الناقد المتناقض - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         بيع الحاضر للبادي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          تخريج حديث: أنه كان إذا أراد الحاجة لا يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الحديث الثامن: كن مبشرا وإياك والتعسير والتنفير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          حديث: يا رسول الله، إن امرأتي ولدت غلاما أسود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3107 - عددالزوار : 406760 )           »          النفي والإثبات في الأسماء والصفات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          فضل كلمة «لا حول ولا قوة إلا بالله» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          تعظيم شعائر الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          وصف جنات النعيم وأهلها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          القليل الذي يصنع الكثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-05-2010, 07:21 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,882
الدولة : Egypt
افتراضي الناقد المتناقض


نقابل في حياتنا اليومية من البَشَر مَن نَعجِز عن فهمهم، أو استيعاب ما يمكن أن يحمله عقلُهم؛ وهذا لأن هؤلاء أساتذةٌ في فنِّ الحياة، التي قد تقابل ما يطلق عليه "دنيا؛ أي: من الدناوة"، والغريب حقًّا فيمن نقابلهم من هؤلاء أننا نعجز عن تصوُّر عقولهم، وإلى أي حد يمكن لأحدهم أن يذهب به عقلُه.



فمن هؤلاء مَن وهب نفسَه للعلوم والآداب، ونواحي اهتمامٍ أخرى كثيرة، وهو على الجملة رائعٌ في علمه، ومهذَّب في تقديمه وتيسيره على من يطلبه، ولكننا نجده يسعى للنقد الشديد والدؤوب، وبعد قليل تنقلب عليه الدفة ليصبح ناقدًا أريبًا؛ ولكن للآخرين ممن يحيطون به ويعاصرونه، فلا ترى في جلساته سوى جولات قاسية من الانتقادات الحادة لغيره، ويتَّخذ قراراتٍ ومواقفَ تبعًا لذلك؛ ولكن المدهش أنك تلحظه يناقض نفسه، ويسوق بطريقة عمليةٍ ما يهدم به ما سبق وأقرَّه أو أكَّده، وهذا الصنف من الناس قليل، ولكن يكفينا منه علمه وأدبه، واحترامه لذاته، وتقديره لمن يطلب مساعدته؛ ولكن جل ما نخشاه أن نكون نحن وجبةً على موائد أحاديثه مع الآخرين، على غرار ما كان هؤلاء لنا بالأمس وهو يحاكينا عنهم.



وثمة صنف آخر غريبٌ ومتناقض إلى درجة تدْعو للدهشة والريبة، فتراه بلا علم أو أدب أو أخلاق، وذلك على الرغم من أنه ينادي في صبيحة كل يوم بفضائل الأخلاق ومكارمها، فتراه يتحدَّث عن ذلك كثيرًا، إلى درجة تلحظ معها أنه يصل بذلك الحديث إلى رتب الملائكة، ولا يمضي القليل حتى تُصدَم حينما يفاجئك بتصرُّف يجعلك تشعر بالهلع، منتقلاً من رتب الملائكة إلى رتب الشياطين، ولا تلحظ في حواره أنه يشعر بأنه تغيَّر أو انتقل من حالة إلى حالة، فإذا ألمحتَ فقط إليه ينقضُّ عليك مهاجمًا، وكأنه أسد مجروح لا يطيق صبر انتظار الهجوم على فريسته.



وبين هذا وذاك كثيرٌ منا من يجول بخواطره بين حياة هادئة صافية، وبين مشاعر نزاعة للعنف والقوة، وبين نفس منكسرة ورغبة أخرى في التسلُّط على الآخرين، وضعف في الشخصية ومحاولة التماسك والظهور بمظهر قويِّ الشخصية، وكثير منا يلاقي في نفسه هوى لأمرٍ ما بالرغم من أنه يدْعو إلى غيره ولا يتحدث عنه... إلخ.



ولكن لماذا نفعل ذلك؟ لِمَ نضطرُّ إلى الظهور بوجهين؟ هل حقيقة ما نشعر به أقوى من الصورة التي نرغب في أن يرانا الناس عليها؟ وإن كنا كذلك، فلِمَ نخجل من مصارحة أنفسنا على الأقل بأن بها ما بها من العيوب؟!




إن الكارثة فيما عرضت أن صاحب المشكلة قليلاً ما يشعر بها؛ بل قد يصل به الأمر إلى الحديث مثلاً عن الكبرياء بوصفه خصلة غير مقبولة في ديننا، وذلك على الرغم من أن غيره يجده أبرزَ مثالٍ على مثل هذه الخصلة، وآخر يعيب على أقرانه الاختلاط بالجنس الآخر، وهو ذاته يعشق هذا ويتعاطاه كلَّ يوم، فهنا نقول لهؤلاء: لِمَ لا ترون هذا وتعترفون به؟! إن أول خطوات علاج أي مرض أن يصرح المريض بأنه مريض وأنه يعاني بالفعل منه، وهنا فإنه حينما يتدخَّل المطبب فإن مهمته ستغدو يسيرةً وهينة، أما إن أجمعت الأمَّة على أنه مريض، فإنه لن يُشفَ ما دام يرفض الاعتراف بما يعاني منه.



أما ثالثة الأثافي، فأنْ يهاجم غيرَه محددًا أن بهم هذا وذاك، ولا يَقبَل أن يردَّ عليه أحدهم بأنه يعاني مما يعانونه، أو أبرز مثال على ما اتَّهمهم به، ويظلُّ هذا في غيبوبة من التناقضات الحادة والصارخة، حتى يسقط يومًا ما فريسةً لكافة أمراض العلل والسرائر، تلك التي تنجم عن عدم الاعتراف بواقعٍ هو أيسر حينما نعترف به، ولكنه يظل ثقيلاً على الصدر، قويًّا على النفس، ولكن دون الاعتراف به.



إن الناقد المتناقض داخل كلِّ بشرٍ، وما أجمله إن قادنا إلى الحديث عن عيوب البشر؛ ولكن في البداية نصرح بأنه أجلّ عيوبنا، وأن نقول بأننا نعاني منه ونسأل الله العفو والعافية لي ولكم، وأن يضع الناقد من نفسه مثالاً عن كل ما يعالجه أو يتحدَّث عنه، فمن منا لديه رغبة الآن في أن يصارح ذاته ثم غيره بما يعانيه، أن يقول: أجدني أعاني من خصلة الكذب، أو الرياء، أو النفاق، أو الكبر، أو غيرها، ولكن الأهم أن يقول: وأدعو الله - عز وجل - أن يشفي صدري، وييسِّر لي أمري، وأن يرفع عني وعنكم ما نعانيه، هنا يكون للناقد المتناقض دورٌ في تحسين صورنا أمام خالقنا، وإعادة توجيه أفعالنا وسلوكياتنا بما يرضي اللهَ عنا، وبما يرضي الناس وأنفسنا.


د. حجازي عبدالمنعم سليمان
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-05-2010, 08:38 PM
الصورة الرمزية نهر الكوثر
نهر الكوثر نهر الكوثر غير متصل
مشرفةواحة الزهرات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
مكان الإقامة: عابرة سبيل بلا عنوان
الجنس :
المشاركات: 7,794
افتراضي رد: الناقد المتناقض

جزاك الله خير ولي عوده
__________________
اللهم احفظ جميع المسلمين وامن ديارهم
ورد عنهم شر الاشرار وكيد الفجار
وملأ قلوبهم محبة لك وتعظيماً لكتابك
وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.96 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.83 كيلو بايت... تم توفير 2.14 كيلو بايت...بمعدل (4.11%)]