَ دخولِنا الجنَّة؟ (الطبري).

60- ﴿ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾.
إنَّ هذا الذي أعطاناهُ اللهُ منَ الكرامةِ في الجنة، أنَّا لا نُعَذَّبُ ولا نموت، لهو النَّجاءُ العظيمُ ممَّا كنَّا في الدنيا نحذَرُ مِن عقابِ الله، وإدراكُ ما كنَّا فـيها نؤمِّلُ بإيمانِنا وطاعتِنا ربَّنا. (الطبري).

61- ﴿ لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ ﴾.
أي: لنيلِ مثلِ هذا الأمرِ الجليلِ ينبغي أن يعملَ العاملون، لا للحظوظِ الدنيويةِ السريعةِ الانصرام، المشوبةِ بفنونِ الآلام. (روح المعاني).

62- ﴿ أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ ﴾.
ضيافةً وعطاء. (ابن كثير).

63- ﴿ إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ ﴾.
محنةً وعذاباً لهم في الآخرة، وابتلاءً في الدنيا. فإنهم [لما] سمعوا أنها في النارِ قالوا: كيف يمكنُ ذلك والنارُ تحرقُ الشجر؟ وكذا قالَ أبو جهل، ثم قالَ استخفافاً بأمرها لا إنكاراً للمدلولِ اللغوي: والله ما نعلمُ الزقومَ إلا التمرَ والزبد، فتزقَّموا. ولم يعلموا أن مَن قدرَ على خلقِ حيوانٍ يعيشُ في النارِ ويتلذَّذُ بها أقدرُ على خلقِ الشجرِ في النارِ وحفظهِ من الإحراق، فالنارُ لا تحرقُ إلا بإذنه، أو أن الإحراقَ عندها لا بها. (روح المعاني).

65- ﴿ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ ٱلشَّيَاطِينِ ﴾.
أي حملُها، وأصلهُ طلعُ النخل، وهو أولُ ما يبدو. (روح المعاني).

66- ﴿ فَإِنَّهُمْ لَآَكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ ﴾.
فإن هؤلاء المشركين الذين جعلَ الله هذه الشجرةَ لهم فتنة، لآكلون من هذه الشجرةِ التي هي شجرةُ الزَّقوم، فمالؤون من زَقُّومها بطونَهم. (الطبري).

69- ﴿ إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آَبَاءَهُمْ ضَالِّينَ ﴾.
أي: إنما جازيناهم بذلكَ لأنهم وجدوا آباءَهم على الضلالةِ فاتَّبعوهم فيها بمجرَّدِ ذلك، مِن غيرِ دليلٍ ولا برهان. (ابن كثير).

71- ﴿ وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ .
وقد ضَلَّ قبلَ هؤلاءِ المشرِكينَ أكثرُ الأُممِ السَّابقة. (الواضح).

72- ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ﴾.
ولقد أرسَلنا في تلكَ الأُممِ رسُلاً مُنذِرين، يُحذِّرونَهم بأسَ اللهِ ونقمتَه، إنْ هم خالَفوا أمرَه، وأصرُّوا على الكفرِ والتَّكذيب.

74- ﴿ إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ﴾.
الموحِّدين، نجَوا من العذاب. (البغوي).

76- ﴿ وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ﴾.
يعني أهلَ نوحٍ الذين ركبوا معه السفـينة. (الطبري).

81- ﴿ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ﴾.
أي: المصدِّقين الموحِّدين الموقنين. (ابن كثير).

85- ﴿ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ ﴾.
وقالَ لأبيهِ وقومهِ مُنكِرًا عليهم فعلَهم: ما هذا الذي تعبدونَه؟ (الواضح).

87- ﴿ فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾.
فأيَّ شيءِ تظنون أيها القومُ أنه يصنعُ بكم إنْ لقـيتموهُ وقد عبدتُـم غيره؟ (الطبري).

94- ﴿ فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ ﴾.
فسَّرهُ في الآيةِ (91) من السورةِ بقوله: معناه: مالَ.

101- ﴿ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ ﴾.
وأنه يكونُ حليماً، وأيُّ حِلمٍ أعظمُ من حِلمهِ حين عرضَ عليه أبوهُ الذبحَ فقال: ﴿ سَتَجِدُنِى إِن شَاء ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّـٰبِرِينَ ﴾؟ (النسفي).

102- ﴿ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴾.
قالَ إسماعيلُ عليهِ السَّلامُ في إيمانٍ وتسليم، وطاعةٍ وصبرٍ جميل: يا أبتِ، افعلْ ما يأمرُكَ به ربُّك، ستجدُني إنْ شاءَ اللهُ صابرًا على قضائه، محتسِبًا ذلكَ عندَه. (الواضح).

104- ﴿ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ ﴾.
أي: أوحينا إليه، فنوديَ من الجبل. (البغوي).

108- ﴿ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ ﴾.
ذكرَ المؤلِّفُ أنه تقدَّمَ تفسيرُ مثله. ويعني قولَهُ تعالى: ﴿ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ ﴾ [الآيتان 78 – 79] من السورة. وقد قالَ هناك: معناهُ ثناءً حسناً جميلاً آخرَ الدهر.

109- ﴿ سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾.
قالَ في تفسيرِ قولهِ تعالَى: ﴿ سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ ﴾ [الآية 79 من السورة]: ... فكأنه قال: وتركنا على نوحٍ تسليماً يسلَّمُ به عليه إلى يومِ القيامة.

110- ﴿ كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴾.
قالَ في تفسيرِ قولهِ تعالى: ﴿ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴾ الآيةِ (80) من السورةِ نفسِها: أثنى تعالى على نوحٍ بالإحسان، لصبرهِ على أذَى قومه، ومطاولتهِ لهم، وغيرِ ذلك، من عبادتهِ وأفعالهِ صلى الله عليه وسلم.

111- ﴿ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ﴾.
إنَّ إبراهيمَ مِن عبادِنا المخـلِصينَ لنا الإيمان. (الطبري).

112- ﴿ وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾.
ووهَبنا له إسحاقَ بعدَ إسماعيل، وكانَ نبيًّا مِن الصَّالحينَ المسَدَّدين. (الواضح).

113- ﴿ وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ ﴾.
وقد أفَضْنا على إبراهيمَ وإسحاقَ رحمةً وفضلاً مِن عندِنا، ونفَعْنا بهما، ومِن ذرِّيتهما مَن هو مؤمِنٌ مطيع، ومنهم مَن هو كافرٌ ظاهرُ العِصيان، قد ظلمَ نفسَهُ بذلكَ وعرَّضها للعذابِ يومَ الدِّين. (الواضح).

116- ﴿ وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ ﴾.
فغلبوهم وأخذوا أرضَهم وأموالَهم، وما كانوا جمعوهُ طولَ حياتهم. (ابن كثير).

119- ﴿ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي الْآَخِرِينَ ﴾.
ذكرَ المؤلِّفُ أنه تقدَّمَ تفسيرُ مثله. ويعني قولَهُ تعالى: ﴿ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ ﴾ [الآية 79 من السورة]. وقد قالَ هناك: معناهُ ثناءً حسناً جميلاً آخرَ الدهر.

120- ﴿ سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ .
سلامٌ مِن اللهِ على موسَى وهارون، وسلامٌ عليهما مِن جميعِ الطَّوائفِ والأُمم. (الواضح).

121- ﴿ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴾.
قالَ في تفسيرِ قولهِ تعالى: ﴿ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴾ الآيةِ (80) من السورةِ نفسِها: أثنى تعالى على نوحٍ بالإحسان، لصبرهِ على أذَى قومه، ومطاولتهِ لهم، وغيرِ ذلك، من عبادتهِ وأفعالهِ صلى الله عليه وسلم.

122- ﴿ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ﴾.
إن موسَى وهارونَ مِن عبـادِنا المخلِصينَ لنا الإيـمان. (الطبري).

124- ﴿ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ ﴾.
أي: ألا تخافون اللهَ في عبادتِكم غيره؟ (ابن كثير).

126- ﴿ اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ﴾.
ذلكَ معبودُكم أيها الناس، الذي يستحقُّ عليكم العبادة: ربُّكم الذي خلقَكم، وربُّ آبائكم الماضينَ قبلَكم، لا الصنمُ الذي لا يخلقُ شيئًا، ولا يضرُّ ولا ينفَع. (الطبري).

128- ﴿ إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ﴾.
أي: الموحِّدين منهم. (ابن كثير).
﴿ إِلاَّ عِبَادَ ٱللهِ ٱلْمُخْلَصِينَ ﴾ من قومه، فإنهم نَجَوا من العذاب. (البغوي).

129- ﴿ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ ﴾.
ذكرَ المؤلِّفُ أنه تقدَّمَ تفسيرُ مثله. ويعني قولَهُ تعالى: ﴿ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ ﴾ [الآية 79 من السورة]. وقد قالَ هناك: معناهُ ثناءً حسناً جميلاً آخرَ الدهر.

130- ﴿ سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ ﴾.
ذكرَ أنه تقدَّمَ القولُ فيه. ويعني تفسيرِ قولهِ تعالَى: ﴿ سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ ﴾ [الآية 79 من السورة]، وقد قالَ هناك: ... فكأنه قال: وتركنا على نوحٍ تسليماً يسلَّمُ به عليه إلى يومِ القيامة.

131- ﴿ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴾.
قالَ في تفسيرِ قولهِ تعالى: ﴿ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴾ الآيةِ (80) من السورةِ نفسِها: أثنى تعالى على نوحٍ بالإحسان، لصبرهِ على أذَى قومه، ومطاولتهِ لهم، وغيرِ ذلك، من عبادتهِ وأفعالهِ صلى الله عليه وسلم.

132- ﴿ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ﴾.
إن إلـياسَ عبدٌ مِن عبادِنا الذين آمنوا، فوحَّدونا، وأطاعونا، ولـم يُشركوا بنا شيئًا. (الطبري).

133- ﴿ وَإِنَّ لُوطًا لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾.
وإنَّ لوطًا مِن أنبياءِ اللهِ المرسَلين. (الواضح).

134- ﴿ إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ ﴾.
إذْ أنقذناهُ وأهلَهُ أجمعينَ مِن بينِ القومِ المجرمين، الذينَ أصرُّوا على فعلِ الفاحشةِ بالرِّجال، وكذَّبوا نبيَّهم لوطًا، (الواضح).

136- ﴿ ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآَخَرِينَ ﴾.
ثم قذفناهم بـالحجارةِ من فوقهم، فأهلكناهم بذلك. (الطبري).

138- ﴿ وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾.
﴿ وَبِٱلَّيْلِ ﴾ يريد: تمرون بالنهارِ والليلِ عليهم إذا ذهبتم إلى أسفاركم ورجعتم، ﴿ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ﴾ فتعتبرون بهم؟ (البغوي).

164- ﴿ وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ ﴾.
أي: له موضعٌ مخصوصٌ في السماوات، ومقاماتِ العبادات، لا يتجاوزهُ ولا يتعدَّاه. (ابن كثير).

179- ﴿ وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ﴾.
فسَّرها في الآيةِ (175) من السورةِ بقوله: وعدٌ للنبيِّ صلى الله عليه وسلمَ ووعيدٌ لهم، أي: سوفَ يرَونَ عُقبَى طريقتِهم.

180- ﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾.
﴿ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ من الولدِ والصاحبةِ والشريك. (النسفي).

181- ﴿ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ﴾.
أي: سلامُ الله عليهم في الدنيا والآخرة، لسلامةِ ما قالوهُ في ربِّهم وصحَّتهِ وحقِّيته. (ابن كثير).

182- ﴿ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾.
والحمدُ لله ربِّ الثَّقلَين الجنِّ والإنس، خالصاً دونَ ما سواه، لأن كلَّ نعمةٍ لعبادهِ فمنه، فالحمدُ له خالصٌ لا شريكَ له، كما لا شريكَ له في نعمهِ عندهم، بل كلُّها من قِبَله، ومن عنده. (الطبري).

سورة ص
4- ﴿ وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ﴾.
وقالَ الكافرونَ برسالةِ ربِّهم: هذا الرَّجلُ ساحرٌ فيما يأتي به مِن المعجزات، كاذبٌ فيما يُسنِدهُ إلى ربِّهِ مِن كلام. (الواضح في التفسير).

5- ﴿ أَجَعَلَ الْآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ﴾.
إنَّ هذا أمرٌ يدعو إلى العجب، إنَّهُ مخالِفٌ لِمَا ألِفْناه! (الواضح).

7- ﴿ مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآَخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ ﴾.
كذبٌ وافتعال. (البغوي).

