|
فلسطين والأقصى الجريح ملتقى يختص بالقضية الفلسطينية واقصانا الجريح ( تابع آخر الأخبار في غزة ) |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() المسجد الأقصى هو "هيكل سليمان!" كتبه/ عبد المنعم الشحات الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فيدور نقاش محموم بيْن العرب واليهود حول مَن هو صاحب الحق التاريخي في بيت المقدس؟ فبينما يتمسك العرب بأن هذا المسجد بناه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وبقي مِن يومها في سلطان المسلمين إلى يومنا هذا - يدعي اليهود أن المسجد أقامه المسلمون على أنقاض "هيكل سليمان!". ويقومون بعمليات حفر تحت المسجد الأقصى؛ لعلهم يجدون أحجارًا تعود إلى عصر نبي الله سليمان -عليه السلام-، وبطبيعة الحال تغيب الحقائق الشرعية في خِضَم هذا الصراع بيْن القوميين العرب، وبيْن اليهود. ولذلك أردنا أن ننبِّه على الحقائق الآتية: 1- مسألة الحق التاريخي مِن المنظور الشرعي: لا يقر المسلمون أحدًا على أرض كان عليها يومًا مِن الأيام، وفتحها المسلمون (إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ) (الأعراف:128)، بل إن المسلمين لا يخفون عزمهم على تحرير الأرض -كل الأرض- مِن سلطان الكافرين متى استطاعوا إلى ذلك سبيلاً (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ) (البقرة:193). 2- المسلمون هم ورثة جميع الأنبياء: يستوي في ذلك أنبياء بني إسرائيل وغيرهم مِن الأنبياء، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَنَا أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ) (متفق عليه)، وقال: (أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ) (متفق عليه). 3- المسجد الأقصى بُني مسجدًا مِن أول يوم: عَنْ أَبِي ذَرٍّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ أَوَّلَ؟ قَالَ: (المَسْجِدُ الحَرَامُ). قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟، قَالَ: (ثُمَّ المَسْجِدُ الأَقْصَى) قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: (أَرْبَعُونَ) (متفق عليه). وثمة خلاف بيْن العلماء في تاريخ بناء المسجدين؛ إلا أن الراجح أن البناء المذكور هنا في الحديث هو رفع إبراهيم -عليه السلام- للقواعد مِن البيت الحرام؛ سواء قلنا أنه هو واضعها أو أنها وُضعت قبله، وأن بناء المسجد الأقصى كان بعد بناء إبراهيم -عليه السلام- للمسجد الحرام بأربعين عامًا، وبناه يعقوب -عليه السلام- مسجدًا لبني إسرائيل يصلون فيه لله، ويوحدون فيه الله. ولا ننكر أنه مِن الممكن أن يكون المسجد في لغة بني إسرائيل آنذاك يسمى هيكلاً، وإنما المقصود بيان أن حقيقته كما بيَّنها النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان مسجدًا. وقد تعرَّض بنو إسرائيل عبْر تاريخهم لأزماتٍ كانوا يفرون فيها مِن الشام، تاركين المسجد الأقصى وراءهم لأعدائهم يهدمونه ويدنسونه! ثم عندما يتوبون إلى الله ويعودون إلى الجهاد في سبيله يعزهم الله -عز وجل-، وكانت أزهى عصور مُلكهم عصر نبي الله داود -عليه السلام-، ومِن هنا حصلت العناية بالمسجد الأقصى، وتم تجديده في عهد داود وسليمان -عليهما السلام- وهو المسمَّى عندهم بـ"هيكل سليمان". ومِن عجيب أمرهم: أن سليمان -عليه السلام- الذي يطالِبون بوراثة مسجده أو هيكله -على حد تعبيرهم!- عندهم أنه ارتد وعَبَدَ الأصنام في آخر حياته -حاشاه عليه السلام مِن ذلك!-، وقد ظلوا على هذه الفرية حتى أبطلها الله في القرآن المنزَّل على محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-: (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا) (البقرة:102)؛ فمَن أولى بوراثته -عليه السلام-؟! ثم علا اليهود في الأرض مرة ثانية فقتلوا يحيى وزكريا -عليهما السلام-، وهمَّوا بقتل عيسى -عليه السلام- بمساعدة الرومان؛ فسلط الله عليهم الرومان في سنة 70 ميلادية، أي بعد نحو أربعين سنة مِن رفع عيسى -عليه السلام- "إن صحَّ أنه رُفع وعمره قريب مِن الثلاثين"، وتسلـَّط الرومان على المسجد الأقصى وجعلوه إسطبلاً للخيول حتى فتحه المسلمون في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وأعادوا بناءه وتنظيفه. أما القول بأن عمر -رضي الله عنه- بنى مسجدًا في غير المكان التاريخي للمسجد الأقصى هربًا مِن الإقرار لليهود بحقهم التاريخي في المسجد الأقصى؛ فقد بيَّنا -بحمد الله- أنه ليس لأحدٍ حق تاريخي "بل ولا حالي" في أي بقعةٍ مِن الأرض؛ لا سيما التي تحت سلطان المسلمين. فإن قال قائل: فإن القوم لا يستطيعون أن يتكلموا بتلك اللغة التي إن وسعت الإسلاميين -لا سيما المتشددين منهم- فلا يمكن بحالٍ مِن الأحوال أن تسع القوميين والعلمانيين؛ لا سيما المحبين للسلام منهم! فنقول: أما العودة إلى القانون الدولي الذي يتحاكمون إليه؛ فلقد اعتبر القانون الدولي الحدود القائمة حال إنشاء "عصبة الأمم"، ومِن بعدها "الأمم المتحدة" هي الحدود المعتبرة، ولم يعترف القانون الدولي بحقٍّ تاريخي للهنود الحمر في أمريكا مثلاً، ولا اعترف بحق للهنود غير الحمر في أوروبا "وهم صانعو حضارتها"؛ حيث إن الرومان ورثوا حضارتهم عن اليونان الذين هم في أصلهم هنود، ولم يعترف القانون الدولي بأي حق تاريخي لأحدٍ؛ اللهم إلا لليهود في بلاد المسلمين! وإذا كان ولا بد مِن اعترافٍ بحقٍّ تاريخي؛ فإلى أي فترةٍ مِن فترات التاريخ سيرجعون؟! وقد بيَّنا أن أقرب واقع للمسجد الأقصى هو هروب اليهود منه مِن أمام الروم -الذين يساعدونهم الآن في اغتصابه- وتدنيسهم له، ثم مجاهدة المسلمين مِن أجله وتعظيمهم له؛ فمَن أحق به؟! فمِن هنا يتبيَّن لك عدم استحقاق اليهود لوراثة أنبياء بني إسرائيل مِن الناحية الشرعية، ومِن ناحية مبادئ القانون الدولي المزعوم، ولكن "القوميين" هروبًا مِن محاولة نقض ما يراه خصمهم مِن الثوابت، وهي وراثتهم لأي شيءٍ كان يخص بني إسرائيل في أي فترةٍ مِن فترات الزمان؛ لجأوا إلى حيلةٍ مضحكةٍ، وهي: ادعاء أن المسجد الأقصى الحالي مسجد بناه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، لا علاقة له بالمسجد الأقصى الذي كان في زمن أنبياء بني إسرائيل المسمَّى عند اليهود بهيكل سليمان! فهل يا ترى أفحمتْ هذه الكذبة المزعومة اليهود؛ فراحوا ينقبون عن أي بقايا تثبت وجود بناءٍ في هذا المكان قبْل دخول المسلمين إليه؟! إن الجميع يَعلم أن اليهود لا يعترفون إلا بمنطق القوة، ومِن ثَمَّ فإن الذي صرفهم عن هدم المسجد وبناء معبدهم الكفري المزمع إقامته تحت مسمَّى: "هيكل سليمان"، هو خوفهم مِن قوة الإيمان الكامنة في نفوس المسلمين لو استثيرت استثارة بالغة كهذه؛ ولذلك يلجأون إلى الحفريات، وإلى غيرها مِن أنواع الاعتداءات: "كالحرائق - والهدم لبعض أجزائه" كبالونات اختبارٍ للأمة، ومتى وجدوا أن الفرصة سانحة سينقضون على المسجد، ولن يردعهم أصوات القوميين الخافتة، وهم ينادون: "ليس هذا هو مكان هيكل سليمان!". ونسأل الله -عز وجل- ألا يأتي هذا اليوم، ونسأله -تعالى- أن يرزق أبناء الأمة إيمانًا وثباتًا، وأن يُلقي في قلوب أعدائنا الرعب؛ فلا يجترئون على حرماتنا. اللهم آمين.
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() المنطلقات الشرعية في الدفاع عن القدس؟ ![]() المنطلقٌ الشرعي في الارتباط بالقدس والقضية الفلسطينية منطلقٌ مهمٌ، ينبغي استذكاره واستحضاره؛ فإذا عَلم المسلمُ هذا المنطلق فإنه سيتحمل المسؤولية؛ ليعرفَ بعدها الواجب المترتب عليه تجاه القضية، ومن ثّمَّ تتحول خطاباتنا وكلماتنا إلى مشاريع عملية بعيدة عن ردود الأفعال الآنية. فنحن ندافع عن القدس؛ لأنها اصطفاء رباني؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- اصطفاها واجتباها واختارها وشرفها وكرَّمها وأعلى شأنها ومنزلتها؛ فمكانتها ربانية ليست من صنع البشر؛ لأنها ارتباط إيماني؛ فلا تجد بقعة ارتبطت بالوحي، ورسالة التوحيد، ودعوة الأنبياء في بداية الزمان ووسطه وآخره، منذ آدم -عليه السلام- إلى قيام الساعة، كهذه المدينة؛ لأنها تفضيل مكاني؛ فقد تكاثرت وتنوعت الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية الصحيحة، على مكانة وقداسة وفضيلة وبركة المسجد الأقصى والقدس ومنزلتها الرفيعة. لأنها ميراث هذه الأمة: لتوارث الأنبياء وأتباعهم إمامتها وعمارتها، حتى تسلم نبينا صلى الله عليه وسلم هذا الإرث الشرعي بتكليف رباني ليلة المعراج؛ لمَّا أمهم في الصلاة بالمسجد الأقصى. لأنها وديعة النبي صلى الله عليه وسلم : عندما تسلم صلى الله عليه وسلم هذا الإرث العظيم، تحمَّل الأمانة، وغرس في نفوس أصحابه حبها وتعظيمها للمحافظة عليها؛ فالعاقل أحفظ وأحرص ما يكون للوديعة ! لأنها أمانة عمر رضي الله عنه ؛ فالقدس البلدة الوحيدة التي تسلم عمر مفاتيحها سنة 15هـ، وعقد بنفسه صلحها، وأوقف أرضها، في إشارة واضحة إلى منزلتها الكبيرة في نفوس الصحابة -رضوان الله عليهم. لأنها محور الصراع بين الحق والباطل: من تأمل التاريخ واستقرأ الأحداث، يجد أن مدينة القدس هي نقطة وعنوان ومرتكز، ومحور، ولُب، وأصل الصراع بين الحق والباطل قديما وحديثا إلى قيام الساعة ! لأنها معيار رُقي الأمة ورفعتها: فإذا ما أرادت الأمة الرقي والرفعة والمكانة؛ فعليها حيازة القدس ضمن حياضها، وإلا فإنها تعاقب بالتيه والحيرة والتخبط، كما عاقب الله بني إسرائيل بالتيه لما خذلوا موسى عن فتحها! لأنها مقياس خيرية الأمة: قال صلى الله عليه وسلم : «إذا فسد أهلُ الشامِ فلا خيرَ فيكم».صحيح الجامع برقم 702، بقياس العكس ومفهوم المخالفة: إذا صلح أهل الشام؛ فالخير كله فيكم! والقدس قلب الشام. لأنها قضية كل مسلم؛ لأنها أرض طيبة، وبقعة مباركة، ومدينة مقدسة؛ فهي حقٌ لكل مسلم على وجه الأرض، بغض النظر عن لونه، ولغته، وجنسيته، وقوميته وعرقه. لأنها مدينة مقدسة؛ فهي اسمٌ على مسمّى، ولها من اسمها أعظم الحظ وأوفر النصيب؛ فالقدس من التقديس؛ إذ قدسها الله، وشرفها، وطهرها، وجعلها من شعائر الله المعظمة. لأنها مكان مبارك؛ حيث ذكرت بركة بيت المقدس في القرآن الكريم في خمس آيات منها قوله -سبحانه-: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ}(الإسراء:1). لأنها أرض الأنبياء؛ فما من نبي إلا ولد فيها، أو سكن، أو مر، أو هاجر إليها وقصدها، أو عاش فيها، أو تعبد لله -تعالى- ودعا إلى الله -سبحانه- أو مات أو دُفن فيها. لأنها محراب الأتقياء؛ إذ صلى فيها نبينا صلى الله عليه وسلم إماما بالأنبياء جميعهم، وتعبد فيها إبراهيم، وإسحق، ويعقوب، وداود، وسليمان، وزكريا، ويحيى، وعيسى وأمه -عليهم السلام. لأنها مهد الرسالات؛ فعلى ثراها أقام إبراهيم وذريته العبودية لله -سبحانه وتعالى- وكانت مركزا لدعوة يعقوب والأسباط وأتباعهم بما فيهم موسى، ومنطلقا لدعوة عيسى -عليه السلام- قومه إلى التوحيد. لأنها مهبط الوحي؛ إذ نزلت فيها صحف إبراهيم، وزبور داود، ونزلت التوراة على موسى في طريقهم لبيت المقدس، ونزل الإنجيل متمما للتوراة على عيسى، وتُلي فيها القرآن. لأنها مهاجر الأنبياء وأتباعهم؛ فهاجر إليها إبراهيم، ولوط، بعد خروجهم من العراق، وقصدها موسى، وبنو إسرائيل، بعد إغراق فرعون، وتبقى مهاجر المؤمنين إلى قيام الساعة. لأنها أرض المعجزات، حصلت معجزات عديدة ومتنوعة ومهمة في بيت المقدس، كمعجزة حبس الشمس عن الغروب، ومعجزة الإسراء والمعراج، وسليمان وعيسى حياتهما مليئة بالمعجزات. لأنها محل الطائفة المنصورة، قال صلى الله عليه وسلم : «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال». صحيح الجامع 7294، والمسيح الدجال يُقتل في فلسطين. لأنها مبتغى الفاتحين: قصدها موسى لفتحها، وفتحها يوشع من الجبارين، وحررها طالوت ومعه داود من جالوت وجنده، وفتحها عمر، وحررها صلاح الدين من الصليبيين.
