الإسلام والعروبة في الشعر السعودي... عبدالسلام هاشم حافظ نموذجًا - الصفحة 2 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1029 - عددالزوار : 124487 )           »          كيف اخترقت إيران جماعة الحوثي في اليمن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          غزة في ذاكرة التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 4732 )           »          تجديد الإيمان بآيات الرحمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 1541 )           »          لا يستوون عند الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 463 )           »          الألباني.. إمام الحديث في العصر الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 1226 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 51 - عددالزوار : 22620 )           »          إكرام الله شرف عظيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          المدخل الميسر لعلم المواريث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          {كل يوم هو في شأن} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 06-07-2021, 02:50 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,608
الدولة : Egypt
افتراضي الإسلام والعروبة في الشعر السعودي... عبدالسلام هاشم حافظ نموذجًا

الإسلام والعروبة في الشعر السعودي... عبدالسلام هاشم حافظ نموذجًا
د. أحمد فرحات



وُلِدَ الشاعر "عبدالسلام هاشم حافظ" في جمادى الأولى سنة 1347هـ / 1928م بالمدينة المنوَّرة، مات أبوه في سنٍّ مبكِّرة من حياته، وهو لم يكمل السَّنة الأولى من عمره، وقام على تربيته عمُّه السيد "عبدالقادر حافظ".

ينحدر "عبدالسلام هاشم حافظ" من أسرةٍ عريقة، يرجع نسَبُها إلى السيِّدة فاطمة الزهراء بنت سيِّد الخلق محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - وكان لهذه الأُسرة دَورٌ لافت في العديد من مجالات الفِكر والأدب في المدينة المنوَّرة خاصة، وبلاد الحجاز عامَّة؛ حيث أسْهَم "علي عبدالقادر حافظ" وأخوه "عثمان عبدالقادر حافظ" في تأسيس "مطبعة وجريدة المدينة" عام 1344هـ، ثم "شركة المدينة للطباعة والنشر" بجدَّة، عام 1383هـ، ومدرسة[1] المسيجيد الابتدائيَّة عام 1365هـ[2]، وقاما بعدَّة رحلات استطلاعيَّة وصحفية إلى بلدان المملكة والبلدان الخارجيَّة، واشتركا في كثيرٍ من المؤتمرات الصحفيَّة، ويقول الشاعر "عبدالسلام هاشم حافظ": "وللشقيقين شقيقٌ ثالث هو السيد خالد، تقلَّب في عدَّة وظائف، وهو مديرٌ لِمطبعة جريدة المدينة منذ إنشائها... ومتزوِّج من أختي لأمي"[3].

أُصِيبَ شاعرنا بتضخُّم في القلب سنة 1361هـ، مما اضطرَّه إلى ترك العمل ومتابعة علاجه؛ فسافر إلى جمهورية مصر العربية للعلاج سنة 1953م.

وبعد أن سَرِكَ بدَنُه، توُفِّي - رحمه الله - سنة 1415هـ بالمدينة المنوَّرة، عن عمرٍ يناهز الثامنة والستين، عاشها في نضالٍ وكفاح مع المرض.

أولاً - الإسلام:
"الشِّعر الدينيُّ من أقدم وأعمَقِ الينابيع الشعريَّة لدى شُعراء الحجاز، حتَّى أصبحَت الألفاظ والمعاني الإسلاميَّة من أبرز سِمات الشعر الديني لديهم في كلِّ الأغراض"[4]، ولم تكن طبيعة العلاقة بين الدِّين والشِّعر مهتزَّة؛ بل كانت علاقةً وثيقة؛ فـ "الشِّعر بما له من مكانةٍ قويَّة استطاع أن يخدم الدِّين في ظروفٍ كثيرة، ويمكن له أن ينشر أهدافه"[5]، "ثم إنَّ القرآن والحديث كانا الباعثَ الحافز إلى وضع كثيرٍ من العلوم، في صدارتها العلوم الأدبيَّة واللُّغوية"[6]، ولا نُغالي إذا قلنا: إنَّ الاتجاه الدينيَّ عند الشاعر "عبدالسلام هاشم حافظ" غالِبٌ على كلِّ اتِّجاهاته الفكريَّة، ومتوغِّل في شعره إلى الحدِّ الذي يمكننا أن نَسِمَه بالالتزام الأدبي، والالتزام الأدبي "أن يتقيَّد الأدباء وأرباب الفنون في أعمالهم الفنيَّة بمبادئَ خاصَّة، وأفكارٍ معيَّنة، يلزمون بالتعبير عنها والدعوة إليها، ويقرِّبونها إلى عقول جماهير الناس، ويحبِّبونها إلى قلوبهم"[7]، فالشَّاعر ملتزِمٌ بقضاياه التي عالجَها من منظورٍ إسلامي، "ولعلَّ كثيرًا من الدراسات الأدبيَّة قد توقفت أمام التَّيار الإسلامي، وكيف استطاع توجيهَ حركة القصيدة العربيَّة على سبيل التوظيف من أجل الدِّفاع عن قضايا الدين، أو تبَنِّي الدعاية له، أو الانتصار لقِيَمِه ومبادئه"[8].