9- ﴿ أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّاب ﴾.
المعنى أن النبوةَ عطيةٌ من الله، يتفضَّلُ بها على من يشاءُ من عباده، لا مانعَ له، فإنه ﴿ الْعَزِيزِ ﴾ أي: الغالبُ الذي لا يُغلَب، ﴿ الْوَهَّاب ﴾: الذي له أن يَهبَ كلَّ ما يشاءُ لمن يشاء. (البيضاوي).

12- ﴿ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ ﴾.
لقد كذَّبَتْ قبلَ هؤلاءِ المشركين أُممٌ سابقة، كقومِ نوح، وقبيلةِ عاد... (الواضح).

13- ﴿ وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ ﴾.
وكقبيلةِ ثمود، وقومِ لوط، وأصحابِ الأيْكَة، وهم أهلُ مَدْيَن. (الواضح).

19- ﴿ وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ ﴾.
مطيع، رجَّاعٌ إلى طاعتهِ وأمره. (الطبري).

24- ﴿ قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ﴾.
أنْ تضُمَّ نعجتَكَ إلى نِعاجِه، وإنَّ كثيرًا مِن الشُّركاءِ الذينَ تَختلِطُ أموالُهم يَظلمُ بعضُهم بعضًا، وخاصَّةً الأقوياءَ منهم مِن أهلِ الدُّنيا، إلاّ المؤمنين الصَّالحين، فإنَّهم يَبتعدونَ عن الظُّلمِ والعدوان، وأمثالُ هؤلاءِ قليلون... فأسرعَ إلى السُّجودِ لربِّهِ مستغفِرًا... (الواضح).
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12-11-2020, 10:11 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,887
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الهدية في الاستدراك على تفسير ابن عطية



26- ﴿ يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ﴾.
فاحكمْ بينهم بالحقِّ والعدلِ كما شرعَ الله، ولا تتَّبِعْ هوَى النَّفسِ وشهوتَها في الحُكم، فيكونُ ذلكَ سببًا لصرفِكَ عن شريعةِ الله، إنَّ الذين يَزيغونَ عن الحقّ لهم عذابٌ مؤلمٌ قاس؛ لأنَّهم تركوا الحُكمَ بالحقِّ والعدل، ولم يعملوا ليومِ الحساب. (الواضح).

29- ﴿ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾.
أي: ذوو العقول، وهي الألباب، جمعُ لبّ، وهو العقل. قالَ الحسنُ البصري: والله ما تدبَّرَهُ بحفظِ حروفهِ وإضاعةِ حدوده، حتى إن أحدهم ليقول: قرأتُ القرآنَ كلَّه، ما يُرَى له القرآنُ في خُلقٍ ولا عمل. (ابن كثير).

35- ﴿ إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾.
إنكَ وهَّابُ ما تشاءُ لمن تشاء، بيدِكَ خزائنُ كلِّ شيء، تفتحُ مِن ذلكَ ما أردتَ لمن أردت. (الطبري).

40- ﴿ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآَبٍ ﴾.
وإن لسليمانَ عندنا لقُربة، بإنابتهِ إلينا وتوبتهِ وطاعتهِ لنا، وحسنَ مرجعٍ ومصيرِ في الآخرة. (الطبري).

41- ﴿ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ﴾.
ضُرّ. (البغوي). ألَم. (البيضاوي).

44- ﴿ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴾.
إنّا وجدنا أيوبَ صابرًا على البلاء، لا يحملهُ البلاءُ على الخروجِ عن طاعةِ الله، والدخولِ في معصيته، ﴿ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴾ يقول: إنه على طاعةِ اللهِ مُقبل، وإلى رضاهُ رجّاع. (الطبري).

48- ﴿ وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ ﴾.
ذكرَ أنه اختُلفَ في نبوةِ ذي الكفل، وأنه تقدَّمَ تفسيرُ أمره. ويعني في الآيةِ (85) من سورةِ الأنبياء، وقد قالَ هناك: "ذو الكفلِ كان نبيًّا. ورُويَ أنه بُعِثَ إلى رجلٍ واحد. وقيل: لم يكنْ نبيًّا، ولكنه كان عبداً صالحاً".
﴿ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ ﴾: المشهورين بالخيرية. (روح المعاني).

49- ﴿ هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآَبٍ ﴾.
يخبرُ تعالَى عن عبادهِ المؤمنين السعداءِ أنَّ لهم في الدارِ الآخرةِ ﴿ لَحُسْنَ مَآَبٍ ﴾، وهو المرجِعُ والمنقلَب. (ابن كثير).

50- ﴿ جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ ﴾.
فلَهم جنَّاتُ إقامةٍ دائمة، أبوابُها مفتوحةٌ لهم بانتظارِ أنْ يدخلوها، وتُحَيِّيهم الملائكةُ بالسَّلام. (الواضح).

51- ﴿ مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ ﴾.
متَّكئين في جنَّاتِ عدن، على سُررٍ يَدعونَ فيها بفاكهة، يعني بثمارٍ مِن ثمارِ الجنَّةِ كثـيرة، وشرابٍ مِن شرابها. (الطبري).

52- ﴿ وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ ﴾.
أي: عن غيرِ أزواجهنّ، فلا يلتفتنَ إلى غيرِ بعولتِهنّ. (ابن كثير).

53- ﴿ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ ﴾.
هذا الذي يعدُكم الله في الدنيا أيها المؤمنون به من الكرامة، لمن أدخـلَهُ الله الجنةَ منكم في الآخرة. (الطبري).

54- ﴿ إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ ﴾.
إن هذا الذي أعطينا هؤلاء المتَّقين في جنَّات عدنٍ من الفـاكهةِ الكثـيرةِ والشراب، والقاصراتِ الطرف، ومكنَّاهم فيها من الوصولِ إلى اللذَّات، وما اشتهتهُ فيها أنفسُهم لرزقنا، رزقناهم فـيها كرامةً منا لهم... (الطبري).

59- ﴿ هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ ﴾.
إنهم واردو النارِ وداخـلوها. (الطبري).

60- ﴿ قَالُوا بَلْ أَنْتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ ﴾.
قالَ الأتْباعُ لرؤسائهم: بل أنتم الذين تستحقُّون عدمَ التَّرحيب، فأنتم دعوتُمونا إلى الانحرافِ والضَّلال، الذي آلَ بنا إلى دخولِ النَّار، فبئسَ المستقَرُّ جهنَّمُ لنا ولكم. (الواضح).

61- ﴿ قَالُوا رَبَّنَا مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ ﴾.
وقالَ الأتْباعُ أيضًا: اللهمَّ مَن كانَ سببًا في دخولِنا هذا المكان، فضاعِفْ له العقوبةَ في النَّار. (الواضح).

64- ﴿ إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ﴾.
أي: إن هذا الذي أخبرناكَ به يا محمدُ مِن تخاصمِ أهلِ النارِ بعضِهم في بعض، ولعنِ بعضِهم لبعض، لحقٌّ لا مريةَ فيه ولا شكّ. (ابن كثير).

65- ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ
أي: هو وحدَهُ قد قهرَ كلَّ شيءٍ وغلبه. (ابن كثير).

66- ﴿ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ﴾.
أي: هو مالكُ جميعِ ذلكَ ومتصرِّفٌ فيه، ﴿ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ﴾ أي: غفَّارٌ، مع عزَّتهِ وعظمته. (ابن كثير).

68- ﴿ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ﴾.
أي: غافلون. (ابن كثير).

70- ﴿ إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴾.
فالذي أتلوهُ عليكم وحيٌ مِنَ الله، وما أنا إلاّ رسولٌ إليكم ونذيرٌ واضحُ الرِّسالة، بَيِّنُ الإنذار. (الواضح).

85- ﴿ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾.
لأملأنَّ جهنَّمَ منكَ، ومِن ذرِّيتِك، ومِن كفَّارِ ذريَّةِ آدمَ أجمعين، الذين تابعوكَ على ضلالِك. (الواضح).

87- ﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ ﴾.
﴿ لِلْعَالَمِينَ ﴾ من الجنِّ والإنس. ذكَّرهم ربُّهم إرادةَ استنقاذِ مَن آمنَ به منهم من الهلَكة. (الطبري).

سورة الزمر
3- ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾.
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ ﴾ أي: يومَ القيامة، ﴿ فِى مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾ أي: سيفصلُ بين الخلائقِ يومَ مَعادهم، ويَجزي كلَّ عاملِ بعمله: ﴿ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَـٰئِكَةِ أَهَـٰؤُلاَءِ إِيَّاكُمْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ قَالُواْ سُبْحَـٰنَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِمْ بَلْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ ٱلْجِنَّ أَكْـثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴾ [سورة سبأ: 40 - 41]. (ابن كثير).

5- ﴿ أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ﴾.
﴿ إِلاَّ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ﴾: الغالبُ القادرُ على عقابِ مَن لم يعتبرْ بتسخيرِ الشمسِ والقمرِ فلم يؤمنْ بمسخِّرهما، ﴿ ٱلْغَفَّارُ ﴾ لمن فكَّرَ واعتبرَ فآمنَ بمدبِّرهما. (النسفي).

7- ﴿ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾.
﴿ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ﴾: وإن تؤمنوا بربِّكم وتطيعوهُ يَرْضَ شكرَكم له، وذلك هو إيمانهم به وطاعتُهم إيّاه، فكنَّى عن الشكرِ ولم يُذكَر، وإنما ذُكرَ الفعلُ الدالُّ علـيه...

﴿ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾: إن الله لا يخفَى عليه ما أضمرتهُ صدوركم أيها الناسُ مما لا تُدركهُ أعينكم، فكيف بما أدركتهُ العيونُ ورأتهُ الأبصار؟
وإنما يعني جلَّ وعزَّ بذلك الخبرِ عن أنه لا يخفَى عليه شيء، وأنه مُحصٍ على عبادهِ أعمالهم ليجازيَهم، بها كي يتَّقوهُ في سرِّ أمورهم وعلانـيتها. (الطبري).

9- ﴿ أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾.
ساجِدًا للهِ وقائمًا لهُ في الصَّلاة، يَخشَى عذابَ الآخرة، ويطمعُ في رحمةِ ربِّهِ وعفوِه؟
قُلْ أيُّها الرَّسولُ الكريم: هل يستوي العالِمُ والجاهل؟ كذلكَ لا يتساوَى المـُطيعُ الذي يَعلَمُ ما عند اللهِ مِن رحمةٍ وعذاب، والعاصي الجاهلُ الذي يكفرُ باللهِ ويدعو إلى الضَّلال؟ إنَّما يتذكَّرُ هذا الفرقَ ويتَّعظُ أهلُ العقولِ السَّويَّة. (الواضح).

10- ﴿ قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ ﴾.
قُلْ يا محمَّدُ لعباديَ الذين آمنوا: ﴿ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ بالله، وصدَّقوا رسولَهُ، ﴿ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ﴾ بطاعتهِ واجتنابِ معاصيه. (الطبري).

11- ﴿ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ﴾.
أي: إنما أُمِرتُ بإخلاصِ العبادةِ لله وحدَهُ لا شريكَ له. (ابن كثير).
مخلصاً له التوحيد، لا أشركُ به شيئاً. (البغوي).

14- ﴿قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي
قلْ يا محمَّدُ لمشركي قومِك: اللهَ أعبدُ مخلصًا، مُفرِدًا له طاعتي وعبادتي، لا أجعلُ له في ذلكَ شريكًا، ولكني أُفرِدهُ بـالألوهة، وأبرأُ ممّا سِواهُ مِن الأندادِ والآلهة. (الطبري).

16- ﴿ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ ﴾.
أي: اخشَوا بأسي وسطوتي، وعذابي ونقمتي. (ابن كثير).

17- ﴿ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى ﴾.
﴿ لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ ﴾ في الدنيا، والجنةُ في العُقبَى. (البغوي).

18- ﴿ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾.
أي: المتَّصفون بهذه الصفةِ هم الذين هداهم اللهُ في الدنيا والآخرة، ﴿ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ أي: ذوو العقولِ الصحيحة، والفِطَرِ المستقيمة. (ابن كثير).

19- ﴿ أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ ﴾.
أفمن وجبتْ عليه كلمةُ العذابِ في سابقِ علمِ ربِّكَ يا محمدُ بكفرهِ به، أفأنت تُنقذُ مَن هو في النارِ مَن حقَّ عليه كلمةُ العذاب، فأنت تنقذه؟ (الطبري، باختصار).

