رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله - الصفحة 29 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4479 - عددالزوار : 989175 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4016 - عددالزوار : 508047 )           »          ماذا يأكل المسلمون حول العالم؟ استكشف سفرة عيد الأضحى من مصر إلى كينيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 149 )           »          طريقة عمل الفتة بخطوات سريعة.. الطبق الرسمى على سفرة عيد الأضحى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 113 )           »          مقاصد الحج (ليشهدوا منافع لهم) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 124 )           »          آللَّهِ ما أَجْلَسَكُمْ إلَّا ذَاكَ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 110 )           »          أحكام وفضائل يوم النحر وأيام التشريق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 123 )           »          أحكام الأضحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 123 )           »          يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 140 )           »          الحوار آدابه وضوابطه في ضوء الكتاب والسنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 118 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #281  
قديم 20-04-2022, 01:11 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,519
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

صنع في رمضان!

كتبه/ سامح بسيوني



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فرمضان يصنعك: صناعة تجدد الإيمان، وتهيئ الإنسان للفوز بالرضوان، والعتق من النيران، صناعةُ تُصلِح القلوب وتُعالِج العيوب، صناعة تأذن لظلمة القلب أن ترحل، ولنور الإيمان أن يبزغ، ولربيع القلب أن يتدفق.

ففي شهر رمضان تتجلَّى تلك الغيوم القابعة على قلوبنا طيلة العام، فما مِن قلبٍ إلا وله سحابة كسحابة القمر تظلمه، فيحتاج إلى نور الإيمان كي يبدده، كما في الحديث الصحيح أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: "ما من القلوب قلب إلا وله سحابة كسحابة القمر بينما القمر مضيء إذ علته سحابة فأظلم إذ تجلت عنه فأضاء".

وها هو شهر رمضان قد جاءنا ليحقق التقوى في نفوسنا بصناعة قرآنية: "يا أيها الذين آمنوا كُتِب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون"، فالتقوى درة مفقودة، وغاية منشودة من أجلها شُرع الصيام، ومن أجلها حُقَّ لنا أن نسعى لصلاح قلوبنا قبل أبداننا، فالتقوى محلها القلب كما أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدره ثلاث مرات قائلًا: 'التقوى ها هنا".

ولذلك يعد هذا القلب هو محط الاهتمام الأول الذي يجب العناية به من أول يوم في رمضان؛ فبصلاحه يستقيم الإيمان، ويُصنع الإنسان على ما يرضي الرحمن؛ فنفوز حينئذٍ بالسعادة والرضوان، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يستقيم إيمانُ عبدٍ حتى يستقيم قلبه"؛ ولذلك فالمؤمن الصادق العاقل يجب أن يستغل هذا الشهر ببركاته ورحماته، وما فيه من طاعاتٍ في علاج ظلمة قلبه؛ لا أن يشغل نفسه فيه بما يُخططه له أعداء الأمة عبر أبواقهم الذين يأبون إلا أن يضيعوا تلك الفرصة على أبناء الأمة، ويريدون طبقًا لمخططات أسيادهم في الغرب أن يغرقوا أبناء الأمة في مستنقعات المسلسلات الرمضانية المدمِّرة للأخلاقيات والقِيَم والسلوكيات، والمُبْعِدَة لهم عن العودة إلى ربِّ الأرض والسماوات!

فسبحان الله!

الله العزيز الكريم الرحيم، يفتح لعباده أبواب جنانه في رمضان وييسر لهم سبل صلاح القلب، والعتق من النيران، ويغلق أبوابها دونهم، بينما أبواق أعداء الأمة يأبون إلا أن يصدوهم عن أسباب نجاتهم، ويمعنون في فتنتهم وتضييعهم، وتشكيكهم في أحكام دينهم!

وصدق الله تعالى إذ يقول في كتابه الكريم: "وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا"؛ فلننتبه لتلك الفرصة التي سرعان ما تنفلت من أيدينا -وقد مرَّ الثلث والثلث كثير-، فرمضان كما قال الله: "أيامًا معدودات".

فلنحرص على السبق في هذه الأيام، وأولى السبق هو سبق القلب إلى الله؛ الذي به يطيب المقام، ويستقيم الإيمان، وتحصل ثمرة الصيام والقيام والقرآن.


ولنحرص على قلوبنا مِن أسهم أعدائنا، ولنحفظها بغض أبصارنا، وحفظ ألسنتنا، وصيانة ديننا.

فاللهم خذ بأيدينا إليك، وأقبِل بقلوبنا عليك، وارزقنا قلوبًا مخمومة -أي: نقية-، وألسنة صادقة، واكتب لنا رضوانك، والعتق من نيرانك، والفوز بالدرجات العلا من جنانك.

اللهم آمين.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #282  
قديم 20-04-2022, 01:15 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,519
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله



العشر الأواخر فرصة للانطلاق









كتبه/ ياسر برهامي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فأعظم نعمة ينعم الله -عَزَّ وَجَلَّ- بها على عبدٍ مِن عباده أن يهديه للإسلام، وأن يوفقه للعمل بطاعته -سبحانه وتعالى- واتباع رسوله -صلى الله عليه وسلم-.

أعظم نعمة أنعم الله بها على أمة الإسلام، الرحمة المهداة والنور والبرهان، الرحمة التي بُعِثَ بها النبي -صلى الله عليه وسلم- وبُعِثَ من أجلها، والنور والبرهان: الكتاب المبين؛ جعله الله -سبحانه وتعالى- حياةً للقلوب، وسببًا لسعادتها في الدنيا والآخرة، سببًا لنيل كل خير في هذه الدار وفي الدار الآخرة.

كذلك جعل الله -سبحانه وتعالى- القرآن الكريم نورًا للقلوب المؤمنة، وربيعًا لها، وذهابًا لهَمِّها وغَمِّها.

وحاجة الناس إلى القرب مِن الله -سبحانه وتعالى- أعظم مِن حاجتهم للطعام والشراب، بل والنَّفَس؛ حاجتهم وافتقارهم إلى أن يتأَلَّهُوا -إلى أن يتعبدوا- لله -عَزَّ وَجَلَّ-، أن يُؤَدُّوا حق الألوهية، أن يعرفوا حق ربهم -سبحانه وتعالى- ويؤدوه؛ حاجتهم إلى ذلك أعظم مِن كل حاجة؛ إذ لا حياة بغير العبودية، بأن تتوجه قلوبهم إلى الله -سبحانه وتعالى-.

لذا كان شهر رمضان، شهر الحياة، شهر القرآن: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (البقرة:185).

وإنما يَعرِفُ نعمة الله -سبحانه وتعالى- فَيَشكُرَها مَن ذاق معنى القرب مِن الله -عَزَّ وَجَلَّ-؛ بتلاوة القرآن وسماعه، والاهتداء بنوره، ومعرفة الفرقان الذي في القرآن العظيم، حتى يفرِّق بيْن الحق والباطل، وبيْن الهدى والضلال، وبيْن السُّنة والبدعة، وبيْن الإيمان والكفر؛ حين يحصل للعبد هذا الفرقان وتحصل له أنواع الهداية والبَيِّنات؛ عند ذلك يعرف قدر النعمة فيشكر الله -عَزَّ وَجَلَّ- حين يقول: "الله أكبر، ولله الحمد"، عندما يتم الله -عَزَّ وَجَلَّ- نِعمتَه بإكمال العِدَّة فإنه يقولها صادقًا مِن قلبه: "الله أكبر، ولله الحمد"؛ له الحمد -سبحانه وتعالى- على ما شَرَع لنا، وله الحمد -سبحانه وتعالى- على ما مَنَّ به علينا مِن إرسال رسوله -صلى الله عليه وسلم- وإنزال الكتاب عليه، (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا) (الكهف:1).

