رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله - الصفحة 10 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كتاب (الوصايا المنبرية شرح أربعين حديثاً من الوصايا النبوية ) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الغنائم المحققة للمطلوب في الدنيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          {قد أفلح من زكاها} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          كلمة التوحيد في الكتاب والسنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 9 )           »          شرح حديث: من حجَّ هـذا البيت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          حديث: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر على الصدقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          مناجاة.. وثناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          كيف نتوب كما ينبغي؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          آثار مواسم الطاعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الظلم في الميراث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #91  
قديم 27-04-2021, 02:02 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,764
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

الجهد المشتَّت لا يصنع تقدمًا



وصال تقة







في رمضان تعلو الهمة وتسمو إلى الاستكثار من المشاريع..

اجمَعْ شملَ مشروع واحد، وابذُلْ كل جهدك في تطويره، وأعطِه نفَسًا عميقًا من أنفاسك، ستجد ثماره أكثر مما لو فرقت جهدك على مشاريعَ أخرى صغيرة..

مشروع رمضان الأكبر هو "مصاحبة القرآن".
((مَثَلُ الجليس الصَّالِح والجَليس السَّوْءِ كَمَثَلِ صَاحِبِ المِسْكِ، وَكِيرِ الحَدَّادِ، لاَ يَعْدَمُكَ مِنْ صَاحِبِ المِسْكِ إِمَّا تَشْتَرِيهِ، أَوْ تَجِدُ رِيحَهُ، وَكِيرُ الحَدَّادِ يُحْرِقُ بَدَنَكَ أَوْ ثَوْبَكَ أَوْ تَجِدُ مِنْهُ رِيحًا خَبِيثَةً))؛ متفق عليه.
"الصديق في وقت الضيق".
"قل لي من تصاحب أقُلْ لك من أنت".

نِعْم الجليس، ونِعْم الصاحب، وكفى به مشروعًا..

ومن كان جليسه القرآن، فقد كُفِي الهم والضيق، وتبرأ من الوحل، وعطر الأنفاس بالمسك وعانق ستائر النور..

فهنيئًا لمن عرف بالقرآن أهلاً وصاحبًا..

التِماعة:
وكم تألف هذه النفس ما حولها، وكم تضيع حقائق الأشياء وعمقها، وتغور المعاني في لجج التكرار والإلف والعادة..، فلا الصبح يبعث في الرُّوح بخيوط نوره مشاهد الجمال، ولا الليل يرسل فيها مشاهد الخوف والسكينة، ولا الجبال تحرك في النفوس مشهد العظمة، ولا ألوان الفراش ولا شذى الزهور ولا شدى الطيور ولا ترنيمة الرياح وعزف الرعود يحرِّك الوجدان طربًا لمعاني الجمال والكمال ودقة الصُّنع..

نعتادها من كثرة ما نراها، ونألفها لكثرة ما نحياها، ولا محرك لتأمُّلها وتحريك الوجدان لها إلا بتأمُّل عميقٍ في الملكوت وآيات الله الكونية، وتدبر دقيق وإعمال للفكر في كتابه الحكيم..

فهل جربتَ أن تسموَ بهمتك من قراءة الحرف واحتساب الحسنات العشر عليه إلى أجر التفهُّم والتأمُّل والتدبُّر؟
هل جرَّبتَ أن تشرع مراكبك وتهيِّئ حقائبك وأن تسافر في أنداح السكينة والرحمة ومنَّة المنان؟ أن تحلق بأجنحة من نور إلى عوالم النور وكواكب الغفران وقناديل الذكر وكلام الرحمن؟ أن تصنع من كتاب الله بوصلة تحدِّدُ لك معالم السبيل، ونبراسًا يضيء لك عتمة الحياة المجبولة على الكدر، يقوِّم ما حاد من الأفكار، وما حنف من السلوكيات عن الطريق الواحد الممتد الطويل، ويهذِّبُ شعثَ الأخلاق ومارقَها.. وتستنصر به على الأمَّارة والهوى، وتستغيث بالحياة الكامنة في آيِهِ من موت الأرواح على مقصلة الغفلة والتسويف والعادة.. أن تجعله الدستور الذي لا يحيد عنه إلا هالك، تستشعر خطابه لك وبأنك المعنيُّ في كل أمر وفي كل نهي.. تستجيب لنداء ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾، وترعوي من الزجر والنهي والوعيد، وتشرق نفسك مع كل وعد جميل بالغد الجميل في رحاب الجِنان.. تمنِّي النفس وتأمل فيمن وعد وصدق عباده وعده.. يقشعرُّ منك الجلد لذِكره سبحانه، وتذرف المآقي لآلئها، ثم ما تلبث أن تلين وتتنفس السكينة والطمأنينة.. تتجوَّلُ في أفانين اليقين ومروج الثقة وبساتين الرجاء.. تمرض فتهرع إلى آيِهِ وإلى قصة أيوب تتلمَّسُ من بين الحروف الرجاءَ والطمأنينة والثقة في قدرة الطبيب الشافي، وتضيق بك وتظلم في عينك وقد قاربت من الإياس، فتُهرَع إلى قصة يونس تتربص بخيوط النور المتسللة من بين الظلمات الثلاث، وتتوالى عليك الملمَّات والمصائب، فتسارع إلى قصة يوسف تصعد مع خطاطتها، وتنزل بين فرَجٍ تتبعه شدة، وبين شدة ليس لها من عاقب إلا الفرج.. تنظر إلى الدنيا ومتاعها الذي لا يعدو أن يكون حطامًا تَذْروه الرياح فتتخيل الصورة فتسارع إلى الرضوان، وتختار الباقية على الآفلة الفانية.. وتنظر إلى مآلات صراع الخير والشر والكفر والإيمان والاستجابة والعصيان، فتدرب النفس على موازين الحق، وتمرِّسها على العمل وعلى حُسن الاختيار..