20- ﴿ لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ ﴾.
﴿ لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ ﴾: لكنِ الذين اتَّقوا ربَّهم، بأداءِ فرائضهِ واجتنابِ مـحارمه.
﴿ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ ﴾: تجري مِن تحتِ أشجارِ جنّاتِها الأنهار. وقوله: ﴿ وَعْدَ اللّهِ ﴾ يقولُ جلَّ ثناؤه: وعدنا هذه الغرفَ التي مِن فوقها غرفٌ مبنيَّةٌ في الجنة، هؤلاء المتقين، ﴿ لا يُخْـلِفُ اللّهُ المِيعَادَ ﴾: يقولُ جلَّ ثناؤه: واللهُ لا يُخـلِفُهم وعدَه، ولكنهُ يوفي بوعده. (الطبري).

21- ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾.
لأصحابِ العقولِ الخالصةِ عن شوائبِ الخلل. (روح المعاني).

22- ﴿ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾.
هؤلاءِ القاسيةُ قلوبُهم مِن ذكرِ الله، في ضلالٍ عن الحقِّ جائر. (الطبري، باختصار).

23- ﴿ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴾.
وتلكَ صفةُ هَدي اللهِ لعبادِه، يوفِّقُ مَن يشاءُ إلى ذلك، ومَن أضلَّهُ اللهُ لإعراضهِ عمَّا يُرشِدهُ إليه، فلا يَقدِرُ أحدٌ على هدايتِه. (الواضح).

24- ﴿ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ ﴾.
ويُقالُ يومئذٍ للظالمينَ أنفسَهم بإكسابِهم إيّاها سخطَ الله... (الطبري).

26- ﴿ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾.
لو علمَ هؤلاءِ المشركون مِن قريشٍ ذلك. (الطبري).

27- ﴿ وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾.
أي: بيَّنَّا للناسِ فيه بضربِ الأمثالِ ﴿ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾، فإن المثلَ يقرِّبُ المعنَى إلى الأذهان؛ كما قالَ تباركَ وتعالى: ﴿ ضَرَبَ لَكُمْ مَّثَلاً مِّنْ أَنفُسِكُمْ ﴾ [سورة الروم: 28] أي: تعلمونَهُ من أنفسكم، وقال عزَّ وجلَّ: ﴿ وَتِلْكَ ٱلأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَآ إِلاَّ ٱلْعَـٰلِمُونَ
[سورة العنكبوت: 43]. (ابن كثير).


28- ﴿ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾.
﴿ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا ﴾ أي: هو قرآنٌ بلسانٍ عربيٍّ مبين. (ابن كثير).
﴿ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ أي: يحذرون ما فيه من الوعيد، ويعملون بما فيه من الوعد. (ابن كثير).

الجزء الرابع والعشرون
34- ﴿ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ﴾.
لهم عندَ ربِّهم يومَ القيامةِ ما تشتهيهِ أنفسُهم، وتَلذُّهُ أعينُهم. ﴿ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ﴾ يقولُ تعالَى ذكره: هذا الذي لهم عندَ ربِّهم، جزاءُ مَن أحسنَ في الدنيا فأطاعَ اللهَ فيها، وائتمرَ لأمره، وانتهَى عمّا نهاهُ فيها عنه. (الطبري).

35- ﴿ لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ
ويُثيبَهم على أعمالهم الحسنةِ أحسنَ الثَّوابِ وأجزلَه. (الواضح في التفسير).

39- ﴿ قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾.
﴿ إِنِّى عَامِلٌ ﴾ أي: على طريقتي ومنهجي، ﴿ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾ أي: ستعلمون غِبَّ ذلك ووباله. (ابن كثير).

43- ﴿ أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ ﴾.
يقولُ تعالَى ذامًّا للمشركين في اتخاذِهم شفعاءَ مِن دون الله، وهم الأصنامُ والأنداد، التي اتَّخذوها مِن تلقاءِ أنفسِهم، بلا دليلٍ ولا برهانٍ حداهُم على ذلك.. (ابن كثير).

44- ﴿ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾.
له سلطانُ السماواتِ والأرضِ ومُلكها وما تعبدون أيها المشركون مِن دونهِ له، يقول: فاعبدوا المـَلِكَ لا المملوكَ الذي لا يملكُ شيئا. ثم إلى اللهِ مصيرُكم، وهو معاقبُكم على إشراكِكم به إنْ متُّم على شركِكم. (الطبري).

45- ﴿ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ﴾.
أي: يفرحون ويَسرُّون. (ابن كثير)، لافتتانهم بها. (النسفي).

46- ﴿ قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾.
قُلْ أيُّها النبيُّ الكريم: اللهمَّ خالقَ السَّماواتِ والأرضِ ومُبدِعَهما على غيرِ مِثالٍ سبق، عالمَ ما غابَ عن أبصارِنا وعلمِنا وما نشاهدُه، أنتَ وحدكَ الذي تَفصِلُ بينَ عبادِكَ فيما كانوا يختلفونَ فيهِ في الحياةِ الدُّنيا.
فاهدِنا اللهمَّ إلى الحقِّ بإذنِك، إنَّكَ تهدِي مَن تشاءُ إلى صراطٍ مستقيم. (الواضح).

48- ﴿ وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴾.
أي: وظهرَ لهم جزاءُ ما اكتسبوا في الدارِ الدنيا من المحارمِ والمآثم. (ابن كثير).

49- ﴿ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾.
﴿ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ أنه استدراجٌ وامتحان. (البغوي)، فلهذا يقولون ما يقولون، ويدَّعون ما يدَّعون. (ابن كثير).

52- ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾.
إنَّ في بسطِ اللهِ الرزقَ لمن يشاء، وتقتيرهِ على مَن أرادَ، لآيات، يعني دلالاتٍ وعلامات، لقومٍ يصدِّقونَ بالحقّ، فيُقرُّونَ بهِ إذا تبيَّنوهُ وعلموا حقيقتَهُ، أنَّ الذي يفعلُ ذلكَ هو اللهُ دونَ كلِّ ما سِواه. (الطبري).

53- ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
فاللهُ كثيرُ المغفرةِ لذنوبِ التَّائبين، عظيمُ الرَّحمةِ بعبادهِ المؤمنين. (الواضح في التفسير).

54- ﴿ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴾.
واخضعوا له بالطاعةِ والإقرارِ بالدينِ الحنيفيِّ ﴿ مِنْ قَبْلِ أنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ﴾ مِن عندهِ على كفرِكم به، ﴿ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴾ يقول: ثم لا ينصرُكم ناصر، فينقذَكم مِن عذابهِ النازلِ بكم. (الطبري).

55- ﴿ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾.
مِن قبلِ أنْ يأتيَكم عذابُ اللهِ فجأةً وأنتم لا تعلمونَ به حتى يَغشاكم فجأة. (الطبري).

57- ﴿ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾.
وأنْ لا تقولَ نفسٌ أخرى: لو أنَّ اللهَ هداني للحقّ، فوفَّقني للرشاد، لكنتُ ممَّن اتَّقاهُ، بطاعتهِ واتِّباعِ رضاه. (ينظر تفسير الطبري).

58- ﴿ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾.
﴿ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى ٱلْعَذَابَ ﴾ عياناً، ﴿ لَوْ أَنَّ لِى كَـرَّةً ﴾: رجعةً إلى الدنيا ﴿ فَأَكُونَ مِنَ ٱلْمُحْسِنِينَ ﴾: الموحِّدين. (البغوي).

59- ﴿ بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آَيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾.
أي: قد جاءتكَ - أيها العبدُ النادمُ على ما كان منه - آياتي في الدارِ الدنيا، وقامت حُجَجي عليك، فكذَّبتَ بها، واستكبرتَ عن اتِّباعها، وكنتَ مِن الكافرين بها، الجاحدين لها. (ابن كثير).

61- ﴿ وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾.
﴿ الَّذِينَ اتَّقَوْا ﴾: الذين اتَّقَوهُ بأداءِ فرائضه، واجتنابِ معاصيهِ في الدنيا.
﴿ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾: لا يمسُّ المتقين من أذَى جهنمَ شيء، وهو السوءُ الذي أخبرَ جلَّ ثناؤهُ أنه لن يمسَّهم، ﴿ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ يقول: ولا هم يحزنون على ما فاتَهم مِن آرابِ الدنيا، إذ صاروا إلى كرامةِ اللهِ ونعيمِ الجِنان. (الطبري).

64- ﴿ قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ ﴾.
قُلْ للمشركينَ أيُّها الرسول: أتطلبونَ منِّي أنْ أعبدَ غيرَ اللهِ أيُّها الجاهلون؟ (الواضح).

65- ﴿ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾.
ولَتكوننَّ مِن الهالِكين بالإشراكِ بالله إنْ أشركتَ به شيئاً. (الطبري).

66- ﴿ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴾.
أي: أخلِصِ العبادةَ للهِ وحده، لا شريكَ له، أنتَ ومَن معك، أنتَ ومَن اتَّبعكَ وصدَّقك. (ابن كثير)، ﴿ وَكُنْ مِّنَ ٱلشَّـٰكِرِينَ ﴾ على ما أنعمَ به عليك، من أن جعلكَ سيِّدَ ولدِ آدم. (النسفي).

68- ﴿ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ﴾.
﴿ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ ﴾: قائمون من قبورهم ﴿ يَنْظُرُونَ ﴾ أي: ينتظرون ما يؤمَرون، أو ينتظرون ماذا يُفعَلُ بهم. (روح المعاني).

69- ﴿ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾.
﴿ وَقُضِىَ بَيْنَهُمْ ﴾ أي: بين العباد، المفهومُ من السياق، ﴿ بِٱلْحَقّ ﴾: بالعدل. (روح المعاني).

70- ﴿ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴾.
وهو أعلمُ بما يفعلونَ في الدنيا مِن طاعةٍ أو معصية، ولا يعزبُ عنهُ علمُ شيءٍ مِن ذلك، وهو مُجازيهم عليهِ يومَ القيامة، فمُثيبٌ المحسنَ بإحسانه، والمسيءَ بما أساء. (الطبري).

71- ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا ﴾.
يقيمون عليكم الحُجَجَ والبراهين على صحَّةِ ما دعَوكم إليه، ويحذِّرونَكم مِن شرِّ هذا اليوم؟ (ابن كثير).

72- ﴿ قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ﴾.
وردتْ آيةٌ مثلها في سورة النحل رقم (29)، قولهُ تعالى: ﴿ فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ﴾، ومما قالَهُ المؤلفُ رحمَهُ الله هناك: أبوابُ جهنمَ مُفضيةٌ إلى طبقاتها، التي هي بعضٌ على بعض، والأبوابُ كذلك، بابٌ على باب.
و "المتكبرُ" هنا هو الذي أفضَى به كِبْرهُ إلى الكفر.
وفسَّرَ (مَثْوَى ﴾ هنا وهناك بموضعِ الإقامة.
وتفسيرُ الآيةِ في (الواضح): فقيلَ لهم: ادخلوا جهنَّمَ مِن أبوابِها المقسومةِ لكم، لتمكثوا فيها أبدًا، فبئسَ مأوَى المتكبِّرين، الذينَ دُعُوا إلى الحقِّ في الدُّنيا فاستكبَروا عن قبولِه، وعنِ اتِّباعِ رسُلِ ربِّهم، وأصرُّوا على ذلكَ حتَّى ماتوا عليه.

73- ﴿ وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴾.
أي: ماكثين فيها أبداً، ﴿ لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا ﴾ [سورة الكهف: 108]. (ابن كثير).

74- ﴿ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَأَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾.

﴿ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ ﴾: وقال الذينَ سِيقوا زُمَرًا ودخلوها: الشكرُ خالصٌ للهِ الذي صدَقَنا وعدَه، الذي كانَ وعدَنَاه في الدنيا على طاعته، فحقَّقهُ بإنجازهِ لنا اليوم.. (الطبري).
﴿ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾: فنعمَ ثوابُ المطيعينَ لله، العاملينَ لهُ في الدنيا، الجنةُ، لمن أعطاهُ اللهُ إيَّاها في الآخرة. (الطبري).

75- ﴿ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾.
أي: قُضِيَ بين أهلِ الجنةِ والنارِ بالعدل. (البغوي).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 12-11-2020, 10:13 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,887
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الهدية في الاستدراك على تفسير ابن عطية

الهدية في الاستدراك على تفسير ابن عطية (25)







أ. محمد خير رمضان يوسف


(سور: غافر، فصلت، الشورى، الزخرف)




سورة غافر
2- ﴿ تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴾.
أي: تنزيلُ هذا الكتابِ - وهو القرآنُ - مِن اللهِ ذي العزَّةِ والعلم، فلا يُرامُ جنابُه، ولا يَخفَى عليه الذرُّ وإنْ تكاثفَ حجابُه. (ابن كثير).

