اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايهاب العراقي
فضائل أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ في القرآن الكريم :
ـ تعريف بالصحابي أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ :
هو عبدالله بن أبي قحافة ـ عثمان ـ التيمي القرشي ، قيل اسمه : عتيق ، وقيل : هو لقب ، لعتاقة وجهه ، أو لقدمه في الإسلام .
أفضل الصحابة على الإطلاق ، وأول من أسلم من الرجال . كثرت النصوص في فضله وإمامته وإيمانه وتبشيره بالجنة ، كان أحب الناس إلى
الرسول صلى الله عليه وسلم ، قدمه ليصلي بالمسلمين في مرض موته ، وأمره أن يحج بالناس سنة ثمان ، وألمح بخلافته من بعده في
غيرما حديث . وله من المناقب والفضائل ما يصعب حصرها . توفي رضي الله عنه وأرضاه ليلة الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة
ثلاث عشرة ، وله ثلاث وستون سنة . [1]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لو كنت متخذاً من أهل الأرض خليلا ً ، لاتخذت أبا بكر خليلا ) [2] وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
( اقتدوا باللذين من بعدي أبا بكر وعمر ) . [3]
قال الله سبحانه وتعالى : ( إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا
فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم ) . [4] لما أذن لرسول
الله صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى المدينة ، وعلمت قريش أن الأوس والخزرج ناصروه ، علموا بالخطر الذي ألم بهم ، فلما رأت قريش
المسلمين تجهزوا وخرجوا بأهليهم ، خافوا خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيشتد أمره عليهم . فاجتمعوا في دار الندوة ،وحضر
معهم إبليس في صورة شيخ من أهل نجد ، فتذاكروا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأشار كل منهم برأيه ، وجعل الشيخ يرده ، إلى
أن قال أبو جهل : قد فرق لي فيه برأي ما أراكم وقعتم عليه، قالوا : ماهو ؟ قال: أرى أن نأخذ من كل قبيلة من قريش غلاماً جلداً ، ثم نعطيه
سيفاً صارماً ، ثم يضربونه ضربة رجل واحد ، فيتفرق دمه في القبائل ، فلا تدري
بنو عبد مناف بعد ذلك ما تصنع ، ولا يمكنهم محاربة بنو أعمامهم كلهم ، فيرضون بالدية . فاتفقوا على هذا الرأي ، وأيدهم إبليس عليه .
ثم جاء جبريل وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وأمره أن لا يبيت في منزله تلك الليلة ، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبا
بكر فقال له : ( إن الله أذن لي في الخروج ) فقال أبو بكر : الصحبة يا رسول الله . قال : نعم .
ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ أن ينام في مضجعه تلك الليلة ، ويلتحف ببردته ، ثم اجتمع
أولئك النفر يرتقبون خروج النبي صلى الله عليه وسلم ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخذ يحثوا على رؤوسهم التراب ، وهو
يتلوا : ( وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون )
[5] وأنزل الله تبارك وتعالى : ( وإذ يمكر بك الذين كفروا
ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )[6]
ملحق #1 13/01/2010 05:02:07 ص
ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت أبي بكر ، فخرجا ليلا ، ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر إلى غار ثور ،
فنسجت العنكبوت على بابه[7] وجدت قريش في طلبهما ، وأخذوا معهم القافة ، حتى انتهوا إلى الغار ، فوقفوا عليه ، فقال أبو بكر : يا
رسول الله ، لو أن أحدهم نظر إلى ما تحت قدميه لأبصرنا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما ظنك بأثنين الله ثالثهما ؟ لا تحزن إن
الله معنا )[8] [9]
قول الله تعالى : ( ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ) فقد أخبر الله تعالى بنصر رسوله صلى الله عليه وسلم
في هذا الموقف الجليل هو وصاحبه ، الذي هو أبا بكر ـ رضي الله عنه ـ وذلك بالإجماع ، ولم يخالف أحد ، لم يأتي أحد بعد الإجماع
وخالف . فقد أخبر الله بنصرنه لهم ، وأثبت لهم معية خاصة ، ونصراً من عنده ، وأنزل عليهم سكينة ثبت بها قلوبهما ، واختلف في رجوع
الهاء في ( عليه ) على أقوال :
1ـ أنها في أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مطمأن ، فلم يحتج إليها ، قاله ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ
وغيره .