رمضان شهر الانطلاق والتحرر مِن أسر الشهوات والعادات؛ إن الإنسان فيه طاقات كامنة، فيه رغبات وإرادات يدفنها أكثر الناس، ويغيرون مسالكها؛ فلا يعرفون عن هذه الإرادات وهذه الطاقات في الانطلاق والارتفاع، لا يعرفون عن ذلك شيئًا! إنما يعيشون كما وصف الله -عز وجل-: (لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) (الأعراف:179).

شهر رمضان شهر تحرر مِن أسر العبودية لغير الله.

العبودية لله -عز وجل- هي سبب راحة الإنسان، خلق عليها، فطر عليها، خلق مِن أجلها: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات:56)، قال -عز وجل-: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (الروم:30).

إن الحواجز والعقبات التي تعترض طريق القلب في ارتفاعه وقربه مِن الله -عز وجل- عقبات كثيرة، أعظمها: الكفر والشرك والنفاق، ويليها بعد ذلك: البدع والضلالات التي هي فساد الاعتقاد، والتي في حقيقة الأمر هي منبعها الكفر والشرك والنفاق، وإن كثيرًا مِن الناس يضل بها، وهو يحسب أنه يُحسن صنعًا، ثم بعد ذلك الكبائر الباطنة: مِن الكِبْر والعلو، وإرادة الفساد، ثم بعد ذلك الكبائر الظاهرة: كالزنا، والسرقة، وشرب الخمر، وقتل النفس، ثم بعد ذلك الصغائر والذنوب: كلها حُجُب، كلها تمنع القلب مِن الانطلاق، ثم بعد ذلك فعل المكروهات، ثم بعد ذلك ترك ما هو أولى ومستحب، كل ذلك يحجب بدرجات متفاوتة، وإن كان مَن ترك المحرمات وفعل الواجبات نجا عند الله -سبحانه وتعالى-، لكن يفوته الربح!

والربح في التجارة مع الله -عز وجل- ربح عظيم: ألم تسمع قول الله -سبحانه وتعالى-: (مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا) (الأنعام:160)؟!

ألم تسمع قول الله -عز وجل-: (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (البقرة:261)؟!

ألم تسمع قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ، فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً) (متفق عليه)؟!

ما أعظم مَن يتاجر مع الله -عز وجل-! (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ) (فاطر:29).

ألا يكفيك ما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).

عباد الله... الأعمال بالخواتيم؛ قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ -يَعْنِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ- فَإِنْ ضَعُفَ أَحَدُكُمْ أَوْ عَجَزَ، فَلَا يُغْلَبَنَّ عَلَى السَّبْعِ الْبَوَاقِي) (رواه مسلم).

ليلة القدر خير مِن ألف شهر، مَن حُرم خيرها فقد حُرم.

كل ليلة مِن ليالي العشر ليلة فاضلة، والعبادة فيها عبادة فاضلة مضاعفة -إن شاء الله-، ومَن قام رمضان قام ليلة القدر، ومَن قام العشر الأواخر قام ليلة القدر، فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أُرِيَها في العشر الأواخر، وتواطأت رؤيا أصحابه على أنها في العشر الأواخر، واعتكف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العشر الأواخر مواظِبًا على ذلك؛ التماسًا لهذه الليلة المباركة التي (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) (الدخان:4)، كما قال الله -سبحانه وتعالى-.

الله -سبحانه وتعالى- جعل الفضل لهذه الأمة بالمضاعفة في الحسنات لما علم مِن قلوبهم مِن حبهم لله -عَزَّ وَجَلَّ- وطاعتهم له، ورجائهم للقائه أكثر ممن كان قبلهم؛ فضاعف لهم في هذه المواسم، والأيام والليالي المباركة، حتى يسبقوا غيرهم فإنهم خير أُمَّةٍ أُخْرِجَت للناس، ودينهم خير دين، وكتابهم خير كتاب، ورسولهم خير الرسل، خير خَلْقِ الله -عَزَّ وَجَلَّ- على الإطلاق؛ أَيّ شرفٍ لهذه الأُمَّة، شرفها الله -عَزَّ وَجَلَّ- بهذه الخيرات، فسبحان الله! كيف يُعْرِض الأكثر عن هذا الخير؟!

اجتهدوا -عِبَادَ اللهِ- في الأيام والليالي القادمة، واعتبروا أن كل ليلة منها يمكن أن تكون ليلة القدر؛ فاعملوا على ذلك، ولعل الخير في إخفاء ليلة القدر، في أن يجتهد المسلمون في الليالي كلها، ولا يقوموا ليلة واحدة ويتركوا باقي الليالي، فإننا لاشك في حاجةٍ إلى العبادة، في حاجةٍ إلى تَنَفُّسِ قلوبِنا، في حاجةٍ إلى راحتها وسعادتها بالقرآن العظيم، في حاجةٍ إلى فضل الله ورحمته.

الله -سبحانه وتعالى- جعل في الصيام فرحة، وجعل في القيام فرحة، وجعل في الاعتكاف فرحة، جعل في كُلِّ طاعةٍ فرحة؛ لأنها مِن فضل الله ورحمته، (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) (يونس:58).

بقيتْ ليالي معدودة، سرعان ما تَمُرّ، كما مَرَّ معظم هذا الشهر الكريم، والعمر يَمُرُّ، والإنسان إن لم ينتبه لمرور الليالي والأيام والشهور والأعوام انقضى عمرُه مغبونًا فيه، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالفَرَاغُ) (رواه البخاري)، وقال: (اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هِرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ) (رواه الحاكم، وصححه الألباني)، هكذا أَمَرَ النبي -صلى الله عليه وسلم-.

اغتنموا ما بقي مِن هذه الأوقات الفاضلة، وأروا الله -سبحانه وتعالى- خيرَ ما عندكم، وهو -عَزَّ وَجَلَّ- يجزي مَن آمن بأحسن ما عمل، ويُكَفِّر عنه أسوأ الذي كانوا يعملون، وسبحانه وتعالى عَفُوٌ كَريمٌ يحب العَفْو، ومِن حُبِّهِ للعَفْوِ شرع لعباده أسباب العفو، وفتح لهم أبواب التوبة، خَلَقَ بابًا للتوبة قِبَل المغرب يسير الراكب فيه مسيرة أربعين أو سبعين عامًا، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-، لا يزال مفتوحًا للتوبة حتى تطلع الشمس منه، جعل أنبيائَه وخَاصَّةَ رُسُلِه تَوَّابين وأَوَّابين ومُنيبين.

ولأنه -سبحانه وتعالى- يحب التوبة قَدَّرَ الذنوب على عبادِه المؤمنين، ليتوبوا إليه، ليغفر لهم -عَزَّ وَجَلَّ-، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ) (رواه مسلم).

هو -سبحانه وتعالى- يغفر الذنوب: (وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ) (آل عمران:135)؛ فجَدِّدوا التوبة على الدوام، واستعينوا بالله -سبحانه وتعالى- على طاعته، فإياه نعبد وإياه نستعين، (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة:5).

لا توفيق لنا إلا بالله، (وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) (هود:88)، فأنتَ لا تكون إلا بالله، ولا ملجأ لك إلا إلى الله، قلبك لستَ تملكه، إنما هو بيد الله -عَزَّ وَجَلَّ-، بيْن إصبعين مِن أصابعه، يُقَلِّبُ قلوبَ العِبَاد كيف شاء، فأيّما قلب يريد أن يقيمه أقامه، وأيّما قلب يريد أن يزيغه أزاغه، يا مُقَلِّب القلوبِ ثَبِّت قلوبَنا على دينك.