3- ﴿ غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ ﴾.
ويقبلُ التوبةَ في المستقبلِ لمن تابَ إليه وخضعَ لديه. وقولهُ جلَّ وعلا: ﴿ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ ﴾ أي: لمن تمرَّدَ وطغَى، وآثرَ الحياةَ الدنيا، وعتا عن أوامرِ الله تعالى وبغَى، وهذه كقوله:
﴿ نَبِّىءْ عِبَادِى أَنِّى أَنَا ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِى هُوَ ٱلْعَذَابُ ٱلأَلِيمُ ﴾ [سورة الحجر:49-50]، يقرنُ هذين الوصفين كثيراً في مواضعَ متعددةٍ من القرآن؛ ليبقَى العبدُ بين الرجاءِ والخوف. (ابن كثير).


5- ﴿ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ ﴾.
﴿ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ ﴾: ماحَلُوا بالشبهة.
﴿ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ ﴾ أي: فكيفَ بلغكَ عذابي لهم، ونكالي بهم؟ قد كانَ شديدًا موجِعًا مؤلمًا. قالَ قتادة: كانَ واللهِ شديدًا. (ابن كثير).

7- ﴿ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴾.
﴿ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ ﴾: يقدِّسونَ اللهَ وينزِّهونَهُ مِن كلِّ شركٍ ونقص، ويُثنونَ عليه، ويؤمنونَ بهِ إيمانًا كاملاً عميقًا ويَخشَونَه.
﴿ فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴾: فاغفرْ ذنوبَ التَّائبينَ الذينَ أنابوا إليك، والتزَموا صراطَكَ المستقيم، واحفَظهُم مِن عذابِ النَّار. (الواضح).

8- ﴿ رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾.
﴿ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ ﴾: التي وعدتَ أهلَ الإنابةِ إلى طاعتِكَ أنْ تُدخلَهموها. (الطبري).
﴿ ٱلَّتِى وَعَدْتَّهُمْ ﴾ أي: وعدتهم إيّاها. فالمفعولُ الآخرُ مقدَّر، والمراد: وعدتَهم دخولَها.
﴿ إِنَّكَ أَنتَ ٱلعَزِيزُ ﴾ أي: الغالبُ الذي لا يمتنعُ عليه مقدور، ﴿ ٱلْحَكِيمُ ﴾ الذي لا يفعلُ إلا ما تقتضيهِ الحكمةُ الباهرةُ من الأمور، التي من جملتِها إدخالُ مَن طلبَ إدخالهم الجنات. فالجملةُ تعليلٌ لما قبلها. (روح المعاني).

9- ﴿ وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾.
ومَن تَصْرِفْ عنه سوءَ عاقبةِ سيئاتهِ بذلكَ يومَ القيامةِ فقد رحمتَه، فنجَّيتَهُ مِن عذابِك، ﴿ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ لأنه مَن نجا مِن النارِ وأُدخِلَ الجنَّةَ فقد فاز، وذلكَ لا شكَّ هو الفوزُ العظيم. (الطبري).

11- ﴿ فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ .
أي: من خروجٍ من النارِ إلى الدنيا، فنصلحَ أعمالنا، ونعملَ بطاعتك؟ نظيره: ﴿ هَلْ إِلَىٰ مَرَدٍّ مِّن سبيل ﴾ [سورة الشورى: 44]. (البغوي).

14- ﴿ فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾.
فاعبدوا اللهَ أيها المؤمنون له, مخلصينَ له الطاعة، غيرَ مشركين به شيئًا ممّا دونه، ولو كرهَ عبادتَكم إيّاهُ مخلصينَ له الطاعةَ الكافرونَ المشركونَ في عبادتِهم إيّاهُ الأوثانَ والأنداد. (الطبري).

15- ﴿ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ ﴾.
يُنزِلُ الوحيَ بأمرهِ على مَن يشاءُ مِن عبادِه، ممَّن اصطفاهُم للنبوَّة. (الواضح في التفسير).

16- ﴿ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴾.
أي: الذي قهرَ الخلقَ بالموت. (البغوي، النسفي).

20- ﴿ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾.
أي: سميعٌ لأقوالِ خلقه، بصيرٌ بهم، فيَهدي مَن يشاء، ويُضلُّ مَن يشاء، وهو الحاكمُ العادلُ في جميعِ ذلك. (ابن كثير).

21- ﴿ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآَثَارًا فِي الْأَرْضِ ﴾.
قدرةً وتمكناً من التصرفات. (البغوي).

23- ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ
فسَّرَ الكلمتينِ الأخيرتينِ منها في الآيةِ (96) مِن سورةِ هود، بقوله: حجَّةٍ بيِّنة.

26- ﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ .
أو أن يُظهِرَ في أرضِكم أرضِ مصر، عبادةَ ربِّهِ الذي يدعوكم إلى عبادته، وذلك كان عندهُ هو الفساد. (الطبري).

27- ﴿ وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ ﴾.
إني استجرتُ أيها القومُ بربِّي وربِّكم مِن كلِّ متكبِّرٍ عليه, تكبُّرٍ عن توحيدهِ, والإقرارِ بألوهيَّتهِ وطاعته, لا يؤمنُ بيومٍ يُحاسِبُ اللهُ فيه خَلقه, فيجازي المحسنَ بإحسانه, والمسيءَ بما أساء.
وإنما خصَّ موسَى - صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه - الاستعاذةَ باللهِ ممَّن لا يؤمنُ بيومِ الحساب, لأنَّ مَن لم يؤمنْ بيومِ الحسابِ مصدِّقًا, لم يكنْ للثوابِ على الإحسانِ راجيًا, ولا للعقابِ على الإساءةِ وقبيحِ ما يأتي من الأفعالِ خائفًا, ولذلكَ كانَ استجارتهُ من هذا الصنفِ من الناسِ خاصَّة. (تفسير الطبري).

29- ﴿ قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ﴾.
ما أدعوكم إلا إلى طريقِ الهدى. (البغوي).

31- ﴿ مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ ﴾.
مثلَ عادةِ قومِ نوح، وعاد، وثمودَ، والذينَ مِن بَعدِهم مِن الكافرين، كقومِ لوط، الذين اعتادوا على إيذاءِ رسلِهم. (الواضح).

33- ﴿ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴾.
ومَن أضلَّهُ اللهُ فلا هاديَ له. واللهُ أعلمُ بمن يستحقُّ الهُدَى ومَن يستحقُّ الضَّلال. (الواضح).

35- ﴿ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آَمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ﴾.
عَظُمَ بُغضًا وكُرهًا عندَ اللهِ وعندَ عبادهِ المؤمنين جدالُهم الباطلُ الذي لا يزالونَ قائمينَ عليه. ولمثلِ هذه الصِّفاتِ التي هم عليها، يَختِمُ اللهُ على قلوبِ المتكبِّرين المتجبِّرين بالضَّلال، الذين يستكبرون عن الإيمان، ولا يقبلونَ الحقّ. (الواضح).

38- ﴿ وَقَالَ الَّذِي آَمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ ﴾.
وهو نقيضُ الغيّ. وفيه تعريضٌ شبيهٌ بالتصريح، أنَّ ما عليه فرعونُ وقومهُ سبيلُ الغيّ. (النسفي).

40- ﴿ مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾.
مَن عملَ في الحياةِ الدُّنيا سيِّئة، فلا يُعاقَبُ في الآخرةِ إلاّ بما يستحقُّهُ على تلكَ السيِّئة، قضاءً عَدْلاً مِن الله، ومَن عملَ عملاً حسنًا، ذكرًا كانَ أو أنثَى، وهو مِن المؤمِنين، فأولئكَ يدخلون جنَّاتِ النَّعيم، ويكافَؤون فيها بدونِ حساب، ويُضاعَفُ لهمُ الثَّوابُ أضعافًا كثيرة. (الواضح).

44- ﴿ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾.
أي: وأتوكَّلُ على اللهِ وأستعينه، وأقاطعُكم وأُباعِدُكم. ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ بَصِيرٌ بِٱلْعِبَادِ ﴾ أي: هو بصيرٌ بهم، تعالَى وتقدَّس، فيَهدي من يستحقُّ الهداية، ويُضِلُّ من يستحقُّ الإضلال، وله الحجَّةُ البالغة، والحكمةُ التامَّة، والقدرُ النافذ. (ابن كثير).

50- ﴿ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴾.
﴿ أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ ﴾ أي: أوَما قامتْ عليكم الحُجَجُ في الدنيا على ألسنةِ الرسل؟.
﴿ وَمَا دُعَآءُ ٱلْكَـٰفِرِينَ إِلاَّ فِى ضَلَـٰلٍ ﴾ أي: إلا في ذهاب، ولا يُتقبَّلُ ولا يُستجاب. (ابن كثير).


54- ﴿ هُدًى وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾.
وأنزلنا إليهم ﴿ هُدًى ﴾ يعني بيانًا لأمرِ دينِهم, وما ألزمناهم مِن فرائضِها, ﴿ وَذِكْرَى لِأُولي الْأَلْبَابِ ﴾ يقول: وتذكيرًا منّا لأهلِ الحِجا والعقولِ منهم بها. (الطبري).

55- ﴿ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ ﴾.
صلِّ شاكراً لربِّك. (البغوي، الطبري).

58- ﴿ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ ﴾.
تتَّعظون. (النسفي).

59- ﴿ إِنَّ السَّاعَةَ لَآَتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾.
لا يصدِّقون بها؛ لقصورِ نظرهم على ما يدركونَهُ بالحواسِّ الظاهرة، واستيلاءِ الأوهامِ على عقولهم. (روح المعاني).

60- ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾.
إن الذين يتعظَّمون عن إفرادي بالعبادة, وإفرادِ الألوهةِ لي.. (الطبري).

61- ﴿ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ﴾.
هو الذي جعلَ لكم اللَّيلَ مظلمًا هادئًا لتسكنوا وتستريحوا فيهِ مِن تعبِ النَّهار، وجعلَ النَّهارَ مضيئًا لتتمكَّنوا فيهِ مِن الحركةِ والعملِ والسفر، واللهُ ذو فضلٍ وإنعامٍ على عباده، ولكنَّ أكثرَهم لا يشكرونَ نِعمَه. وقد يشكرونَ معروفَ النَّاسِ ولا يَنسَونَ فضلَهم! وهذا مِن جهلِهم بالمـُنعِمِ الأوَّلِ والأكبر، وغفلتِهم عن أصلِ النِّعمة. (الواضح).

62- ﴿ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ﴾.
أي: الذي فعلَ هذه الأشياءَ هو اللهُ الواحدُ الأحد، خالقُ الأشياء، الذي لا إلهَ غيره، ولا ربَّ سواه. (ابن كثير).

64- ﴿ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾.
﴿ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ ﴾: وخلقكم فأحسنَ خَلقكم.
﴿ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾: فالذي فعلَ هذه الأفعال, وأنعمَ عليكم أيها الناسُ هذه النعم, هو اللهُ الذي لا تنبغي الألوهةُ إلا له, وربُّكم الذي لا تصلحُ الربوبيَّةُ لغيره, لا الذي لا ينفعُ ولا يضرّ, ولا يخلقُ ولا يرزق، ﴿ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ يقول: فتباركَ اللهُ مالِكُ جميعِ الخلق، جنِّهمَ وإنسِهم, وسائرِ أجناسِ الخلقِ غيرهم. (الطبري).

68- ﴿ هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ ﴾.
ومِن صفتهِ جلَّ ثناؤهُ أنهُ هو الذي يُحيي مَن يشاءُ بعدَ مماته, ويُميتُ مَن يشاءُ مِن الأحياءِ بعدَ حياته. (الطبري).

69- ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ ﴾.
كيف يُصرَفون عن دينِ الحق. (البغوي).

70- ﴿ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴾.
الذين كذَّبوا بالقرآنِ العظيم، وبسائرِ الكتبِ السَّماويَّةِ التي أنزلناها على رسُلِنا، فسوفَ يعلمونَ ما يَحِلُّ بهم مِن العذاب. (الواضح).

76- ﴿ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ﴾.
أي: فبئسَ المنزلُ والمقيلُ الذي فيه الهوانُ والعذابُ الشديدُ لمن استكبرَ عن آياتِ الله واتباعِ دلائلهِ وحججه. والله أعلم. (ابن كثير).

81- ﴿ وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَأَيَّ آَيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ ﴾.
أي: لا تقدرون على إنكارِ شيءٍ مِن آياته، إلّا أنْ تعاندوا وتكابروا. (ابن كثير).

84- ﴿ فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ ﴾.
وجحدنا الآلهةَ التي كنا قبلَ وقتِنا هذا نُشركها في عبادتِنا اللهَ ونعبدُها معه ونتخذُها آلهة، فبرئنا منها. (الطبري).