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]() الطوائف اليهودية في الوطن العربي.. ماضياً وحاضراً الدعاية الصهيونية نجحت في تهجير 700ألف يهودي من الدول العربية إلى (إسرائيل) دراسة: نبيل السهلي (مركز جنين للدراسات الاستراتيجية) تحاول هذه الدراسة، تغطية الجوانب المختلفة للطائفة اليهودية في الوطن العربي، خاصة وأن الدراسات قليلة حول هذا الموضوع بالذات، حيث تعتبرهم الدول العربية جزءاً أساسياً في نسيجها الاجتماعي العام، شأنهم في ذلك شأن بقية الطوائف بمختلف أطيافها ومشاربها. يعود وجود الطائفة اليهودية في الدول العربية إلى القرن السادس قبل الميلاد، ومنذ ذلك الحين كان اليهود في تلك الدول رغم قلة أعدادهم، جزءاً متمماً لسكان البلاد، امتزجوا في حياة البلاد العامة، وعاداتها وتقاليدها، ولم تتوفر الظروف المشابهة لليهود في الوطن العربي في الحضارات الأخرى التي عاشوا بها، فلم تكن "الغيتوات" موجودة في التجمعات اليهودية في الدول العربية كما حصل في أوروبا وغيرها من مناطق العالم. وعلى رغم ذلك حاولت (إسرائيل) وأصحاب القرار فيها منذ العام 1948أن تشوه صورة أوضاع اليهود في الدول العربية، هذا فضلاً عن الحملات المتكررة من الدعاية والإعلام الصهيوني الموجه لحمل اليهود في الدول العربية للهجرة إلى فلسطين المحتلة، وذلك بغية وصول الحركة الصهيونية و(إسرائيل) إلى أهدافهما الديموغرافية، الرامية إلى تجميع أكبر عدد ممكن من اليهود في فلسطين. في هذه الدراسة محاولة لتوضيح أوضاع اليهود في الوطن العربي، بتسليط الضوء عليها، ليس بكونها خارج النسيج الاجتماعي العربي في كل دولة عربية، بل لإظهار مؤشرات أساسية، بعد أن استطاعت إسرائيل جذب غالبية يهود العرب التي غررت بهم الدعاية الصهيونية إلى إسرائيل خاصة خلال السنوات الأولى من إنشائها. بدأ الوجود اليهودي في المنطقة العربية بموجات هجرة متتالية، كانت الموجة الأولى في القرن السادس قبل الميلاد، وقد عُرفت ب"النفي البابلي"، تلتها موجة أخرى في القرن الأول الميلادي في أعقاب سقوط القدس. وقد هاجرت هذه الجماعات شرقاً نحو العراق، أو جنوباً نحو الجزيرة العربية وجنوب غرب مصر، ومن ثم تسربت أعداد منها إلى شمال إفريقيا لتمتزج بأهل البلاد الأصليين، وتتكلم لغتهم، وأطلق بعضهم على أفرادها اسم "المستعمرين"، وهم أقدم الطوائف اليهودية المقيمة في المنطقة العربية. لكن سقوط الحكم العربي في إسبانيا، أدى إلى خروج اليهود الجماعي منها باتجاه الوطن العربي، وهو ما شكّل أكبر موجات الهجرة إلى المنطقة العربية فانتشر "السفارديم" الناطقون بلغة اللادينو "وهي لهجة إسبانية عربية مختلطة"، في كل مكان على سواحل المتوسط من مراكش حتى آسيا الصغرى، واستقر بعضهم في اليونان وإيطاليا وحتى شمال غرب أوروبا، وكانوا يختلفون عن غيرهم من المجموعات الشرقية من الناحية العرقية، وحتى في بعض الأمور الدينية فإن هناك اختلافات بينهم، إذ أن يهود اليمن والعراق وإيران وأفغانستان ليسوا من "السفارديم". وفي القرن السابع عشر، وصل عدد من اليهود الإيطاليين إلى الجزائر، وانتقل البعض منهم إلى ليبيا. وكلا المجموعتين من أصول إسبانية غربية تختلف عن المستوطنين اليهود القدامى، إذ كانوا أكثر غنى وثقافة، ومع مرور الزمن خفت الفروقات بين اليهود "السفارديم" واليهود الشرقيين إلا أنها لم تضمحل بشكل كامل. لا يمكن حصر عدد اليهود في الدول العربية وتقسيماتهم بشكل دقيق خاصة قبل العام 1948، بسبب ضعف الوعي الإحصائي العربي، وعدم وجود التمييز الطائفي، فضلاً عن غياب المسوحات والتعدادات السكانية في كافة الدول العربية قبل عام 1948.وقد قدرتهم إحصاءات الوكالة اليهودية بثمانمائة ألف نسمة، يشكلون ما نسبته (65) بالمائة من إجمالي عدد اليهود في العالم، الذين كان عددهم آنذاك نحو 1716مليوناً، في عام 1946كان يعيش نحو (1816) ألفاً من اليهود في سورية ولبنان، و(130120) ألفاً في العراق، وفي اليمن وعدن (5045) ألفاً، وفي مصر (8070) ألفاً، وفي تونس (8070) ألفاً وفي الجزائر (120) ألفاً وفي مراكش الفرنسية (190170) ألفاً ومراكش الإسبانية وطنجة (30) ألفاً بينما توزع نحو ثلاثة آلاف يهودي في حضرموت والبحرين والسودان. وقامت مصادر أخرى بتقدير أعداد اليهود مظهرة فروقاً قليلة عن الأرقام السابقة فعلى سبيل المثال لا الحصر، أشارت الوكالة اليهودية إلى أن عدد اليهود في سورية كان يتراوح آنذاك بين ستة عشر ألفاً إلى ثمانية عشر ألفاً، في حين يقول الدكتور علي إبراهيم عبده والدكتورة خيرية قاسمية في كتاب "يهود البلاد العربية" سلسلة دراسات فلسطينية -عدد 82الصادر عن مركز الأبحاث الفلسطيني-حزيران عام 1971، أن عدد اليهود في سورية عام 1950هو ستة آلاف وفي لبنان ستة آلاف وسبعمائة يهودي، في حين وصل الرقم إلى 225ألف يهودي في مراكش الفرنسية وليس (190) ألفاً حسب تقدير الوكالة اليهودية، كما أن الوكالة اليهودية أغفلت بعض التجمعات اليهودية في البلاد العربية مثل ليبيا، التي وصل عدد اليهود فيها إلى أربعة عشر ألفاً في العام -1950كما يوضح الجدول رقم واحد-، ولكن قيام دولة (إسرائيل) عام 1948كان سبباً في خلخلة هذه الأرقام جراء تشجيعها لهجرة اليهود من البلاد العربية إليها. فقد فشل أصحاب القرار في إسرائيل في جذب المهاجرين اليهود من أمريكا، ولذلك اتجهوا لمناطق أخرى ومنها البلاد العربية، فعملوا بتركيز شديد على زعزعة أمن واستقرار اليهود في البلاد التي عاشوا فيها لآلاف السنين، وبذلك نجحت الحركة الصهيونية في تهجير سبعمائة ألف يهودي من المنطقة العربية الذين أغرتهم الدعاية الصهيونية، ولكنهم لم يذهبوا جميعاً إلى فلسطين، فمنهم من هاجر إلى كندا أو أمريكا وغيرها. يهود البلاد العربية الذين نجحت (إسرائيل) في اجتذابهم إليها بعد قيام الدولة العبرية عام 1948، شكلوا جزءاً من المجتمع الإسرائيلي الذي ينقسم إلى أربع مجموعات: الاشكناز القادمين من أوروبا والناطقين باللغة اليديشية "وهي رطانة ألمانية ولغات أوروبية قديمة أخرى"، والسفارديم الناطقين بلغة اللادينو والقادمين من البلقان والشرق الأدنى، واليهود الناطقين باللغة العربية والقادمين من الدول العربية، أما المجموعة الرابعة فتضم جماعات يهودية أخرى متعددة. لكن الملاحظ أن أصحاب القرار في الدولة العبرية يعتبرون "الاشكناز" هم حماة الدولة وبناتها الأصليون وهم أصحاب القرار، وأصحاب الأفكار الصهيونية التي استغلت العلاقات مع الدول الغربية ذات النفوذ العالمي في أعقاب الحرب العالمية الثانية، فتم إنشاء إسرائيل في ظروف إقليمية ودولية استثنائية. وكانت المهمة الأولى لدولة إسرائيل في السنوات العشر الأولى لقيامها هي جذب اليهود من العالم، بشكل خاص. ساهمت الهجرة اليهودية بأكثر من نحو 65من إجمالي الزيادة السكانية في فلسطين للفترة من 19581948، وقد لعبت عملية جذب حوالي (200150) ألف يهودي عراقي في الخمسينيات دوراً بارزاً في ذلك، وما زال جمع يهود العالم هو المهمة الأولى للصهيونية، فالصهيونية تعني "تجميع اليهود". وكان تهجير اليهود العراقيين قد تم من خلال تفجير القنابل وسط أحيائهم، وكذلك الأمر مع يهود اليمن وغيرهم، وعملية "بساط الريح" و "نحميا" جزء من تلك العمليات التي نفذها عملاء الصهيونية آنذاك. تصنيفات اليهود يمكن تصنيف الجماعات اليهودية المتنوعة على عدة أسس، كلها ذات مقدرة تفسيرية وتصنيفية جزئية، وهذا يرجع إلى إشكالين أساسيين كامنين في الشرع والموروث الديني اليهوديين، فاليهودي يتم تعريفه حسب الشريعة بأنه المولود من أم يهودية، الأمر الذي يعني أن هناك أساساً عقائدياً (التهود والإيمان باليهودية)، وأساساً عرقياً (الأم اليهودية) أي أن الانتماء إلى اليهودية يمكن أن يتم على أساس أي من المنطقين، كما أن اليهودي الملحد يظل يهودياً على رغم إلحاده، وهذا ما ينفرد به الشرع اليهودي عن الإسلامية والمسيحية. ويمكن تصنيف أعضاء الجماعات اليهودية على أساس عرقي أو اثني، إلى مجموعات كبرى ثلاث: السفارديم وهم اليهود الذين عاشوا في شبه جزيرة ايبيريا ولغتهم اللادينو، والاشكناز وهم يهود شرق أوروبا "روسيا وبولندا" ولغتهم اليديشية، وهي "اللغة الألمانية في العصور الوسطى بعد أن دخلت عليها بعض المفردات السلافية والعبرية، وتكتب بحروف عبرية" ومع أن أغلبية الاشكناز يتحدثون اليديشية إلا أن هناك منهم من يتحدث لغات أوروبية أخرى. أما فئة يهود الشرق والعالم الإسلامي الذين تشير إليهم بعض الدراسات خطأ على أنهم سفارديم بسبب اتباع الكثير منهم للنهج السفاردي في العبادة، إلا أن تجربتهم الدينية والثقافية والتاريخية مختلفة تماماً. فيهود العالم الإسلامي ينقسمون إلى عدة أقسام، أهمها يهود البلاد العربية المستعربة الذين استوعبوا التراث العربي، وأصبحوا جزءاً لا يتجزأ منه، غير أن هناك جماعات صغيرة أخرى، مثل اليهود الأكراد وبقايا اليهود السامريين "الذين يعيشون في منطقة جبل نابلس بالضفة الغربية المحتلة ويقيمون علاقات طيبة مع أهالي نابلس ويحملون الجوازات الفلسطينية وليس الإسرائيلية" ويهود جبل أطلس من البربر ويهود إيران، وغيرهم. ويتميز كل فريق من هؤلاء بأنه جرى استيعابه في الإطار الحضاري للمجتمع الذي يعيش فيه ويتحدث بلغته بل ويتحدث ل هجة المجتمع الذي يعيش فيه ويتعامل مع العالم من خلال أقسامه الثقافية والرمزية، ولبعض هذه الجماعات الصغيرة سمات فريدة تعزلها عن التيار الرئيسي لليهودية، إذ أن المكون الإثني كثيراً ما يؤثر في المكون الديني. ا حصاءات ومعطيات حول اليهود في الدول العربية تغلب الإحصاءات الصادرة عن جهات إسرائيلية في موضوع الوجود اليهودي في البلاد العربية على أية مصادر أخرى، وذلك نظراً لغياب المعطيات الإحصائية العربية، ولذلك يجب التمحيص في الأرقام والمعطيات الإسرائيلية. وقد قام مركز الإسراء للدراسات والبحوث في بيروت عام 1997بترجمة كتاب صادر عن الحكومة الإسرائيلية بعنوان "الانتشار اليهودي في العالم" ويشمل يهود البلاد العربية وبعض نشاطاتهم الاقتصادية والاجتماعية التي يقومون بها. اليهود في البحرين تشير المعطيات الإحصائية إلى وجود (30) فرداً يهودياً في البحرين من بين مجموع سكان البحرين البالغ (549) ألفاً في عام 1997، وقد استقروا فيها جراء هجرات من إيران والعراق في أواخر القرن التاسع عشر، وقد نشط هؤلاء في مجالات التجارة والمهن الحرفية. وكانت المصادر الصهيونية والإسرائيلية قد أشارت إلى وقوع اضطرابات "ضد اليهود" في عام 1947سقط على أثرها يهودي واحد وتم جرح آخرين وتدمير الكنيس الوحيد هناك، ما أدى إلى هجرة عدد كبير منهم ويحتمل أن تكون أصابع صهيونية وراء الحادث. ويتم إجراء المراسم الدينية في أيام العطلات داخل منزل خاص، ويحتفظ اليهود بأرض خاصة بهم لدفن موتاهم، وتتمتع الغالبية العظمى منهم بالثراء وتربطهم علاقات جيدة بجيرانهم المسلمين، رغم عدم وجود علاقات رسمية بين (إسرائيل) والبحرين. اليهود في تونس يصل مجموع اليهود في تونس حالياً إلى ألفي يهودي، من أصل عدد سكان تونس البالغ (,,873300) عام 1997، وهم يسكنون تونس العاصمة بشكل رئيسي، وهناك تجمعان صغيران لليهود في الحارة الكبيرة والحارة الصغيرة داخل جزيرة "جربا"، حيث يعيش نحو تسعمائة يهودي، كما يقطن حوالي مائتي يهودي في منطقة سوسة-المنستير. ويكتنف الغموض تاريخ اليهود في تونس تماماً، كما هو حال الجماعات اليهودية الأخرى في الشرق الأوسط، إلا أن بعض المؤرخين واستناداً إلى مصادر إسرائيلية يرجعون وجود الجماعات اليهودية في تونس إلى وجودهم في قرطاجة في العام 200م، وقد تعرض وجودهم للخطر في العهد الروماني، ونشط البعض منهم في الزراعة، بينما انخرط غيرهم في التجارة مع روما، وتزايد عددهم نتيجة الهجرة المتواصلة ونشاط الإرساليات اليهودية. هناك خمسة حاخامات يهود في تونس، الحاخام الأكبر في العاصمة تونس وحاخام في جربا "التي تعرض الكنيس فيها مؤخراً لهجوم من جماعة بن لادن حسب مصادر الأخبار"، بينما توزع ثلاثة حاخامات على باقي الجماعات اليهودية، وهناك دار لحضانة الأطفال اليهود في "جَرءبا" إضافة إلى ست مدارس ابتدائية (3في العاصمة، 2في جربا، وواحدة في مدينة زارزيس الساحلية) وأربع مد ارس ثانوية تتوزع على تونس العاصمة وجربا، وتوجد مدرسة دينية يهودية واحدة في كل مدينة من المدينتين أيضاً. وفي عام 1948هاجر آلاف منهم من تونس إلى فلسطين المحتلة. ومن العادات والتقاليد الدينية أن يحج الكثير من السياح إلى كنيس "الغربة" الواقع في قرية الحارة الصغيرة، على رغم أن الهيكل الحالي لهذا الكنيس تم بناؤه العام 1929، إلا أنه من المعتقد أنه كان هناك في الموقع عينه، كنيس قديم يعود تاريخه إلى ألف وتسعمائة سنة مضت. وتتميز نشاطات الجماعات اليهودية بطقوس احتفالية، بما فيها الحج السنوي إلى جزيرة جربا، ويضم "متحف باردو" في العاصمة التونسية معرضاً مخصصاً للأدوات المستعملة في أداء الشعائر والطقوس الدينية اليهودية. يهود جبل طارق وصل عدد اليهود في منطقة جبل طارق في العام 1997إلى ستمائة يهودي من أصل عدد السكان في تلك المنطقة البالغ ثمانية وعشرين ألفاً آنذاك، وقد قدم اليهود الأوائل إلى المنطقة من إسبانيا في القرن الرابع عشر، وفي القرن التالي انضمت إليهم أعداد أخرى، وفي العام 1749منحت سلطات المغرب آنذاك الموافقة النهائية لليهود للاستقرار في جبل طارق. وغالبية هؤلاء اليهود من التجار، ومع وصول يهود إفريقيا الشمالية إلى جبل طارق تم بناء الكُنُس اليهودية، وحظيت المنطقة التي ضمت آنذاك ألفي يهودي بالازدهار الكبير. ويوجد في جبل طارق أربعة كُنُس قيد الاستعمال، ويشرف على كل منها حاخام تعينه الجماعة، وتضم المدارس الابتدائية التابعة للجماعة معظم الأطفال اليهود، كما أنه بإمكان الفتيات الالتحاق بالمدرسة الثانوية اليهودية، وهناك ثلاثة محلات لبيع أطعمة الكوشير "الطعام اليهودي" وتنشر الجماعة كتيباً أسبوعياً خاصاً بها، إضافة إلى نادٍ اجتماعي وفرع لمنظمة Wizo النسائية اليهودية، ولإسرائيل قنصلية في جبل طارق، وبالإمكان زيارة الكُنُس الأربعة الموجودة هناك بعد تحديد موعد مع الجماعة، أما المقبرة اليهودية القديمة الموجودة على قمة الصخرة فما زالت تحظى باهتمام كبير من السياح اليهود. اليهود في الجزائر حسب إحصاء العام 1997فإن عدد اليهود في الجزائر الآن يصل إلى خمسين شخصاً فقط من أصل (,,27325000) نسمة هم سكان الجزائر، وترجع أصول هؤلاء إلى الهجرات القديمة من إسبانيا، غير أن غالبيتهم اعتنقوا الإسلام في ظل حكم سلالة "الموحدين" للفترة من 1130م إلى 1269م، ومع تدهور أحوال اليهود في إسبانيا في القرن الرابع عشر، هاجر العديد منهم إلى الجزائر، ومن ضمنهم الكثير من العلماء الموهوبين مثل "ريباش وارشلتز" ومع مرور الزمن ومجيء الفرنسيين إلى الجزائر عام 1830، تبنى اليهود الثقافة الفرنسية وأعطيت لهم الجنسية الفرنسية أيضاً. هاجر العديد من يهود الجزائر بعد العام 1962، أي بعد استقلال الجزائر، واتجهوا إلى فرنسا واستقروا هناك، ويتجمع اليهود الموجودون حالياً في الجزائر العاصمة، إضافة إلى أعداد قليلة في مدينتي وهران وبليدا، ويوجد معبد يهودي واحد في العاصمة ولكنه يعمل بدون حاخام، وقد تم تحويل المعابد الأخرى إلى مساجد في أنحاء متفرقة من الجزائر، كما أن نحو (25681) يهودياً جزائرياً هاجروا إلى فلسطين المحتلة منذ العام 1948، ولا ترتبط (إسرائيل) بعلاقات مع الجزائر. اليهود في سورية " 1من بين مجموع السكان في سورية والبالغ أربعة عشر مليوناً ومائة وواحداً وسبعين ألفاً عام 1997هناك (250) يهودياً، وقد غادر آخر اليهود من سورية مع حاخامهم الأكبر في تشرين الأول العام 1994، إثر ضغوط شديدة على سورية بحجة إساءة معاملتهم، وكان العدد الإجمالي لليهود في سورية قبل عام 1947قد بلغ ثلاثين ألفاً، ينتمون إلى ثلاث جماعات مختلفة في عاداتها وتقاليدها: اليهود الأكراد في منطقة القامشلي، ويهود حلب الذين تعود أصولهم إلى إسبانيا، واليهود الشرقيون من ذوي الأصول المحلية، والملقبون "بالمستعربين" وكانوا يسكنون العاصمة دمشق. لم يعد هناك الآن في سورية سوى القليل من هذه الجماعات. وتشير المصادر الإسرائيلية إلى تعرض اليهود للعنف في أعقاب استقلال سورية عام 1946الأمر الذي لم تؤكده أي مصادر أخرى. وكان القسم الأكبر من اليهود يعملون في التجارة في "حلب" ثاني أكبر المدن السورية. وكانت المصادر الإسرائيلية زعمت أن سورية أصدرت قوانين جائرة بحق اليهود كمصادرة أملاكهم وتجميد حساباتهم المصرفية، وأضافت بأن سورية حولت هذه الأملاك إلى اللاجئين الفلسطينيين ولكن هذا غير صحيح، وهو جزء من حملة صهيونية لتهجير من تبقى من اليهود في البلدان العر بية "مهما كان عددهم محدوداً"، وقد ساندت دوائر غربية هذه الاتهامات، في إطار حملتهم العامة ضد سورية. فالحكومة السورية وضعت أملاك اليهود تحت إشراف الدولة المباشر، كما أنها لم تدفع باليهود إلى الهجرة. وخلال العامين 1992و 1993وبعد انطلاق المفاوضات بين (إسرائيل) والأطراف العربية، هاجر من سورية إلى الولايات المتحدة الأمريكية نحو ألفين وستمائة يهودي وقد ترك معظم اليهود سورية بدءاً من 1992حيث وصل إلى الولايات المتحدة "3565" يهودياً، وتوجه الباقون إلى فلسطين المحتلة، ومنذ العام 1948بلغ عدد المهاجرين اليهود من سورية إلى فلسطين المحتلة تسعة آلاف وتسعمائة وخمسة وأربعين يهودياً، ولا يوجد في سورية سوى كنيس واحد في حلب.