نسأل الله -عَزَّ وَجَلَّ- أن يتم علينا نعمته، وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #283  
قديم 20-04-2022, 02:34 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,519
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

العشر الأواخر على الأبواب فهل من مشمر؟



رمضان أيامه تمر بسرعة ونحن في غفلة إلا من رحم الله، فما أحوجنا أن نشمر عن ساعد الجد، ونشحذ الهمم فيما تبقى من شهر رمضان؛ شهر الطاعة والمغفرة والرحمة والعتق من النيران.

هاهي العشر الأواخر من رمضان على الأبواب، أيام عظيمة امتن الله بها على الأمة المسلمة بأن أعطاها نفحات ربانية عطرة، فيها الأجر العظيم مع العمل والطاعة القليلة، وفيها أيضا ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.. هي خلاصة رمضان، وزبدة رمضان، وتاج رمضان قد قدمت، فيا ترى كيف نستقبل العشر الأواخر من رمضان؟


وإذا كان قد ذهب من هذا الشهر أكثره، فقد بقي فيه أجَلّه وأخيره، لقد بقي فيه العشر الأواخر التي هي زبدته وثمرته، وموضع الذؤابة منه، ولقد كان - صلى الله عليه وسلم - يعظّم هذه العشر، ويجتهد فيها اجتهادًا حتى لا يكاد يقدر عليه، يفعل ذلك – صلى الله عليه وسلم - وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخّر، فما أحرانا نحن المذنبين المفرّطين أن نقتدي به – صلى الله عليه وسلم - فنعرف لهذه الأيام فضلها، ونجتهد فيها؛ لعل الله أن يدركنا برحمته، ويسعفنا بنفحة من نفحاته، تكون سببًا لسعادتنا في عاجل أمرنا وآجله. روى الإمام مسلم عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يجتهد في العشر الأواخر، ما لا يجتهد في غيره".، وفي الصحيحين عنها قالت: "كان النبي – صلى الله عليه وسلم - يخلط العشرين بصلاة ونوم، فإذا كان العشر شمَّر وشدَّ المئزر".

فقد دلت هذه الأحاديث على فضيلة العشر الأواخر من رمضان، وشدة حرص النبي – صلى الله عليه وسلم - على اغتنامها والاجتهاد فيها بأنواع القربات والطاعات؛ فينبغي لكم -أيها المسلمون- أن تحرصوا على إيقاظ أهلكم، وحثهم على اغتنام هذه الليالي المباركة، ومشاركة المسلمين في تعظيمها والاجتهاد فيها بأنواع الطاعة والعبادة.

أيها الإخوة الصائمون:
لنا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسوة حسنة، فقد كان إذا دخل العشر شدَّ مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله.

وإيقاظه لأهله ليس خاصًّا في هذه العشر، بل كان يوقظهم في سائر السنة، ولكن إيقاظهم لهم في هذه العشر كان أكثر وأوكد.

ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها"، "وكان إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله" (متفق عليه)

إنها ليالٍ معدودة وساعات محدودة، فيا حرمان من لم يذق فيها لذة المناجاة! ويا خسارة من لم يضع جبهته لله ساجدًا فيها!!

إنها ليالٍ يسيرة.. والعاقل يبادر الدقائق فيها؛ لعله يفوز بالدرجات العُلا في الجنان.. "وإنها ليست بجنة بل جنان".

لماذا نستغل العشر؟
إن المؤمن يعلم أن هذه المواسم عظيمة، والنفحات فيها كريمة؛ ولذا فهو يغتنمها، ويرى أن من الغبن البين تضييع هذه المواسم، وتفويت هذه الأيام، وليت شعري إن لم نغتنم هذه الأيام، فأي موسم نغتنم؟! وإن لم نفرغ الوقت الآن للعبادة، فأي وقت نفرغه لها؟!

أيها الصائمون:
تذكروا أنها عشر ليال فقط تمر كطيف زائر في المنام، تنقضي سريعًا، وتغادرنا كلمح البصر، فليكن استقصاركم المدة معينًا لكم على اغتنامها. - تذكروا أنها لن تعود إلا بعد عام كامل، لا ندري ما الله صانع فيه، وعلى من تعود، وكلنا يعلم يقينًا أن من أهل هذه العشر من لا يكون من أهلها في العام القادم، أطال الله في أعمارنا على طاعته. وهذه سنة الله في خلقه {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30]. وكم أهلكنا الشيطان بالتسويف وتأجيل العمل الصالح! فها هي العشر قد نزلت بنا، أبعد هذا نسوِّف ونُؤجل؟! - تذكروا أن غدًا تُوَفَّى النفوس ما كسبت، ويحصد الزارعون ما زرعوا، إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم، وإن أساءوا فبئس ما صنعوا. تذكروا أن فيها ليلة القدر التي عظّمها الله، وأنزل فيها كتابه، وأعلى شأن العبادة فيها، فـ"من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه" (أخرجه الشيخان). والعبادة فيها تعدل عبادة أكثر من ثلاث وثمانين سنة، قال تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3]. قال الإمام النخعي: "العمل فيها خير من العمل في ألف شهر سواها" فلو قُدِر لعابد أن يعبد ربه أكثر من ثلاث وثمانين سنة ليس فيها ليلة القدر، وقام موفَّق هذه الليلة وقُبلت منه، لكان عمل هذا الموفَّق خير من ذاك العابد، فما أعلى قدر هذه الليلة! وما أشد تفرطنا فيها! وكم يتألم المرء لحاله وحال إخوانه وهم يفرطون في هذه الليالي وقد أضاعوها باللهو واللعب والتسكع في الأسواق، أو في توافه الأمور!! يقول النبي صلى الله عليه وسلم : «وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرمها فقد حُرم الخير كله، ولا يُحرم خيرها إلا محروم» (رواه النسائي وابن ماجة وفي الصحيحين عن أبي هريرة) ، عن النبي قال: «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدَّم من ذنبه» وهذه الليلة في العشر الأواخر من رمضان؛ لقول النبي: «تحرُّوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان» (متفق عليه).

فيا نائمًا متى تستيقظ؟! ويا غافلاً متى تنتبه؟! ويا مجتهدًا اعلم أنك بحاجة إلى مزيد اجتهاد، ولا أظنك تجهل هذه الآية «وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ» [التوبة: 105]. فماذا سيرى الله منكم في هذه العشر أيها المؤمنون؟! من رحمة الله بالعباد وهو الغني عنهم أن جعل أفضل أيام رمضان آخره؛ إذ النفوس تنشط عند قرب النهاية، وتستدرك ما فاتها رغبةً في التعويض، والعشر الأواخر هي خاتمة مسك رمضان، وهي كواسطة العقد للشهر لما لها من المزايا والفضائل التي ليست لغيرها.

وبعدُ فيا أيها الصائمون: معاشر المسلمين الموحدين: رمضان فرصة لنقف مع أنفسنا وقفات جادة صادقة، رمضان فرصة للإقبال على الله، رمضان فرصة لنعترف بتقصيرنا بين يديه، فرصة لنعرض حوائجنا له سبحانه فهو أرحم بنا من الوالدة بولدها.