85- ﴿ سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ ﴾.
بمنزلةِ وعدِ الله ونحوهِ من المصادرِ المؤكدة. (النسفي).
أي: هذا حكمُ الله في جميعِ من تابَ عند معاينةِ العذابِ أنه لا يُقبل. (ابن كثير).

سورة فصلت
6- ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ ﴾.
تفسيرُ الآية: قلْ لهم أيُّها الرسُول: لماذا تضعونَ هذا الحاجزَ بينكم وبين الحقّ؟ وما أنا إلاّ بشرٌ مثلُكم، إلاّ أنِّي تميَّزتُ عنكم بوحي اللهِ إليّ، فمن زعمَ أنِّي لستُ كذلك، فليأتِ بمثلِ ما أُوحيَ إليّ. أدعوكم إلى عبادةِ الإلهِ الواحدِ الذي لا شريكَ له، فامتثِلوا أمرَه، وأخلِصوا في العبادةِ له وحدَه، ولا تُشرِكوا به شيئًا، واستغفِروهُ مِن ذنوبِكم وأعمالِكم السيِّئة، والخسارةُ والهلاكُ لمن يبقَى على الشِّركِ والعصيان. (الواضح).

7- ﴿ الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ﴾.
وهم بقيامِ الساعةِ وبعثِ اللهِ خلقَهُ أحياءً مِن قبورِهم مِن بعدِ بلائهم وفنائهم مُنكرون. (الطبري).

9- ﴿ ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾.
أي: الخالقُ للأشياءِ هو ربُّ العالمين كلِّهم. (ابن كثير).

12- ﴿ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ ﴾.
ففرغَ من خلقهنَّ سبعَ سماواتٍ في يومين، وذلك يومَ الخميسِ ويومَ الجمعة. (الطبري).

14- ﴿ إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ ﴾.
جاءَتهم الرسلُ بأنْ لا تعبدوا إلا اللهَ وحدَهُ لا شريكَ له. (الطبري).

16- ﴿ وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ ﴾.
أي: في الأخرى، كما لم يُنصَروا في الدنيا، وما كان لهم مِن اللهِ مِن واقٍ يَقيهم العذابَ ويدرأُ عنهم النَّكال. (ابن كثير).

17- ﴿ فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾.
أي: مِن التكذيبِ والجحود. (ابن كثير).

23- ﴿ وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾.
أي: في مواقفِ القيامةِ خسرتُم أنفسَكم وأهليكم. (ابن كثير).

25- ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ ﴾.
إن تلك الأممَ الذين حقَّ عليهم عذابُنا من الجنِّ والإنس، كانوا مغبونين ببيعِهم رضا الله ورحمتَهُ بسخطهِ وعذابه. (الطبري).

28- ﴿ ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ ﴾.
هذا الجزاءُ الذي يُجزَى به هؤلاء الذين كفروا من مشركي قريش، جزاءُ أعداءِ الله. (الطبري).

30- ﴿ وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾.
وسُرُّوا بأنَّ لكم في الآخرةِ الجنَّةَ التي كنتُم توعَدونَها في الدنيا على إيمانِكم بالله, واستقامتِكم على طاعته. (الطبري).

31- ﴿ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ﴾.
أي: في الجنة، من جميعِ ما تختارون، مما تشتهيهِ النفوس، وتقرُّ به العيون. (ابن كثير).

32- ﴿ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ﴾.
أي: ضيافةً وعطاءً وإنعاماً مِن غفورٍ لذنوبِكم، رحيمٍ بكم رؤوف، حيثُ غفر، وستر، ورحم، ولطف. (ابن كثير).

33- ﴿ وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾.
وقال: إنني ممن خضعَ لله بالطاعة، وذلَّ له بالعبودة، وخشعَ له بالإيمانِ بوحدانيته. (الطبري).

36- ﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾.
اللهُ هو السميعُ لاستعاذتِكَ منَ الشيطان، واستجارتِكَ به مِن نزغاته, ولغيرِ ذلكَ مِن كلامِكَ وكلامِ غيرك, العليمُ بما ألقَى في نفسِكَ مِن نزغاته, وحدَّثتْكَ به نفسُك، وممّا يُذهِبُ ذلكَ من قِبلك, وغيرِ ذلكَ مِن أمورٍ وأمورِ خَلقه. (الطبري).

37- ﴿ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾.
إن كنتم تعبدون الله، وتذلُّون له بالطاعة، وإنَّ مِن طاعتهِ أن تُخلصوا له العبادة، ولا تشركوا في طاعتكم إيّاه وعبادتكموهُ شيئاً سواه، فإن العبادةَ لا تصلحُ لغيره، ولا تنبغي لشيءٍ سواه. (الطبري).

38- ﴿ فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ ﴾.
يسبِّحونَ له، ويصلُّونَ ليلاً ونهارًا... (الطبري).
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 12-11-2020, 10:14 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,887
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الهدية في الاستدراك على تفسير ابن عطية


40- ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آَيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آَمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾.
﴿ يُلْحِدُونَ فِي آَيَاتِنَا ﴾: ينحرفون في تأويلِ آياتِ القرآنِ عن جهةِ الصحةِ والاستقامةِ فيحملونها على المحاملِ الباطلة.
﴿ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾: فيجازيكم بحسبِ أعمالكم. (روح المعاني).
إن الله - أيها الناسُ - بأعمالكم التي تعملونها ذو خبرةٍ وعلمٍ لا يخفَى عليه منها ولا من غيرها شيءٌ. (الطبري).

42- ﴿ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾.
﴿ حَكِيمٍ ﴾ في أقوالهِ وأفعاله، ﴿ حَمِيدٍ ﴾ بمعنى محمود، أي: في جميعِ ما يأمرُ به وينهَى عنه، الجميعُ محمودةٌ عواقبهُ وغاياته. (ابن كثير).

44- ﴿ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ﴾.
هدًى من الضلالة، وشفاءٌ لما في القلوب. وقيل: شفاءٌ من الأوجاع. (البغوي).

45- ﴿ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ ﴾.
ولولا وعدٌ أخذَهُ اللهُ على نفسِه، بأنْ يؤخِّرَ العقوبةَ عن قومِكَ المكذِّبين إلى يومِ المعاد، لعجَّلَ لهم العذاب، وإنَّهم لفي شكٍّ مِن القرآن، أو شكٍّ فيما يقولون عن القرآن، غيرُ محقِّقين له. (الواضح).

46- ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ﴾.
مَن عملَ عملاً صالحًا فإنَّ نفعَهُ يعودُ على نفسِه، ومَن أساءَ العملَ فإنَّ سوءَ عاقبتهِ يعودُ على نفسِهِ كذلك. (الواضح).

الجزء الخامس والعشرون
49- ﴿ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ ﴾.
﴿ وَإِن مَّسَّهُ الشَّرُّ ﴾: الشدَّةُ والفقر، ﴿ فَيَؤُوسٌ ﴾ من روحِ الله، ﴿ قَنُوطٌ ﴾ من رحمته. (البغوي).

50- ﴿ وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي ﴾.
﴿ وَلَئِنْ أَذَقْنَـٰهُ رَحْمَةً مِّنَّا ﴾: آتيناهُ خيراً وعافيةً وغنى، ﴿ مِن بَعْدِ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُ ﴾: من بعد شدَّةٍ وبلاءٍ أصابته. (البغوي).

51- ﴿ وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ ﴾.
وإذا أنعَمنا على الإنسانِ بالمالِ والجاهِ والعافية، أعرضَ عن الطَّاعةِ والشُّكر، وتكبَّرَ وشمخَ بأنفهِ واستكبرَ عن الانقيادِ لأمرِ الله، وإذا أصابَهُ فقرٌ وبلاء، دعانا دعاءً كثيرًا متواصلاً. (الواضح).

53- ﴿ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾.
أي: كفَى بالله شهيداً على أفعالِ عبادهِ وأقوالهم، وهو يشهدُ أن محمداً صلى الله عليه وسلم صادقٌ فيما أخبرَ به عنه، كما قال: ﴿ لَّـٰكِنِ ٱللَّهُ يَشْهَدُ بِمَآ أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ ﴾ [سورة النساء: 66] الآية. (ابن كثير).

سورة الشورى
3- ﴿ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾.
﴿ اللَّهُ الْعَزِيزُ ﴾ أي: في انتقامه، ﴿ الْحَكِيمُ ﴾ في أقوالهِ وأفعاله. (ابن كثير).

7- ﴿ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ﴾.
منهم ﴿ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ ﴾ وهم الذين آمنوا باللهِ واتَّبَعوا ما جاءَهم به رسولهُ صلى الله عليه وسلم، ﴿ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ﴾ يقول: ومنهم فريقٌ في الموقَدَةِ مِن نارِ اللهِ المسعورةِ على أهلِها, وهم الذين كفروا بالله, وخالفوا ما جاءَهم به رسوله. (الطبري).

8- ﴿ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴾.
والكافرون باللهِ ما لهم مِن وليٍّ يتولاّهم يومَ القيامة, ولا نصيرٍ ينصرُهم مِن عقابِ اللهِ حينَ يعاقبُهم, فينقذُهم مِن عذابه, ويقتصُّ لهم ممَّن عاقبَهم. (الطبري).

9- ﴿ أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ﴾.
أم اتخذَ هؤلاء المشركون بالله أولياءَ من دونِ الله يتولَّونهم؟ (الطبري).

11- ﴿ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾.
السميعُ لما تنطقُ به مِن خلقهِ قول [هكذا في الأصل], البصيرُ لأعمالِهم, لا يخفَى عليه مِن ذلكَ شيء, ولا يعزبُ عنه علمُ شيءٍ منه, وهو محيطٌ بجميعه, مُحصٍ صغيرَهُ وكبيرَه، لتُجزَى كلُّ نفسٍ بما كسبتْ مِن خيرٍ أو شرّ. (الطبري).

12- ﴿ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾.
يوسِّعُ رزقَهُ وفضلَهُ على من يشاءُ مِن خَلقه, ويبسطُ له, ويُكثِرُ مالَهُ ويُغنيه، ﴿ وَيَقْدِرُ ﴾ يقول: ويقتِّرُ على مَن يشاءُ منهم فيضيِّقهُ ويفقرهُ، ﴿ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ يقول: إنَّ اللهَ تباركَ وتعالَى بكلِّ ما يفعل، مِن توسيعهِ على مَن يوسِّع, وتقتيرهِ على مَن يقتر, ومَن الذي يُصلِحهُ البسطُ عليه في الرزق, ويُفسِدهُ مِن خَلقه, والذي يُصلِحهُ التقتيرُ عليه ويُفسِده, وغيرُ ذلكَ مِن الأمور, ذو علم، لا يخفَى عليه موضعُ البسطِ والتقتيرِ وغيره, مِن صلاحِ تدبيرِ خَلقه. (الطبري).

15- ﴿ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴾.
اللهُ ربُّنا جميعًا، وهو متولِّي أمورِنا، لنا أعمالُنا التي نحاسَبُ عليها، ونُثابُ أو نُعاقَبُ عليها، ولكم أعمالُكم التي اكتسبتُموها ولا يتعدَّى ضررُها إلينا.
﴿ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴾: اللهُ تعالَى يجمَعُ بيننا يومَ القيامة، وإليهِ مرجعُنا يومَ الحساب، فيَفصِلُ بيننا، ويُجازي كلاًّ بما يستحقّ. (الواضح).

16- ﴿ وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ﴾.
وعليهم مِن اللهِ غضب, ولهم في الآخرةِ عذابٌ شديد, وهو عذابُ النار. (الطبري).

19- ﴿ اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ ﴾.
يرزقُ من يشاءُ فيوسِّعُ عليه، ويقتِّرُ على من يشاءُ منهم، ﴿ وَهُوَ القَوِيُّ ﴾ الذي لا يَغلبهُ ذو أيدٍ لشدَّته, ولا يمتنعُ عليه إذا أرادَ عقابَهُ بقدرته، ﴿ الْعَزِيزُ ﴾ في انتقامهِ إذا انتقمَ مِن أهلِ معاصيه. (الطبري).

22- ﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ﴾.
والذينَ آمنوا باللهِ وأخلَصوا لهُ في الطَّاعةِ والعمل، منازلُهم في رياضِ الجنَّةِ وأطيبِ بقاعِها، ولهم ما يشتهون من المآكلِ والمشاربِ اللَّذيذةِ عندَ ربِّهم، وذلكَ هو النِّعمةُ الكبيرة، والفوزُ العظيم. (الواضح).