هل جربت أن يؤذَّن في رُوحك أن أقبلي، فهذا كتاب الله، فماذا أنت صانعة فيه ومعه؟
فقُمْ أيها الشارد السادر في الغفلة، وامسح عنك الوسن، واغتسل بدمعك وبعطر كلام الله، واستجب لداعي الشرف وباعث إقامة حكم الآي وأمره قبل إقامة حرفه..

استفتح من الله واسأله المدد.. رتِّبْ حقائبك، واحجز مكانًا لرحلة آمنة بفضل الكريم المنان إلى تدبُّر كلامه..



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #92  
قديم 27-04-2021, 02:03 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,764
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

رمضان وتربية الإنسان الكامل







هل نستطيع جني ثماره؛ لتكون زادًا لأعمارنا كلها؟

سيد أحمد فتح الله





الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.

وبعد:
فنَحن على مشارف الوَداع، تلاقينا مع الشهر الكريم، وعانقنا فيه الهدى، ورَجَونا من الله العفو، وأخذتْنا حرارةُ الدُّعاء وتلاوة الذِّكر، راقبْنا فيه رَبَّنا، فتحققتْ في أنفسنا - كلٌّ على قدر إخلاصه - تقوى الله - عزَّ وجلَّ - ومَحَّصتنا بفضل الله مدرسةُ الصيام، التي هي بحقٍّ مدرسة صناعة الإنسان الكامل، وتربية الأخلاق الشاملة، التي سعى إلى تَحقيقها في النفس البشرية علماءُ النفس، وعلماء التربية، وفلاسفة كل العصور.

هل يُمكن أن تستمر معنا حالةُ رمضان إلى ما بعد رمضان، الذي أوشك على الرحيل، هل نَحفظ مقامه وهو المعلم الفذ، والأستاذ الأعز، الذي لو فقهنا، لكان منا تلامذة له في مدرسة الإنسان الكامل.

أولاً: من الإنسان الكامل؟
هو عند فيلسوف مثل "كانت": الشخصُ الذي يكون سلوكه قابلاً لأن يُؤخَذ مبدأ إنسانِيًّا عامًّا، وعند (نيتشه): الإنسانُ الخارق الذي يعمل على تطوير ذاتِه؛ حَتَّى يصيرَ بالعقل والقوة قادرًا على التحكُّم في الأشياء.

لَم تتمكن - لعَمْر الحق - أيَّةُ مدرسة من مدارس التربية، ولا علم النفس، ولا الفلسفات المختلفة - من أن تخرج لنا الإنسانَ الكامل المزعوم، ولا أزعم أنَّ المسلمين استطاعوا في عصورهم الأخيرة أنْ يُخرجوا نموذجًا يقترب من الإنسان الكامل، الذي أرى مدرسة الصيام رافدًا من أهم روافد انطلاقه وشُموخه، وروعة أخلاقه.

ذلك لأنَّنا نؤدي العباداتِ في مُجملها طقوسًا حركية، لا ندرك معها بُعْدَها الرُّوحي، وأثرَها الأخلاقي، لكن تأمل معي - رعاك الله - رَوْعَة الأخلاق التي يُمكن أن يربيها فينا الصيام، وتأمَّل الثمار التي يُمكن أن نجنيها من رمضان؛ بل إنِّي لأجزم أنَّ مَن تأمَّلها، وتَمثلها، وعاش وفقًا لها، فهو الإنسان الأقرب إلى الكمال بحول الله، ولا غروَ أن يكونَ إمامُنا وحبيبنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - أكملَ شخص عرفه تاريخُ البشرية؛ لأَنَّه - عليه الصلاة والسلام - لَم يعرف الفصام الذي نعيشه بين العبادة وأثرها، وعاش الصيام روحًا ووجدانًا قبل أن يكون صيام البطن والشهوة، فكان أسرعَ بالخير من الريح المرسلة.

ما الذي تبثه فينا مدرسة الصيام؟
أول ما يتبادر: إشعارُ العبد برقابة الله - جل وعلا - هبْ أنَّ مُسلمًا في نَهار رمضان يجلس وحْدَه في غرفة، أو في قصر، أو يسير في فلاة، لا يراه أحد، ولا يراقبه مُراقب، لماذا لا يُقدِم على تناوُل الطعام الشهي على جوعه، ولماذا لا يَمد يده؛ ليروِيَ ظمأه بالماء القراح؟ ما الذي يَمنعه من ذلك؟ إنَّه الشعور بأنَّ الله يراه، أليس هذا هو الإحسانَ الذي هو أعلى من درجة الإيمان؟ وعبر القرآن عن هذا الأثر للصيام قائلاً: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]، كلٌّ مِنَّا ينال قسطًا ما من رقابة الله في رمضان فعلاً لا قولاً، قسطًا من التقوى، من الإحسان، يَجب أن ينميه وينفخ فيه لرمضان وما بعد رمضان؛ كي يكون خُلقًا ملازمًا تكتمل به شخصية المسلم.

لقد رَبَّى الصيامُ فينا رقابةَ الله، حتى لو كُنَّا في مأمن من أنظارِ الخلائق جميعًا، فنحن نسلك سلوك المراقب لمولاه، بالله علينا لو أخذنا هذا الخُلق بعيدًا واستثمرْنا آثاره، أيكذب الكاذب، أو يسرق السارق، أو يرتشي المرتشي، أو يُرابي المرابي، أو يعق العاقُّ، أو يفسد المفسِد بين الناس، في رمضان أو في غير رمضان؟ هذا الخلق الجليل يمكن أن يحل وحْدَه مآسِيَ تعيشها اليومَ الأمةُ الإسلامية؛ من خيانة، وسرقة، ولُصوصِيَّة، وكذب، حتى إنَّ الكذب صار خلقًا يكذب معه الكثيرون بلا مُبرر، رمضان - لو فقهنا - يُعلمنا رقابةَ الله، وعندئذٍ نسلك مع أخلاقِ رمضان سلوكًا يصح مبدأ عامًّا على ما يرى "كانت" وغيره، وليسوا حجةً لنا، لكننا نعرض أشواقهم التي يلبِّيها الإسلام الفذ.