فمن منا لم يذنب ؟ ومن منا لم تقع عينه فيماحرم الله؟ ومن منا لم يعق والديه؟ ومن منا لم يقع في مستنقع الغيبة والنميمة والسخرية والاستهزاء؟ ليس العيب أن نخطئ ولكن العيب أن نستمر في الخطأ دون محاسبة ورجوع صادق إلى الله سبحانه وتعالى.

أيها المؤمنون:
هل هناك أرحم من الله؟! هل هناك أكرم من الله؟! لا وألف لا، إذاً فهيا نمشي سويا إلى الأمام فهيا بنا جميعا نقبل إليه سبحانه فمهما بلغت الذنوب فالله سبحانه يبدلها حسنات إذا صدقناه في التوبة وفي محاسبة أنفسنا.

{إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} [الفرقان: 70].

عن أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله تعالى: «يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة». (رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح).

{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} [الزمر:53- 56 ].

وإن لمن الحرمان العظيم، والخسارة الفادحة، أن نجد كثيرًا من المسلمين، تمر بهم هذه الليالي المباركة، وهم عنها في غفلة معرضون، فيمضون هذه الأوقات الثمينة فيما لا ينفعهم، فيسهرون الليل كله أو معظمه في لهو ولعب، وفيما لا فائدة فيه، أو فيه فائدة محدودة يمكن تحصيلها في وقت آخر، ليست له هذه الفضيلة والمزية.

الله الله في هذه الأيام ، واستغلالها على أجمل وجه، الله الله في قيام الليل والتضرع بالأسحار.

أيها الأحبة الكرام: إن قيام الليل هو دأب الصالحين، وشعار المتقين، وتاج الزاهدين، كم وردت فيه من آيات وأحاديث! وكم ذُكرت فيه من فضائل! فكيف إذا كان في رمضان، وفي العشر الأواخر منه حيث ليلة القدر!!

وعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن» (رواه الترمذي وصححه).

القانتون المخبتون لربهـــــــــــم *** الناطقون بأصدق الأقـــــــوال
يحيون ليلهم بطاعة ربهــــــــــم *** بتلاوة وتضرع وســـــــــــؤال
وعيونهم تجري بفيض دموعهم *** مثل انهمال الوابل الهطــــــال
في الليل رهبان وعند جهادهــم *** لعدوهم من أشجع الأبطــــال
بوجوههم أثر السجود لربهـــــم *** وبها أشعة نوره المتلالـــــــــي
ولقد أبان لك الكتاب صفاتهـــم *** في سورة الفتح المبين العالي
وبرابع السبع الطوال صفاتهـــم *** قوم يحبهــــــــــــم ذوو إدلال
وبراءة والحشر فيها وصفهـــم *** وبهل أتى وبسورة الأنفـــــــال

أسأل الله أن يجعلني وإياكم من أهل الفردوس الأعلى، وأسأله بمنه وكرمه أن يعينني وإياكم على ذكره وشكره وحسن وعبادته، وأن يوفقني وإياكم لما يحب ويرضى....

عبادالله: صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه....
منقول











__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #284  
قديم 21-04-2022, 12:31 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,519
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

ما هي وجبات السحور التي من تناولها تدفع عنه العطش في النهار



السحور بركة، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم به فقال: «تسحروا فإن في السحور بركة» ومعنى ذلك أن من يتسحر سيخف شعوره بالجوع والعطش، وهذا ليس مرتبطاً لا بكمية ولا بنوعية الطعام،
وقد أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على سحور التمر فقال: «نعم سحور المؤمن التمر»، وقال صلى الله عليه وسلم: «السحور كله بركة فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة ماء فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين»،
والسنة تأخير السحور ؛ لأنه فعل النبي صلى الله عليه وسلم. ومع ذلك فهناك نصائح هامة عامة للسحور، منها: أن تكون وجبة السحور وجبة خفيفة قليلة الدهون، وعدم النوم بعد تناول وجبة السحور مباشرة.
وأما لتجنب الإحساس بالعطش، فيجب تجنب الأغذية الشديدة الملوحة، وتجنب التوابل والبهارات وخاصةً عند السحور ؛ لأنها تزيد الإحساس بالعطش، ويُستحسن تجنب استعمال الأغذية المحفوظة، أو الوجبات السريعة التحضير، كما ويجب شرب كمية كافية من الماء، مع عدم المبالغة في ذلك.
وبشكل عام فإن تناول المأكولات الطازجة خاصةً الفواكه والخضراوات، وشرب العصير واللبن، وتناول السلطات، كل ذلك مجتمعاً يُساعد في سحور طيب وصيام مبارك بإذن الله تعالى .
إذن: السحور وتأخيره، وتناول التمر والماء، والسلطة واللبن، والمأكولات الطازجة من فواكه وخضروات، وتجنب الدهن والملح، والتوابل والبهارات والمحفوظات. والله الموفق.
منقول












__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #285  
قديم 21-04-2022, 12:34 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,519
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

العشر الأواخر من رمضان والهدي النبوي فيها..


محمد سيد حسين عبد الواحد



أما بعد فيقول رب العالمين سبحانه { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}
«وفى الصحيحين من حديث عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أن عَائِشَةَ رضى الله عنها قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى مِنَ اللَّيْلِ قَامَ حَتَّى تتفطر رِجْلاَهُ قَالَتْ عَائِشَةُ فقلت يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَصْنَعُ هَذَا وَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ؟! فَقَالَ صلى الله عليه وسلم « يَا عَائِشَةُ أَفَلاَ أحب أن أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا ».

أيها الإخوة المؤمنون أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع دخول العشر الأواخر من رمضان من كل عام كان قدوتنا وأسوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد فى العبادة اجتهاداً كبيراً وينشط فى الطاعة نشاطاً عظيما وعند مسلم « كان النبى يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها»
فكان صلى الله عليه وسلم يخص هذه الليالى بأكثر من عبادة وقد ورد فى مسند الإمام أحمد أن رسول الله فى العشرين ليلة الأولى من رمضان كان يخلط بين الصلاة وبين النوم والمعنى أنه كان يقوم من الليل ويرقد وأنه صلى الله عليه وسلم يبقى على هذا الحال حتى تدخل عليه العشر الأواخر من رمضان فإذا دخلت عليه رأيت من رسول الله إقبالاً شديداً على العبادة بكل جوارحه ومشاعره وأركانه
تصف عائشة رضى الله عنها ما يكون عليه حال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فى العشر الأواخر من رمضان فتقول كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل ثم اعتكف أزواجه من بعده
كان يعتكف كل عام عشرة أيام فلما كانت آخر أعوامه صلى الله عليه وسلم ولما كان آخر رمضان اعتكف رسول الله عشرين يوماً
ومعنى الاعتكاف أيها المؤمنون تفريغ القلب مما سوى الله وحبس النفس على طاعة الله فى بيت من بيوت الله معنى الاعتكاف الانقطاع فى بيت من بيوت الله لذكر الله وللصلاة ولتلاوة القرآن وللدعاء وللاستغفار وللصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم تواصل أم المؤمنين حديثها عن حال رسول الله فى العشر الأواخر فتقول: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله"
أما شد المئزر أيها المؤمنون فقيل إنه كناية عن عزيمة أكيدة وكناية عن قوة الإقدام على طاعة الله فى هذه الليالى المباركة
وقيل إن شد المئزر معناه أن يتفرغ المسلم للعبادة ولا ينشغل عنها بشئ وفى القرآن قول ربنا سبحانه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}

وقد ورد فى هذا المعنى أن الرسول عليه الصلاة والسلام فى العشر الأواخر من رمضان كان يؤخر الفطور إلى وقت السحور فكان يواصل الصيام إلى وقت السحر وأحياناً كان النبى يواصل الصيام أياماً متتالية بلا فطور ولا سحور اشتغالاً بذكر الله تعالى فلما أراد الناس أن يواصلوا الصيام أياماً بلا طعام ولا شراب تأسياً برسول الله أشفق عليهم رسول الله ونهاهم عن وصال الصوم أياماً وأذن للمستطيع من المسلمين وأراد الوصال أن يواصل إلى السحور فقط وقال :
«لا تواصلوا فأيكم أراد أن يواصل فليواصل إلى السحر فقال رجل من القوم أنت تواصل الصوم أياماً يا رسول الله فلماذا تمنعنا فقال الرسول عليه الصلاة والسلام : وأيكم مثلي! إني أبيت فيطعمني ربي ويسقيني» ..

