رد: رجل الفكر والايمان ( حسن البنا )
حسن البنا
و جمعية الأخلاق الأدبية:
وكان من بين أساتذة هذه المدرسة” محمد أفندي عبد الخالق” رحمه الله وكان مدرس حساب ورياضة، ولكنه كان صاحب خلق وفضيلة، فاقترح على طلبة السنة الثالثة أن يؤسسوا من بينهم جمعية مدرسية يطلقون عليها اسم” جمعية الأخلاق الأدبية” وضع بنفسه لائحتها، واعتبر نفسه المشرف عليها وأرشد الطلاب إلى اختيار مجلس إدارتها. وكانت لائحتها الداخلية تتلخص في أن: من شتم أخاه غرم مليماً واحدا، ومن شتم الوالد غرم مليمين، ومن شتم الأم غرم قرشا، ومن سب الدين غرم قرشين، ومن تشاجر مع آخر غرم مثل ذلك - وتضاعف هذه العقوبة لأعضاء مجلس الإدارة ورئيسه - ومن توقف عن التنفيذ قاطعه زملاؤه حتى ينفذ، وما يتجمع من هذه الغرامات ينفق في وجوه من البر والخير، وعلى هؤلاء الأعضاء جميعاً أن يتواصوا فيما بينهم بالتمسك بالدين وأداء الصلاة في أوقاتها والحرص على طاعة الله والوالدين ومن هم اكبر سنا أو مقاماً. وكانت ثروة مدرسة الرشاد الدينية سببا في أن يتقدم هذا الناشئ إخوانه وأن تتجه إليه أنظارهم حتى إذا أريد اختيار مجلس إدارة جمعية الأخلاق الأدبية وتع اختيارهم عليه رئيسا لهذا المجلس. وزاولت الجمعية عملها وحاكمت الكثيرين على مخالفات وتعت منهم وجمع من هذه الغرامات مبلغ من المال لا بأس به أنفق بعضه في تكريم الزميل الطالب لبيب اسكندر شقيق طبيب الصحة الذي نقل إلى بلد آخر نقل أخوه معه، وأنفق البعض الآخر في تجهيز ميت غريب غريق ألقى به النيل إلى جوار سور المدرسة فقامت الجمعية بتجهيزه من هذه الأموال. ولا شك أن جمعية كهذه تنتج في باب تكوين الأخلاق اكثر مما ينتج عشرون درسا من الدروس النظرية، وعلى المدارس والمعاهد أن تعنى اكبر العناية بأمثال هذه الجمعيات...
|