وثانيًا: هناك الإرادة الصلبة التي يُربيها فينا الصيام، فلا نَخضع للشهوات، ولا نسقط أمامَ سُلطان العادات؛ بل ننتصر على أنفسنا، وعلى شَهواتنا، ونقمع رغائبنا؛ ابتغاءَ مَرضاة ربِّنا، أمَّة تَمتنع عن الطعام والشراب والشهوات من مَطلع الفجر إلى مَغيب الشمس، هي أمة مُريدة لا تضعُف، عزيمتها ماضية لا تلين، معدنها نقي متين، قدراتها الذاتية هائلة؛ لأنَّها لا تضعف أمامَ أحد، فلو أنَّنا نَمَّيْنا في أنفسنا هذا الخُلق الكريم من أخلاق مدرسة الصيام، لكنَّا سادةَ الدنيا، كما كنا ذات يوم؛ لذلك حكى أحدُ الدُّعاة عن شاب إسباني لا يعرف الإسلامَ، سأله مرة عن معنى الصيام الإسلامي، فشرحه له، فما كان منه إلاَّ أنْ علق قائلاً: "إن كنتم تصومون بهذه الحال، فلماذا أنتم متخلفون؟"، فَهِمَ الشاب بالمنطق الإنساني العام أنَّ أمةً تربَّت فيها الإرادة في مدرسة الصيام، لا يُمكن إلا أن تكون صاحبة الباع الأكبر في التقدُّم، فما التقدمُ إلا وضع الهدف، والتخطيط له، وبذْل الجهد لتحقيقه، وكل ذلك لا يكون إنْ لَم تكن الإرادة التي يربِّيها فينا الصيام أفضل تربية.

ويرتبط برمضان أيضًا الصبر، وما أجمله من خُلق يرفع صاحبه، ويُحقِّق له النصر! كما جاء في الحديث الشريف من تعاليم النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: "واعلم أنَّ النصرَ مع الصبر، وأنَّ الفرجَ مع الكرب، وأنَّ مع العُسر يسرًا"، أمَّةُ الصبر تستطيع إنْ شاءت أن تنتصرَ على أمراضها الداخلية، وكيْد الأعداء لها؛ ليتبدل الضعف قوة، والذلُّ رفعةً، والتخلف تقدمًا، أليس الطيش والرعونة شيئًا كريهًا يعالجه الصيام بتعويد الصبر، لماذا كثرت المشكلات، وكثرت حالات الطلاق في بلادنا، وصراع الأقرباء والغرباء على فُتَاتِ الدنيا؟ لماذا كثر القتل والكيد؟ لأَنَّ الصبرَ لَم يعُد خلقًا، كم يعالج الصبر الرمضاني من أدوائنا؟ كم تكتمل الشخصية الإنسانية بالصوم؟

وانظر إلى عِفَّة اللسان، كما علمنا الحبيب - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الحديث الشريف الصحيح: ((الصوم جُنَّة، فإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث، ولا يصخب، ولا يفسق، فإن سابَّه أحد، فليقل: إنِّي صائم))، بالله، كم يقدح في الإنسان البذاء والسباب واللسان السليط! الصيام يحل لنا هذا بجملة واحدة، ثم كم تحل لنا عِفَّة اللسان من مُشكلاتٍ طوقتْنا بالإيذاء في مُؤسساتنا وشوارعنا وأسواقنا، وكم تكتمل الشخصية الإنسانية بعفة اللسان، لو طبِّقت في مناحي الحياة المختلفة؟

وانظر إلى انتصارِ النَّفس على هوى الشح؛ ((من فطَّر صائمًا، فله مثل أجره، غَيْرَ أنَّه لا ينقص من أجر الصائم شيء))، ما هذه الروعة الناصعة في حمل الأنفس حملاً على تعود الكرم؟! إنَّها المدرسة الإلهية الرمضانية، انتصر على شحك، أرفد إخوانك بكرمك، لن تَخسر شيئًا؛ ﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ﴾ [سبأ: 39]، لا ينقص المال، بل يزداد الثواب، وتكمل الشخصية الإسلامية الفذة ببركات رمضان، انظر إلى الفارق الهائل بين شخصية البخيل واحتقار الناس لها، وبين احترام الكريم بين من يعرفه ومن لا يعرفه، صحيح أنَّنا لا نصدر في أعمالنا من أجل البشر، ولكن من بركات العمل لله أنَّك تعلو في أعين عبادِه أيضًا، وإن لم تسعَ إلى ذلك، هل هناك مدرسة أزالتْ معايبَ النفس، وغرست في أعماقها الفضائل مثل مدرسة رمضان؟

قِسْ على ذلك التكافُلَ الاجتماعي من إخراج زكاة المال، أو على الأقل زكاة الفطر، وما تغرسه من تعوُّد على الإنفاق، حتى الفقير الذي لا يَملك إلاَّ قوتَ يومٍ وليلة يُخرج صدقةَ الفطر، في منظومةٍ تربوية وسلوكية هائلة الأثر، لو أنَّ المسلمين كانوا يفقهون، هذا التكافل الفريد يبيد الأحقادَ، ويقتل الإحن، ويصنع أمة الخير في تكافُلها، ورعاية القوي للضَّعيف، وحدب الغني على الفقير، يا لَهَا من روعة.

ولا تنسَ الإشراقَ الوجداني بتلاوة الذِّكر، وصلاة القيام، والدعاء، وليلة القَدْر، وتَهافُت الأرواح إلى نفحات الفَتَّاح وبركاته وإتحافاته، أمة اكتملتْ خصالها الوجدانية والبَدنِيَّة والسلوكية عبادةً، وإنفاقًا، وتكافلاً، ومَحبة، وخضوعًا لله الواحد الأحد، هذا الكمال، فهل يُمكن أن نتخذَ خصالَ رمضان دستورًا لحياة الأمة، هي أمة الاصطفاء، ومع ذلك لا تدرك معاني الاصطفاء، هي أمة الكمال ويَجب أن تكتملَ الدائرة في الحال والمآل - إن شاء الله تعالى.