2ـ أنها في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا سكينة إلى سكينته ، وأيضاً بما يدل عليه الضمير الذي بعده ( وأيده بجنود من عنده )
ورجح هذا ابن كثير .
3ـ أن الضمير فيهما كليهما ، واحتجوا بجواز هذا في اللغة .[10]
قال الشعبي : عاتب الله أهل الأرض جميعا ً في هذه الآية غير أبي بكر . [11]
وقد خرج ابن الجوزي قول الشعبي ـ رحمه الله ـ : بأن الله نصر رسول الله صلى الله عليه وسلم منفردا ً إلا من أبي بكر ، وهذا معنى قوله . [12]
فمن تأمل هذه الآية وجد ثلان مزايا لأبي بكر ـ رضي الله عنه ـ لا توجد في غيره وقت الهجرة :
الأولى : اثبات الصحبة الخاصة لأبي بكر رضي الله عنه ، فهو أخص وأحب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذ يقول لصاحبه لا تحزن ) .
الثانية : أن الله سبحانه خصه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعية خاصة ( إن الله معنا ) .
ملحق #2 13/01/2010 05:03:56 ص
الثالثة : أن الله سبحانه أنزل السكينة عليه وربط على قلبه .
لذا قال أهل العلم : من أنكر أن يكون أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو كافر ، لأنه رد نص القرآن .
وقال أيضاً بعض أهل العلم : في إضافة الحزن لأبي بكر ـ رضي الله عنه ـ ليس ينقص فيه ولا بخوف ، وإنما ذلك كان لأجل خوفه على النبي صلى الله عليه وسلم أن يصل إليه ضرر. [13]
قال الله تعالى : ( وسيجنبها الأتقى . الذي يؤتي ماله يتزكى . وما لأحد عنده من نعمة تجزى . إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى . ولسوف يرضى ) [14]
قوله ( وسيجنبها الأتقى ) أي سيزحزح عن النار التقي النقي الأتقى ، وفسره بقوله ( الذي يؤتي ماله يتزكى ) أي يصرف ماله في طاعة الله
، من فعل للخير ، وعتق للعبيد ، وجميع أنواع الصدقات . ( وما لأحد عنده من نعمة تجزى ) أي ليس باذلاً ماله مكافأة لمن أسدى إليه
معروفاً ، بل يعطي المال تفضلاً ، ثم بين السبب ( إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ) أي لوجه الله ورجاء ما عنده ، وطمعا ً في أن يحصل له رؤيته
في الدار الآخرة في روضات الجنان ، والاستثناء هنا ليس متصلا ً ، بل هو منقطع ، ويقدره العلماء بـ : لكن . أي : وما لأحد عنده من نعمة
تجزى لكن يبتغي بهذا وجه الله سبحانه. ( ولسوف يرضى ) أي : ولسوف يرضى من اتصف بهذه الصفات ، فإن هذا المؤتي ماله في حقوق
الله عز وجل يتزكى بما يثيبه الله في الآخرة عوضاً مما آتى في الدنيا في سبيله، إذا لقي ربه تبارك وتعالى ، وهو يطلب بهذه العطايا الزكاء
، والتطهير ، والنماء . [15]
وهذه الآيات نزلت في أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ بإجماع المفسرين ، حكاه ابن كثير ، وابن الجوزي ، وغيرهما . [16]
وفي هذه الآية وصف الصديق ـ رضي الله عنه ـ بصيغة أفعل التفضيل التي هي في أعلى درجات المدح ، وهو مثل قولك : فلان أحفظ أهل
زمانه ، وفي الآية قال: ( الأتقى ) أي أتقى الناس بعد محمد صلى الله عليه وسلم . هذا الوصف الأول .