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
![]() خطـر اليهـود الشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر إنّ من يتأمَّل التاريخ على طول مداه، ويتأمل في أحوال الأمم وأخلاقها ومعاملاتها يجد أن أسوأ الأمم خُلقا، وأشرَّها معاملة، أمّةُ اليهود، تلك الأمة الغضبية الملعونة، أمّة الكذب والطغيان والفسوق والعصيان والكفر والإلحاد، أمّةٌ ممقوتة لدى الناس؛ لفظاظة قلوبهم وشدّة حقدهم وحسدهم، ولعِظم بغيهم وطغيانهم، أهل طبيعة وحشية وهمجيّة، لا يباريهم فيها أحد، كلّما أحسوا بقوةٍ ونفوذٍ وتمكنٍ وقدرة هجموا على من يعادونه هجوم السبُع على فريسته، لا يرقبون في أحد إلاًّ ولا ذمة، ولا يعرفون ميثاقاً ولا عهدا، لا يُعرف في الأمم جميعها أمةٌ أقسى قلوبا ولا أغلظ أفئدة من هذه الأمة، قد التصق بهم الإجرام والظلم والعدوان والجور والبهتان من قديم الزمان، يقول الله -تعالى-: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً} (المائدة: 13) ويقول الله -تعالى-: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} (البقرة: 74). قتلوا أنبياء الله ومن قسوة قلوب هؤلاء أنهم قتلوا بعض أنبياء الله الذين جاؤوا يحملون إليهم الهدى والصلاح والسعادة والفلاح، قال الله -تعالى-: {لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ} (المائدة: 70)، وقال -تعالى-: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا} (النساء: 155)، وقال -تعالى-: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (آل عمران: 21)، وهذه القسوة التي وصمهم الله بها في القرآن ملازمةٌ لهم على مر العصور واختلاف الأزمان إلى زماننا هذا. أهل مكرٍ وخديعة ثم هم مع ذلك أهل مكرٍ وخديعة وخُبث وكيد، وقد عانى المسلمون الأُوَل من صفة اليهود هذه الشيء الكثير، ولا يزال المسلمون يعانون الويل من جرَّاء مكر اليهود وكيدهم والله يقول: {إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} (آل عمران: 120) وقد دأَب اليهود من قديم الزمان على الغدر والخيانة ونقض العهود والوعود، قال -تعالى-: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (55) الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ} (الأنفال: 55-56)، لقد عاش اليهود طوال حياتهم بؤرة فساد في المجتمعات، وأساس كل منكر وفحشاء، ينشرون الرذيلة، ويشيعون الفساد، وقد كانوا عبر التاريخ مصدراً للمنكر والفحشاء؛ فهم أصحاب بيوت الدعارة في العالم، وناشرو الانحلال الجنسي في كل مكان، يبتزُّون أموال الشعوب ثم يسخرونها في إشاعة الرذيلة بينهم ليحطِّموا بذلك قيمهم، ويخلخلوا إيمانهم، ويضعِفوا قوتهم، ليكونوا بذلك فريسةً سهلة لهم، فما أقبحه من مكر! عداءٌ قديم إن عِداء اليهود للإسلام عداءٌ قديم منذ فجر الإسلام الأوّل، وعداءهم وحقدهم على أهله معروف لدى الخاص والعام في قديم الزمان وحديثه؛ لأن الإسلام عرَّى حالهم، وكشف أمرهم، وفضح مخازيهم، وأظهر قبائحهم وشنائعهم، فبات أمرهم معلناً بدل أن كان سراً، وبادياً لكل أحد بعد أن كان خفيّا. وجاءت آيات القرآن الكريم آيةً تلوى الأخرى معرِّية أمر هؤلاء مجلِّية حقيقة أمرهم كاشفةً كل مكرهم وكيدهم وخداعهم، وصدق الله؛ إذ يقول: {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} (الأنعام: 55). لا غرابة أن كان عداء اليهود للإسلام شديداً؛ فالإسلام جاء هادماً لكل ما لديهم من زيف وبهتان وباطل، ومناقضا لكل ما عندهم من جنوح وانحراف وضلال؛ فإنَّ الإسلام يدعو إلى الإيمان والتوحيد والإخلاص، واليهود يدعون إلى الكفر والإلحاد والتكذيب والإعراض، والإسلام يدعو إلى مُثُلٍ عليا وقِيم رفيعة وإلى الرحمة والخير والإحسان، بينما اليهود يدعون إلى القسوة والإجرام والوحشية والعدوان والظلم والبهتان. الإسلام يدعو إلى الحياء والستر والحشمة والعفاف، واليهود يدعون إلى الرذيلة والفساد والمكر والبغي. الإسلام يحفظ الحقوق ويحترم المواثيق ويحرِّم الظلم، واليهود لا يعرفون حقّا، ولا يحفظون عهداً ولا ميثاقاً، ولا يتركون الظلم والعدوان. الإسلام يحرِّم قتل النفس بغير الحق، ويحرِّم السرقة والزنا، واليهود يستبيحون سفك دماء غير اليهود وسرقة أموالهم وانتهاك أعراضهم. اعتقادات باطلة ورغم كلِّ هذا الضلال الذي هم فيه فإنهم يعتقدون في أنفسهم أنهم شعب الله المختار، وأنهم أبناء الله وأحباؤه، وأن أرواحهم متميزة عن بقية أرواح البشر بأنها جزء من الله، وأنه لو لم يُخلق اليهود لانعدمت البركة من الأرض، ولما نزلت الأمطار ولا وجدت الخيرات! ويعتقدون فيمن سواهم أنهم أشبه بالحمير، وأن الله خلقهم على صورة الإنسان ليكونوا لائقين لخدمتهم! ألا شاهت وجوه الأخسرين ولعنة الله على المجرمين. فلسطين قضيةٌ إسلامية يجب أن ندرك جميعاً أنَّ عدوان اليهود على المسلمين في فلسطين ليس مجرد نزاعٍ على أرض، بل يجب أن ندرك أن قضية فلسطين قضيةٌ إسلامية يجب أن يؤرِّق أمرها بال كل مسلم؛ ففلسطين بلد الأنبياء، وفيها ثالث المساجد الثلاثة المعظمة، وهي مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقبلة المسلمين الأولى، وليس لأحدٍ فيها حقّ إلا الإسلام وأهله، والأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين. لابد من عودةٍ صادقة ويجب أن ندرك أنَّ تغلب هذه الشرذمة المرذولة والفئة المخذولة وتسلطهم على المسلمين إنما هو بسبب الذنوب والمعاصي، وإعراض كثير من المسلمين عن دينهم الذي هو سبب عِزهم وفلاحهم ورفعتهم في الدنيا والآخرة، قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} (الشورى: ?؟)، فلابد من عودةٍ صادقة وأوبة حميدة إلى الله -جلّ- وعلا فيها تصحيحٌ للإيمان وصلةٌ بالرحمن، وحفاظ على الطاعة والإحسان، وبُعدٌ وحذرٌ من الفسوق والعصيان لينال المؤمنون العزّة والتمكين والنصر والتأييد. {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (النور: 55-56).
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
![]() ادعاءات اليهود الباطلة د. أمير الحداد في الحديث عن كعب بن عياض قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال» (الترمذي- صححه الألباني)، أصبحت الشهرة أقصر السبل لكسب المال وأسهلها في زمننا هذا، حتى صار سالكو هذا السبيل يتبجحون، فأحدهم يكسب في يوم واحد أكثر مما يكسب أهل الطب في شهر، بل وسئل أحد أساتذة الجامعة عن سبب إهماله في عمله فقال: «زوجتي تكسب في يوم واحد ما يعادل راتب شهرين من الجامعة»، ويفتخر أن زوجته من (مشاهير) السوشيال ميديا! - نسأل الله العافية من هذه الفتنة. - المصيبة أن هذه الظاهرة (ظاهرة المشاهير) تغلغلت في أوصال المجتمع، وتربى عليها جيل من النشء المسلم، بل وبعض الآباء والأمهات يحرص على أن يدخل ابنه أو ابنته هذا المستنقع منذ الصغر، والهدف الشهرة والمال السهل الكثير، نسأل الله العافية. - كما ذكرت في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أن فتنة هذه الأمة المال، وكانت أول فتنة بني إسرائيل النساء كما في صحيح مسلم، عن أبي سعيد الخدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون؟ فاتقوا الدنيا واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء». - أعوذ بالله، بئس القوم بنو إسرائيل! في عنادهم وأذاهم لموسى -عليه السلام-، ومدحهم أنفسهم، بأنهم أبناء الله وأحباؤه وأن الجنة لهم فقط دون الناس، حتى تحداهم الله وأعجزهم وأثبت صدق نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم . {قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِندَ اللَّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (94) وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (95) وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} (البقرة). لما ادعت اليهود دعاوى باطلة حكاها الله -عز وجل- عنهم في كتابه، كقوله -تعالى-: {لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَةً}، وقوله: {وَقَالُوا لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى}، وقالوا: {نحن أبناء الله وأحباؤه}، أكذبهم الله -عز وجل- وألزمهم الحجة، فقال: قل لهم يا محمد: {إن كانت لكم الدار الآخرة} يعني الجنة. {فتمنوا الموت إن كنت صادقين} في أقوالكم؛ لأن من اعتقد أنه من أهل الجنة كان الموت أحب إليه من الحياة في الدنيا، لما يصير إليه من نعيم الجنة، ويزول عنه من أذى الدنيا، وذلك لأن الدار الآخرة لا يخلص أحد إليها إلا حين تفارق روحه جسده وهو الموت فإذا كان الموت هو سبب مصيرهم إلى الخيرات كان الشأن أن يتمنوا حلوله كما كان شأن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - كما قال عمير بن الحمام - رضي الله عنه -: جريا إلى الله بغير زاد إلا التقى وعمل المعاد وارتجز جعفر بن أبي طالب يوم غزوة مؤتة حين اقتحم على المشركين بقوله: يا حبذا الجنة واقترابها طيبة وبارد شرابها وقال عبد الله بن رواحة عند خروجه إلى غزوة مؤتة ودعا المسلون له ولمن معه أن يردهم الله سالمين: لكني أسأل الرحمن مغفرة وضربة ذات فرغ تقذف الزبدا (ذات فرغ، أي واسعة، والزبد، أصله ما يعلو الماء إذا غلا، وأراد هنا ما يعلو الدم الذي ينفجر من الطعنة). والكلام موجه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين إعلاما لهم ليزدادوا يقينا وليحصل منه تحد لليهود؛ إذ يسمعونه ويودون أن يخالفوه لئلا ينهض حجة على صدق المخبر به فيلزمهم أن الدار الآخرة ليست لهم. فأحجموا عن تمني ذلك فرقا من الله لقبح أعمالهم ومعرفتهم بكفرهم في قولهم: {نحن أبناء الله وأحباؤه}، وحرصهم على الدنيا، ولهذا قال -تعالى- مخبرا عنهم بقوله الحق: {وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} تحقيقا لكذبهم، وأيضا لو تمنوا الموت لماتوا، كما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «لو أن اليهود تمنوا الموت لماتوا ورأوا مقامهم من النار» (صححه الألباني)، وقيل: إن الله صرفهم عن إظهار التمني، وقصرهم على الإمساك لجيعل ذلك آية لنبيه - صلى الله عليه وسلم . وقوله: {والله عليم بالظالمين} خبر مستعمل في التهديد؛ لأن القدير إذا علم بظلم الظالم لم يتأخر عن معاقبته. وقد عدت هذه الآية في دلائل نبوة النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنها نفت صدور تمني الموت مع حرصهم على أن يظهروا تكذيب هذه الآية. وهي أيضا من أعظم الدلائل عند أولئك اليهود على صدق الرسول - صلى الله عليه وسلم - فإنهم قد أيقن كل واحد منهم أنه لا يتمنى الموت، وأيقن أن بقية قومه لا يتمنونه؛ لأنه لو تمناه أحد لأعلن بذلك لعلمهم بحرص كل واحد منهم على إبطال حكم هذه الآية، ويفيد ذلك إعجازا عاما على تعاقب الأجيال، كما أفاد عجز العرب عن المعارضة علم جميع الباحثين بأن القرآن معجز وأنه من عند الله، على أن الظاهر أن الآية تشمل اليهود الذين يأتون بعد يهود عصر النزول؛ إذ لا يعرف أن يهوديا تمنى الموت إلى اليوم فهذا ارتقاء في دلائل النبوة. وحكى عكرمة عن ابن عباس في قوله: {فتمنوا الموت} أن المراد ادعوا بالموت على أكذب الفريقين منا ومنكم: فما دعوا لعلمهم بكذبهم. وقد يقال: ثبت النهي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عن تمني الموت، فكيف أمره الله أن يأمرهم بما هو منهي عنه في شريعته. ويجاب بأن المراد هنا إلزامهم الحجة، وإقامة البرهان على بطلان دعواهم. وقوله: {والله عليم بالظالمين} تهديدا لهم، وتسجيلا عليهم بأنهم كذلك. وتنكير حياة: للتحقير، أي: أنهم أحرص الناس على أحقر حياة وأقل لبث في الدنيا، فكيف بحياة كثيرة ولبث متطاول؟ بلغوا في الحرص إلى هذا الحد الفاضل على حرص المشركين؛ لأنهم يعلمون بما يحل بهم من العذاب في الآخرة، بخلاف المشركين من العرب ونحوهم فإنهم لا يقرون بذلك، وكان حرصهم على الحياة دون حرص اليهود. وخص الألف بالذكر لأن العرب كانت تذكر ذلك عند إرادة المبالغة. وأصل سنة: سنهة، وقيل سنوة. والتقدير: وما أحدهم بمزحزحه من العذاب أن يعمر، فهذه الآية تحدت اليهود كما تحدى القرآن مشركي العرب بقوله: {فأتوا بسورة من مثله} (البقرة:23). والعندية عندية تشريف وادخار أي مدخرة لكم عند الله، وفي ذلك إيذان أن الدار الآخرة مراد بها الجنة. (خالصة) السالمة من مشاركة غيركم لكم فيها فهو يؤول إلى معنى خاصة بكم لدفع احتمال أن يكون المراد من الخلوص الصفاء من المشارك في درجاتهم مع كونه له حظ من النعيم، والمراد من الناس جميع الناس فاللام فيه للاستغراق لأنهم قالوا: {لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى} (البقرة:111).