إنسان اكتملت خصاله وسلوكياته لاكتمالِ مُعتقداته، وجَمال عباداته، تَحقَّق برَغْم أنف (كانت، ونيتشه)، وبرغم أنف أهل الضلال ممن قالوا ولم يبلغوا شيئًا، تَحقق بالصوم الإنسانُ الكامل، أو سَمِّه الخارقَ، أو (السوبر مان)، سَمِّه ما شئت، إنَّه ابنُ الإسلام، إنه أنت أيها المسلم.

تحقق الكمال في شخصك - أيها المسلم - فافرح بما عند ربك؛ ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58]، عليك أن تعي دروسَ الصيام في مدرسة رمضان، وخُذ أخلاق رمضان بشدة وعَضَّ عليها، لا تفرِّط فيها بعد ذلك أبدًا، أنت مراقب لربك، تعزم على الخير، وتُحققه بإرادتك بحول الله، تصبر على الضرِّ من أيِّ لون؛ ابتغاءَ وجه الله، تَعفُّ لسانَك عمَّا يُسيء، تنفق بكرم في سبيل الله، تتكافل مع الفقير والمسكين، أنت الإنسان الكامل، أنت حبيبي في الله، أنت المسلم، شكرًا لخالقنا أن جعل لنا رمضان.

اللهم أعدْه على أُمَّةِ حبيبك محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - أعوامًا عديدة، وآجالاً سعيدة، وفَقِّهنا في دروسه، وورثنا أخلاقَه، واجعلنا من عتقائه من النار، وارزقنا بركةَ ليلة القَدْر، وتقبل طاعات المسلمين أجمعين، والحمدُ لله أولاً وآخرًا.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #93  
قديم 27-04-2021, 02:04 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,764
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

مبارك عليك الشهر (22)

أ. محمود توفيق حسين



عندما يقتربُ رمضان من نهايته
وتجهزين أقراص العَجوة
وترصينها في قفصٍ وقد بانَ على وجهكِ الحزن
استعداداً الزيارة قبرِ أبيك كعادتك السنوية في زيارته أول أيام العيد
حيث توزعين الأقراص هناك لجيرةِ المقابر الفُقراء

لا تفكِّري بأنها صلةُ رحم
بل فكِّري في أن صلة الأرحام تتسعُ لها الأرض في غير المقابر
ويتسع لها العالم كله

لا تفكِّري بأنه قد جرَت العادة بزيارة الموتى يومَ العيد

بل فكِّري في أنه تخصيصٌ لم يأتِ به الشرع

لا تفكِّري في أن الأمر من افتكار الموتى والوفاء لهم
بل فكري في أنه لن يصِلَ الميت دموعُ العائلة
بل يصلهُ دعاءُ الصالحين من أولاده.


عيدك كماء السماء مُفرح


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #94  
قديم 27-04-2021, 02:05 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,764
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

أخلِصْ وأحسن فيما بقي ليغفر اللهُ ما مضى







وصال تقة




والتوبة تجُبُّ ما قبلها..





وأتبعِ السيئةَ الحسنةَ تمحُها..





قد كان التقصير - ولا محالة - فيما مضى من أيام، لكن ترانا سنقف على الأطلال نبكيها، وعلى الميت نسقي قبره حسرة ودموعًا؟





ترانا سنقف عند بداية الطريق ونعتذر لأنفسنا ونعذرها على الضعف وقلَّة الحيلة وتلبُّسها بالتفريط؟





ترانا سنقف عند محاسبة النفس على التقصير، وعلى إخلاف الوعد، ونشتغل بتقريعها وفقط بتقريعها، فنجمع على التسويف بطالة واستغراقًا في اللحظة الحاضرة؟ أم أننا سنحاول الاستفادةَ من "اللحظة الماضية" واستغلال "اللحظة الحاضرة" من أجل نظرة متَّزنة للتخطيط للمستقبل؟





وسنعد ربَّنا - على ما نحن عليه من تسويف وغفلة - بالعمل الدَّؤوب وعدم تفويت فرصة العتق والنجاة؟ فنصدق الدعاء له سبحانه أن يأخذ بأيدينا وألا يؤاخذنا بضعفِنا وتقصيرنا.. ونستمد ممَّن عبادُه سوانا كثيرٌ ولا ربَّ لنا إلا هو سبحانه، توفيقه وهدايته وإعانته على النفس المتمنعة الجموح؟!





لم يبقَ الكثير، إنما هي أيام وليالٍ لنعانق ليلة العتق والعفو؛ فاللهم لا تحرِمْنا عفوك وفضلك وشهود مِنَّتك..


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #95  
قديم 28-04-2021, 03:27 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,764
الدولة : Egypt
افتراضي سلاحك في العشر: اللهم إنك عفو