وقيل إن شد المئزر معناه هجر الفراش واعتزال النساء ويقول بهذا المعنى عدد كبير من العلماء ..

وليس معنى أن شد المئزر هو اعتزال النساء أن نحسب أن اقتراب الرجال من أزواجهم فى العشر الأواخر من رمضان حرام .. اقتراب الرجال من أزواجهم فى أى وقت حلال حلال إلا فى أوقات مخصوصة منها أن تكون المرأة حائضاً أو نفساء..

وفى سورة البقرة يقول الله تعالى {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}
ومن الأوقات التى يحرم فيها اقتراب الرجال من أزواجهم أن تكون صائماً فالصيام كما تعلمون هو إمساك عن شهوتى البطن والفرج بنية مخصوصة من طلوع الفجر وإلى غروب الشمس
ومن الأوقات التى يحرم فيها اقتراب الرجال من أزواجهم أن تكون محرماً بحج أو بعمرة وفى الآية يقول الله تعالى {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ }

ومن الأوقات التى يحرم فيها اقتراب الرجال من أزواجهم أن تكون أخى معتكفاً فى بيت من بيوت الله تعالى ففى هذه الحال لا يحل للمرء أن يقرب زوجه كما فى قول الله تعالى
{ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}

هذه هى الغاية من شد المئزر تفرغ وانقطاع وحبس للنفس على الطاعة رجاء أن يتقبلها الحكيم العليم سبحانه وتعالى بالقبول الحسن
وأما إحياء رسول الله صلى الله عليه وسلم لليالى العشر الأواخر من رمضان بقيام الليل فليس معناه أن رسول الله كان يصلى الليل فى رمضان فقط بل كان الرسول يقوم من الليل فيصلى كل ليلة فى رمضان وفى غير رمضان فريضة وخصوصية خصه الله تعالى بها من بين أمته وأمرُُ أمره الله به وحده فى قوله تعالى {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا }

فكان قيام الليل كل ليلة من هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ثبت فيما صح عنه أنه صَلَّى مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى تورمت رِجْلاَهُ فقيل له هون على نفسك فَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ فيقول صلى الله عليه وسلم « أَفَلاَ أحب أن أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا »

لكن قيام رسول الله الليل فى العشر الأواخر من رمضان كان يتخذ شكلاًَََ آخر شكلاً مغايراً لقيام السنة كلها.

وهو قيام الليل كله بهمة وقوة ونشاط غير مسبوق فكان رسول الله يأكل لقيمات يقمن صلبه ثم يقوم فيصلى ثم يحتسى رسول الله حسيات من الماء يروى بها ظمأه ثم يقوم فيصلى ثم يسبح رسول الله بحمد الله ويرطب لسانه بذكر الله ثم يقوم فيصلى ولا ينام رسول الله من الليل فى العشر الأواخر من رمضان إلا قليلاً وفيه صلى الله عليه وسلم وفيمن سار على هديه من المؤمنين والمؤمنات أنزل الله قوله : { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}

أما إيقاظ الأهل للعبادة والصلاة فى العشر الأواخر من رمضان فهو صورة من صور أداء الأمانة التى علقها الله فى رقابنا تجاه أزواجنا وأبنائنا وبناتنا وهو عمل بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى هذه الليالى..

فقد ورد أن رسول الله فى العشر الأواخر من رمضان كان يبعث الخدم إلى بيوتات أزواجه ويقول « أيقظوا صواحب الحجر حَتَّى يُصَلِّينَ ، رُبَّ كَاسِيَةٍ فِى الدُّنْيَا ، عَارِيَةٍ فِى الآخِرَةِ »

ولم يكن رسول الله يكتفى بهذا بل كان صلى الله عليه وسلم يقرأ قول الله تعالى {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى } ثم يبعث رسول الله بعض خدمه إلى بيت فاطمة ابنته من يطرق الباب عليها وعلى زوجها عليَّاً ويقول : يقول لكما رسول الله ألا تقومان فتصليان ؟!
بل ورد ما هو أكبر من ذلك أيها المؤمنون لم يكن رسول الله فى العشر الأواخر من رمضان يدع أحدا من أحفاده وحفيداته يطيق القيام والصلاة فى الليل إلا أقامه يصلى ويشهد الخير مع المسلمين
هذا أيها المؤمنون هو هدى النبى صلى الله عليه وسلم فى كل ليلة من ليالى العشر الأواخر من رمضان يشد مئزره ويحيى ليله ويوقظ أهله , فهل لنا أن نتأسى برسول الله ؟ هل لنا أن نسير على خطى رسول الله ؟ هل لنا أن نحرص على الصالحات ونأمل فى الرحمات ونرجو رفع المنازل والدرجات كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم

«قَالَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ « يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ قَبْلَ أَنْ تَمُوتُوا وَبَادِرُوا بِالأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ قَبْلَ أَنْ تُشْغَلُوا وَصِلُوا الَّذِى بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ رَبِّكُمْ بِكَثْرَةِ ذِكْرِكُمْ لَهُ وَكَثْرَةِ الصَّدَقَةِ فِى السِّرِّ وَالْعَلاَنِيَةِ تُرْزَقُوا وَتُنْصَرُوا وَتُجْبَرُوا. »

الخطبة الثانية
أما بعد فيقول ربنا سبحانه { حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}
بقى لنا فى ختام الحديث أيها المؤمنون أن نقول هكذا تبينت لنا سنة رسول الله فى العشر الأواخر من رمضان قيام وركوع وسجود تسبيح وتكبير وتحميد للواحد المعبود تعب ونصب وسهر وإقبال معدوم النظير على العبادة بكل صورها وألوانها , والسؤال لماذا كل هذا ؟ لماذا كل هذا السهر والتعب والنصب ؟
أقول : كان رسول الله يجتهد كل هذا الاجتهاد طمعاً وأملاً فى الله تعالى أن يبلغه وآله وصحبه وكل من سار على هديه من المؤمنين والمؤمنات ليلة القدر { وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ } العبادة فيها بأى صورة كانت صلاة أو ذكراً أو تلاوة أو فكراً هى فى ثوابها فى ليلة القدر خير من نفس العبادة فى ألف شهر ليس فيها ليلة قدر من حرم الخير فى هذه الليلة فقد حرم كما قال النبى صلى الله عليه وسلم
ليلة القدر أيها المؤمنون ليلة من ليالى العشر الأواخر من رمضان التى اختص الله بها أمة محمد صلى الله عليه وسلم من بين سائر الناس وقد ورد فيها قول رسول الله تحرّوا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان ليلة وإحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين أو سبع وعشرين أو تسع وعشرين
ليلة القدر هى ليلة المغفرة نسأل الله تعالى أن يبلغنا إياها قَالَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» »

ليلة القدر هى ليلة العفو ليلة التجاوز ليلة العتق من النار نسأل الله أن يجيرنا من النار ومن عذاب النار ومن كل عمل يقربنا إلى النار قالت عائشة يا رسول الله أرأيت إن أدركت ليلة القدر ماذا أقول فيها؟ قال «قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني» .