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
![]() فلسطين من "بلفور" إلى الآن.. 104 عام من الاحتلال وسرقة الأرض محمد البلقاسى البلقاسى القدس في 104 عامبلفور وعد من لا يملك لمن لا يستحق، تمر الأعوام ومازال الاحتلال يمارس تطرفه وإرهابه على الشعب الفلسطيني، فبعد وعد بلفور في 1917 تتابعت النكبات والمذابح على الشعب الأعزل، لتتمثل أمامنا فصول المأساة، ولا يخفى على أحد أن وعد بلفور الذي شكل بداية الصراع العربي الهيودي لا تزال ضحاياه تتساقط حتى اليوم بعدما أدى إلى تشتيت الشعب الفلسطيني ووقوع من بقي منه في الداخل تحت وطأة الاحتلال. البداية 1917 - البريطانيون يحتلون فلسطين في الحرب العالمية الأولى بعد نجاحهم في طرد العثمانيين. وزير الخارجية البريطاني آنذاك آرثر بلفور يصدر وعده الشهير الذي نص على أن "حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة وطن قومي في فلسطين للشعب اليهودي، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر". 1918 - انبثاق أولى المنظمات الوطنية الفلسطينية، ومنها المنتدى العربي والنادي العربي. 1920 - مؤتمر سان ريمو للقوى المنتصرة في الحرب العالمية الأولى يقرر منح بريطانيا حق الانتداب على فلسطين "لإعدادها لتقرير مصيرها". إندلاع مظاهرات في القدس احتجاحا على وعد بلفور وللتأكيد على الهوية الفلسطينية العربية لفلسطين. 1921 - بريطانيا تعين محمد أمين الحسيني مفتيا للقدس وزعيما لعرب فلسطين. الشيخ أمين يحرض الفلسطينيين لمقاومة أي تنازلات إضافية تمنح لليهود. 1922 - وفد فلسطيني يرفض المقترح البريطاني القاضي بتشكيل مجلس تشريعي قائلا إنه من المرفوض ضم ما نص عليه وعد بلفور في مسودة الدستور المقترح للبلاد. 1929 - أعمال شغب في القدس والخليل تسفر عن مقتل 200 يهوديا تقريبا. القوات البريطانية تقتل 116 فلسطينيا اثناء محاولتها اخماد أعمال الشغب في القدس. 1930 - لجنة ملكية بريطانية ووثيقة حكومية توصيان بتحديد هجرة اليهود الى فلسطين. من 1930 الى 1935 - منظمة الكف الأسود التي يقودها الشيخ عزالدين القسام تشن حملة مسلحة ضد الوجود اليهودي والانتداب البريطاني. 1935 - القيادة الفلسطينية تقبل بالمقترح الذي طرحه المندوب السامي البريطاني لتشكيل مجلس تشريعي، ولكن مجلس العموم البريطاني في لندن يرفض المقترح في السنة التالية. من 1936 الى 1939 - اندلاع ثورة فلسطينية بدأت باضراب عام في يافا. سلطة الانتداب البريطاني تفرض الاحكام العرفية وتحل الهيئة الفلسطينية العليا التي يرأسها المفتي أمين الحسيني. مقتل أكثر من 5 آلاف فلسطيني واصابة 15 الفا بجروح على ايدي القوات البريطانية. أمين الحسيني يفر الى سوريا (الخاضعة آنذاك للانتداب الفرنسي) لتفادي اعتقاله. 1947 - الأمم المتحدة توصي بتقسيم فلسطين الى دولتين عربية ويهودية وباخضاع مدينة القدس والمناطق المحيطة بها لسيطرة دولية، وذلك عقب اعلان بريطانيا انهاء انتدابها. واللجنة العربية العليا ترفض قرار التقسيم. ولادة دولة الاحتلال 1948 - اسرائيل تعلن استقلالها بعد انتهاء الانتداب البريطاني. الجيوش العربية تخفق في دحر اسرائيل عقب الانسحاب البريطاني. الاردن يحتل الضفة الغربية والقدس الشرقية، ومصر تحتل قطاع غزة بينما تسيطر اسرائيل على بقية فلسطين بما فيها القدس الغربية. ثلاثة أرباع المليون فلسطيني على الأقل يطردون او يهربون من ديارهم. تأسيس وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) من أجل الاستجابة لحاجات اللاجئين الصحية والتعليمية. من 1949 الى الخمسينيات - الفدائيون الفلسطينيون يشنون هجمات على اسرائيل من قواعدهم في مصر وقطاع غزة بتشجيع مصري. الهجمات تتصاعد بعد نجاح الضباط القوميون في الاطاحة بالنظام الملكي في مصر في عام 1952. من 1956 الى 1957 - اسرائيل تتواطأ مع بريطانيا وفرنسا لغزو مصر عقب تأميم قناة السويس، لأسباب منها ايقاف الهجمات التي كان ينفذها الفدائيون. استقدام قوة دولية في سيناء وغزة تنجح الى حد كبير في الحد من الهجمات الفدائية على اسرائيل. 1959 - ياسر عرفات يؤسس حركة فتح المسلحة في مصر لمهاجمة أهداف في اسرائيل. 1964 - جامعة الدول العربية تعلن عن تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية وجيش التحرير الفلسطيني تحت قيادة أحمد الشقيري. 1967 - حرب يونيو التي دامت ستة أيام تمكنت اسرائيل فيها من احتلال القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولان السورية وشبه جزيرة سيناء المصرية. تأسيس مستوطنات يهودية في كل هذه الاراضي المحتلة في السنوات التالية بموافقة الحكومة الاسرائيلية. 1969 - ياسر عرفات يتولى قيادة منظمة التحرير الفلسطينية عقب اشتباكات اندلعت بين المسلحين الفلسطينيين والقوات الاسرائيلية في الاردن في عام 1968، ويؤكد استقلال المنظمة عن السيطرة المصرية. 1970 - زيادة نفوذ منظمة التحرير الفلسطينية في الاردن تؤدي الى اشتباكات مع القوات الأردنية في "أيلول الأسود"، مما أدى الى انتقال منظمة التحرير الفلسطينية الى جنوب لبنان. السبعينيات والثمانينيات - منظمة التحرير الفلسطينية وغيرها من الفصائل الفلسطينية تتبنى اسلوبي خطف الطائرات وشن الهجمات على العسكريين والمدنيين والمسؤولين الاسرائيليين داخل اسرائيل وخارجها للترويج للقضية الفلسطينية. 1972 - تنظيم "أيلول الأسود" يختطف الفريق الأولمبي الاسرائيلي المشارك في دورة ميونيخ. مقتل اثنين من الرياضيين الاسرائيليين اثناء العملية، ومقتل 9 آخرين عندما حاولت القوات الألمانية تحريرهم. اسرائيل تشن سلسلة من عمليات الاغتيال الانتقامية منها عملية اغتيال قادة فلسطينيين في بيروت. 1973 - اسرائيل تغير على قواعد لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيروت والجنوب اللبناني قبل وخلال حرب أكتوبر. 1974 - ( أبريل - مايو) الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين - القيادة العامة تشنان هجمات على اهداف في شمالي اسرائيل تسفر عن مقتل 43 مدنيا منهم العديد من الاطفال في حي سكني في كريات شمونة ومدرسة في معلوت. 1974 - (يونيو) بعد حرب أكتوبر، منظمة التحرير الفلسطينية تتبنى برنامجا ذا 10 نقاط يسمح بالتوصل الى حلول وسط مع اسرائيل بهدف اعادة السيطرة الفلسطينية على كل ارض فلسطين التاريخية. عدد من الفصائل المتشددة تنشق عن منظمة التحرير الفلسطينية وتشكل "جبهة الرفض" وتصعد هجماتها على العسكريين والمدنيين الاسرائيلييين. الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية 1974 - (أكتوبر) جامعة الدول العربية تعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية بوصفها "الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني"، وتقبلها عضوا كاملا في الجامعة. 1974 - (نوفمبر) ياسر عرفات يصبح أول زعيم بدون دولة يلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. 1975 - الجبهة الشعبية لتحرير فلسطيني (التي كانت تحسب على معسكر الرفض) بالتعاون مع جماعة ألمانية يسارية تختطف طائرة ركاب فرنسية كانت متوجهة من اسرائيل الى فرنسا وتغير مسارها الى مطار عينتيبة في أوغندا. وقوات خاصة اسرائيلية تنجح في تحرير معظم الركاب وطاقم الطائرة وتقتل المختطفين. 1977 - (مايو) حزب ليكود اليميني الاسرائيلي يحقق فوزا مفاجئا في الانتخابات العامة ويشجع النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية وقطاع غزة. 1978 - (مارس) هجوم شنه مسلحون فلسطينيون يسفر عن مقتل 38 اسرائيليا على أحد الطرق الساحلية في اسرائيل. اسرائيل تشن أول تعرض كبير لها في الجنوب اللبناني وتجبر منظمة التحرير الفلسطينية وغيرها من الفصائل الفلسطينية على مغادرة المنطقة. 1978 - (سبتمبر) اسرائيل تتعهد بتوسيع الحكم الذاتي الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، الذي نصت عليه اتفاقات كامب ديفيد للسلام بينها وبين مصر. 1982 - (يونيو) اسرائيل تغزو لبنان ثانية لطرد قيادة منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت وذلك عقب محاولة الاغتيال التي استهدف فيها فصيل فلسطيني السفير الاسرائيلي في لندن. منظمة التحرير الفلسطينية تغادر لبنان 1982 - (سبتمبر) حلفاء اسرائيل اللبنانيون يقترفون مجزرة صبرا وشاتيلا في بيروت التي راح ضحيتها مئات اللاجئين الفلسطينيين. قيادة منظمة التحرير الفلسطينية تنتقل الى تونس بعد حصار اسرائيل لبيروت واقتحامها، وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية تبقى هناك حتى انتقالها الى غزة في عام 1994. 1985 - (أكتوبر) الطيران الحربي الاسرائيلي يغير على مقر منظمة التحرير الفلسطينية في تونس، وذلك عقب هجوم على سفينة نزهة نفذته جبهة التحرير الفلسطينية المنضوية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية والذي اسفر عن مقتل 3 سائحين اسرائيليين. وكان مسلحو الجبهة المذكورة يطالبون باطلاق سراح 50 فلسطينيا كانوا يقبعون في السجون الاسرائيلية. 1987 - (ديسمبر) اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى في الاراضي الفلسطينية المحتلة. جماعة الاخوان المسلمين في قطاع غزة تؤسس حركة المقاومة الاسلامية (حماس)، التي تتبنى سبيل العنف ضد اسرائيل. 1988 - الأردن يتنازل رسميا عن مطالبته بالضفة الغربية لمنظمة التحرير الفلسطينية. المجلس الوطني الفلسطيني يعلن في اجتماع في الجزائر قيام دولة فلسطين. 1990 - منظمة التحرير الفلسطينية تساند خطوة العراق في ضم الكويت. الكويت تقطع علاقاتها بالمنظمة وتطرد نحو 400 الف من الفلسطينيين المقيمين فيها. 1991 - (أكتوبر) ممثلون فلسطينيون واسرائيليون يجتمعون وجها لوجه للمرة الأولى منذ عام 1949 في مدريد برعاية أمريكية سوفيتية. 1992 - حكومة اسحق رابين العمالية الاسرائيلية تتعهد بوقف النشاط الاستيطاني في الاراضي الفلسطينية المحتلة، وتشرع في مفاوضات سرية مع منظمة التحرير الفلسطينية. 1993 - (سبتمبر) اسحق رابين وياسر عرفات يوقعان على اعلان أوسلو الذي نص على تأسيس حكم ذاتي فلسطيني وانهاء الانتفاضة الأولى. ولكن اعمال العنف التي تنفذها الفصائل الرافضة لأوسلو تتواصل. 1994 - (فبراير) اليهودي المتطرف باروخ غولدشتاين المنتمي لحركة (كاخ) يقتل 29 مصليا فلسطينيا في الحرم الابراهيمي في الخليل بالضفة الغربية المحتلة. السعي نحو الحكم الذاتي 1992 - (مايو الى يوليو) اسرائيل تنسحب من معظم قطاع غزة ومن مدينة أريحا في الضفة الغربية المحتلة. ياسر عرفات ومسؤولو منظمة التحرير الفلسطينية يعودون الى أرض فلسطين من تونس ويؤسسون السلطة الوطنية الفلسطينية. 1992 - (ديسمبر) منح جائزة نوبل للسلام مشاركة لياسر عرفات واسحق رابين ووزير الخارجية الاسرائيلي آنذاك شمعون بيرس. 1995 - التوصل الى اتفاق مرحلي بين السلطة الوطنية الفلسطينية واسرائيل وضع اسس نقل المزيد من السلطات والأراضي للسلطة. أصبح ذلك الاتفاق أساس ميثاق الخليل لعام 1997 ومذكرة واي ريفر لعام 1998 و"خارطة الطريق" الدولية لعام 2003. 2000 و2001 - انهيار المفاوضات بين رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات نتيجة خلافات حول توقيتات ومديات الانسحاب الاسرائيلي المقترح من الضفة الغربية. اندلاع احتجاجات في الأراضي المحتلة إثر زيارة وزير الدفاع الاسرائيلي أريئيل شارون الى باحة المسجد الأقصى سرعان ما تطورت الى انتفاضة فلسطينية ثانية اطلق عليها اسم "انتفاضة الأقصى". 2001 - (ديسمبر) القوات الاسرائيلية تحاصر رام الله بعد سلسلة من الهجمات التي نفذها فلسطينيون داخل اسرائيل مما يجعل ياسر عرفات سجينا داخل مقره. إقامة جدار الفصل 2002 - (مارس) الجيش الاسرائيلي يشن عملية عسكرية (اطلق عليها اسم الدرع الواقي) في الضفة الغربية المحتلة، ويشرع في تشييد حاجز لمنع المسلحين الفلسطينيين من دخول اسرائيل. ولكن مسار الجدار أصبح مثيرا للجدل خصوصا وانه لم يتبع خط وقف اطلاق النار لعام 1967 وضم في كثير من الحالات اراضي فلسطينية الى اسرائيل. 2002 - (مارس) القمة العربية المنعقدة في بيروت تطرح مبادرة سلام تعترف بموجبها الدول العربية باسرائيل مقابل انسحاب الأخيرة من كل الأراضي التي احتلتها عام 1967 واعترافها بدولة فلسسطينية عاصمتها القدس الشرقية وموافقتها على "حل عادل" لمسألة اللاجئين، وهي المبادرة التي اصبحت تعرف "بالمبادرة العربية". 2003 - (مارس) ياسر عرفات يعين محمود عباس رئيسا لوزراء السلطة الوطنية الفلسطينية ويكلفه بقيادة عملية التفاوض مع اسرائيل والولايات المتحدة اللتين ترفضان التعامل مع عرفات. 2003 - (مايو) رئيس الحكومة الاسرائيلية أريئيل شارون يقول إن احتلال الأراضي الفلسطينية لا يمكن ان يستمر الى ما لا نهاية. 2003 - (يونيو) جامعة الدول العربية تعرب في اجتماع عقدته في القاهرة عن قبولها "بخارطة الطريق" التي طرحتها الأمم المتحدة وروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وقبلتها السلطة الوطنية الفلسطينية واسرائيل، والتي تدعو الى إقامة دولة فلسطينية مستقلة والى تجميد الاستيطان في الضفة الغربية. 2003 - (سبتمبر) محمود عباس يستقيل من منصب رئيس الوزراء نتيجة ما وصفه "بالتعنت الاسرائيلي والأمريكي والمعارضة الفلسطينية لحكومته". وتعيين أحمد قريع خلفا له. 2004 - (مارس) القوات الاسرائيلية تغتال أحمد ياسين، مؤسس حركة حماس وقائدها، في غزة، وتغتال في الشهر التالي خلفه عبدالعزيز الرنتيسي. 2004 - (يوليو) محكمة العدل الدولية تصدر قرارا استشاريا غير ملزم يقول إن جدار الفصل الاسرائيلي ينتهك القانون الدولي ويجب ازالته. 2004 - (نوفمبر) ياسر عرفات يفارق الحياة في مستشفى فرنسي نقل اليه في تشرين الأول / أكتوبر السابق للعلاج. 