أما الوصف الثاني : طيب نفسه وجوده رضي الله عنه ، وبذله للمال في وجه الخير وعتق المسلمين ، وذلك طلباً لتزكية نفسه ، وتزكية ماله ، لكي يطهرا .
أما الوصف الثالث: التفضل دون مقابل ، وهذا من قوله ( وما لأحد عنده من نعمة تجزى ) .
والوصف الرابع : الإخلاص ، وهذا هو محل قبول العمل ورده ، فمن وصف بالأتقى، يلزم لزاما ً بأنه الأصدق في نيته ، والأخلص في علمه
لربه ، فإن هاتين من لوازم التقوى .
والنهاية وعد من الله له ـ ولمن تصدق عليه الآية ـ بأن يرضيه سبحانه وتعالى بنعيم الجنان ، والفوز برضى الرحمن .
قال الله تعالى ( والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون ) [17]
ملحق #3 13/01/2010 05:06:51 ص
اختلف أهل العلم في المراد بالآية على أقوال : فإن الذي جاء بالصدق هو النبي صلى الله عليه وسلم على أكثر الأقوال ، وأما الذي صدق به :
قيل : أبو بكر ، وقيل: علي بن أبي طالب . قال علي ـ رضي الله عنه ـ : ( والذي جاء بالصدق ) محمداً صلى الله عليه وسلم . والذي صدق
به : أبو بكر . [18] وبهذا القول قال أبو العالية والكلبي . [19]
فالنبي صلى الله عليه وسلم الذي جاء بالوحي ، ومعه أبو بكر رضي الله عنه الذي صدق به : أي : بالرسالة ، فقد وصفه الله بالتقوى ، لأنهم
آمنوا غاية الإيمان ، وهذه الآية الثانية التي يقرن فيها أبا بكر مع النبي صلى الله عليه وسلم .
قال الله تعالى : ( ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا
تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم ) [20] لما حدثت قصة الإفك المشهورة ، وحصل ما حصل ، ونزل عذر أم المؤمنين عائشة ـ رضي
الله عنها ـ حلف أبو بكر الصديق بأن لا ينفق على مسطح ابن أثاثة ـ وهو ابن خالته ـ وهو من الذين تناقلوا الإفك ، وكان أبو بكر ـ رضي الله
عنه ـ ينفق عليه لقرابته وفقره ، فنزلت هذه الآية تحثه على أن يعاود النفقة ، وهذه الآية تؤكد ما مر معنا من الآيات ـ من سورة الليل ـ من
كرم وجود نفس الصديق ـ رضي الله عنه ـ بأنه ينفق ماله في سبيل الله لابتغاء مرضات الله . وقد وعده الله تعالى بمغفرة الذنب .
قال ابن جرير في هذه الآية : إنما عني بذلك أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ في حلفه بالله لا ينفق على مسطح ، فقال جل ثناؤه : ولا
يحلف من كان ذا فضل من مال وسعة منكم أيها المؤمنون بالله ألا يعطوا ذوي قراباتهم ، فيصلوا به أرحامهم . .