__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #286  
قديم 21-04-2022, 09:12 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,519
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله




صوم رمضان بين الصورة والحقيقة


أحمد عبد العال





العبادات في الإسلام تقوم على صور أو ظواهر وحقائق، ولا يتم كمال العبادة وتمامها إلا بوجود الظاهر والحقائق.

أما الظواهر أو الصور فيقصد بها أركانها وشروطها؛ كوقت أدائها وكيفية الأداء وسننها ومستحباتها.

وأما حقائق العبادة فيقصد بها الأمور الخاصة بروح العبادة، والغاية منها، والتي ينال بها المسلم القبول عند الله، ويكون عليها الجزاء الأوفى في الدنيا والآخرة؛ كالإخلاص البعيد عن الرياء، والخشوع البعيد عن الغفلة، وغيرها من الآداب والفضائل.

والحاجة الى الصورة والحقيقة في العبادات أمر معلوم من الدين بالضرورة.

قال الله تعالى " وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ".

والناس في صيامهم لهذا الشهر المبارك فريقان:

الفريق الأول : مؤمن بحقيقة الصيام، مستشعر عظمة هذه العبادة وخلوصها لله عز وجل، وهو صيام سلف الأمة وصالحيها.

فهو يستقبل شهر الصيام منشرح الصدر، طيبَ النفس، وكله شوق إليه، متلذذا بصيامه وقيامه يرجو بذلك القرب من رضوان الله ورحمته.

وفي هؤلاء يقول عنهم المصطفى صلوات الله عليه وسلامه :"من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"

والفريق الثاني: يصوم رمضان ولكنه يشعر بأنه ضيف ثقيل يحول بينه وبين ما يشتهي من المطاعم والمشارب وسائر الملذات (لكن لا مناص من الصوم بصورته )، فتجده عبوسا قمطريرا ضائق النفس،متوتر الأعصاب، غضبه بين عينيه،،مشتت القلب حيران.

فبعضهم يأخذ اجازة من عمله ليصبح ليله سهرا، ونهاره نوماً، وربما فاتته بعض الصلوات المفروضة.

وبعضهم من يتتبع البرامج الرمضانية الهابطة من مسلسلات، وبرامج مسلية، أو قضاء أوقاته بالتوافه من الاقوال والاعمال.

وفي أمثال هؤلاء يصدق عليهم قوله عليه الصلاة والسلام : "ربَّ صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش،ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر".


فلنحرص أيها الكرام ان يكون صيامنا إيمانا واحتسابا، مع زيادة ارتباطنا بكتاب الله؛ قراءة وحفظا وتدبرا.

وتقبل الله طاعتكم.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #287  
قديم 21-04-2022, 09:15 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,519
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله




فوائد الصوم


عبد الله مسعود





بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ وبعد: هذه حلقات من الجامعة الرمضانية في شهر الصيام، نبدؤها:

تمهيد:

فوائد الصوم

في الصيام طهرٌ لقلوبنا و صفاءٌ لأرواحنا ونقاءٌ لضمائرنا وقرب من خالقنا وبارئنا فالصوم جامعةٌ روحيةٌ كبرى فيها يتخلَّص العبد من كل ما علق به من أمراض و علل و أسقام فيها يتخلَّق العبد بالأخلاق الكريمة و العواطف النبيلة شعاره الحلم و العفو والصفح و كتم الغيظ ،و الانفاق و البذل و العطاء وهو كمال الايمان وتمام الاسلام .

ـ الصوم طاعةُ لله تعالى يُثاب الإنسان عليها ثواباً لا حدود له.

ـ يستحق الصائم دخول الجنة من باب الريان.

ـ الصيام كفارةٌ للذنوب من عام لآخر.

ـ الصيام يحقِّقُ التَّقوى التي هيَ امتثال الأوامر الإلهية واجتناب النواهي، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183] .

ـ الصيام مدرسة خُلُقيّة كبرى، يتدرّب المؤمن فيها على جهاد النفس ومقاومة الأهواء والأهوال والشدائد.

ـ الصوم يُعَوِّدُ على خلق الصبر.

ـ الصوم يُعَلِّم الأمانة ومراقبة الله في السر والعلن.

ـ الصوم يُقوِّي الإرادة ويشحذ العزيمة، ويساعد على صفاء الذهن واتقاد الفكر، قال لقمان لابنه: يا بنيّ إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة، وخرست الحكمة، وقعدت الأعضاء عن العبادة.

ـ الصوم يُعَلِّم النظام والانضباط.

ـ الصوم يُشعر بوحدة المسلمين الحسية بامتناعهم جميعاً عن المفطرات.

ـ الصوم يُنمّي في الإنسان عاطفة الرحمة والأخوّة والتضامن والتعاون.

ـ الصوم يجدّد حياة الإنسان بتجدد الخلايا وطرح ما شاخ منها. وإراحة المعدة وجهاز الهضم، وحِمْية الجسد بالتخلُّص من الفضلات والعفونات. قال صلى الله عليه وآله وسلم: «صوموا تصحُّوا».(1)

ـ الصوم جهادٌ للنفس وكسرٌ لحدِّ الشهوات والأهواء.

- عن عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه، فَقَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم ، فَقَالَ: «مَنِ اسْتَطَاعَ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ».

[(الباءة) هي في اللغة الجماع ،وقيل المراد بالباءة هنا مُؤن الزواج.

(أغضُّ للبصر) أدعى إلى غض البصر.

(أحصنُ للفرج) أدعى إلى إحصان الفرج أي حفظه من الزنا.

(وجاء) قاطع للشهوة]

الصَّوْمَ مِنْ أَعْظَمِ أَرْكَانِ الدِّينِ وَأَوْثَقِ قَوَانِينِ الشَّرْعِ الْمَتِينِ بِهِ قَهْرُ النَّفْسِ الْأَمَّارَةِ بِالسُّوءِ وَأَنَّهُ مُرَكَّبٌ مِنْ أَعْمَالِ الْقَلْبِ، وَمِنْ الْمَنْعِ عَنْ الْمَآكِلِ وَالْمَشَارِبِ وَالْمَنَاكِحِ عَامَّةَ يَوْمِهِ وَهُوَ أَجْمَلُ الْخِصَالِ . غَيْرَ أَنَّهُ أَشَقُّ التَّكَالِيفِ عَلَى النُّفُوسِ فَاقْتَضَتْ الْحِكْمَةُ الْإِلَهِيَّةُ أَنْ يَبْدَأَ فِي التَّكَالِيفِ بِالْأَخَفِّ، وَهُوَ الصَّلَاةُ تَمْرِينًا لِلْمُكَلَّفِ وَرِيَاضَةً لَهُ ثُمَّ يُثَنِّي بِالْوَسَطِ وَهُوَ الزَّكَاةُ وَيُثَلِّثُ بِالْأَشَقِّ وَهُوَ الصَّوْمُ وَإِلَيْهِ وَقَعَتْ الْإِشَارَةُ فِي مَقَامِ الْمَدْحِ وَالتَّرْتِيبِ قال تعالى:{وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ} [الأحزاب: 35]


(1) - ابن السني وأبو نعيم في الطب عن أبي هريرة وهو حديث حسن






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #288  
قديم 21-04-2022, 09:20 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,519
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله




في حرمة رمضان وفِي جميل وعده


زهير سالم





وصام رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة رمضانات، منذ أن فُرض صوم رمضان في السنة الثانية من الهجرة.