2005 - (يناير) انتخاب محمود عباس لخلافة عرفات رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية. 2005 - (سبتمبر) اسرائيل تسحب قواتها ومستوطنيها من قطاع غزة بالكامل، ولكنها تحتفظ بالسيطرة على مجال القطاع الجوي وموانئه ومعابره الحدودية. فوز حماس في الانتخابات 2006 - (مارس) حركة المقاومة الاسلامية حماس تفوز في الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي اجريت في يناير، والقيادي في الحركة اسماعيل هنية يشكل حكومة فلسطينية جديدة. اندلاع صراع حول السلطة بين حماس وحركة فتح. الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تجمد المساعدات التي تقدمها للفلسطينيين، واسرائيل تعلق عمليات تحويل عوائد الضرائب الى السلطة الوطنية الفلسطينية لرفض حماس الاعتراف بوجود اسرائيل ورفضها التخلي عن العنف ورفضها التقيد باتفاقات السلام السابقة. 2006 - (يونيو) مسلحو حماس في غزة يأسرون العسكري الاسرائيلي جلعاد شاليط قرب أحد المعابر ويحتفظون به رهينة لخمس سنوات تقريبا مطالبين باطلاق سراح سجناء فلسطينيين. اندلاع مواجهات كبيرة بين مسلحي حماس والقوات الاسرائيلية في قطاع غزة، واسرائيل تفرض قيودا على القطاع. 2006 - (سبتمبر) اندلاع اشتباكات في قطاع غزة بين مؤيدي حركة فتح من جهة ومؤيدي حركة حماس من جهة أخرى. دول عربية وفصائل فلسطينية تسعى للتوسط بين الجانبين من أجل تجنيب الفلسطينيين حربا أهلية. 2007 - (مارس) حركتا فتح وحماس تشكلان حكومة وحدة وطنية لوضع حد للاشتباكات المتقطعة التي كان يشهدها قطاع غزة لشهور. 2007 - (يونيو) انهيار حكومة الوحدة الوطنية. حركة حماس تطرد حركة فتح من قطاع غزة وتعزز قبضتها على القطاع. اسرائيل تشدد حصارها على غزة بعد تصاعد وتيرة اطلاق الصواريخ من القطاع على أهداف اسرائيلية. مصر تغلق حدودها مع القطاع. محمود عباس يعين سلام فياض رئيسا للوزراء، ولكن حركة حماس لا تعترف به. بروز حكومتين متنافستين في قطاع غزة والضفة الغربية، والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي تستأنفان المساعدات لحكومة فياض. 2007 - (نوفمبر) "حل الدولتين" كأساس للمفاوضات المستقبلية بين السلطة الوطنية الفلسطينية واسرائيل يعتمد للمرة الأولى في مؤتمر عقد في أنابوليس في الولايات المتحدة. 2008 - (مارس) جهود المصالحة بين حركتي فتح وحماس تنطلق في اليمن، ولكن جولة المحادثات التالية في القاهرة تتعرقل نتيجة اعتراض حماس على قيام فتح باعتقال ناشطيها في الضفة الغربية. 2008 - (نوفمبر) اسرائيل تشن هجوما على غزة تعتبره حركة حماس انتهاكا لاتفاق وقف اطلاق النار وترد عليه باطلاق صواريخ على اسرائيل. 2008 - (ديسمبر) اسرائيل تشن عملية عسكرية على قطاع غزة اطلقت عليها اسم (الرصاص المصبوب) تستغرق شهرا كاملا وتهدف الى منع حركة حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية من اطلاق الصواريخ على اسرائيل. 2010 - (فبراير) استئناف مفاوضات المصالحة بين فتح وحماس. واستئناف مفاوضات السلام المباشرة بين اسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية، ولكن هذه المفاوضات تنهار نتيجة الخلاف حول المستوطنات. 2010 - (مايو) مقتل 9 من الناشطين الأتراك عندما اعترضت القوات الاسرائيلية سفنا كانوا على متنها كانت تحاول كسر الحصار المفروض على قطاع غزة. 2011 - (أبريل ومايو) حركتا فتح وحماس تتفقان في القاهرة على إعادة تشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء انتخابات جديدة، ولكن هذا الاتفاق لم يجد طريقه للتنفيذ العملي. مسعى عضوية الأمم المتحدة 2011 - السلطة الوطنية الفلسطينية تشرع في حملة تهدف الى الحصول على عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة، وذلك لجذب الانتباه الى انهيار المفاوضات مع اسرائيل. المحاولة تفشل، ولكن منظمة التعليم والثقافة والعلوم التابعة للمنظمة الدولية (اليونسكو) تقبل عضوية فلسطين فيها في أكتوبر). 2012 - (مايو) بعد مفاوضات تمهيدية أجريت في قطر، حركتا حماس وفتح توقعان على اتفاق في القاهرة تعهدتا بموجبه بمواصلة المقاومة السلمية للاحتلال الاسرائيلي سعيا نحو تحقيق هدف اقامة دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود عام 1967. 2012 - (أكتوبر) اجراء انتخابات محلية في الضفة الغربية لا تحصل حركة فتح فيها الا على خمسي المقاعد. وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 55 في المئة. ولم تفز القوائم التي ترأسها مرشحون من فتح الا بـ 4 من 11 من المدن الفلسطينية الرئيسية، بينما استحوذ مستقلون ويساريون على خمس هذه المدن. أما حركة حماس، فقد قاطعت الانتخابات ولم تسمح باجرائها في قطاع غزة. 2012 - (نوفمبر) الأمم المتحدة ترفع مستوى تمثيل فلسطين الى "دولة مراقبة غير عضو" في المنظمة الدولية، مما يسمح لها بالمشاركة في مناقشات الجمعية العامة ويسهل عليها الانضمام في وكالات الأمم المتحدة المختلفة. 2012 - (ديسمبر) حركة فتح تسمح لحركة حماس باقامة مظاهرة في الضفة الغربية للاحتفال برفع مستوى تمثيل فلسطين في الأمم المتحدة، وحماس ترد بالسماح لفتح باقامة مظاهرة مماثلة في غزة في الشهر التالي. 2013 - (أبريل) استقالة رئيس الوزراء في السلطة الوطنية الفلسطينية سلام فياض بعد خلاف طويل الأمد مع رئيس السلطة محمود عباس. تعيين رامي الحمدالله رئيسا للوزراء في أيار / مايو. 2013 - وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يتوسط لبدء سلسلة من اللقاءات بين الفلسطينيين والاسرائيليين بهدف التوصل الى اتفاق اطار للسلام بحلول ابريل 2014، ولكن المسؤولين الفلسطينيين يقولون إن اصرار اسرائيل على مواصلة الاستيطان في القدس الشرقية المحتلة يقوض أي تقدم. اسرائيل تتهم الفلسطينيين بالتحريض على العنف. 2013 - (يوليو) سقوط حكومة الرئيس محمد مرسي في مصر تقضي على آمال الفلسطينيين في رفع الحصار عن قطاع غزة. مصر تعلق وساطتها في مفاوضات المصالحة بين حركتي فتح وحماس. 2013 - (ديسمبر) إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية والأردن توقع على اتفاق للمياه يهدف الى معالجة جفاف البحر الميت وذلك عن طريق مد خطوط أنابيب لنقل المياه من محطة لتحلية المياه على البحر الأحمر. 2014 - (مارس) مصر تحظر نشاطات حركة حماس وتصادر أصولها بدعوى علاقتها بجماعة الاخوان المسلمين المصرية المحظورة. 2014 - (أبريل) حركتا فتح وحماس تتفقان على تشكيل حكومة وحدة وطنية على ان تتولى السلطة في يونيو، ولكن فتح تشتكي بأن حكومة حماس ما زالت تتولى مقاليد الحكم في قطاع غزة. 2014 - (يونيو) اسرائيل ترد على اختطاف وقتل 3 شبان يهود في الضفة الغربية المحتلة باعتقال العديد من ناشطي حركة حماس. وناشطو حماس يردون على ذلك وقتل يافع فلسطيني من جانب متطرفين يهود باطلاق صواريخ من غزة على اسرائيل. 2014 - (يوليو الى أغسطس) اسرائيل ترد على الهجمات التي يشنها مسلحون من غزة بحملة عسكرية برية وجوية تهدف الى القضاء على منصات اطلاق الصواريخ والانفاق. الاشتباكات بين الطرفين تنتهي باتفاق لوقف اطلاق النار بوساطة مصرية في أغسطس. 2014 - (ديسمبر) وزير الدولة الفلسطيني زياد ابو عين يلقى حتفه في صدام مع القوات الاسرائيلية في الضفة الغربية. 2015 - (مايو) الفاتيكان يعلن رسمياً أنه سيعترف بدولة فلسطين. 2016- بلغ عدد الضحايا الفلسطينيين خلال أحداث الانتفاضة، 134 شهيدا برصاص القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، بينهم 34 طفلاً، مع ازدياد واضح للحواجز الإسرائيلية في أنحاء الضفة الغربية حيث بلغت 472 حاجزاً. 2016- (ديسمبر) أعلنت وزارة الداخلية والأمن الوطني الفلسطينية في قطاع غزة عن إطلاق جهاز الأمن الشُرطي البحري الجديد، وأعلنت عن توسيع صلاحياته ليُصبح مستقلًا عن جهاز الشرطة. وافتتحت مقره الجديد في شارع الرشيد جنوب غرب مدينة غزة. 2017- (سبتمبر) أعلنت المنظمة الدولية للشرطة الجنائية إنتربول، عن قبول عضوية دولة فلسطين خلال تصويت بالجمعية العامة للمنظمة في بكين. 2017- (أكتوبر) وبعد عشر سنوات على الانقسام، وقّعت حركتا حماس وفتح اتفاق المصالحة الفلسطينية في القاهرة، حيث قرَّرت حركة حماس حلَّ اللجنة الإدارية، وأعربت عن استعدادها لتلبية الدعوة المصرية للحوار مع حركة فتح بشأن آليات تنفيذ اتفاق القاهرة عام (2011) وملحقاته، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، في إطار حوار تشارك فيه الفصائل الفلسطينية الموقعة على الاتفاق. 2017- خاض مئات الأسرى في سجون السلطات الإسرائيلي، إضرابًا مفتوحًا عن الطعام بالتزامن مع يوم الأسير الفلسطيني، ضد سياسة الإهمال الطبي، والانتهاكات، والاعتقال الإداري، والمحاكم الجائرة، ومنع الزيارات. 2018- (مارس) في الذكرى السنوية الثانية والأربعين ليوم الأرض الفلسطيني، الموافق 30 مارس 2018، التي شملت مسيرات في العديد من المناطق في فلسطين وأخرى مناصرة لها، قَتل جيش الاحتلال الإسرائيلي 16 فلسطينيا، وذلك عندما فتحَ النار على مظاهرةٍ كانت تجري على حدود قطاع غزة، وشملت مظاهرات حرق لإطارات مطاطية ورشق الحجارة واستعمال الطائرات الورقية المشتعلة لحرق الحقول الزراعية في المستوطنات. جاءَت هذه المظاهرات في إطار دعوة للجنة التنسيقية العليا لمسيرات العودة، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل 16 فلسطينيًا بينهم ثلاثة بقصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي، فيما قتلَ البقية بالرصاص في نقاط المظاهرات التي امتدت من رفح حتى بيت حانون، مرورًا بخانيونس والبريج وغزة. كما ذكرت وزارة الصحة إصابة أكثر من 1,416 مواطنًا بجراح مختلفة واستنشاق الغاز. 2018- (يونيو) قررت محكمة عدل الاحتلال العليا إخلاء وهدم البؤرة الاستيطانية تفوح الغربية، بسبب بنائها على أراضٍ فلسطينية ذات ملكية خاصة. تبع ذلك إعلان الجيش الإسرائيلي المنطقة بأنها "عسكرية مغلقة" يمنع الاقتراب منها. 2018- (ديسمبر) فشل تصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة يدين إطلاق حماس الصواريخ على المناطق الإسرائيلية. 2019- (إبريل) حكومة محمد اشتية تؤدي اليمين الدستورية. 2019- ( أغسطس) قصفت الطائرات الإسرائيلية موقعًا للشرطة البحرية غرب مدينة غزة. 2020- (يناير) أعلن الرئيس ترامب خطة السلام بين فلسطين وإسرائيل والمعروفة بـ"صفقة القرن" بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وسفراء أربع دول عربية في واشنطن العاصمة. كما أبدى الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس رفضه التام للخطة، وأشار إلى جاهزية الطرف الفلسطيني للتوجه إلى محكمة العدل الدولية، وشدد على التمسك بالثوابت الوطنية التي صدرت عن المجلس الوطني الفلسطيني عام 1988. 2020- (مارس) بدأ الأسرى الفلسطينون في سجون الاحتلال الإسرائيلي خطوات تصعيدية تتمثل في إرجاع وجبات الطعام وإغلاق الأقسام احتجاجًا على سياسات مصلحة السجون الإسرائيلية في سلب حقوق الأسرى ومنجزاتهم من خلال استغلال الوضع الراهن الذي تفرضه جائحة فيروس كورونا. 2020- (يوليو) أقدم مستوطنون إسرائيليون من مستوطنة بسجوت الإسرائيلية على محاولة حرق مسجد البر والإحسان في مدينة البيرة كما خطّوا شعارات عنصرية على جدران المسجد. 2020- (سبتمبر) عُقد في مدينتي رام الله وبيروت اجتماعٌ للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية ترأسه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والذي دعا فيه إلى: «وأدعو هنا، إلى حوار وطني شامل، كما أدعو حركتي فتح وحماس بالذات إلى الشروع في حوار لإقرار آليات إنهاء الانقسام، نريد أن نجلس ونتفق، ووفق مبدأ أننا شعب واحد، ونظام سياسي واحد، لتحقيق أهداف وطموحات شعبنا.» 2020- (سبتمبر) قالت الرئاسة الفلسطينية إن:«كل ما جرى في البيت الأبيض، من توقيع اتفاقيات بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وسلطة الاحتلال الإسرائيلي لن يحقق السلام في المنطقة.» وأنها:«لم ولن تفوض أحدا بالحديث باسم الشعب الفلسطيني ونيابة عن منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. 2021- (مايو) رمضان 1442، وقعت مواجهات بين شبان فلسطينيين ومجموعة من المستوطنين الإسرائيليين كانت بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي بعدما اعتدى المستوطنون على وقفة تضامنية مع أهالي حي الشيخ جراح، حيث هاجم المستوطنون المتضامنون برش غاز الفلفل أثناء إفطارهم وقت صلاة المغرب، إضافة إلى استخدامهم أدوات حادة والحجارة نتج عنها إصابات. بحلول صلاة العشاء، اقتحم آلاف من جنود الشرطة الإسرائيلية باحات المسجد الأقصى واعتدوا على المُصلين أثناء تأديتهم الصلاة بقنابل الغاز والصوت والرصاص المعدني المُغلف بالمطاط؛ مما أسفر عن إصابة أكثر من 205 فلسطيني في المسجد الأقصى وباب العامود والشيخ جراح؛ مما اضطر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عن افتتاح مستشفى ميداني في حي الصوانة شرق الحرم القدسي. من بين الإصابات، 3 أُصيبوا في العين حيث فقد أحدهم عينه، و2 إصابة خطيرة في الرأس، وإصابتان بكسر في الفك. (معركة سيف القدس) والتي خلفت حسب أفادت وزارة الصحة في غزة ببلوغ عدد قتلى الهجوم الإسرائيلي على القطاع إلى 230 شخصا، بينهم 65 طفلا، و39 سيدة، و17 مسنا، إضافة إلى 1710 جرحى بجروح مختلفة. في حين ذكرت السلطات الإسرائيلية أن عدد القتلى بلغ 12 في إسرائيل وإن 336 يعالجون من إصابات تعرضوا لها في هجمات صاروخية أثارت الذعر وجعلت الناس يهرعون إلى المخابئ. 2021- (يونيو) أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية قرار هندوراس نقل سفارتها لدى إسرائيل إلى مدينة القدس من تل أبيب، حيث افتتح مبنى السفارة بحضور رئيس هندوراس.