سلاحك في العشر: اللهم إنك عفو


أبو الهيثم محمد درويش



مع اقتراب العشر الأخير من رمضان ما أحوج العبد المسلم إلى الهدي النبوي الكريم في الدعاء في هذه الساعات المحدودة من العمر.
هاهي أحب الناس إلى قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم تسأله عن أفضل دعاء في العشر وخاصة ليلة القدر, فيهديها هذه الزهرة الفواحة من عبير السنة المطهرة.
تقول عائشة رضي الله عنها : قلتُ : « يا رسولَ اللهِ أرأيتَ إن علمتُ أيَّ ليلةِ القدرِ ما أقولُ فيها ؟ قال : قولي : اللهمَّ إنك عفوٌّ تُحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي.» [ أخرجه الترمذي (3513)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (7712)، وابن ماجه (3850)]
و(العفو): اسم من أسماء الله الحسنى، ومعنى العفو الذي يمحو السيئات، ويتجاوز عن المعاصي، وهو قريب من اسم الغفور ولكنه أبلغ منه، لأن الغفران ينبئ عن الستر، والعفو ينبئ عن المحو، والمحو أبلغ من الستر.
والعفْوُ هو التَّجاوُزُ عن السَّيِّئاتِ، "تُحِبُّ العفْوَ"، أي: تُحِبُّ ظُهورَ هذه الصِّفةِ، "فاعْفُ عنِّي"، أي: تجاوَزْ عنِّي واصفَحْ عن زَلَلي؛ فإنِّي كثيرُ التَّقصيرِ، وأنت أَولى بالعفْوِ الكثيرِ، وعفْوُ اللهِ تعالى يكونُ في الدُّنيا والآخرةِ، وهذا مِن آدابِ الدُّعاءِ؛ أنْ يُثنِيَ العبدُ على ربِّه سُبحانَه بصِفةٍ تُناسِبُ طَلبَه، وهذا الدُّعاءُ مِن جوامعِ الكلِمِ، ومَن دَعا به حاز خَيريِ الدُّنيا والآخرةِ.










__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #96  
قديم 28-04-2021, 05:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,764
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

مبارك عليك الشهر (23)


أ. محمود توفيق حسين








عندما يقتربُ رمضان من نهايته
وتبدأُ في الإعداد لموعد إجازة العيد للموظفينَ في شركتك
وأنت ترغب في جعل الإجازةِ بدءاً من يوم الوقفة
رغم عدم وجود ضغطٍ في العمل
ويصلُك طلب من أحدهم للذهاب إلى عُمرةٍ
وطلبٌ من آخر بيومٍ مبكر لأن أهله بعيدو الديار
وهو يودُّ أن يسافر إليهم لقضاء العيد من أوَّلهِ بينهم
لا تفكِّر بأن ما بينك وبين مَن يعملون عندك العقودُ
بل فكِّر في أن تقديرك للمناسبةِ، وتفهُّمك لحاجاتِ الناس..
يوثِّق لك عند الآخرينَ ما لا توثقهُ العقود.


عيدُكَ كماءِ السَّماء






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #97  
قديم 28-04-2021, 05:11 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,764
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

ماذا بعد رمضان؟



د. عقيل المقطري










الحمد لله القائل: ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا ﴾ [النحل: 92]. والصلاة والسَّلام الأتمَّان الأكملان على المبعوث رحمة للعالمين، القائل: ((أحبُّ الأعمال إلى الله ما دُووِم عليه، وإن قل)).

وبعد:
فها هو رمضان ارتحل، وانقضت لياليه الزاهية، ومضَتْ أيامه العامرة، وتولَّت أجواؤه العاطرة، ذلك الشهر الذي آوى ظمَأ العطشى، وشفَى جراحات المرْضَى، وأعاد الحياة إلى الأرواح، والصِّحةَ إلى الأبدان، وعادت به النُّفوس إلى باريها، وسجَدَت الجِباه لخالقها، نَشط الكثير في العبادات المتنوِّعة، فاهتمُّوا بأداء الفرائض، وتقرَّبوا إلى الله بالنَّوافل، قَرؤُوا كلام الله، وابتهلوا إليه بالدُّعاء، وتصدَّقوا على الفقراء والمساكين، واعتمر منهم من اعتمر، واعتكف منهم في بيوت الله مَن اعتكف، هيَّأ الله الأجواء في شهر رمضان؛ ليكون مدْرسَة متكامِلة يأخذ فيه المسْلِمون لبقية الشهور.

غير أنَّ بعضًا من المسلمين إذا انقضى رمضان عادوا إلى ما كانوا عليه من التَّهاوُن، أو التقصير في العبادات، وما هكذا يكون حال المؤمنين.

إن من علامات القَبُول والتوفيق أن يُتْبِع المرءُ الحسَنةَ بالحسنة، فذلك هو الفائز المفْلِح الذي سلك طريق السائرين إلى ربِّهم، وإن من علامات الخسران والخذلان أنْ يُتْبِع المرء الحسنة بالسيِّئة، فذلك هو المغبون المفتون.

لقد كان دأب السَّابقين الأوَّلين تأسِّيًا بنبيِّهم - صلَّى الله عليه وسلم - الاستمرار والمداومة على الطَّاعة بعد رمضان، ولم يكونوا مَوْسميِّين فقط، نعم، كانوا يستغلُّون المواسم فينشطون أكثر للعبادات، ويتعرَّضون لنفحات الله، قال القاسم بن محمد: "كانت عائشة - رضي الله عنها - إذا عَمِلت عملاً لزمته"؛ رواه مسلم.

سُئِلت أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - كيف كان عمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هل كان يخص شيئًا من الأيام؟ فقالت: "كان عمَلُه ديمة، وأيُّكم يستطيع ما كان يعمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم"؛ رواه مسلم.

ومن هنا كَرِه العلماء الانقطاع عن العمل؛ أخذًا من حديث: ((لا تكن مثل فلان؛ كان يقوم اللَّيل، فترَك قيام الليل)).

أيها الأخ الحبيب، لا تكن موسميًّا في عباداتك، بل كن من المداوِمين على الطاعات، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أيُّها الناس، اكْلفوا من العمل ما تطيقون؛ فإنَّ الله لا يمَلُّ حتى تملُّوا، وإن أحبَّ الأعمال إلى الله ما دووِم عليه وإن قل))؛ متَّفق عليه.

ولئن كان شهر رمضان قد انتهى وولَّى بما فيه من بحار الفضائل، فإن فضائل الطاعة لا تَنقطع ولا تنتهي، ومن كان يَعبد رمضان فإنَّ رمضان قد ولَّى، ومن كان يعبد الله فإن الله حيٌّ لا يموت.

وإنه من المؤسف أن تَرى مظاهر التَّكاسل والتراجع، والعودة إلى ما كان عليه الكثير قبل رمضان، وكأنَّ الدِّين والتديُّن قد حُصِر في شهر رمضان، نعم، في شهر رمضان ميزات على سائر الشهور، لكن الله - جلَّ وعلا - قد حثَّ ورغَّب في الطاعات في غير رمضان، فصحَّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((من صام رمضان وأتبعه بسِتٍّ من شوال، فكأنَّما صام الدَّهر)).