24- ﴿ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾.
﴿ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ﴾ أم يقولُ هؤلاءِ المشركون بالله: افْترَى محمَّدٌ على اللهِ كذبًا فجاءَ بهذا الذي يتلوهُ علينا اختلاقًا مِن قِبَلِ نفسه؟
﴿ ويُحِقُّ الحَقَّ بكَلِماتِهِ ﴾ التي أنزلها إليكَ يا محمدُ فيثبته.
﴿ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾: إنَّ اللهَ ذو علمٍ بما في صدورِ خلقه, وما تنطوي عليه ضمائرهم, لا يخفَى عليه مِن أمورِهم شيء. (الطبري).

25- ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴾.
ويعلمُ ربُّكم - أيها الناسُ - ما تفعلونَ مِن خيرٍ وشرّ, لا يخفَى عليه مِن ذلكَ شيء, وهو مُجازيكم على كلِّ ذلكَ جزاءَه, فاتَّقوا اللهَ في أنفسِكم, واحذروا أنْ تركبوا ما تستحقُّونَ به منهُ العقوبة. (الطبري).

26- ﴿ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ﴾.
لما ذكرَ المؤمنين وما لهم مِن الثوابِ الجزيل، ذكرَ الكافرينَ وما لهم عندَهُ يومَ القيامةِ مِن العذابِ الشديدِ الموجعِ المؤلمِ يومَ معادِهم وحسابِهم. (ابن كثير).

34- ﴿ أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ ﴾.
﴿ وَيَعْفُ عَن كَثيرٍ ﴾ من ذنوبهم فلا يعاقِبُ عليها. (البغوي).

35- ﴿ وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِنَا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ ﴾.
ويعلمَ الذين يخاصمونَ رسولَهُ محمدًا صلى الله عليه وسلم مِن المشركينَ في آياتهِ وعِبَرهِ وأدلَّتهِ على توحيده... (الطبري).

36- ﴿ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾.
وما عند الله للذين آمنوا به، عليه يتوكَّلون في أمورِهم, وإليه يقومون في أسبابِهم, وبه يثقون. (الطبري).

37- ﴿ وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ ﴾.
قيل: ما عظمَ قبحهُ فهو فاحشة، كالزنا. (البغوي).

40- ﴿ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾.
﴿ فَمَنْ عَفَا ﴾ أي: عن المسيءِ إليه، ﴿ وَأَصْلَحَ ﴾ ما بينه وبين من يعاديهِ بالعفوِ والإغضاءِ عمّا صدرَ منه، ﴿ فَأَجْرُهُ عَلَى ٱللَّهِ ﴾: فيَجزيهِ جلَّ وعلا أعظمَ الجزاء. وقولهُ تعالى: ﴿ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلظَّـٰلِمِينَ ﴾: المتجاوزين الحدَّ في الانتقام. (روح المعاني، باختصار).

41- ﴿ وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ ﴾.
وللَّذي أخذَ بحقِّهِ بعدَما ظُلم. (الواضح).

42- ﴿ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾.
إنَّما المؤاخَذةُ على مَن ظَلَموا، فبَدؤوا بالاعتداء، أو تجاوزوا في أخذِ حقِّهم، ويريدونَ البغيَ والإفسادَ في الأرضِ بغيرِ وجهِ حقّ، فهؤلاءِ يجبُ أن يُمنَعوا مِن الظُّلم، ولهم عقوبةٌ شديدة. (الواضح).

45- ﴿ وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ ﴾.
﴿ وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا ﴾ أي: على النار، ﴿ خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ ﴾: أي: الذي قد اعتراهم بما أسلفوا من عصيانِ الله تعالى.
﴿ أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ ﴾: أي: دائمٍ سرمديٍّ أبديّ، لا خروجَ لهم منها، ولا محيدَ لهم عنها. (ابن كثير).

48- ﴿ فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴾.
فإنْ كذَّبكَ المشركون، وأعرَضوا عمَّا تدعوهُم إليه، فلستَ موكَّلاً بهدايتِهم. (الواضح).

50- ﴿ إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ﴾.
﴿ إِنَّهُ عَلِيمٌ ﴾ أي: بمن يستحقُّ كلُّ قسمٍ مِن هذه الأقسام، ﴿ قَدِيرٌ ﴾ أي: على مَن يشاء، مِن تفاوتِ الناسِ في ذلك. (ابن كثير).

51- ﴿ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴾.
أو يرسلَ الله من ملائكتهِ رسولاً، إما جبرائيل، وإما غيره، ﴿ فَيُوحِيَ بإذْنِهِ ما يَشاءُ ﴾ يقول: فيوحي ذلك الرسولُ إلى المرسَلِ إليه بإذنِ ربِّه ما يشاء، يعني: ما يشاءُ ربُّه أن يوحيَهُ إليه من أمرٍ ونهي، وغيرِ ذلك من الرسالةِ والوحي. ﴿ إِنَّهُ ﴾ يعني نفسَهُ جلَّ ثناؤه: ذو علوٍّ على كلِّ شيء، وارتفاعٍ عليه واقتدار، ﴿ حَكِيمٌ ﴾ يقول: ذو حكمةٍ في تدبيرهِ خَلقه. (الطبري، باختصار).

52- ﴿ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾.
ما كنتَ تعرفُ مِن قبلُ ما هو القرآن، ولا الإيمانُ بمعالمهِ التي بيَّنَها اللهُ لكَ بالوحي، ولكنْ جعلنا القرآنَ نورًا وحقًّا نَهدي بهِ مَن نشاءُ هدايتَهُ مِن عبادِنا، وإنَّكَ أيُّها النبيُّ تَهدي بذلكَ النُّورِ إلى طريقِ الله المستقيم. (الواضح).

53- ﴿ صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ﴾.
الذي لهم مُلك جميعِ ما في السماواتِ وما في الأرض، لا شريكَ له في ذلك. (الطبري).

سورة الزخرف
8- ﴿ فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ ﴾.
فأهلكنا أشدَّ مِن هؤلاءِ المستهزئينَ بأنبيائهم بطشًا إذا بطشوا، فلم يُعجِزونا بقُواهم وشدَّةِ بطشِهم, ولم يَقدروا على الامتناعِ مِن بأسِنا إذْ أتاهم, فالذين هم أضعفُ منهم قوةً أحرَى أنْ لا يَقدروا على الامتناعِ مِن نقَمِنا إذا حلَّتْ بهم. (الطبري).

9- ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ﴾.
العزيزُ في سلطانهِ وانتقامهِ من أعدائه، العليمُ بهنَّ وما فيهنَّ من الأشياء، لا يخفَى عليه شيء. (الطبري).

11- ﴿ وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ ﴾.
أي: كما أحيينا هذه البلدةَ الميتةَ بالمطر، كذلك تُخرَجون من قبوركم أحياء. (البغوي).

13- ﴿ لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ﴾.
إذا استوَيتُم على ظهورِها، وتقولوا مقرِّين بنعمتِه، شاكرينَ لفضلِه: ﴿ سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ ﴾: تقدَّسَ اللهُ ربُّنا وتنزَّهَ عن كلِّ نقصٍ وعيب، الذي ذلَّلَ لنا هذا المركوبَ ويسَّرَهُ لنا.. (الواضح).

15- ﴿ وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ ﴾.
إن الإنسانَ لذو جحدٍ لنِعَمِ ربِّهِ التي أنعمَها عليه مُبِين.
يقول: يَبِينُ كفرانهُ نعمَهُ عليه لمن تأمَّلَهُ بفكرِ قلبهِ وتدبُّرِ حاله. (الطبري).

17- ﴿ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ﴾.
بما جعلَ لله شَبَهاً. وذلك أن ولدَ كلِّ شيءٍ يُشبهه. يعني إذا بُشِّرَ أحدُهم بالبنات، كما ذكرَ في سورةِ النحل: ﴿ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِٱلأُنْثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ ﴾ [الآية 58] من الحزنِ والغيظ. (البغوي).

19- ﴿ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ ﴾.
ويُسألون عن شهادتهم تلك في الآخرةِ أن يأتوا ببرهانٍ على حقيقتها، ولن يجدوا إلى ذلك سبيلاً. (الطبري).

23- ﴿ وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ
إنّا وجدنا آباءَنا على ملَّةٍ ودِين، وإنّا على منهاجِهم وطريقتِهم مقتدونَ بفعلِهم، نفعلُ كالذي فعلوا, ونعبدُ ما كانوا يعبدون. (الطبري).

25- ﴿ فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴾.
فانتقَمنا مِن الأُممِ المكذِّبةِ وأهلَكناهم، فانظرْ كيف كان مآلُهم؟ (الواضح).

26- ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ ﴾.
إنَّني بريءٌ مِن عبادتِكم هذه الأصنام. (الواضح).

28- ﴿ وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾.
تفسيرُ الآية: وجعلَ كلمةَ الإخلاصِ (لا إلهَ إلاّ الله) باقيةً في ذرِّيَّتِه، وما زالَ منهم مَن هو على التَّوحيدِ ويَدعو إليه، ولعلَّ مَن أشركَ منهم يَرجِعُ إلى العقيدةِ الصَّحيحة. (الواضح).

37- ﴿ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾.
وإن الشياطين ليصدُّون هؤلاء الذين يعشون عن ذكرِ الله، عن سبيلِ الحقّ، فيزيِّنون لهم الضلالة، ويكرِّهون إليهم الإيمانَ بالله، والعملَ بطاعته، ﴿ وَيحْسَبُونَ أنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ يقول: ويظنُّ المشركون بالله بتحسينِ الشياطين لهم ما هم عليه من الضلالة، أنهم على الحقِّ والصواب... (الطبري).

38- ﴿ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ﴾.
فبئسَ الصَّاحبُ الخبيث. (الواضح).

40- ﴿ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾.
ذكرَ المؤلفُ أن المقصودَ قريش.
وتفسيرها: ... أو تهدي من كان في جورٍ عن قصدِ السبيل، سالكٍ غيرَ سبيلِ الحقّ، قد أبانَ ضلالهُ أنه عن الحقِّ زائل، وعن قصدِ السبيلِ جائر.
يقولُ جلَّ ثناؤه: ليس ذلك إليك، إنما ذلك إلى الله، الذي بيدهِ صرفُ قلوبِ خلقهِ كيف شاء، وإنما أنت منذر، فبلِّغهم النذارة. (الطبري).

44- ﴿ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ ﴾.
يعني القرآن. (البغوي).

46- ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾.
إلى فرعونَ وأشرافِ قومهِ وأتباعِه، فقالَ لهم: إنِّي رسولٌ إليكم مِن عندِ اللهِ ربِّ العالَمين. (الواضح).

50- ﴿ فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ ﴾.
ينقضون العهدَ بالإيمانِ ولا يفونَ به. (النسفي).

55- ﴿ فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾.
انتقمنا منهم بعاجلِ العذابِ الذي عجَّلناه لهم, فأغرقناهُم جميعًا في البحر. (الطبري).

59- ﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾.
﴿ وَجَعَلْنَـٰهُ مَثَلاً ﴾: آيةً وعبرة ﴿ لِّبَنِىۤ إِسْرَٰءِيلَ ﴾، يعرفون به قدرةَ الله عزَّ وجلَّ على ما يشاء، حيث خلقَهُ من غيرِ أب. (البغوي).

63- ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾.
فاتَّقوا ربَّكم أيها الناسُ بطاعته, وخافوهُ باجتنابِ معاصيه, وأطيعوني فيما أمرتُكم به مِن اتِّقاءِ اللهِ واتِّباعِ أمره, وقبولِ نصيحتي لكم. (الطبري).

64- ﴿ إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ﴾.
فأنا مثلُكم في العبوديَّة، واللهُ ربِّي وربُّكم، فالتزموا طاعتَه، واعبدوهُ وحدَه. (الواضح).

65- ﴿ فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ ﴾.
فالويلُ والهلاكُ للفِرَقِ الضالَّة، المحرِّفةِ والمبدِّلة، مِن عذابِ يومِ القيامة. (الواضح).

66- ﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ
وهم لا يعلمون بمجيئها. (الطبري).

68- ﴿ يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ ﴾.
يا عبادي لا خوفٌ عليكمُ اليومَ مِن عقابي, فإني قد أمِنتُكم منه برضايَ عنكم, ولا أنتم تحزنونَ على فراقِ الدنيا، فإنَّ الذي قدمتُم عليه خيرٌ لكم ممَّا فارقتُموه منها. (الطبري).

69- ﴿ الَّذِينَ آَمَنُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ ﴾.
الذين آمنوا باللهِ وصدَقوا في إيمانِهم، وكانوا مستَسلِمين لأمرِ اللهِ ورسولِه، منقادين للشَّرعِ وأحكامِه. (الواضح).