__________________
|
#7
|
||||
|
||||
![]() (متى وكيف اخترع الشعب اليهودي)؟! (1/2) عيسى القدومي (متى وكيف اخترع الشعب اليهودي؟) عنوان كتاب للبروفسور (شلومو زاند), أستاذ التاريخ في جامعة تل أبيب, صادر عن دار فايار في باريس, وتقدم في قائمة أكثر الكتب مبيعاً في الكيان الصهيوني, الأمر الذي لم يتوقعه المؤلف، وترجم إلى اللغة الفرنسية والإنجليزية وجار ترجمته لعدة لغات. مؤلف الكتاب شلومو زاند يعلن صراحة أن غرضه هو تفنيد ادعاءات اليهود بحق تاريخي في أرض فلسطين، أما سبيله إلى تحقيق ذلك فهو البرهنة على أنهم ليسوا شعباً ذا ماضٍ مشترك أو رابطة دم وأصل واحد إضافة إلى كونهم لا ينتمون إلى هذه الأرض. ومدار كتاب (زاند) أنه لا يوجد مطلقاً شعب يهودي، نعم توجد فقط ديانة يهودية، وأنه لم يحدث نفي وبالتالي لم يكن هناك عودة، ويرفض الباحث معظم روايات تشكيل الهوية الوطنية في الكتاب المقدس. وأنه تم اختراع شعب وتلفيق تاريخ، وأن الرومان لم يطردوا اليهود من القدس، والشتات أسطورة لتشييد ذاكرة مزيفة، وأن الصهيونية لفقت أسطورة الأصل المشترك لليهود خدمة لأجندتها السياسية. فقد أنكر الباحث الحكاية الصهيونية التي أقنعوا شتات اليهود بها والتي أركانها: النفي والاضطهاد، والخلاص والعودة، وأنهم عملوا على تدعيمها بنصوص توراتية محرفة، وخدمتهم البروتستانتية الصهيونية التي حولت الأسطورة إلى عقيدة تحرك الساسة والجيوش، وتضطهد الأمم والشعوب وبالأخص الأمة الإسلامية. ولكن هذا يطرح السؤال التالي: إذا لم يتم طرد اليهود جماعياً من فلسطين - يهوذا القديمة بزعمهم - فكيف انتشر اليهود في جميع أنحاء العالم؟ للإجابة عن هذا السؤال قدم (زاند) تفسيراً للشتات اليهودي الذي تطلق عليه المراجع اليهودية مصطلح (الدياسبورا اليهودية)، مفاده أن بعض اليهود هاجروا بمحض إرادتهم، والكثير منهم من المتحولين إلى اليهودية؛ لأن اليهودية في فترة من الفترات اضطرت لأن تكون ديانة تبشيرية للحصول على أتباع جدد. ويضيف أن «اليهودية دين وليست أمة، واليهود لم يكونوا شعباً وأمة، وذلك يثير الشكوك حول مبرر بقاء دولة يهودية تجمع شتات ما تفرق من تلك الأمة الأسطورة، فليس لليهود هوية وطنية». وأكد ذلك بقوله: «إن قصة الشعب اليهودي وتحويل اليهود من مجموعة لها هوية ثقافية ودينية مشتركة إلى شعب مهزوم هو اختراع حديث العهد نسبيا، نشأ في القرن التاسع عشر بواسطة العلماء الصهاينة وتم دعمه من المؤسسة الأكاديمية في إسرائيل... لأنها مؤامرة فكرية من نوع ما، فالأمر كله خيال وأسطورة كانت ذريعة لقيام دولة إسرائيل». وذهب الباحث إلى أبعد من ذلك بقوله لصحيفة (هآرتس): «فرض أن الفلسطينيين متحدرون من الشعب اليهودي القديم هو أكبر بكثير من الفرض أنني أنا أو أنت هم أحفاد الشعب اليهودي القديم». ويؤكد أنه: «ليس جديداً القول بأن بعضا من المعتقدات الشائعة بشأن التاريخ اليهودي لا أساس لها من الصحة، فالخبراء متأكدون, مثلاً, من عدم حدوث ما يعرف بحادثة طرد اليهود من أورشليم على يد الرومان عام 70 للميلاد، كما بات من الثابت علمياً أن نسب الأغلبية العظمى من اليهود المعاصرين لا تعود إلى يهود العهد القديم إنما إلى أقوام وثنية في أوروبا وشمال أفريقيا وجنوب الجزيرة العربية اعتنقت الديانة اليهودية في الألفية الميلادية الأولى وفي بداية العصور الوسطى». وفي مجال سعيه إلى تفنيد مزاعم اليهود بحق تاريخي في الأرض, يحرص (شلومو زاند) على البرهنة على أن أصول اليهود المعاصرين لا تنتهي إلى أرض فلسطين القديمة، ويستشهد بالنظرية القائلة بأن يهود وسط أوروبا وشرقها, الذين ينتسب إليهم 90٪ من اليهود الأمريكيين ينحدرون من الخزر الذين اعتنقوا الديانة اليهودية في القرن الثامن الميلادي، وأقاموا إمبراطورية لهم في القوقاز. وهي نظرية ظهرت لأول مرة في القرن التاسع عشر واكتسبت مصداقية كبرى عندما تناولها الكاتب البريطاني آرثر كوستلر في كتابه الشهير (القبيلة الثالثة عشرة) الصادر عام 1976. وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة (هآرتس) العبرية, أكد (شلومو زاند) دور الاعتناق في زيادة أعداد اليهود في العالم، يقول زاند: اليهود لم ينتشروا ولكن الديانة اليهودية هي التي انتشرت. وبخلاف التوجه اليهودي الحالي إلى الانغلاق على الذات, فإن اليهودية في عهودها المبكرة كانت تسعى إلى كسب المزيد من الأتباع. بالطريقة نفسها, يقول (زاند): تمكنت الأسطورة والذاكرة البديلة والتطلعات والرغبات من حياكة نسيج التاريخ اليهودي الذي لا يستند إلا إلى النزر القليل من الأدلة المتضاربة التي يعثر عليها في المدونات أو التنقيبات الأثرية، حيث شكلت البذرة التي تجسدت لدى الأجيال اللاحقة على شكل اعتقاد راسخ بأن اليهود شعب تعرض للنفي والاضطهاد على مدى الجزء الأعظم من تاريخه. ويخلص شلومو زاند من هذا الاستعراض لأوهام التاريخ اليهودي إلى اتهام المؤرخين الصهاينة منذ القرن التاسع وإلى يومنا هذا بإخفاء الحقيقة وتلفيق أسطورة الأصل المشترك لليهود المعاصرين خدمة للأجندة الصهيونية العنصرية. وهو لا يدعي لنفسه الكشف عن حقائق جديدة, لكنه يقول أنه قد رتب المعرفة بنحو مغاير، وبهذا يصدق على زاند ما قاله نيكولاس لانج في كتابه (التاريخ المصور للشعب اليهودي 1997): إن كل جيل من المؤرخين اليهود قد واجه المهمة نفسها وهي: إعادة رواية الحكاية وتكييفها لكي تلائم متطلبات الأوضاع التي يواجهها ذلك الجيل. وفي مقابلته مع صحيفة (هآرتس) يقول رداً على سؤال حول وجه الخطورة في تصور اليهود أنهم ينتمون إلى أصل واحد: هناك درجة من التشويه في الخطاب الإسرائيلي بشأن الأصول، فهو خطاب عنصري, عرقي, منغلق على ذاته. ليس هناك وجود لإسرائيل كدولة يهودية. كل من يعرف النخب الشابة من عرب إسرائيل يستطيع أن يرى أنهم لن يرضوا بالعيش في بلد يعلن أنه ليس لهم. لو كنت فلسطينياً لتمردت على دولة من هذا النوع، بل إنني أتمرد عليها مع كوني إسرائيلياً. ويضيف الكاتب أن حرب الـ 1967 سهّلت عمليات التنقيب بشكل كبير، لكن النتائج بدأت تبرز تناقضات الإيديولوجيا الصهيونية؛ لذلك كان يؤجل الإعلان عنها أمام الجمهور عشرين عاماً. عام 1970 حصل تطور في علم الآثار تحت تأثير مدرسة الحوليات التاريخية في فرنسا وارتدى الطابع الاجتماعي للبحث التاريخي أهمية أكبر من الطابع السياسي، ووصل هذا التحوّل إلى الجامعات الإسرائيلية. هكذا بدأت تناقضات الرواية الرسمية بالبروز وهو ما يزعزع الأساطير المؤسسة ليس فقط لدولة إسرائيل بل للتاريخ اليهودي عامة. وإن الرواية التوراتية التي يعتبرها جميع المؤرخين الإسرائيليين حجر الزاوية في الذاكرة الوطنية والمرحلة الأكثر إشراقاً والأكثر تأثيراً في التاريخ اليهودي, دحضتها أيضاً الاكتشافات الأثرية الجديدة، إنها مملكة داود وسليمان التي يفترض أنها عاشت في القرن العاشر قبل الميلاد. إن الحفريات التي تم القيام بها في 1970 في كل محيط المسجد الأقصى لم تثبت وجود أي أثر لهذه المملكة ولا حتى لأي أثر لسليمان الذي تجعله التوراة بمرتبة ملوك بابل وفارس. وينهي زاند هذا الفصل بالقول إن الكتب المدرسية طمست كلياً عمليات التبشير لتبيان أن كل الجماعات اليهودية خارج فلسطين هي من المنفيين مما يعطيهم الحق في العودة والأرض إضافة إلى الانتماء إلى شجرة العائلة اليهودية، بدلا من أن يكونوا نتيجة تمازج عرقي بين جماعات إنسانية مختلفة وهو ما يضعف الوحدة البيولوجية للأمة. وخلص (زاند) إلى القول إنه لا أحد له مصلحة في إحياء ذاكرة الخزر، إن الابتعاد عن التأريخ الديني لليهود وإجراء أبحاث أنثروبولوجية عن حياتهم اليومية يكشف عن غياب قاسم مشترك علماني ليهود أفريقيا وآسيا وأوروبا وبالتالي لا يسمح بالحديث عن «أمة» يهودية وهو ما تتحاشاه الرواية الرسمية لتاريخ اليهود. ويرى زاند أن الواقع قاس جدا بالنسبة للحقوقيين الصهاينة، فلم يعد هناك في العالم أي بلد يمنع اليهود من الهجرة إلى إسرائيل والهجرة المعاكسة أصبحت أقوى، وأن الأساطير التي بنيت عليها هي التي ستؤدي إلى تفجيرها من الداخل، الأسطورة الأولى: ملكية الأرض التاريخية دفعت إسرائيل إلى استعمار شعب آخر وخلقت لها مشكلة ديموغرافية هائلة والأسطورة الثانية هي إثنيتها التي تمنع أي غريب من الدخول إليها، وهو ما أدى إلى وضع غريب: كلما انخرط الفلسطينيون في الدولة الإسرائيلية ازداد استلابهم وتعزز رفضهم لأسس هذه الدولة، وذلك لاكتشافهم حقوقهم الناقصة قياساً على الإسرائيليين اليهود. لقد ساهمت ممارسات إسرائيل العنصرية في غزة والضفة في تقوية هذا الشعور إلى حد بعيد. وفي الفصل الثاني والذي هو بعنوان «أسطورة - تاريخ، في البداية خلق الله الشعب» أكد (زاند): أنه كان لا بد من الاستشهاد بإعلان استقلال دولة «إسرائيل»: «إن أرض «إسرائيل» هي المكان الذي نشأ فيه الشعب اليهودي، وهنا تشكَّلَ طابعه الروحي والديني والقومي، وهنا أنجز استقلاله وخلق ثقافة ذات حمولة قومية وكونية ومنح التوراة الخالدة للعالم بأسره». وللرد على ذلك استعرض الكاتب الكتابات التاريخية حول المسألة اليهودية، ويرى، من خلال كمّ هائل من المراجع والإحالات، أنها كانت متأخرة، أي بعد 1600 سنة من ظهور موسى عليه السلام، واستشهد على ذلك بتأكيد الفيلسوف الكبير باروخ سبينوزا: «بأن أسفار موسى الخمسة الأولى لم يكتبها موسى، بل هي من تأليف كاتب جاء بعد موسى بعدة قرون». وأضاف: «لكن العديد من الدراسات والأبحاث حول المسألة اليهودية والتي كان يقوم بها مثقفون ومؤرخون يهود، خصوصا في ألمانيا، لم تكن تستهدف غير منح قيمة لهذا البحث باعتباره قنطرة إضافية تتيح دمج الجماعة اليهودية في مجتمع ألماني قادم»، أي: «يجب التذكير بأن بدايات كتابة التاريخ اليهودي في العصر الحديث لا تتميز بخطاب قومي صارم». ولكن ما يجب ألا نغفله وهو ما يشدد عليه المؤلف بقوة هو أنه «كانت توجد، منذ البداية، علاقة وثيقة ما بين تصور التوراة كوثيقة تاريخية ثابتة و المحاولة من أجل تحديد الهوية اليهودية الحديثة بتعابير قومية وغيرها. وخلص البروفسور (زاند) بعد سرد الكثير من الحقائق والشواهد إلى أن هناك تناقضات المؤرخين الصهاينةوأكاذيبهم فيقول: «على الرغم من أن معظم المؤرخين المهنيين عرفوا أنه لم يكن ثمّة أبدا طردٌ بالقوة لـ «الشعب اليهودي»، فقد أخذوا تسلسل الأسطورة المسيحية في التقليد اليهودي من أجل أن يتركوها تَشُقّ طريقَهَا بحرية على الساحة العمومية وفي الكتب البيداغوجية للذاكرة القومية، من دون أن يحاولوا كبح مسارها، بل إنهم شجعوها بصفة غير مباشرة وهم يعلمون أن هذه الأسطورة وحدها يمكن أن تؤمّن شرعيتها الأخلاقية للاستعمار من طرف «أُمّة منفية» لأرضٍ يحتلها آخرون»، ويوجه الكاتب انتقاداته للفكر الصهيوني: «ليس مصادفة أن الفكر الصهيوني يستمد مرجعياته من المصادر الاثنوتخييلية القديمة. يستولي عليها باعتبارها كنزا نادرا ويقوم بقولبتها على هواه في مختبراته الايديولوجية». وأكد أنه لم يكن المسلمون الأوائل يعادون الديانة اليهودية، كما أن مسار الأسلمة الذي قام به العرب المسلمون «لم يضع حداً للمد المتواصل من أتباع اليهودية في كل جنوب إسبانيا ومن أفريقيا الشمالية. ويدلل على ذلك بقوله: المؤرخ إسحق بايير، في كتابه المهم عن يهود إسبانيا، سجّل في حينه بإعجاب «أن إسبانيا العربية بدت كأنها تحولت إلى مكان لجوء من أجل اليهود». وهكذا استطاعت الجماعة اليهودية أن تزدهر من وجهة نظر ديموغرافية، بفضل تهويد محليّ وأيضاً بفضل موجات الفتح والهجرة حيث تفتحت الجماعة اليهودية ثقافياً، في إطار تناغُم استثنائي فيما بينها وبين التسامح العربي الذي كان يسود في مملكة الأندلس». ويقول: «ترفض إسرائيل بعد ستين سنة من نشوئها، أن تتصور نفسها كجمهورية وجدت من أجل كل مواطنيها، ما يقارب ربع سكانها لا يعتبرون يهودا، وحسب روحية قوانينها، فإن هذه الدولة ليست دولتهم. وفي المقابل تقدم «إسرائيل» نفسها باعتبارها دولة من أجل يهود العالم، على الرغم من أن الأمر لم يعد يتعلق بلاجئين مضطهدين، ولكن بمواطنين يتمتعون بكامل المساواة في الدول التي يقطنونها. بصيغةٍ ما إن عرقية مركزية من دون حدود تبرر التمييز القاسي الذي تمارسه ضد جزء من مواطنيها باستحضار أسطورة الأمة الخالدة، التي تشكلت من جديد من أجل التجمع على أرض الأجداد». ويواصل الكاتب: من الصعب كتابة تاريخ يهودي جديد، بعيداً عن القبضة الصهيونية. إن اليهود كونوا، بشكل دائم، جماعات يهودية تكونت، في معظم الأحيان، عن طريق التهويد، في مختلف مناطق العالم. إنهم لا يشكلون إثنية حاملة لنفس الأصل الأوحد والذي يكون قد انتقل على مرّ تيه امتد عشرين قرنا. وأضاف أن تطور الكتابة التاريخية، مثل مسار التحديث يمران كما نعرف عن طريق اختراع أمّة، والأمّة شغلت الملايين من البشر في القرن التاسع عشر وخلال جزء من القرن العشرين. في نهاية القرن العشرين، رأينا تكسّر بعض هذه الأحلام. وقد قام باحثون، وهم في تزايد مستمر، بتحليل وتشريح وتفكيك المحكيات القومية الكبرى، وبشكل خاص أساطير الأصل المشترك العزيز على قلوب إخباريي ومؤرخي الماضي. إن كوابيس الأمس الهوياتية ستترك مكانها، في قادم الأيام، لأحلامِ هوية أخرى. وسأكمل بمشيئة الله في العدد القادم ماهية الطرح الذي نشره الباحث والبروفسور اليهودي (شلومو زاند) ولماذا هذا الكتاب وفي هذا الوقت؟ ولماذا انتشر هذا الانتشار؟ وما علاقته بالمؤرخين اليهود الجدد؟ وما الحل الذي طرحه الباحث في آخر كتابه؟ وكيف كانت الانتقادات على ذلك الكتاب من اليهود والمستشرفين والمؤرخين الغربيين؟ وما مدى استفادتنا نحن المسلمين أصحاب الحق والأرض والمقدسات مما كتبه ذلك الباحث؟
__________________
|
#8
|
||||
|
||||