وينظر من متّعه الله وبلّغه، خلفه فيرى نفسه قد صام رمضانات كثيرة ستين أو سبعين، فيرجو الله مؤملا مشفقا، وينظر أمامه فيتساءل: هل نختم رمضان بخير؟! وهل يكون لي بعد رمضان رمضان؟! اللهم يا رب رمضان بارك لنا في رمضان.

وكثير ما تقعد ببعض الناس الراحلة، فمع علو الهمة، وتوفر العزيمة، واستبداد الشوق إلى عيش فرحة الصائم الأولى ساعة فطره؛ يتلو المسكين لنفسه وعلى نفسه { وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين}.

كثيرة هي الأعذار التي تبيح الفطر للصائم والصائمةً، منها أعذار موجبة، ومنها أعذار مرخصة. وسواء كان العذر هذا وذاك، وسواء كان العذر عارضا، بحيث يكون بمكنة المعذور ان يقضي الصيام بصيام، أو كان قد أغلقت على المعذور عبادة الصيام فلم يبق له إلا الفدية يدفعها طعام مسكين..

فإن من حُرم من ذواق الصوم الجميل، لم يحرم ولا يحرم من بركة الفضائل والنفحات التي تحملها نسائم رمضان..

والعذر مهما تكن مشروعيته، ليس سببا لاستباحة رمضان، وكسر حرمته، والمجاهرة بما يضطر إليه المعذور من أكل وشرب وقد يكون عذره سفرا قريبا..

الحق للمعذور بكل أصناف العذر بأن يأكل ويشرب في نهارات رمضان، من غير مجاهرة ولا استعلان، وإنما يحفظ للشهر المبارك الفضيل الجميل حرمته ومكانته وهيبته..

ونشأنا في بيئة كنّا إذا ضُبطنا ونحن نأكل في أيام رمضان، ونحن أطفال صغار توجه إلينا عبارة المداعبة: مفطر؟!! لا تأكل أمام رمضان لكي لا يقلع لك أسنانك!!

فالحفاظ على الحرمة مع الترخص الإجباري أو المقدر، هو شأن أهل رمضان من الذين يدخلون الجنة من باب " الريان "

ومن جهة أخرى فإن ما يعد به رمضان من الفضل والرحمة والمغفرة والتقوى، وفضل ليلته التي هي خير من ألف شهر لا يحرم من كل ذلك مترخص بالأكل والشرب في نهار رمضان..

فكل القربات المقترنة بشهر رمضان تظل مشروعة بحق من اضطر إلى رخصة فترخص. ويبقى مشروعا في حقه القيام والذكر وتلاوة القرآن والتقرب من الله بجملة القربات شأنه شأن الصائم فهو وإن أفطر بعذره ممن تشملهم فضائل رمضان ونفحات رمضان، ما تعرض لها وحرص عليها، بالدعاء للقريب المجيب..

جميع حصائد الألسنة من كذب وغيبة وبهتان ونميمة والسعي بالفتنة، والسخرية من الناس؛ محرمة وهي من كبائر الفواحش في كل الأوقات، وهي في رمضان أشد حرمة ونكارة...ومن وجد عذرا شرعيا للإفطار في رمضان فإن عذره لا يشمل بكل تأكيد أن يمارس مثل هذه المهلكات...!! واعتد الإمام أحمد "الغيبة" من المفطرات، مستحضرا حديث المرأتين اللتين قيل لهما: قيئا فقاءتا دما عبيطا. وقال عنهما رسول الله صلى الله وسلم عليه " صامتا عمَّا أحل الله وأفطرتا على ما حرم الله ".

رمضان مظلة لفضل الله تجمعنا، ورمضان كله خير وبركة وعطاء ومواهب ومنّة ومن فاتته فريضة الإمساك عن الطعام والشراب فلا تفوتنّه بركات القيام والتلاوة والذكر والاستغفار والحضور مع الله..


الصائم في نهاره وليله كالمصلي القائم بين يدي الله؛ إلا أنه يدخل ويخرج ويتصرف وما أخنع العبد يكون بين يدي مولاه فيلهو عنه أو يأتي بما يغضبه..

وأجمل الصوم صوم القلب عن السوى...

اللهم اقسم لنا من خير رمضان أجمل ما قسمت لعبادك المصطفَين الاخيار






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #289  
قديم 21-04-2022, 09:38 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,519
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله



هدايا رمضان


فؤاد البنا






▪لقد وهب الله رمضان للمسلمين منحة سنوية ثمينة، حيث يمكن القول بأنه بستان زاخر بالكثير من الثمار التي تنتظر من يحسن اقتطافها، ومتجر حافل بالهدايا الثمينة التي يمكن أن تمنح أصحابها الثراء الإيماني لو أحسنوا توظيفها. ومن أهم العناوين التي تُبرز هدايا رمضان:

▪تدريب الصائمين على الصبر الذي يجعل صاحبه قويا لا يتزعزع أمام النوائب والمصائب، ولا يتضعضع أمام الخطوب والتحديات، ويمنحهم نفاذ العزيمة التي لا تعرف التردد أو الانكسار، والإرادة التي لا يتسلل إليها الكلل أو الملل.

▪تقوية الوازع الإيماني حتى يصبح دولة تسكن ضمير الفرد ولا تفارقه في أي ظرف، بحيث لا ينسى المؤمن رقابة الله أمام النزعات النفسية والنزغات الشيطانية، ولا يضعف أمام الإغراءات والإغواءات التي تغزوه من خارج الذات.

▪تحرير الصائمين من أغلال العوائد التي لا يستطيعون الانفكاك منها في الظروف العادية، إذ أن الصيام يغير نمط حياتهم رأساً على عقب، ولا ينتهي الشهر حتى يكونوا أحراراً في اختيار ما يريدون من أفكار وفي السير ضمن ما يريدون من اتجاهات.

▪ القضاء على القوالب الجامدة والتخلص من نفسيات الاعتياد وفقدان طعم الإيمان، وبَعْث أسباب التجديد في الأرواح، حيث تنغمر في مختلف العبادات وتنغمس في أنوار التقوى التي تخرج من مشكاة الصيام.

▪إعادة الاعتبار للعبادات التي فقدت روحها وحيويتها؛ بسبب طول الأمد والذي يحوّل الشعائر التعبدية إلى ممارسات جوفاء خالية من الروح، حينما يغفل أصحابها عن المنهج النبوي في إقامتها، حيث يساعد رمضان في إعادتها إلى فردوس العبادات بعد أن ذبلت وتحولت إلى مجرد عادات جوفاء لا تأثير لها على السلوك، وإلى طقوس ليس لها ظل من حقيقة في الواقع .

▪إيقاظ مشاعر الرحمة المنطمرة في النفوس التي بلّدتها المعاصي وفي القلوب التي حجّرتها الآفات النفسية، ويبعث رمضان روح الوحدة والمساواة والتكافل بين المسلمين، بعد انغمارها في وسط الكثير من المشاعر والممارسات العصبوية.

▪إبراز شمولية الإسلام في تكوين الفرد وتربية المجتمع، حيث أن الإسلام ينظر إلى الفرد كشخص ذي ثلاثة أبعاد: البعد الجسمي، البعد الروحي، البعد العقلي، ومن يتأمل في كافة العبادات المطلوبة في شهر رمضان يجد أنها تُشبع هذه الأبعاد الثلاثة.