( وليعفوا ) يقول : وليعفوا عما كان منهم إليهم من جرم ، وذلك كجرم مسطح إلى أبي بكر ، في إشاعته على ابنته عائشة ما أشاع من الإفك
( وليصفحوا) يقول : وليتركوا عقوبتهم على ذلك بحرمانهم ما كانوا يؤتونهم قبل ذلك ، ولكن ليعودوا إلى مثل الذي كانوا لهم عليه من
الإفضال عليهم ( ألا تحبون أن يغفر الله لكم ) يقول: ألا تحبون أن يستر الله عليكم ذنوبكم بإفضالكم عليهم ، فيترك عقوبتكم عليها [21]
يقول ابن كثير : قوله ( ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم ) أي فإن الجزاء من جنس العمل ، فكما تغفر عن المذنب إليك نغفر لك ، وكما تصفح نصفح عنك . [22]
قالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ ( فما أنزل الله براءتي قال أبو بكر ـ وكان ينفق على مسطح بن أثاثة ، لقرابته منه ، وفقره ـ : والله لا أنفق
على مسطح شيئا أبدا بعد الذي قال لعائشة ما قال ، فأنزل الله ( ولا يأتل أول الفضل منكم والسعة .. ) قال أبو بكر : بلى والله إني أحب أن
يغفر لي ، فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق ، وقال: والله لا أنزعها منها أبدا . [23]
--------------------------------------------------------------------------------
[1] ـ الإصابة في تمييز الصحابة للحافظ ابن حجر ( 6/32) وانظر تاريخ الخلفاء للحافظ السيوطي 81.
[2] ـ أخرجه مسلم ، كتاب فضائل الصحابة ، باب فضائل أبي بكر ( 1097/2382) وأخرجه الترمذي ، كتاب المناقب ، باب مناقب أبي بكر
( 2028/3656) ورواه ابن ماجه ، كتاب السنة ، باب فضائل الصحابة ( 2483/93) ، وأخرجه أحمد في المسند ( 5/382).
[3] ـ رواه الترمذي ، كتاب المناقب ، باب ( اقتدوا بالذين من بعي .. ) (2029/3662)،وأخرجه ابن ماجه ، كتاب السنة ، باب فضائل
الصحابة ( 2483/97) ، وأخرجه أحمد في المسند ( 5/382) وابن أبي عاصم في السنة برقم ( 1148).
[4] ـ التوبة 40
[5] ـ يـس 9
[6] ـ الأنفال 30
[7] ـ أخرجه أحمد في المسند ( 1/348)
[8] ـ أخرجه البخاري كتاب فضائل أصحاب النبي ، باب مناقب المهاجرين وفضلهم ( 297/2652)، وأخرجه مسلم ، كتاب فضائل الصحابة
، باب من فضائل أبي بكر الصديق ( 1097/2381)
[9] ـ انظر السيرة النبوية لابن هشام 221- 225 ، والبداية والنهاية لابن كثير ( 3/182- 209) ، ومختصر السيرة النبوية لمحمد بن
الوهاب 192 195.
[10] ـ تفسير ابن كثير ( 4/155) زاد المسير لابن الجوزي ( 2/331) تفسير الشوكاني فتح القدير ( 2/517)
[11] ـ تفسير البغوي ( 2/282)
[12] ـ زاد المسير ( 2/332).
[13] ـ تفسير القرطبي ( 8/146)
[14] ـ الليل 17 ـ 21
[15] ـ تفسير ابن جرير ( 30/226) ، وتفسير ابن كثير ( 8/422)
[16] ـ تفسير ابن كثير ( 8/422) ، زاد المسير لابن الجوزي ( 8/277)
[17] ـ الزمر 33
[18] رواها ابن جرير في تفسيره ( 24/3)
[19] ـ تفسير البغوي ( 4/17)
[20] ـ النور 22
[21] ـ تفسير ابن جرير ( 18/102)
[22] ـ تفسير ابن كثير( 6/30)
[23] ـ رواه البخاري ، كتاب التفسير ، باب قوله ( ولولا إذا سمعتموه..) ( 400/4750)، ورواه مسلم ، كتاب التوبة ، باب حديث الإفك
|
هههههههههههههه توك تقول الأميني شيعي طيب جيب مصدر من غير السنة يمدح ابوبكر وعمر ويضع كل الأكاذيب اللتي وضعتها على لسان كل من ساهم معهُ في اغتِصاب الحقوق.