70- ﴿ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ ﴾.
﴿ ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ ﴾ أي: يقال لهم: ادخلوا الجنة، ﴿ أَنتُمْ وَأَزْوَٰجُكُمْ ﴾ أي: نظراؤكم. (ابن كثير).
﴿ ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوٰجُكُمْ ﴾: نساؤكم المؤمنات. فالإضافةُ للاختصاصِ التام، فيَخرجُ مَن لم يؤمنْ منهم. (روح المعاني).

71- ﴿يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ.
يُطافُ على أهلِ الجنَّةِ بآنيةٍ كقِصاعٍ مِن ذهب، وأكواب، وفيها ما تَرغَبُ فيهِ الأَنفُسُ وتَشتهيهِ مِن أنواعِ المآكلِ والمشارب، وما تستلذُّهُ الأعينُ مِن الجمالِ وحُسنِ المنظَر، وأنتم ماكثونَ فيها أبدًا. (الواضح).

73- ﴿ لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ ﴾.
أي: مِن جميعِ الأنواع، ﴿ مِنْهَا تَأْكُلُونَ ﴾ أي: مهما اخترتُم وأردتُم.
ولمـّا ذكرَ الطعامَ والشراب، ذكرَ بعدَهُ الفاكهةَ لتتمَّ النعمةُ والغبطة. (ابن كثير).

75- ﴿ لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ﴾.
لا يُخفَّفُ عنهم. (روح المعاني).

77- ﴿ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ ﴾.
لا خلاصَ لكم بموتٍ ولا بغيره. (البيضاوي).

78- ﴿ لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ﴾.
﴿ لَقَدْ جِئْنَـٰكُم بِٱلْحَقِّ ﴾ أي: بيَّناهُ لكم، ووضَّحناه وفسَّرناه، ﴿ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَـٰرِهُونَ ﴾ أي: ولكنْ كانتْ سجاياكم لا تَقبله، ولا تُقبِلُ عليه، وإنما تنقادُ للباطلِ وتعظِّمه، وتصدُّ عن الحقِّ وتأباه، وتَبغُضُ أهلَه، فعُودوا على أنفسِكم بالملامة، واندَموا حيثُ لا تنفعُكم الندامة. (ابن كثير).

84- ﴿ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ ﴾.
العليمُ بمصالحِهم. (الطبري والبغوي).

85- ﴿ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾.

أي: فيجازي كلًّا بعمله، إن خيراً فخير، وإن شرًّا فشر. (ابن كثير).

88- ﴿ وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾.
يا ربّ، إنَّ هؤلاءِ قومٌ معاندونَ كذَّبوني ولا يؤمنون. (الواضح).

89- ﴿ فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴾.
﴿ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴾ ما يلقَون مِن البلاءِ والنكالِ والعذابِ على كفرهم. (الطبري).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 12-11-2020, 10:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,887
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الهدية في الاستدراك على تفسير ابن عطية

الهدية في الاستدراك على تفسير ابن عطية (26)







أ. محمد خير رمضان يوسف



(سور: الدخان، الجاثية، الأحقاف، محمد، الفتح)



سورة الدخان
3- ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ
أي: معلِّمينَ الناسَ ما ينفعُهم ويضرُّهم شرعًا، لتقومَ حجَّةُ اللهِ على عباده. (ابن كثير).

5- ﴿ أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ﴾:
أعني بهذا الأمرِ أمراً حاصلاً من عندنا على مقتضَى حكمتِنا. (البيضاوي).

6- ﴿ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾.
أي: أنزلنا القرآنَ لأن من عادتنا إرسالَ الرسلِ بالكتبِ إلى العبادِ لأجلِ الرحمةِ عليهم.
﴿ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ ﴾: يسمعُ أقوالَ العبادِ ويعلمُ أحوالَهم. (البيضاوي، باختصار).

7- ﴿ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ ﴾.
أي: الذي أنزلَ هذا القرآنَ هو ربُّ السماواتِ والأرضِ وخالقُهما ومالكُهما وما فيهما. (ابن كثير).

8- ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ﴾.
لا معبودَ لكم أيها الناسُ غيرُ ربِّ السماواتِ والأرضِ وما بينهما، فلا تعبدوا غيرَه، فإنهُ لا تصلحُ العبادةُ لغيره، ولا تنبغي لشيءٍ سِواه، هو الذي يُحيي ما يشاء، ويميتُ ما يشاءُ ممَّا كانَ حيًّا.
وقوله: ﴿ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ﴾ يقول: هو مالكُكم ومالكُ مَن مضَى قبلَكم مِن آبائكم الأوَّلين.
يقول: فهذا الذي هذهِ صفته، هو الربُّ فاعبدوهُ دونَ آلهتِكم التي لا تقدرُ على ضرٍّ ولا نفع. (الطبري).

10- ﴿ فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ ﴾.
فانتظرْ بهم يومًا شديدًا... (الواضح).

22- ﴿ فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ ﴾.
فرعونُ وقومه.

24- ﴿ وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ ﴾.
أخبرَ موسى أنه يُغرقُهم ليطمئنَّ قلبهُ في تركهِ البحرَ كما جاوزه. (البغوي).

31- ﴿ مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ
أي: مستكبرًا جبّارًا عنيدًا. (ابن كثير).

37- ﴿ أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ﴾.
إن قومَ تُبَّعٍ والذين مِن قبلِهم مِن الأممِ الذين أهلكناهم، إنما أهلكناهم لإجرامِهم وكفرِهم بربِّهم. (الطبري).

38- ﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ ﴾.
وما خلَقنا السَّماءَ ومَن فيها والأرضَ ومَن عليها لهوًا وعبثًا بدونِ حكمةٍ وفائدة. (الواضح).

39- ﴿ مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾.
ولكنَّ أكثرَ النَّاسِ لا يعلَمونَ ذلك، ولذلكَ فهم لا يتفكَّرونَ في البعثِ بعدَ الموت. (الواضح).

40- ﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾.
وقتُ موعدهم كلِّهم. (النسفي).

42- ﴿ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾.
﴿ إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ﴾: الغالبُ على أعدائه، ﴿ ٱلرَّحِيمُ ﴾ لأوليائه. (النسفي).

52- ﴿ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴾.
إنَّهم في جنَّاتٍ عاليات، وأنهارٍ جاريات. (الواضح في التفسير).

54- ﴿ كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ ﴾.
أي: كما أكرمناهم بما وصفنا من الجناتِ والعيونِ واللباس، كذلك أكرمناهم بأن زوَّجناهم ﴿ بِحُورٍ عِينٍ ﴾ أي: قرنّاهم بهنّ، ليس من عقدِ التزويج.
و"الحُور": هنَّ النساءُ النقيَّاتُ البياض. قالَ مجاهد: يَحارُ فيهنَّ الطرفُ من بياضهنَّ وصفاءِ لونهنّ. وقالَ أبو عبيدة: "الحُور" هنَّ شديداتُ بياضِ الأعين، الشديداتُ سوادُها، واحدُها أحور، والمرأةُ حوراء. و"العِين": جمعُ العيناء، وهي عظيمةُ العينين. (البغوي، باختصار).

55- ﴿ يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آَمِنِينَ ﴾.
﴿ يَدْعُونَ فِيهَا بِكلِّ فَـٰكِهَةٍ ﴾ اشتهَوها، ﴿ ءَامِنِينَ ﴾ من نفادها ومن مضرَّتها. وقالَ قتادة: آمنين من الموتِ والأوصابِ والشياطين. (البغوي).

56- ﴿ وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴾.
ووقَى هؤلاءِ المتَّقين ربُّهم يومئذٍ عذابَ النار. (الطبري).

57- ﴿ فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾.
تفضُّلاً يا محمدُ من ربِّكَ عليهم، وإحساناً منه إليهم بذلك، ولم يعاقبهم بجرمٍ سلفَ منهم في الدنيا، ولولاتفضُّلهُ عليهم بصفحهِ لهم عن العقوبةِ لهم على ما سلفَ منهم من ذلك لم يَقِهم عذابَ الجحيم، ولكنْ كان ينالُهم ويصيبُهم ألمهُ ومكروهه.
وقوله: ﴿ ذَلكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ ﴾: يقولُ تعالى ذكره: هذا الذي أعطينا هؤلاءِ المتقين في الآخرةِ من الكرامةِ التي وُصِفتْ في هذه الآيات، هو الفوزُ العظيم، يقول: هو الظفرُ العظيمُ بما كانوا يطلبون مِن إدراكهِ في الدنيا، بأعمالِهم وطاعتِهم لربِّهم، واتِّقائهم إيّاه، فيما امتحنَهم به مِن الطاعاتِ والفرائض، واجتنابِ المحارم. (الطبري).

58- ﴿ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾.
أي: إنما يسَّرنا هذا القرآنَ الذي أنزلناهُ سهلاً واضحاً بيِّناً جليًّا بلسانِكَ الذي هو أفصحُ اللغات، وأجلاها وأحلاها وأعلاها، ﴿ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾ أي: يتفهَّمون ويعلَمون. (ابن كثير).

سورة الجاثية
6- ﴿ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآَيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴾.
فبأيِّ حديثٍ - أيها القومُ - بعد حديثِ الله هذا الذي يتلوهُ عليكم، وبعد حججهِ عليكم وأدلتهِ التي دلَّكم بها على وحدانيته، من أنه لا ربَّ لكم سواه، تصدِّقون، إنْ أنتم كذَّبتُم لحديثهِ وآياته. (الطبري، باختصار).

8- ﴿ يَسْمَعُ آَيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾.
﴿ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ﴾ أي: تُقرأ عليه، ﴿ ثُمَّ يُصِرُّ ﴾ أي: على كفرهِ وجحودهِ استكبارًا وعنادًا ﴿ كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا ﴾ أي: كأنهُ ما سمعها، ﴿ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾: فأخبرهُ أنَّ له عندَ اللهِ يومَ القيامةِ عذابًا أليمًا موجِعًا. (ابن كثير).

9- ﴿ وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آَيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾.
أي: إذا حفظَ شيئًا مِن القرآنِ كفرَ به واتَّخذَهُ سُخريًّا وهُزوًا، ﴿ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ أي: في مقابلةِ ما استهانَ بالقرآنِ واستهزأَ به... (ابن كثير).

10- ﴿ مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾.
﴿ وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا ﴾: ولا يُغني عنهم من عذابِ جهنَّمَ إذا هم عُذِّبوا به ما كسبوا في الدنيا من مالٍ وولدٍ شيئاً.
﴿ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾: ولهم مِن اللهِ يومئذٍ عذابٌ في جهنَّمَ عظيم. (الطبري).

11- ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ ﴾.
والذينَ جحدوا ما في القرآنِ مِن الآياتِ الدالاّتِ على الحقّ، ولم يصدِّقوا بها ويعملوا بها... (الطبري).

12- ﴿ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾.
ولكي تشكروا النعمَ المترتبةَ على ذلك. (روح المعاني).

13- ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾.
إنَّ في تسخيرِ اللهِ لكم ما أنبأكم أيها الناسُ أنه سخَّرَهُ لكم في هاتينِ الآيتين، لَعلاماتٍ ودلالاتٍ على أنه لا إلهَ لكم غيرُه، الذي أنعمَ عليكم هذه النعم، وسخَّرَ لكم هذهِ الأشياءَ التي لا يقدرُ على تسخيرها غيرهُ، لقومٍ يتفكَّرونَ في آياتِ اللهِ وحُجَجهِ وأدلَّته، فيعتبرونَ بها ويتَّعظون، إذا تدبَّروها وفكَّروا فيها. (الطبري).

14- ﴿ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾.
أي: إذا صفحوا عنهم في الدنيا، فإن اللهَ مجازيهم بأعمالِهم السيِّئةِ في الآخرة. (ابن كثير).

15- ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ﴾.
مَن عملَ مِن عبادِ اللهِ بطاعته، فانتهَى إلى أمره، وانزجرَ لنهيه، فلنفسهِ عملَ ذلكَ الصالحَ مِن العمل، وطلبَ خلاصَها مِن عذابِ الله، أطاعَ ربَّهُ لا لغيرِ ذلك، لأنه لا ينفعُ ذلكَ غيرَه، واللهُ عن عملِ كلِّ عاملٍ غنيّ.
ومَن أساءَ عملَهُ في الدنيا، بمعصيتهِ فيها ربَّه، وخلافهِ فيها أمرَهُ ونهيَه، فعلى نفسهِ جنَى، لأنه أوبقَها بذلك، وأكسبَها به سخطه، ولم يضرَّ أحدًا سِوَى نفسه. (الطبري).