▪التربية على المزاوجة الدقيقة بين العقل والقلب، فكل العبادات المتصلة برمضان تحمل في طياتها جانبين: الأول: جانب العقل وذلك من خلال تحلّيه بالحضور وتحليته بالوعي، والأخر جانب القلب الذي لا بد من حضوره بالخشوع والإخلاص في الصيام والتفكر والتذكر والتصدق وقراءة القرآن، وفي المحصلة ستورث هذه الأمور أصحابها طاقة التقوى التي تستحيل إلى دولة تضبط سلوك صاحبها حتى لا يسقط أمام امتحان المحرمات ولا يتوانى عن القيام بالواجبات.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #290  
قديم 21-04-2022, 05:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,519
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله




روح العبادة


صالح المبارك





أثناء لقائي بمجموعة من الأصدقاء ثار حوار حول طرق يتبعها بعض الإخوة المدمنين على الشاي والقهوة (الكافئين) أو التدخين (النيكوتين) أثناء الصيام في شهر رمضان ، وذكر لي أحدهم أن هناك حبوب كافئين بطيئة الامتصاص يأخذها بعض مدمني القهوة مع السحور بحيث تعطي الجسم دفعات بطيئة ومستمرة من الكافئين فلا يشعر صاحبها بالصداع نتيجة نقص الكافئين خلال فترة الصوم. ثم تحول الحوار إلى لصقة النيكوتين التي يستعملها مدمنو التدخين والتي أيضا تعطي دفعات بطيئة ومستمرة من النيكوتين للمدمن الذي تعود على استمرار وجود النيكوتين في جسمه.

في البداية كان النقاش فقهيا: هل يجوز أم لا يجوز... قلت لمتحدثي: ما أعرفه هو أن ما دخل في الجوف قبل الفجر لا يُفَطّر ولكن إدخال شيء إلى الجوف عن طريق الحقن واللاصقات والقطرة وغيرها أمر آخر فصّل فيه العلماء... أنا لستُ فقيهاً ولا مفتياً ولا أريد الدخول في هذا الأمر لأني أرى أمراً لا يقل أهمية عن السؤال (هل يفطّر أم لا يفطّر؟) وهو روح الصيام والصبر على الطاعة والحرمان الطوعي لفترة محددة في اليوم ولأيام معدودة في السنة عن أشياء هي في الأصل مباحة (مع التنبيه أن التدخين ليس مباحاً). روح العبادة ومقاصد الشريعة لا تقل أهمية عن أحكامها فالصلاة ليست مجرد حركات مثل التمارين الرياضية ، والصوم بنيّة طاعة الله وتعبّده ليس مثل الصوم لتنزيل الوزن أو تحسين الصحة مع أن العبادة غالبا ما يكون فيها عنصر النفع الجسدي الذي نتحصله من التمارين والصوم الصحي.

إذا تأملنا أركان الإسلام الخمس: الركن الأول (شهادة ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله) هو المدخل للإسلام ولكل عبادة. لكن لنتأمل الأركان الأربعة الأخرى فكلها تحتاج قوة إرادة وجهاد النفس ومغالبة الهوى. فأداء الصلاة في وقتها يأخذ صاحبها من مشاغله أو متعه أو يوقظه من نومه ليمثل بين يدي ربه في أوقات معينة. كم يكون أحدنا في جلسة اجتماعية ممتعة أو يستمتع ببرنامج مسلٍّ على التلفزيون أو مستلقٍ أو نائم أو منهمكاً في عمله أو دراسته ثم يأتي وقت الصلاة فيأخذه مما هو فيه ليؤدي واجبه لربه ، هواه يقول له ابقَ مستمتعاً بما أنت عليه ولتكن الصلاة لاحقاً فربما تنطبق عليه الآية (فويلٌ للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون) لكن ضمير الواجب يقول له: بل قم وأدِّ الصلاة في وقتها... إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا.

كذلك الصوم فهو معركة نفسية مع المغريات والشهوات: هل أنتصر عليها؟ في هذه المعركة يترك المسلم طعامه وشرابه وشهواته لساعات معدودة في اليوم طاعةً لله ، لا لمنفعة مادية ولا جسدية ولا نفسية... مع أن تلك المنافع قد تأتي مع الصوم ولكنها ليست الدافع للصوم بل هي استجابة لأمر الله تعالى كما قال في الحديث القدسي (.... يَتْرُكُ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ وشَهْوَتَهُ مِن أجْلِي الصِّيَامُ لِي، وأَنَا أجْزِي به).

كذلك في الركنين الآخرين مغالبة النفس والشهوات ففي الزكاة يدفع المسلم جزءاً من ماله لغيره استجابة لأوامر الله رغم ماجُبِلَ عليه الإنسان من حب المال (وإنه لحب الخير لشديد) ، وفي الحج يترك المسلم كل دنياه: بيته وأهله وماله ومكان ووسائل راحته... كي يقضي أياما يسير فيها بلباس الإحرام الذي يتساوى فيه الكبير والصغير والغني والفقير لا لغاية أو منفعة دنيوية بل طاعة لله.

تستطيع بالطبع أن تؤدي العبادات بعيداً عن روحها وربما يُجْزِئُك ذلك (أي أدّيتَ الفرض) حسب أقوال الفقهاء فتؤدي الصلاة حركات جسدية فحسب وذهنك غارقٌ في أمور الدنيا وتنهي صلاتك وأنت لا تدرك بماذا قرأت... وتستطيع أن تصوم رمضان بعيداً عن روح الصيام فينطبق عليك الوصف في الحديث الشريف (رُبّ صائمٍ ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش) وتحج وأنت لم تتخلَّ عن رفاهيتك وأطباق طعامك المفضلة (وربما حتى سيجارتك) وتقضي وقتك خلال أيام الحج في أحاديث جانبية مع الأصدقاء أو على وسائل التواصل الاجتماعي.

كل عبادة لها أحكامها وروحها... وهناك درجات لروحها نسعى لأعلاها فهناك من يسمو إلى الأعالي وهناك يقنع بالحد الأدنى وهناك ما بين هذا وذاك. فما أجمل وأحلى من أن يؤدي المسلم عبادته محسناً لأحكامها مدركاً لروحها وساعياً إليها ، ومستمتعاً بأدائها وهو يشعر بأنه متصلٌ بربه شاعرٌ بمراقبته (فإن لم تكن تراه فإنه يراك).

من جهة أخرى فالإدمان مشكلة نفسية أولاً قبل أن تكون عضوية فحين يصوم المرء صوماً صحيحاً لا تحايل فيه يصير انضباطه وقوة إرادته أقوى ويصبح أكثر قدرة على التحكم بالنفس ومغالبة الشهوات ، يقود نفسه ولا يتركها تقوده ، فما أقبح من أن يستعبد الإنسان شيء تافه كفنجان قهوة أو سيجارة وهو المخلوق الذي كرّمه الله بنعمة العقل والتمييز.


فيا صديقي الذي تسأل عن حكم بلع حبوب الكافئين أو لصقة النيكوتين وأنت صائم: لا تضيّع روح صيامك بالالتفاف حول الأحكام حتى ولو كان ذلك بطرقٍ يجيزها لك الفقهاء. صم عن الشهوات وجالد نفسك كي تشعر بحلاوة الأداء وتتحصّل على فرحتي الصائم: حين يفطر وحين يلقى ربه.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 155.34 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 149.50 كيلو بايت... تم توفير 5.84 كيلو بايت...بمعدل (3.76%)]