وكان - صلى الله عليه وسلَّم - يصوم الاثنين والخميس، فلما سُئِل عن ذلك قال: ((أمَّا الاثنين فذاك يوم وُلِدت فيه، وأما الخميس فتُرفع فيه الأعمال، وأحبُّ أن يُرفع عملي وأنا صائم)).

وكان يحث على صيام الأيام البيض (13، 14، 15) من كلِّ شهر قمري، وكان يقول عن صوم يوم عاشوراء: إنه يكفِّر ذنوب سنة مضَتْ، ويقول عن صيام يوم عرَفة: ((إنِّي أحتَسِب على الله أن يكفِّر به صيام سنة ماضية وسنة آتِيَة)).

وكان يقول عن العمل في العشر من ذي الحجة: ((ما من أيَّام العمل فيهن أفضل من هذه العشر))، قيل: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ((ولا الجهاد في سبيل الله، إلاَّ رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء)).

وصحَّ عنه - عليه الصلاة والسلام -: أنه كان يحثُّ على ذِكْر الله - تعالى - ويرتِّب على ذلك العملِ من الأجر مثْلَ أجر قيام ليلة القدْر، فقال - عليه الصلاة والسلام - من قال: ((سبحان الله وبحمده مائة مرَّة، حُطَّت خطاياه ولو كانت مثل زَبَد البحر))؛ متَّفَق عليه.

وكان يحثُّ على الوضوء كوضوئه - صلى الله عليه وسلم - ويرتِّب على ذلك مثل أجْر ليلة القدر أيضًا، فقال - كما عند الشَّيخين -: ((من توضَّأ مثل وضوئي هذا، ثم صلَّى ركعتين لا يحدِّث فيهما نفْسَه، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه)).

ومَن وقع في التقصير بعد التَّمام، وارتكب الذُّنوب بعد الإقلاع عنها، فذلك الذي باعد نفْسَه عن الفوز بالطاعات.

أما أولئك الذين داوَموا على طاعة الله - عز وجل - فالعام كلُّه عندهم شبه رمضان، وإن فَتروا في بعض الأوقات، فالتقرُّب إلى الله عندهم لا ينقطع إلاَّ بالموت؛ ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99].

وليس العبرة في الأعمال بالكَمِّ، ولكن بالكيف؛ قال - سبحانه وتعالى -: ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [الملك: 1 - 2] أحسَنَه؛ أيْ: أخْلَصه وأصْوَبه.

فأسأل الله - تعالى - أن يجعَلَنا وإيَّاكم ممن يداوم على الطاعات، ونعوذ بالله أن نكون كالتي نقَضَت غزْلَها من بعد قوَّة أنكاثًا، وصلَّى الله على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #98  
قديم 28-04-2021, 05:12 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,764
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

الضيف بين إكرام الوفادة وإحسان الوداع





وصال تقة







الضيفُ إذا أقبل فحقُّه أن تُكرِم وفادتَه، وإن أزمع الرحيل فأحسن له الوداع.. قد كان منك العزمُ على استقبال رمضان بمزيد طاعة وكثير احتساب وسباق للخير وللإحسان، فلا تجعَلْ وداعَه في الكسل والدَّعَة، ولا تجعل آخر أيامه نهاية عهدك بالجد والاجتهاد، فرَبُّ رمضان الذي أعانك على ذِكره وشكره وعبادته، مجيب قريب يجيب دعوةَ مَن دعاه آناء الليل وأطراف النهار، فتملَّقْ له سبحانه أن يجعل على الطاعة والبر والإحسان وداعه، وأن يُبقيَك على ما أنت عليه إلى حين استقباله فيما يلي من أعوامٍ.






قد كنت تجتهد في قراءة القرآن وخَتْمه وتدبره، فابقَ على ذلك ما استطعت، وقد كنت تحافظ على الصلاة في وقتها وعلى القيام، فاجعل لباقي ليالي السَّنة من ذلك أيضًا نصيبًا، وقد كان منك الصوم شهرًا كاملاً، فاحرِصْ على صيام الاثنين والخميس والأيام البيض، وتحرَّ نفحاتِ ذي الحجة وعاشوراء وغيرها، وقد كان منك كثيرُ ذِكر وتوبة، فاجعل بقية أيام السنة عامرةً بالذِّكر والاستغفار، ولا تنسَ أن تتفقَّدَ توبتك، وألا تجعلها في جراب مخروم.. وقد جاهدت نفسَك وراقبت قلبك وحاولت صيانة سَمعك وبصرك عن المسلسلات والأغاني والمُلهِيات، حاول الاستمرار على ذلك، واسألِ اللهَ العون والثَّبات..



فرَبُّ رمضانَ هو ربُّ سائر الأيام..



والضيف إن رحل، فما أدراك إن كنت ستلقاه بعد الرحيل؟

ها أنت يا رمضان قد حزمت حقائبك، وشرعت مراكبك، وعزمت الرحيل، وها نحن بقينا مصلوبين على مرافئ الانتظار نودِّعك ونُمنِّي النفس بلقاءٍ قريب، ونحتار أنبكيك أم نبكي أيام عمرنا المتصرِّمة إلى غيرِ لقاءٍ في الدنيا..



لن نبكيَك يا رمضان، فأنت إذا ما رحلت اليوم فما لأُفولك إلا إشراقةٌ زاهية بُعيد شهور تمر كما الساعات، تحث بها خطى الإياب لتنيرَ دروب الغافلين وتأخذ بيد التائهين.. تُستقبل استقبال الملوك، وتتلقاك القلوب الظمأى لأنوارك ومعينك تلقِّيَ العظماء الشامخين.. إنما سنبكي تقصيرَنا وسويعات عمرنا الآفلة التي إذا ما رحلت فما من لقاءٍ بها إلا والكتابُ باليمين برحمة مَن جاد وعفا وهو أهل للرحمة والكرم على ما نحن عليه من غفلةٍ وتقصير، أو بالشِّمال ومن عاقب وأخذ بالذَّنْب، فبِعَدْله وقد سبق منه لنا الإنذارُ والتَّحذيرُ..