![]() (متى وكيف اخترع الشعب اليهودي)؟! (2/2) عيسى القدومي نكمل قراءاتنا لكتاب (متى وكيف اخترع الشعب اليهودي?) للبروفسور (شلومو زاند)، أستاذ التاريخ في جامعة تل أبيب, والصادر عن دار فايار في باريس؛ حيث تقدم قائمة أكثر الكتب مبيعاً في الكيان الصهيوني؛ وترجم إلى اللغة الفرنسية والإنجليزية ولغات عدة. وقد أعلن فيه صراحة أن غرضه من الكتاب تفنيد ادعاءات اليهود بحقهم التاريخي في أرض فلسطين، من خلال البرهنة على أنهم ليسوا شعباً ذا ماضٍ مشترك أو رابطة دم وأصل واحد إضافة إلى كونهم لا ينتمون إلى هذه الأرض. وفي هذه الحلقة سنبحث في ماهية الطرح الذي نشره الباحث والبروفسور اليهودي (شلومو زاند) ولماذا هذا الكتاب وفي هذا الوقت؟ ولماذا انتشر هذا الانتشار؟ وما علاقته بالمؤرخين اليهود الجدد؟ وما الحل الذي طرحه الباحث في آخر كتابه؟ وكيف كانت الانتقادات على ذلك الكتاب من اليهود والمستشرقين والمؤرخين الغربيين؟ وما مدى استفادتنا نحن المسلمين أصحاب الحق والأرض والمقدسات مما كتبه ذلك الباحث؟ ولماذا الآن هذا الكتاب؟ لا شك أن الكيان الصهيوني يعيش الآن بعزلة أكبر من أي وقت مضى - بل منذ قيامه وإلى الآن - والكثير من قادة هذا الكيان العسكريين لا يجرؤون على زيارة بريطانيا وبعض الدول الأوروبية خشية الاعتقال والمساءلة، بعد أن رفعت عليهم قضايا جرائم حرب، على الرغم من وقوف الحكومات الأوروبية مع الكيان الصهيوني كوجود واستمرار. أحداث وضعت قادة اليهود في مأزق حقيقي، فمنذ سنة 2000 م – على وجه الخصوص – أخذت الاعتداءات تتوالى وبأبعاد واتجاهات مختلفة - من اقتحامات للمسجد الأقصى، وحرب تلتها مذابح في الضفة كمذبحة جنين، وتهويد في القدس، وحصار وحرب على غزة، وجرائم حرب مصورة، وأسلحة محرمة، واعتداءات على سفن الإغاثة والنصرة، وإضعاف للسلطة التي وقعوا معها اتفاقات أوسلو، حواجز واعتقالات واغتيالات واستيطان يستشري في الضفة، وتصريحات وتبريرات إعلامية يهودية لا تنطلي حتى على السفهاء من الناس. ولتدارك ما فات عقدوا المحاكم لبعض ضباط وجنود الاحتلال والذين صورتهم عدسات الكاميرات وهم يجردون عزلاً من ثيابهم ثم يعدمونهم بكل برود، محاكم شكلية طالما سمعنا بها، والجديد فيها أنها جرمت الجنود، بعدما كانت في السابق تجرم الضحية. والاعتداء على أسطول الحرية أدخلهم في مأزق جديد، ووتّر العلاقات مع الدولة الحليفة (تركيا)، وبعض الدول الأوروبية التي كان على متنها بعض رعاياهم، فشكلوا لجنة تحقيق في ملابسات هذا الاعتداء، ورفضوا تشكيل هيئة دولية محايدة تحقق فيما جرى. فلا يستطيع الكيان اليهودي أن يستمر في هذه العزلة، بعد أن ضعفت أدواته في مواجهة النشاط المضاد لممارساته، حيث علت مستويات من يتبناه من أعضاء في البرلمانات الأوروبية ونشطاء مشهود لهم بالوقوف مع القضايا العادلة في بقاع الأرض. كان لزاماً لهذا الكيان أن يخرج من مأزقه، بالانتقال لمرحلة واستراتيجية جديدة يغير فيها خطابه، ويقدم التنازلات – بزعمه – من أجل العيش بسلام!! ولا حل يعطيه الاستمرار في الوجود على الأرض المغتصبة أفضل من مصطلح (حل الدولتين)، وهذا التغيير لا بد له من تهيئة داخلية أولاً ثم عالمية ليهود الشتات. ولتوزيع الأدوار نشط اليهود في الغرب، وأطلقوا وثيقة بعنوان (نداء للعقل) وقع عليها أكثر من ثلاثة آلاف يهودي أوروبي من بينهم مفكرون مرموقون تندد بسياسات إسرائيل الاستيطانية وتحذر من خطورة دعم الحكومة الإسرائيلية دون تحفظ، وكان من بين الموقعين على العريضة الفيلسوف الفرنسي برنارد هنري ليفي، ودانيال كوهن بنديت زعيم الخضر في البرلمان الأوروبي. وهؤلاء الموقعون يعتبرون أنفسهم مدافعين عن إسرائيل ومخلصين لها، بيد أن صبرهم بدأ في النفاد, والقلق الصادق يملأ أفئدتهم؛ لأن إسرائيل تواجه خطرًا يتمثل في «الاحتلال ومواصلة سعيها لإقامة المستوطنات في الضفة الغربية والأحياء العربية من القدس الشرقية». وبدأ يشاع أن غالبية يهود بريطانيا مع حل الدولتين، حيث أظهرت دراسة مسحية أجراها معهد أبحاث السياسات اليهودية على أربعة آلاف شخص من يهود بريطانيا، أن اليهود البريطانيين يتعاطفون بقوة مع إسرائيل, ويؤيدون حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها, لكنهم يرون أن عليها الآن مساعدة الفلسطينيين على إنشاء دولتهم الخاصة, حيث يؤيد أكثر من ثلاثة أرباع اليهود البريطانيين (77%) «حل الدولتين» بوصفه «الطريقة الوحيدة» لإحلال السلام بالشرق الأوسط, وقال أكثر من 52% منهم: إنهم يؤيدون إجراء الحكومة الإسرائيلية مباحثات مباشرة مع (حماس). وحسب هذه الدراسة فإن 95% من عينة قوامها نحو 4000 من يهود بريطانيا قالوا إنهم زاروا إسرائيل (مقابل 87% بدراسة 1995)، وإن 90% يرون في إسرائيل (أرض الأجداد) للشعب اليهودي. ويشعر 86% بأن على اليهود مسؤولية خاصة لبقاء هذا الشعب، ويصنف 72% أنفسهم بأنهم صهاينة، علماً بأن يهود بريطانيا أكثر تعلقاً بـ (الدولة العبرية) منهم في أمريكا، ونقلت صحيفة (ذي جويش كرونيكل أونلاين) البريطانية عن البروفسور في السياسة الاجتماعية اليهودية في نيويورك ستيفن كوهين قوله: «إن اليهودية البريطانية أكثر ارتباطاً بإسرائيل من اليهودية الأمريكية». وعلق المدير السابق لمعهد أبحاث السياسات اليهودية أنطوني ليرمان على نتائج الدراسة بقوله: «على الرغم أن بعض نتائج الدراسة توفر تطمينات للمنظمات اليهودية والجماعات الموالية لإسرائيل بشكل قوي في المملكة المتحدة وللحكومة الإسرائيلية الراهنة»، فإن أرقاما وبيانات تشير إلى وجود أقلية كبيرة، وفي بعض الأحيان أغلبية، تتبنى موقفا ناقدا بشكل قوي لإسرائيل؛ كما أن ثمة ميلا يهوديا كبيرا لرؤية الأشياء من منظور فلسطيني، وهذا يتجسد في اعتراف 55% بأن «إسرائيل قوة محتلة بالضفة الغربية»، وفي إقرار 47% بأن «معظم الفلسطينيين يرغبون في السلام». وسبق ذلك تكشف حقائق الكثير من الأمور والممارسات، مما دفع نقابة الجامعات والمعاهد ببريطانيا «(يو سي يو) كبرى نقابات التعليم العالي في بريطانيا والتي تضم في عضويتها أكثر من (120) ألف منتسب، إلى تبني قرار مقاطعة الجامعات العبرية تضامنا مع الفلسطينيين؛ بل طالب القرار الاتحاد الأوروبي بالعمل على مقاطعة المؤسسات الأكاديمية العبرية ووقف الدعم المالي لها. وتلا ذلك الدعوة لمقاطعة المنتجات التي تصنع في المغتصبات اليهودية في الضفة الغربية، وعلت أصوات الكثير من المؤسسات المدنية في الغرب المطالبة باتخاذ قرارات وإجراءات بحق هذا الكيان الظالم، وترادف مع ذلك تراجع في تأثير (اللوبي) الصهيوني متمثلاً في المؤسسات بكل قطاعاتها. تلك هي الأجواء العالمية التي تعيشها الحكومات والشعوب في الغرب، وفي خضم تلك المتغيرات صدر كتاب (زاند) ليمهد الطريق لقبول حل الدولتين. ماذا وراء الحلول؟! يرى الكاتب أن التفاهم بين الفلسطينيين و(الإسرائيليين)، مفيد وحيوي من أجل بقاء (إسرائيل) يقول نصاً: «كل شركاء السلام عليهم أن يعرفوا أن تفاهما مشتركا حول دولة فلسطينية، إن تحققت، سيسجل ليس فقط نهاية مسار طويل ومؤلم، بل يسجل بداية مسار آخر طويل وضروري». ويُخْشى على الليل الكابوسي أن يكون متبوعاً بفجر مقلق. إن القوة العسكرية الهائلة لـ (إسرائيل) وسلاحها النووي وحتى الجدار الخراساني العظيم الذي انغلقت فيه لن تساعدها على تجنب تحويل الجليل إلى (كوسوفو). فمن أجل إنقاذ (إسرائيل) من الهوة المظلمة التي تحفرها لنفسها ومن أجل تطوير علاقاتها البالغة الهشاشة مع محيطها العربي، فإنه من الضروري جدا إجراء تغيير أساسي للسياسة الهوياتية الإسرائيلية». لذا اجتهد للتدليل على أن هناك قواسم مشتركة قائمة بين اليهود الإسرائيليين والفلسطينيين العرب، وأن كلتا المجموعتين تدعي نفس الأرض، وكلتيهما واجهت القمع والتشريد وكلتيهما وتطالب بـ (حق العودة)!! فلماذا لا نعيش نحن الطرفين في دولة واحدة؟! لأنه يرى أن الحل الأمثل لمئة عام من الصراع هو (دولة ثنائية الهوية): «دولة ديمقراطية ثنائية القومية تمتد من البحر المتوسط إلى نهر الأردن». ولكنه يعترف بأن المسألة معقدة: «لن يكون من المعقول أن ننتظر من شعب يهودي (إسرائيلي)، بعد صراع طويل ودام، وبسبب المأساة التي عاشها عدد كبيرٌ من مؤسسيه المهاجرين في القرن العشرين، أن يقبل بأن يصبح يوماً أقلية في بلده». وبعد ذلك العرض قدم الكاتب نصيحة قاسية لليهود في فلسطين ولمن سينتقدونه: «إذا كان ماضي أمّةِ ما يتعلق جوهرياً بأسطورة حُلْميّة، فلماذا لا يُبْدأ في إعادة التفكير في المستقبل، قبل أن يتحول الحلم إلى كابوس؟». (شلومو زاند) والمؤرخون الجدد: (شلومو زاند» ينتمي إلى مجموعة المؤرخين الجدد الداعين إلى مراجعة تاريخ الصراع العربي وإعادة النظر في الروايات التي ترادفت مع قيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، من خلال مراجعة الصيغة التاريخية الرسمية، وتنقيتها من الأكاذيب ومن حيل الحرب النفسية التي تحولت إلى مسلمات في الطرح الصهيوني!! تلك الحركة (المؤرخون الجدد) يطلق عليهم أحيانا مدرسة (التاريخ الإسرائيلي الجديد)، ويطلق عليهم أيضا مصطلح (ما بعد الصهيونية)، وقد تبنت التكليف من حزب العمل وبرعاية خاصة من إسحق رابين للتمهيد للتسوية السلمية على أن يبدأ ذلك بالتمهيد لنشر حقيقة استحالة استمرار العداء الإسرائيلي للعرب على المستوى الذي كان عليه منذ عام 1948م وحتى اليوم. وقد عمل المؤرخون على الطعن في الرواية الرسمية واتفقوا على كونها مركبة من مجموعة مقولات أو ادعاءات باطلة أو غير دقيقة على الأقل، واتفقوا على تسميتها بـ(الأساطير الصهيونية) كون الصهيونية نجحت في ربط كل كذبة من أكاذيبها بواحدة من الأساطير اليهودية؛ وذلك حتى تقنع الرواية الرسمية بالمنطوق التاريخي الموحد بأن الصهيونية قد حققت معجزة إقامة (دولة إسرائيل). والجديد في الطرح أن المؤلف بدلاً من العودة إلى عام 1948 أو إلى بداية ظهور الصهيونية - كما فعل الآخرون - يعود إلى الماضي السحيق ليثبت أن اليهود الذين يعيشون اليوم في فلسطين لا ينحدرون من نسل الشعب العتيق الذي سكن مملكة يهوذا خلال فترة الهيكل الأول والثاني؛ وإنما هم خليط متنوع من جماعات مختلفة اعتنقت في مراحل متباينة من التاريخ الديانة اليهودية. و(زاند) من خلال كتابه هو على قناعة بأن اليهود لا يستطيعون أن يستمروا في الكذب، فما كان ينطلي على الجيل السابق لا يمر على الجيل الحالي، فلا بد من وسائل جديد بطرق إقناع جديدة حتى تقبل فكرة الدولة الواحدة؛ لإيجاد الصيغة المناسبة لاستمراريتها. ولم يخرج كون هؤلاء المؤرخين - ومنهم (زاند) - يهودا يعشون على أرض مغتصبة، ويسهمون بشكل أو بآخر في استمرارية هذا الوجود على أرض فلسطين، ويعملون على أن يخضع للعقل تاريخ الكيان اليهودي منذ التأسيس، دون التصدى للأساطير الدينية ولخرافاتها التي أوجدت هذا الكيان الغاصب على أرض فلسطين. ولعل ما سبق يوصلنا إلى حقيقة المؤرخين الجدد الذين يمكننا وصفهم بأنهم (محاربون في إسرائيل)، (ومن أجل إسرائيل)، فهم يخدمون الكيان اليهودي في مرحلته الحالية. وقد حذر د.محمد أحمد النابلسي من الركوب في مقطورتهم، ورفض الاستجابة للدعوة إلى التدوين المشترك (عربي – إسرائيلي) للتاريخ، حيث إن الشيطان يكمن في التفاصيل، التي يجب علينا الانتباه عليها والتحذير من خطرها على مستقبل أجيالنا القادمة، والمرحلة الراهنة. حيث يصف د.محمد أحمد النابلسي في كتابه «يهود يكرهون أنفسهم» «المؤرخون الجدد» بأنهم منقبون في الوثائق المعلنة - بعد 30 سنة - من قبل المخابرات في الكيان اليهودي، ويعيدون صياغة هذه الوثائق لتسويقها وكأنها آراء ومواقف شخصية، ويقول: لذلك فأن «المؤرخ الجديد» هو مجرد نصاب - برأي المؤلف -ويحذر بشدة من الاستجابة للدعوة إلى التدوين المشترك (عربي – إسرائيلي) للتاريخ. ويرى طرف آخر من أن معرفة حقيقة «المؤرخون الجدد» لا تمنع من ترجمة مؤلفاتهم والاستفادة من مراجعاتهم التاريخية، وفضحهم للممارسات الصهيونية وأعمال القمع والقهر التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، وقراءة ما يقدمه لنا المؤرخون الجدد من معلومات ووقائع ودراسات، واستثمارها في كشف أكاذيب اليهود وأساطيرهم، بنصوص ووثائق واعترافات تثبت حقنا بأرضنا ومقدساتنا. الانتقادات على الكتاب: واجه الكاتب مجموعة من الانتقادات على كتابه وأطروحاته، حيث وصف بأنه: «مظهر آخر من مظاهر الاضطراب العقلي للأكاديميين في أقصى اليسار في إسرائيل». أطرف الانتقادات ما صرح به السفير كيان الصهيوني في لندن بأن الكتاب «عمل لاسامي موّله الفلسطينيون»!! وانتقد «بارتال» عميد كلية العلوم الإنسانية في الجامعة العبرية الكتاب ومع ذلك اعترف: «أن الصهيونية قد تمكنت من الأكاديميين في دراسة التاريخ الحقيقي لليهودية من خلال الهجرة والتحول التي من شأنها أن تضفي الشرعية على السعي من أجل الدولة اليهودية». وأيد «بارتال» ما طرحه «زاند» على أن أسطورة المنفى عن وطن اليهود (فلسطين) موجودة في الثقافة الشعبية الإسرائيلية، فإنها لا تكاد تذكر في المناقشات الجادة اليهودية التاريخية. ولا احد من المؤرخين اليهود يعتقد أن الأصول العرقية اليهودية البيولوجية نقية». ويعد الكتاب للكثير من اليهود الذين قرؤوه صدمة جديدة تضاف إلى ما ذكره المؤرخون الجدد من حقائق تنفي الأكاذيب التي أشاعها اليهود ليبرروا وجودهم على تلك الأرض المباركة. ما الجديد في كتاب شلومو؟! السؤال الذي يطرح، هل يهود اليوم من ذرية إسرائيل؟ ولا شك أن في اعتقادنا أن اليهود اليوم قسمان: القسم الأول: ينحدرون في نسبهم من نبي الله إسرائيل وهم قلة قليلة لا نؤكدها ولا ننكرها. والثاني: الذين اعتنقوا اليهودية ودخلوا فيها, وهم من غير بني إسرائيل, وهؤلاء يهود ماداموا قد اعتنقوا اليهودية, ومن الخطأ أن نقول يهود اليوم ليسوا يهودا، والصواب أن نقول أن يهود اليوم ليسوا من ذرية إسرائيل. وما توصل إليه «شلومو زاند» قد أشار إليه عدد من المؤرخين المحققين وعلى رأسهم المؤرخ العربي أبو الفدا، فقد نبه إلى أن «اليهود» أعم من بني إسرائيل لأن كثيرا من أجناس العرب والروم والفرس وغيرهم صاروا يهودا ولم يكونوا من بني إسرائيل1. وغني عن البيان أن رأي «أبو الفدا» قد صدر عنه قبل قيام الصهاينة بقرون وأجيال، ولا يمكن أن يكون محل شبهة أو نزوع إلى العصبية العربية. وتلك الحقيقة العلمية كما اعترف بها عدد غير قليل من علماء اليهود ومفكريهم الأحرار، أن اليهود ليسوا شعبا ولا قوما، ولا جنسا، ولكنهم جماعات تؤمن بالديانة اليهودية منتشرة في جميع بقاع العالم وأن هذه الجموع تنتمي إلى أصول متعددة، وأجناس متباينة وأنها لا تستمد وجودها من أصول واحدة. وفي هذا المجال نشير إلى ما كتبه علامة وهو محايد، الأستاذ أوجين بيتار أستاذ علم الأنثروبولوجيا في جامعة جينف من أن «جميع اليهود بعيدون عن الانتماء إلى الجنس اليهودي، وأن اليهود يؤلفون جماعة دينية اجتماعية، ولكن العناصر التي تتألف منها متنوعة تنوعا عظيما)، وقد أضاف الأستاذ بيتار أن «الصهيونية قد قذفت إلى فلسطين بجماعات يهودية متعددة الأصول والأجناس».