وإذا استعرَضْنا نماذجَ الشعر الإسلاميِّ الواردةَ في أعمال "عبدالسلام هاشم حافظ" الشعريَّة، نجد أهمَّ القضايا الإسلاميةِ هي القضايا التاليةَ:
الدعوة إلى الوحدة والتَّضامن.
الدعوة إلى الجهاد.
إبراز مزايا الإسلام والإشادة بِحَضارته.
الدَّعوة إلى مكارم الخلاق، ومُحاربة الفساد والانحلال، ونَقْد الواقع المتردِّي.
أماكن وشخصيَّات مقدَّسة.
مفهوم الوطن.

لَم يَكُن الباعث على الشِّعر الديني عند شاعرنا ناشئًا من فراغ؛ فقد كان لنشأة الشَّاعر في جوار الحرم النبويِّ الشريف أثَرُها البالغ في اتِّجاهه الديني المميَّز، إذا أضَفْنا إلى ذلك شعورَه الدائم باللِّواذ إلى ربِّه؛ لظروف مرَضِه القاسية التي ألَمَّت به منذ الصِّغَر، وإحساسه بدُنوِّ أجَلِه، جعله أكثرَ قُربًا من خالقه.

ثم إنَّ عكوف الشَّاعر على الكتب والقراءة الحُرَّة، وملازمته شيوخَ المسجد النبويِّ الشريف، هيَّأ له الاطِّلاع على كتب السَّلف في شتَّى فروع العلم والمعرفة، وخاصَّة الكتب الدينيَّة التي أثَّرت في وجدانه الدِّيني؛ فقد حقَّق الشاعر كتاب "الإمام ابن تيميَّة" سنة 1969م، ونشرَتْه مكتبة الحلبي بمصر، وجاء في مقدِّمة هذا الكتاب "ثم عكفتُ على قراءة تراث شيخ الإسلام الإمام أحمد بن تيميَّة، وعالجتُ ألوانَ علومِه الدينية، تمثَّلته رائد العلم والدين، الذي أبحث عنه... ويرمز إلى اتِّجاهي الديني"[9]، وإذا أضَفْنا إلى ذلك رغبةَ الشاعر في الإصلاح ومحاربة الفساد والانحلال، وكان لِتَدهور الحالة السياسيَّة للأمَّة العربية أثَرٌ كبير في لجوء الشَّاعر إلى الاتجاه الديني.

كل هذه العوامل كانت من أبرز العوامل التي هيَّأت له التميُّز في هذا اللون من الشِّعر الديني.

ويمكن تلخيصُ العوامل التي تهيَّأت لدى شاعرنا على النَّحو التالي:
عاملٌ بيئي:يتمثَّلفي البيئة الطاهرة الني نشأ الشاعر فيها، وهي جِوار الحرم النبَويِّ الشريف، وأثَرُ ذلك على شِعْره.
عامل شخصي:ويتمثَّل في الرغبة في الإصلاح، ومُحاربة الفساد والانحلال بشتَّى صُوَرِه وأشكاله.
عامل نفسي:يُعزَى إلى ظروفِ الشاعر الصحيَّة، وإحساسه الدائم بدنوِّ الأجل.
عامل سياسي:يرجع إلى تدهوُرِ الحالة السِّياسية للأمَّة العربية، وطُغيان الظُّلم والفساد لدولة إسرائيل على شعبٍ ضعيف يُقاوِم الاحتلال.

وليس من شكٍّ أنَّ لجوار المسجد النبوي الشريف، والنشأةِ بين ربوعه - أثرًا كبيرًا على شعره، وطالَما عبَّر الشاعر عن هذا الأمر في كثيرٍ من قصائده، حتَّى إنَّ رحلاته وتنقُّلاته خارج وطنه، ومَشاهد الجمال والطبيعة السَّاحرة في كثيرٍ من البلدان التي زارها - لم تُسَلِّه عن وطنه المقدَّس، والشَّاعر يبحث دائمًا عن سلوى لآلامه، ويجدُها في حبيب الله ورسوله[10]:
مَا سَامَنِي الدَّهْرُ آلاَمًا مُرَوِّعَةً
إِلاَّ وَجَدْتُ حَبِيبَ اللهِ سُلْوَانِي