سنبكي أعمالنا التي لَمَّا نعلم أرفعت وتقبَّلها ربها بقَبول حسن، وازددنا معها قربًا منه سبحانه؟ أم هوت بنا في العذاب والسخط والغضب والعياذ بالله؟



"يا ليت شعري! مَن هذا المقبول منَّا فنُهنِّيه، ومن هذا المحروم فنعزيه، أيها المقبول، هنيئًا لك، أيها المردود، جبَر الله مصيبتك".

يقول الشاعر: صالح بن علي العمري:



ومضى الحبيبُ فهل لنا مِن ملتقًى

يُسلينِ أم تجني المَنونُ غراسَا




واهًا لقلبي في غروبك بعد أنْ

ألِفَ الطريقَ وعاشرَ الأكياسَا




أستودعُ اللهَ الكريمَ مآثرًا

تعِظُ القلوبَ وتطرُدُ الوَسواسَا




ولسوف تبقى ذكرياتُك حيَّةً

الواعظاتُ وإنْ بدَيْنَ خِراسَا



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #99  
قديم 29-04-2021, 07:24 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,764
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

مبارك عليك الشهر (24)


أ. محمود توفيق حسين



عندما يقتربُ رمضان من نهايته
وتبدأُ في الأعداد لخطة الترويحِ عن أطفالك حسبَ تفضيلاتهم
وهم مجتمعون حولك..
يشعرون بالدلال، ويتمسَّحون بك
ضع في حسبانك أيضاً فسحةً وهديةً لطفلٍ يتيم
أو خُذ أطفالك معكَ مرةً لدار الأيتام لتعلِّمهم الإحسان
لا تفكِّر بأن وجوهَ البائسين تذهب بالفرح
بل فكِّر في أن إسعادهم يضع في القلب فرحاً من نوعٍ آخر..
لا يَعلمهُ إلا مَن ذاقه
لا تفكِّر بأن أولادك سيسعَدون باللعب مع أطفالٍ من مستواهم

بل فكِّر في أن زيارةً كهذه ستُشعرهم بما هُم فيه من نِعمَة.
عيدك كماءِ السماء.. مِعطاء


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #100  
قديم 29-04-2021, 07:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,764
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

وسائل الإعلام


الرائي (التلفزيون)


د. فهمي قطب الدين النجار




جامعة الجريمة:
لذلك هاجَم كثير من العلماء (التلفزيون)، أو بالأصح البرامج التلفزيونيَّة المملوءة بالعنف واللصوصيَّة، وتمجيد المُجرِمين وتلميع وجوههم وسلوكهم، ومنهم (ستيفن بانا) الطبيب النفسي والأستاذ بجامعة كولومبيا؛ إذ يقول: "إذا كان السجن هو جامعة الجريمة، فإن التلفزيون هو المدرَسة الإعدادية لانحِراف الأحداث".


ويؤكِّد (جير هارد كلوسترمان) ذلك، فيقول: "إن تأثير التلفزيون وما ينشأ عنه من إيحاءات للطفل أمر خطير جدًّا في حالة الطفل المعوَّق، وهو عادة طفل عُدواني قوي، شرس، يَشعُر بالإحباط، ويتأثَّر بأفلام العنف تأثُّرًا مُباشِرًا، وعندما يُصاب الطفلُ بالإحباطِ ويشعُر بخيبة الأمل لعجزِه عن الحصول على ما يَعرِضه عليه التلفزيون، أو يفعل ما يفعله الآخرون، فإنه يُصاب بالتوتُّر والقلق؛ مما يؤدي مِن ثَمَّ إلى الانحراف.


وتوضِّح دراسات العالم الفرنسي (جان حيرو) أسباب سوء التكيُّف بين المُنحرِفين في باريس، ويرجع هذه الانحرافات إلى مُشاهَدة أفلام العُنف.


ويرى علماء الاجتماع أن التلفزيون يُشيع في النشء حبَّ المغامرة والتحرُّر مِن القيود، والاتصال بعالم الكبار، كما يقوِّي ميولَهم بأن يُصبِح لهم كِيان، ولكنهم يرون أيضًا أن التطرُّف بالمشاهدة قد يؤدِّي إلى الانحِراف[7].


وقد ثبَت مِن دراسات العلماء (أن أفلام العنْف والمغامرة والأفلام البوليسيَّة) تُخيف الأطفالَ وتُروِّعهم، حتى إن بعضهم يُحاول مغادرة المكان، والبعض الآخر يُصاب بالغثَيان، والبعض يُصاب بأمراض نفسيَّة كالتبول (اللاإرادي)، أو حالات الذُّعر والكابوس في أثناء النَّوم.


وتدلُّ الإحصاءات الأخيرة التي أُجريَت في إسبانيا أن 39% من الأحداث المُنحرِفين قد اقتبَسوا أفكار العنف من مشاهدة الأفلام والمسلسلات والبرامج العدوانيَّة، التي تدور أحداثها حول ارتكاب الجرائم، وطُرُق الاعتداء على الناس.


ويُدلِّل العلماء على آرائهم هذه بأمثلة كثيرة، منها على سبيل المثال لا الحصر:
في مدينة (بوسطن) الأمريكية رسَب طفل عمره 9 سنوات في مُعظَم مواد الدراسة، فاقترح على والده أن يُرسِل صندوقًا من الحلوى المسمومة إلى المدرسة، وعندما استوضحَه والده ذلك، قال: إنه أخَذَ الفِكرة من برنامج تلفزيوني.