20- ﴿ هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾.
ورشادٌ، ﴿ وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ بحقيقةِ صحَّةِ هذا القرآن، وأنه تنزيلٌ مِن اللهِ العزيزِ الحكيم.
وخصَّ جلَّ ثناؤهُ الموقنين بأنه لهم بصائرُ وهُدًى ورحمة؛ لأنهم الذين انتفعوا به دونَ مَن كذَّبَ به مِن أهلِ الكفر، فكان عليه عمًى وله حزنًا. (الطبري).

23- ﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴾.
فمَن يوفِّقهُ لإصابةِ الحقّ، وإبصارِ محجَّةِ الرشدِ بعدَ إضلالِ اللهِ إيّاه؟ ﴿ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴾ أيها الناس، فتعلَموا أنَّ مَن فعلَ اللهُ به ما وصفنا فلن يهتديَ أبدًا، ولن يجدَ لنفسهِ وليًّا مُرشدًا؟ (الطبري).

24- ﴿ وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ﴾.
وما لهؤلاءِ المشركينَ القائلين: ﴿ مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ ﴾ بما يقولونَ مِن ذلكَ مِن علم، يعني مِن يقينِ علم، لأنهم يقولونَ ذلك تخرُّصًا بغيرِ خبرٍ أتاهم مِن الله، ولا برهانٍ عندهم بحقيقته، ﴿ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ ﴾ يقولُ جلَّ ثناؤه: ما هم إلا في ظنٍّ من ذلك وشكٍّ، يخبرُ عنهم أنهم في حيرةٍ من اعتقادهم حقيقةُ ما ينطقون من ذلك بألسنتهم. (الطبري).

25- ﴿ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ ﴾.
واضحاتٍ جليَّات، تنفي الشكَّ عن قلبِ أهلِ التصديقِ بالله في ذلك. (الطبري).

27- ﴿ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾.
يخبرُ تعالَى أنه مالكُ السماواتِ والأرض، الحاكمُ فيهما في الدنيا والآخرة. (ابن كثير).

28- ﴿ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾.
أي: تُجازَون بأعمالِكم خيرِها وشرِّها. (ابن كثير).

30- ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ ﴾.
فأمَّا الذين آمنوا بالله في الدنيا، فوحَّدوه، ولم يُشركوا به شيئًا، وعملوا بما أمرهم اللهُ به، وانتهَوا عمّا نهاهُم اللهُ عنه، فيُدخِلُهم في جنَّتهِ برحمته، وذلكَ هو الظفرُ بما كانوا يطلبونه، وإدراكُ ما كانوا يسعون في الدنيا له، المبينُ غايتُهم فيها أنه هو الفوز. (الطبري، باختصار).

31- ﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْمًا مُجْرِمِينَ
أي: يُقالُ لهم ذلكَ تقريعًا وتوبيخًا: أمَا قُرِئتْ عليكم آياتُ الرحمن، فاستكبرتُم عن اتِّباعِها، وأعرضتُم عندَ سماعِها، وكنتم قوماً مجرمين في أفعالكم، مع ما اشتملتْ عليه قلوبُكم من التكذيب؟ (ابن كثير).

32- ﴿ وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ
وإذا قالَ لكم المؤمنون: إنَّ ما وعدَ اللهُ بهِ حقٌّ وصدق، ويومَ القيامةِ آتٍ لا شكِّ فيه، جحدتُم ذلكَ وقلتُم: نحنُ لا نعرفُ ما هو يومُ القيامة. (الواضح).

33- ﴿ وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴾.
﴿ وَبَدَا لَهُمْ ﴾ أي: ظهرَ لهم حينئذٍ ﴿ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُواْ ﴾ أي: قبائحُ أعمالهم، أي: عقوباتها، فإن العقوبةَ تسوءُ صاحبَها وتقبحُ عنده، أو سيئاتُ أعمالهم، أي: أعمالُهم السيئات... (روح المعاني).

34- ﴿ وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ﴾.
وما لكم مِن مستنقذٍ يُنقِذُكم اليومَ مِن عذابِ الله، ولا منتصرٍ ينتصرُ لكم ممَّن يعذِّبُكم فيستنقذُ لكم منه. (الطبري).

35- ﴿ ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ ﴾.
ذلكمُ العذابُ الذي جُزيتُم به، هو بسببِ اتِّخاذِكم دلائلَ اللهِ ومُعجزاتهِ سُخريةً ولعبًا، وخدعتكمُ الحياةُ الدُّنيا بزخارفِها وشهواتِها حتَّى استسلمتُم لها، وقلتُم لا حياةَ سواها. فاليومَ لا يَخرجونَ مِن النَّار.. (الواضح).

36- ﴿ فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾.
﴿ فَلِلَّهِ الْحَمْدُ ﴾ على نِعَمهِ وأياديهِ عندَ خَلقه، فإيّاهُ فاحمَدوا أيُّها الناس، فإنَّ كلَّ ما بكم مِن نعمةٍ فمنه دونَ ما تعبدونَ مِن دونهِ مِن آلهةٍ ووثن، ودونَ ما تتَّخذونَهُ مِن دونهِ ربًّا وتشركونَ به معه، مالكِ السماواتِ السبع، ومالكِ الأرَضينَ السبع، ومالكِ جميعِ ما فيهنَّ مِن أصنافِ الخلق. (الطبري).

37- ﴿ وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾.
وله العظمةُ والسلطانُ في السماواتِ والأرضِ دونَ ما سواهُ مِن الآلهةِ والأنداد. وهو العزيزُ في نقمتهِ من أعدائه، القاهرُ كلَّ ما دونه، ولا يَقهرهُ شيء، الحكيمُ في تدبيرهِ خَلقه، وتصريفهِ إيّاهم فيما شاءَ كيفَ شاء. واللهُ أعلم. (الطبري).

الجزء السادس والعشرون

سورة الأحقاف
4- ﴿ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ﴾.
أم لآلهتكم التي تعبدونها - أيها الناسُ - شركٌ مع الله في السماواتِ السبع، فيكونُ لكم أيضاً بذلك حجةٌ في عبادتكموها؟ فإن من حجتي على إفرادي العبادةَ لربي أنه لا شريكَ له في خلقها، وأنه المنفردُ بخلقها دون كلِّ ما سواه. (الطبري).

7- ﴿ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ ﴾.
أي: في حالِ بيانِها ووضوحِها وجلائها. (ابن كثير).

8- ﴿ كَفَى بِهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ﴾.
فسَّرهُ الطبريُّ بقوله: كفَى باللهِ شاهدًا عليَّ وعليكم بما تقولونَ مِن تكذيبِكم لي فيما جئتُكم به مِن عندِ الله.

10- ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾.
إنَّ اللهَ لا يوفِّقُ لإصابةِ الحقِّ وهَدي الطريقِ المستقيمِ القومَ الكافرينَ الذينَ ظلموا أنفسَهم بإيجابهم لها سخطَ اللهِ بكفرهم به. (الطبري).

11- ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ ﴾.
أي: قالوا عن المؤمنين بالقرآن: لو كان القرآنُ خيراً ما سبقَنا هؤلاء إِليه، يعنون بلالاً وعمّاراً وصهيباً وخبّاباً رضيَ الله عنهم، وأشباهَهم وأضرابهم من المستضعفين والعبيدِ والإماء، وما ذاك إلا لأنهم عند أنفسهم يعتقدون أن لهم عند الله وجاهة، وله بهم عناية. وقد غلطوا في ذلك غلطاً فاحشاً، وأخطأوا خطأً بيِّناً، كما قالَ تباركَ وتعالى: ﴿ وَكَذٰلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِّيَقُولوۤاْ أَهَـٰؤُلاۤءِ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَآ ﴾ [سورة الأنعام: 53] أي: يتعجبون كيف اهتدَى هؤلاء دوننا، ولهذا قالوا: ﴿ لَوْ كَانَ خَيْراً مَّا سَبَقُونَآ إِلَيْهِ ﴾. (ابن كثير).

12- ﴿ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ ﴾.
﴿ وَرَحْمَةً ﴾ لهم أنزلناهُ عليهم.
﴿ وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ ﴾: وهو بُشرَى للذين أطاعوا اللهَ فأحسَنوا في إيمانِهم وطاعتِهم إيّاهُ في الدنيا، فحَسُنَ الجزاءُ مِن اللهِ لهم في الآخرةِ على طاعتِهم إيّاه. (الطبري).

15- ﴿ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾.
﴿ وَعَلَى وَالِدَيَّ ﴾: جمعَ بين شكرَي النعمةِ عليه وعلى والديه؛ لأن النعمةَ عليهما نعمةٌ عليه.
﴿ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ ﴾ من كلِّ ذنب، ﴿ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾: المخلصين. (النسفي).

16- ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ
فهؤلاءِ نتقبَّلُ عنهم طاعاتِهم وأعمالَهم الصَّالحةَ التي عملوها في الحياةِ الدُّنيا، ونغفرُ لهم سيِّئاتِهم فلا نعاقبُهم عليها، فهم مِن أصحابِ الجنَّة، وَعْدَ الصِّدقِ الذي وعدَهمُ اللهُ به، وهو أنْ يتقبَّلَ منهم طاعتَهم، ويتجاوزَ عن سيِّئاتِهم. (الواضح).

17- ﴿ وَيْلَكَ آَمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ﴾.
أي: صدِّقْ بوعدِ الله، وأقرَّ أنكَ مبعوثٌ مِن بعدِ وفاتك، إنَّ وعدَ اللهِ الذي وعدَ خَلقَهُ أنه باعثُهم من قبورِهم، ومُخرِجُهم منها إلى موقفِ الحسابِ لمجازاتِهم بأعمالِهم، حقٌّ لا شكَّ فيه. (الطبري).

18- ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ ﴾.
من الأممِ الذين مضَوا قبلَهم مِن الجنِّ والإنس، الذين كذَّبوا رسلَ الله، وعتَوا عن أمرِ ربِّهم، إنهم كانوا المغبونينَ ببيعِهم الهُدَى بالضلال، والنعيمَ بالعقاب. (الطبري).

19- ﴿ وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾.
وجميعُهم لا يُظلمون، لا يُجازي المسيءَ منهم إلا عقوبةً على ذنبه، لا على ما لم يعمل، ولا يَحملُ عليه ذنبَ غيره، ولا يَبخسُ المحسنَ منهم ثوابَ إحسانه. (الطبري).

20- ﴿ فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ ﴾.
بما كنتُم تتكبرَّون في الدنيا على ظهرِ الأرضِ على ربِّكم، فتأبون أنْ تُخلِصوا له العبادة، وأنْ تُذعِنوا لأمرهِ ونهيه، ﴿ بِغَيْرِ الْحَقِّ ﴾ أي: بغيرِ ما أباحَ لكم ربُّكم وأذنَ لكم به، ﴿ وبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ ﴾ يقول: بما كنتُم فيها تخالفون طاعتَهُ فتعصُونه. (الطبري).

21- ﴿ وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾.
وقد مضتِ الرسلُ بإنذارِ أممِها ﴿ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ﴾ يعني: من قبلِ هود، ﴿ وَمِنْ خَلْفِهِ ﴾ يعني: ومن بعد ِهود، ﴿ ألاَّ تَعْبُدُوا إلاَّ اللَّهَ ﴾ يقول: لا تُشركوا مع اللهِ شيئًا في عبادتِكم إيَّاه، ولكنْ أخلِصوا له العبادة، وأفرِدوا له الألوهة، أنه لا إله غيره، إني أخافُ عليكم أيها القومُ بعبادتِكم غيرَ اللهِ عذابَ اللهِ في يومٍ عظيم، وذلكَ يومٌ يَعظمُ هولُه، وهو يومُ القيامة. (الطبري، باختصار).

25- ﴿ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ
﴿ بِأَمْرِ رَبِّهَا ﴾ أي: بإذنِ اللهِ لها في ذلك.
﴿ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ ﴾: أي: هذا حكمُنا فيمن كذَّبَ رسلَنا، وخالفَ أمرنا. (ابن كثير).

26- ﴿ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴾.
إذ كانوا يكذِّبون بحججِ الله وهم رسلُه، وينكرون نبوَّتهم، ﴿ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤون ﴾ يقول: وعادَ عليهم ما استهزَؤوا به، ونزلَ بهم ما سخروا به، فاستعجلوا به من العذاب. وهذا وعيدٌ من الله جلَّ ثناؤهُ لقريش، يقولُ لهم: فاحذروا أن يحلَّ بكم من العذابِ على كفركم بالله وتكذيبكم رسلَهُ ما حلَّ بعاد، وبادِروا بالتوبةِ قبل النقمة. (الطبري).
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 448.75 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 442.86 كيلو بايت... تم توفير 5.89 كيلو بايت...بمعدل (1.31%)]