كما أنَّ مرض الشاعر جعله يَأْرِز إلى الله تعالى، ويتوجَّه إليه، داعيًا أن يَدْرأ عنه عذابَ المرض وألَمَه، ويتوسَّل إلى خالقه أن يَجيء اليومُ الذي يبرأ فيه من مرَضِه، فيَقول[11]:
يَا رَبِّ أَدْعُوكَ تَرْعَانِي وَتُنْقِذُنِي
بِالآيِ وَالذِّكْرِ.. تُحْيِينِي بِإِيمَانِ

تَحْنُو عَلَيَّ وَتُلْقِي الدَّاءَ عَنْ جَسَدِي
وَالقَلْبُ يَهْنَى مَعَ النَّجْوَى بِأَفْنَانِ

شَفَاعَةٌ مِنْهُ، تُلْقِي الأَمْنَ فِي كَبِدِي
لَهُ تُقَرِّبُنِي، وَالْحُورُ نَدْمَانِي



ولا يغفل الشاعرُ الجمهورَ تمامًا في شعره الدِّيني، بل يُولِيه اهتمامًا كبيرًا؛ لأنَّه "في الواقع قد يستمتع امرؤٌ بالشِّعر أكثر حينما يُشارك الشاعرَ في إيمانه"[12]، وعندما لا يتَّفق الجمهورُ في المعتقد الديني مع الشاعر فإنَّ "هناك متعةً متميِّزة في الاستمتاع بالشِّعر كَشِعر"[13]، وهو يَعلم أنَّ قُرَّاءه ومتلقِّي شعرِه هو هذا الجمهور، صاحب البيئة الدِّينية المحافظة؛ ولذا نراه يترنَّم بوطنه، مجال الطُّهر، والأصوات التي تَصْعد إلى السَّماء، ومَهْد السَّلام، ومرقد المَحبوب، ويزهو الشاعر بجواره للنبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأنَّ المدينة المنورة من أجمل بقاع الأرض؛ بل وأطهرها، وفي جوار المصطفى - صلَّى الله عليه وسلَّم - لا يشعر الشَّاعرُ بالغربة ولا الخوف، فيقول[14]:
وَجِوَارُه أَعْظِمْ بِهِ مِنْ مَوْطِنٍ
سَادَ البِلادَ وَلَمْ يَزَلْ

وَأَظَلُّ جَارَ اللهِ أَنْتَهِلُ الْحَقِي
قَةَ.. لاَ اغْتِرَابَ وَلاَ وَجَلْ



وقد اتَّخذ الشاعرُ من موطنه المقدَّس - المدينة المنورة - سلاحًا يشنُّ به حربًا شعواء على الطُّغاة المستعمرين، ويَشحذ الهِمَم، ويستنجد الأبطال من خطَر إسرائيل الذي أقلق العالَمَ الإسلامي، وروَّع أمْنَه[15]:
إِنَّ الْمَدِينَةَ مَوْطِنُ الْهَادِي الرَّحِيمْ
تَسْتَنْجِدُ الأَبْطَالَ مِنْ خَطَرٍ عَظِيمْ
مِنْ قَوْلَةِ البَاغِينَ عَنْ وَطَنٍ قَدِيمْ
مِنْ أَجْلِكُمْ أَنْتُمْ فِدَائِيُّ الْحَيَاهْ
دَوَّى بِطَيْبَةَ صَوْتُ أَبْرَارٍ تُقَاهْ
تَرْجِيعُ أَصْدَاءٍ تُنَادِي بِالنَّجَاهْ
لِتَعُودَ فِي القُدْسِ الشَّرِيفِ لَنَا الصَّلاهْ

فأسماء مثل القرآن وآياته، ومكَّة، وطَيْبة، وحِرَاء، وجبريل، والإسلام، والمدينة، والنبيِّ، والنبوَّة، والدين الحنيف، والأنبياء، ذوات شحنة روحيَّة دينيَّة كبرى قد شكَّلت مفردات معجَمِه الدِّيني، مصوِّرة بدلالتها الدينيَّة مفرداتِ الشعر الدِّيني لديه، وهذا ما يؤكِّده شاعِرُنا في قصيدة "أمجاد السَّماء[16]"، فيقول عن القرآن الكريم:
آيَاتُهُ نُورٌ تُضَاءُ بِهِ السُّبُلْ
وَيُفَجِّرُ الطَّاقَاتِ فِي سَعْيِ البَقَا
دِينُ السَّمَاحَةِ وَالعَدَالَةِ وَالعَمَلْ
كَمُلَتْ بِهِ لِلنَّاسِ أَسْبَابُ العُلا[17]



يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 231.50 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 229.78 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (0.74%)]