في مدينة بون الألمانية قامت فتاتان في الثانية عشرة من عُمرهما بقتل صبي غريب عنهما، اتضح للمحقِّق في هذه الجريمة أنهما شاهدتا في اليوم السابق لارتكاب الجريمة فيلمًا تلفزيونيًّا، انتهى بجريمة قتل ضد نجم الفيلم.


ومِن أحدث ما ذُكِر في هذا المجال أن طفلاً فرنسيًّا عمره خمس سنوات أطلق رصاصة على جار له عمره سبع سنوات وأصابه إصابة خطيرة، بعد رفض الأخير أن يُعطيه قطعة من اللبان، وقد ذكَر الطفل في أقواله للشرطة أنه تعلم كيف يَحشو بندقية والده عن طريق مُشاهَدة الأفلام في التلفزيون[8].


ونسأل: ما التفسير النفسي لتأثير التلفزيون على الأطفال في مجال أعمال العنف أو غير ذلك من التأثيرات السلوكية؟
وقد توصَّل العلماء إلى أن للتقليد والمُحاكاة تأثيرها على الطفل أو الناشئة؛ فعندما يَعرِض التلفزيون شخصيات مُعيَّنة، ويُبيِّن مشاعرَهم، ويُقدِّم قيمَهم بشكل درامي، فإن الأطفال مُستعدُّون لاستيعاب الأفكار والقيم عاطفيًّا، ففي المسلسلات التلفزيونية نُلاحِظ أن الشرير أو الوغد يَحصُل على كافَّة المزايا؛ الأرض والمال والمنازل والحدائق والنساء، وكل هذا نتيجة لاعتداءاته وغلظته، فالنمط السلوكي البراق هو النمط المُعادي للجميع.


ويذهب بعض علماء النفس أيضًا إلى أن المسلسلات العنيفة والبرامج (البوليسيَّة)، تَخلق في النشء شُعورًا بالبلادة وعدم المبالاة، ويَنجُم عن ذلك نوع مِن الشلل في الإحساس، والقيام بردود أفعال غليظة بعيدة عن أي شفقَة أو تَعاطُف[9].


وهكذا، فإن التلفزيون أصبحَ في مُعظم الدول مجرد جهاز ناقل لإنتاج فني ضَعيف هابط تتخلَّله إعلانات جذابة ومُثيرة للغرائز، ويذهَب بعضُهم إلى القول بأن الناس لا يأخُذون هذه البرامِج وهذه الإعلانات مأخَذَ الجِدِّ؛ وإنما يَنظُرون إليها على أنها مجرَّد تسلية، غير أن علماء النفس يؤكِّدون مِن ناحية أخرى أن ما لا يأخُذُه الناس مأخذ الجِد هو الذي يؤثِّر أبلغ الأثر، فليس الترفيه التلفزيوني بأمر ثانوي يُمكن أن نُهمِله أو نهوِّن من شأنه، فمثل التلفزيون كمثل الماء والنار، له جاذبية وسحر؛ لأنه يتحرك ويؤثِّر ويسحر ويَخلب الألباب، ويجعل الناس يُشاهِدون ما يُعرَض على شاشاته، وهنا تَكمُن الخطورة[10].


وفي دراسة لسلبيات التلفزيون في البلاد العربية، كان نتيجة الاستبيان الذي توصَّل إليه الباحث كما يلي[11]:
يؤدي التلفزيون إلى انتشار الجريمة والعنف 41% يؤدي التلفزيون إلى انتشار ضعْف الإبصار 64% يؤدي التلفزيون إلى انتِشار شيوع الرذيلة 41% يشغل المُشاهِدين عن المطالَعة والقراءة 64% يشغل التلاميذ عن الاستِذكار 63% يؤدي إلى شيوع أساليب النصْب والاحتيال 47% يؤدي إلى تقييد حركة الجسم وحِرمانه من الرياضة 44% يؤدي إلى السلبيَّة والكسَلِ والتراخي 46% بالنسبة لأفراد المجتمع يضرُّ أكثر مما ينفَع 72%





ونتيجة لهذه الدراسات العلمية؛ فإن كثيرًا من العائلات الغربية لا تَملِك جهاز تلفزيون في البيت رغم أن اقتناء هذا الجهاز أصبح اليوم في متناول الجميع، أما الذين لا يستطيعون الاستغناء عنه، فإنهم في الوقت نفسه يتعاملون معه بكثير من الصرامة، فيَختارون برامجَهم، ويُعلِّمون أطفالهم أن يتعاملوا معه بنفس الطريقة، بل تجري العادة اليوم أن يأوي الطفل الغربي إلى فراشه في ساعة مُبكِّرة، بغضِّ النظر عن وجود جهاز تلفزيون أو عدم وجودِه.


وفي عام 1977م ظهر كتاب ذو أهمية في الأسواق الأمريكية من تأليف (ماري وين) وقد أسمته (المُخدِّر الكهربي)، وكان سببًا لضجة كبيرة عند الآباء وعلماء النفس والمربين؛ لقد أكَّد الكِتاب أن مشاهدة الأطفال للتلفزيون تُسبِّب عندهم نوعًا من الإدمان، وأنها تُحوِّل جيلاً كاملاً منهم إلى أشخاص من (الزومبي) - أي الذي دخلت أجسامهم قوة خارقةً فصارَت تتحرَّك من خلالهم - يتميَّزون بالسلبية وعدم التجاوب، ولا يَستطيعون اللعب والابتِكار، ولا يستطيعون حتى التفكير بوضوح[12].


وفي دراسة حديثة لتأثير التلفزيون للمُؤلِّفة السابقة وآخرين، تقول بأن الأطفال الذين يُشاهِدون كثيرًا التلفزيون يُبدون تدهورًا واضحًا في الذاكرة والقُدرة على التعليم بطريقة صحيحة لاستيعاب اللفظ والكلام المكتوب، وربما دخلْنا في العصر الذي تُحشى فيه المعلومات مباشرة إلى العقل الباطن عند الجَميع[13].
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 142.72 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 136.87 كيلو بايت... تم توفير 5.84 كيلو بايت...بمعدل (4.09%)]