__________________
|
#9
|
||||
|
||||
![]() إسرائيل دولة استعمارية عنصرية (1) كتبه/ علاء بكر الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فقد سادت أوروبا في أعقاب نهضتها الحديثة نزعتان: النزعة القومية، والنزعة الاستعمارية. والنزعة القومية: شعور بالانتماء إلى جنس يربط أفراده وحدة العِرْق أو اللغة أو التاريخ المشترك، والآمال والمصالح المشتركة، وقد ارتبط الأخذ بالعلمانية في أوروبا -بناء المدنية الحديثة فيها- على النزعات القومية، خاصة بعد قيام الثورة الفرنسية عام 1789م. أما النزعة الاستعمارية: فسياسة -أو ممارسة- للاستيلاء على أراضي الغير بشكل مباشر بالقوة العسكرية، أو بشكل غير مباشر ببسط السيطرة السياسية أو الاقتصادية على أراضي الغير. وقد مارست أوروبا سياستها الاستعمارية المباشرة بعد الاكتشافات الجغرافية والثورة الصناعية؛ حيث قامت كل مِن: إنجلترا، وفرنسا، وهولندا، والبرتغال، وأسبانيا ببناء مستعمرات لها في الأمريكيتين، والهند، وجزر الهند الشرقية وإفريقيا. وفي القرن التاسع عشر الميلادي وحتى الحرب العالمية الأولى زاد النشاط الاستعماري الأوروبي بانضمام روسيا، وإيطاليا، وألمانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، واليابان إلى قائمة الدول الاستعمارية، حيث غطى الاستعمار الأوروبي معظم أرجاء الكرة الأرضية. وقد تأثر الكاتب الصحفي "تيودور هرتزل" -مؤسس الحركة الصهيونية الحديثة- في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي بما ساد أوروبا في تلك الفترة مِن النزعات القومية والاستعمارية، فبنى فكرته التي روّج لها في كتابِه (الدولة اليهودية)، وسعى إلى تنفيذها على أساس: - إقامة دولة ليهود العالم، تكون وطنًا قوميًّا لهم يجمعهم، بدلاً مِن تشتتهم في أنحاء العالم. - أن يتم إنشاء هذه الدولة باستعمار أرض شاغرة يتم عليها تحقيق هذا الهدف. ولم تكن تلك الأرض عند "هرتزل" هي أرض فلسطين على وجه التحديد، ولكن تمسك أكثر مَن استجابوا لفكرته بأن تكون أرض فلسطين أرضًا لدولتهم -دون أدنى اعتبار لسكانها العرب الأصليين- لما يحييه هذا الاختيار عندهم مِن أحلام تاريخية، ورفض أكثرهم أن يكون وطنهم المرتقب خارج أرض فلسطين عندما عرض عليهم "هرتزل" غيرها؛ إلا أن تكون دولتهم فيها مؤقتة ينتقلون بعدها إلى فلسطين. يقول "هرتزل" في كتابِه "الدولة اليهودية" وهو يغري الأوروبيين بتأييد فكرته الاستعمارية بإقامة دولة لليهود الأوروبيين في فلسطين يكون اليهود فيها رأس حربة للغرب ضد شعوب المنطقة المتخلفين: "بالنسبة لأوروبا سنقيم هناك -أي في فلسطين- جزءًا مِن السور المضاد لآسيا، وسنكون -أي اليهود الذين سينتقلون إليها- حُرّاس الحضارة المتقدمي الموقع ضد البربر". وكتب "هرتزل" إلى رائد الاستعمار البريطاني في إفريقيا (سيسل رودس) وهو يعرض برنامجه الاستعماري عليه، يقول: "أرجوك أن ترسل لي نصًّا جوابيًّا تعلمني فيه أنك درست برنامجي، وأنه يحظى بموافقتك. تتساءل ربما: لماذا أتوجه إليك يا سيد رودس؟ أتوجه إليك؛ لأن برنامجي هو برنامج استعماري". ويقول "هرتزل" وهو يشرح فكرته في كتابِه "الدولة اليهودية": "هناك أرضان مأخوذتان بالاعتبار: فلسطين والأرجنتين، ولقد تمت تجارب ملفتة لإقامة مستعمرات يهودية في هاتين النقطتين"، ثم يقول: "ستأخذ الهيئة -أي الهيئة اليهودية- ما سوف يُعطى لها"، وكان البارون "دو هيرش" الصهيوني قد قام بإنشاء الجمعية الاستعمارية اليهودية بهدف توطين اليهود الروس في الأرجنتين، كما كانت هناك محاولات لإقامة مستوطنة لمهاجرين يهود في فلسطين. وقد عرض (جوزيف تشمبرلن) -وزير المستعمرات البريطاني- إعطاء الحركة الصهيونية منطقة شبه خالية مِن السكان في أوغندا، وقَبِل "هرتزل" العرض، ولما عرض "هرتزل" الأمر على المؤتمر الصهيوني السادس الذي انعقد في عام 1903م انقسم الحاضرون بيْن مؤيدين ورافضين؛ فلم يستطع "هرتزل" تمرير مشروعه الإفريقي. وبعد وفاة "هرتزل" عام 1904م تركزت الجهود الصهيونية على فلسطين، ونجح "حاييم وايزمان" الذي خلف "هرتزل" في زعامة الحركة الصهيونية في الحصول مِن بريطانيا على "وعد بلفور" بإقامة وطن لليهود في فلسطين عام 1917م. وبسبب النزعة الاستعمارية لإسرائيل فهي ترفض منذ نشأتها "وحتى الآن" أن تكون لها حدود معروفة ثابتة؛ فهي دولة استعمارية لكل اليهود، تتمدد على حساب مَن بجوارها مِن البلدان العربية كلما أمكنها ذلك، ولتبرير ذلك لنفسها روجت -كعادتها- شعارًا زعمت أنه مستمد مِن أكاذيبها التاريخية: "مِن الفرات إلى النيل، أرضك الموعودة يا إسرائيل!". وقد صرَّح زعماء إسرائيل والحركة الصهيونية بهذا النهج الاستعماري، وعليه السياسة الإسرائيلية إلى اليوم. يقول "ابن جوريون" في مذكراته "بعث إسرائيل ومصيرها - ط. نيويورك 1954م ص: 419": "أمامكم الإعلان الأمريكي للاستقلال، ليس به أي ذكر لحدود أراضيه، ولسنا ملزمين بتعيين حدود للدولة"، ويقول في موضع آخر: "لسنا مضطرين لرسم حدود الدولة". ويقول الجنرال "موشي دايان" في يوليو 1968م: "في المائة عام الماضية قام شعبنا بإنشاء هذه البلاد وهذه الأمة، وعمل على توسيع نطاقها باستقدام عددٍ متزايد مِن اليهود، وبإنشاء مزيدٍ مِن المستعمرات لتوسيع حدودنا، وليعلم كل يهودي أن هذه العملية لم تنتهِ، وأننا لم نبلغ بعد نهاية الطريق". ويقول أيضًا: "إذا كنا نعتبر أننا شعب التوراة؛ فلا بد مِن امتلاك أراضي التوراة أيضًا!". وقالت "جولدا مائير" في عام 1969م: "حيث سنقيم ستكون هناك حدودنا!". وفي 7 يوليو 1972م سُئِلت "مائير": "ما هي حدود الأراضي التي تعتبرونها ضرورية لأمن إسرائيل؟ فقالت: إذا كنت تريد أن تقول إنه يتعين علينا أن نرسم خطـًّا لحدودنا؛ فهذا أمر لم نفعله، وسننفذه عندما يجيء الوقت المناسب". وهذه كما ترى إجابة دبلوماسية؛ فقد لا يجيء هذا الوقت أبدًا. ثم تقول: "ولكن يجب أن يَعرف الناس أن مِن أساسيات سياستنا عدم النص في أي معاهدة للسلام على حدود 1967م -أي رفض العودة إلى حدود ما قبْل حرب يونيو 1967م-؛ فلا بد مِن إدخال تعديلات على الحدود -أي بإضافة أراضٍ مِن التي احتلتها إسرائيل في يونيو 1967م إلى حدود إسرائيل عام 1948م-، نريد تغييرًا في حدودنا مِن أجل أمن بلادنا!". وللحديث بقية -إن شاء الله-.
__________________
|
#10
|
||||
|
||||
![]() إسرائيل دولة استعمارية عنصرية (2) كتبه/ علاء بكر الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ كما ارتبط الاستعمار الأوروبي بالنظرة العنصرية التي ترى أن الرجل الأوروبي الأبيض أعلى مِن غيره، وأنه هو الأحق بأن يسود؛ فقد ارتبطت النظرة الاستعمارية الصهيونية بنظرةٍ عنصرية مُستمَدة مِن ديانتهم التي حرَّفوها ترى أن اليهود دون غيرهم مِن الشعوب والأجناس هم شعب الله المختار الذي يجب أن يسود العالم كله ويحكمه "بما فيهم بالطبع العرب والفلسطينيون". - يقول روجيه جارودي في كتابه (ملف إسرائيل، ص 112-113): "والديمقراطية الإسرائيلية يشوبها تمييز عنصري أساسي كما هو الحال في كل المستعمرات، حيث يتمتع الرجل الأبيض وحده بالحكم، ويمكن مقارنة هذه الديمقراطية الإسرائيلية العجيبة بالديمقراطية الأمريكية التي نادت في تصريح الاستقلال بالمساواة بيْن الناس جميعًا، ثم أبقت الرق طيلة قرن مِن الزمان بأكمله بالنسبة للسود، وأطلقت عليهم تأدبًا منها اسم: "المؤسسة الخاصة!"، كما سمحت بمطاردة الهنود الحمر فكانوا يُذبحون ويطردون ليستولي البيض على أراضيهم؛ فإسرائيل إذن دولة ديمقراطية إلا بالنسبة لزنوجها ولهنودها التي تطلق عليهم القوانين الأساسية في إسرائيل -تأدبًا منها- "السكان غير اليهود" أي الفلسطينيون سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين. - ويقول البروفيسور (إسرائيل شاهاك) الأستاذ بالجامعة العبرية بالقدس، والرئيس السابق للرابطة الإسرائيلية لحقوق الإنسان في نوفمبر 1980م: "أنشئت إسرائيل في الأصل بأيدي أناس آمنوا بأنه ليس لغير أهل الغرب حقوق؛ أناس ليس لديهم أي إحساس بأية صورة مِن صور العدل إزاء غير الغربيين... ثم إنهم يأخذون بتفسيرات للكتاب المقدس تجعلهم يقولون: إننا نستعيد الأرض التي سبق لنا أن استولينا عليها مِن الكنعانيين... وهذا موقف عنصري تمامًا يختلط فيه مركب العظمة الغربي -وكان عنيفًا في بدء هذا القرن- بالعنصرية الصهيونية، وازداد هذا الاتجاه حدة منذ عام 1974م مع تصاعد الأيدلوجية الروحانية، ومع تزايد المساندة الأمريكية بشكل لم يُسبق له مثيل... ". - ويعلـِّق "جارودي" على الحريات في إسرائيل فيقول: "ومِن الغريب أن نسمع الدعاية الصهيونية تقول: دولة إسرائيل هي الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط!"، ثم تقدم دليلاً على ذلك بقولها: "الحرية في إسرائيل متوفرة، فالمعارضة تستطيع إبداء رأيها في الصحافة، بل في الشارع!"، وإذا كان هذا صحيحًا أن بعض ذوي الشجاعة والهمة مِن المقاومين للعنصرية مثل البروفيسور "إسرائيل شاهاك"، ومثل المحامية "فيلسيا لانجر"، وعضوة الكنيست "شلميت آلوني"، أو "أوري آفنيوي"، واللواء "بليد"، والبروفيسور "لايبو فتز"، وآخرين -وهم للأسف قليلو العدد- إذا كان أمثال هؤلاء يستطيعون ببسالتهم وبطولتهم أن ينشروا آراءهم رغم ألوان التهديد والضغط عليهم؛ فلا يجدر أن ننسى أن هذه الحرية لا يُسمح بها إلا في إطار المؤسسة اليهودية". وسياسة التفرقة العنصرية تهدف إلى التفريق والتمييز بيْن الأعراق المختلفة، وترمي إلى إقامة أوطان يفصل فيها بيْن الأجناس؛ فيتم تخصيص جنس بكل الامتيازات العالية، ويحرم منها مَن سواهم في نفس الوطن... كما كان في الفصل بيْن البيض والسود الذي كان سائدًا في المستعمرات الأوروبية في إفريقيا، وأشهرها ما كان في دولة جنوب إفريقيا قبْل تخلصها مِن هذه التفرقة العنصرية. وللتمييز العنصري صور، منها: - التحيّز العنصري: بالتحيّز إلى جنسٍ ضد آخر. - الاضطهاد العنصري: يجمع بيْن التحيز لجنس واضطهاد الجنس لآخر. - الفصل العنصري: الذي يجمع إلى جانب التحيز لجنس والاضطهاد لآخر فصل الجنس المضطهد وعزله عن الجنس الآخر اجتماعيًّا. ومِن المظاهر التاريخية لهذه العنصرية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين: - ما صدر في الخمسينيات مِن قوانين تمنع بيع أو إيجار أو زراعة ما يمتلكه الصندوق القومي اليهودي، وصندوق التعمير لغير اليهود، أي قصر ذلك على اليهود. - صدور قانون في يوليو 1950م يعطي كل يهودي ما أسموه (حق العودة) -أي الهجرة- إلى إسرائيل (فلسطين)، مع رفض حق العودة لأي لاجئ فلسطيني لفلسطين، مع تيسير حصول أي يهودي على الجنسية الإسرائيلية بمجرد وصوله لأرض فلسطين، ولا تُعطى هذه الجنسية للفلسطينيين المولودين والمقيمين في فلسطين، وذلك لمنع حصولهم على حق المواطنة إلا بشروط صعبة وبموافقة شخصية مِن وزير داخلية إسرائيل؛ لذا فإن غالبية الفلسطينيين الذين يعيشون في فلسطين يعاملَون فيها كأجانب بلا جنسية. - إخضاع الفلسطينيين للحكم العسكري لجيش الاحتلال، وفرض القيود على حريتهم في التحرك والتنقل والعمل، وسائر مظاهر الحياة، ومنح الحكام العسكريين صلاحيات كبيرة لاضطهاد الفلسطينيين، وحملهم على ترك ديارهم. - انتزاع الأراضي الفلسطينية مِن الفلسطينيين، والاستيلاء عليها ومصادرتها بالقوة بمختلف الدعاوى والتبريرات الواهية. - التدخل في الشئون الفلسطينية الاقتصادية والتعليمية في مناطقهم للإضرار بها والتضييق عليهم، مع محاربتهم في أرزاقهم، وتقليل فرصهم في العمل، ومنحهم أدنى الوظائف وبأقل الأجور. - تقليص مساحة الأراضي الزراعية التي يمتلكها الفلسطينيون بالمصادرة منها، ومنع تطوير زراعتها، وخفض أسعار منتجاتها بالمقارنة بمثيلتها اليهودية، مع منع المساعدات والتسهيلات عنها، بل وعرقلة تسويقها لصالح المنتجات الزراعية اليهودية. - القيام بعمليات الطرد الجماعي للفلسطينيين مِن قراهم وأراضيهم بالقوة وتدمير منازلهم، ثم الاستيلاء على هذه الأراضي وبناء المستوطنات اليهودية عليها. - محاولة تهويد القدس مِن جهة وطمس معالمها العربية الإسلامية مِن جهة أخرى، مع التهديد المتصاعد بهدم المسجد الأقصى وإقامة هيكلهم المزعوم مكانه. - حرمان الفلسطينيين مِن التعبير عن أنفسهم سواء مِن خلال جمعيات أو نقابات أو تنظيمات مستقلة، وقصر ذلك على داخل الأحزاب الإسرائيلية فقط. - حصار المدن والقرى الفلسطينية في غزة والضفة الغربية، والتحكم في مداخلها ومعابرها، وعزل الفلسطينيين فيها، بل وبناء جدار عازل حولهم. وقد وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار بإدانة الصهيونية واعتبارها شكلاً مِن أشكال التمييز العنصري في 11 نوفمبر 1975م، لكنها عادت وألغت قرارها بضغطٍ مِن أمريكا في عام 1993م، مع أن الواقع في فلسطين يشهد وبصورة صارخة كم أن الصهيونية حركة عنصرية متعصبة، وكانت الجمعية العامة قد أدانت في ديسمبر 1973م التحالف والتعاون الآثم بيْن الصهيونية والنظام العنصري -وقتها- في إفريقيا الجنوبية. يقول رئيس وزراء جنوب إفريقيا في حديث له في نوفمبر 1961م: "أخذ اليهود أرض إسرائيل مِن العرب الذين عاشوا عليها منذ ألف عام، وإني لأؤيدهم فيما فعلوه، وهم مثلنا بلد تسود فيه التفرقة العنصرية".
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |