|
|||||||
| ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#2
|
||||
|
||||
|
قال ابن القيم رحمــه الله : ” وقد قُسّم الحياء على عشرة أوجـــه . 1- حياء الجناية : ومنه حياء آدم عندما فرَّ هارباً في الجنة. فقال اللهتعالى له: أفراراً مني يا آدم؟, فقال: لا بل حياء منك يارب مماجنيت. ومن هذاالباب اعتذار الأنبياء كلهم عن الشفاعة الكبرى حينما يتذكرون ما كان منهم من خطأ ،وكان الإمام أحمد بن حنبل يكثر من قول : 2- إذا ما قال لــي ربي ............ أما استحييتتعصيني 3- وتخفي الذنب من خلقي ..... وبالعصيــانتأتيني 4- فما قـولي له لــما ........... يعاتبنــيويُقصيني 2- وحياء التقصير : كحياء الملائكة الذين يسبحون الليل والنهار لا يفترون ،فإذا كان يوم القيامة قالوا : سبحانك ! ما عبدناك حق عبادتك . 3- وحياء الإجلال : وهو حياء المعرفة ، وعلى حسب معرفة العبد بربه يكونحياؤه منه . 4- وحياء الكرم : كحياء النبيeمن القوم الذين دعاهم إلى وليمة زينبوطولوا الجلوس عنده ، فقام واستحيى أن يقول لهم : انصرفوا. 5- وحياء الحشمة : مثل حياء علي بن طالب -رضي اللهعنه- أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المذي لمكان ابنته منه. فعنه-رضيالله عنه- قال: كنت رجلاً مذاءً ، وكنت أستحيي أن أسأل النبي صلى الله عليه وسلم؛لمكان ابنته. فأمرت المقداد بن الأسود فسأله. فقال: (يغسل ذكرهويتوضأ). 6- - حياء الاستحقار، واستصغار النفسمثل حياء العبد من ربه عز وجل حينيسأله حوائجه احتقاراً لشأن نفسه, واستصغاراً لها, وفي أثر إسرائيلي : إنَّ موسىعليه السلام قال: يا رب إنه لتعرض لي الحاجة من الدنيا ، فأستحيي أن أسألك هي يا رب، فقال الله تعالى: سلني حتى ملح عجينتك ، وعلف شاتك. 7- حياء المحبة: وهو حياء المُحِبِّ منمحبوبه. 8- حياء العبودية: وهو حياء ممتزج من محبةٍ وخوفٍ وهذا يصل بصاحبه إلى أعلىمراتب الدين, وهي مرتبة الإحسان, التي يحس فيها العبد دائماً بنظر الله إليه, وأنهيراه في كل حركاته وسكناته, فيتزين لربه بالطاعات. وهذا الحياء يجعله دائماً يشعربأن عبوديته قاصرة حقيرة أمام ربه لأنه يعلم أن قدر ربه أعلىوأجل. قال ذو النون: ( الحياء وجود الهيبة في القلب, مع وحشة مما سبق منك إلى ربك. 9- حياء الشرف والعزة: فحياء النفس العظيمة الكبيرة إذا صدر منها ما هو دونقدرها . 10 - حياء المرء من نفسه: وهو حياء النفوس الشريفة العزيزةالرفيعة من رضاها لنفسها بالنقص وقناعتها بالدون, فيجد نفسه مستحياً من نفسه . وقيل من أنواع الحياء : 1- الحياء من الله: وهو أعظم الحياء, ويكون بأن لا يقابلالعبد إحسان الله ونعمته بالإساءة والكفر والجحود والطغيان , فيجب على العبد أن يستحي من الله عزّوجل أن يراه حيث نهاه، وأن يفقده حيث أمره. وهذايتولد من معرفة العبد لجلال الرب ، وكمال صفاته ، ويكون هذاالحياء دافعا له على مراقبة الله على الدوام،وهو الذي وصفه ابن القيم رحمه الله بحياء العبودية . ولا يتولد هذا الحياء إلا حين يطالع العبد نِعَمَ الله عليه، ويتفكر فيها،ويدرك تمامها وشمولها، ثم يراجع نفسه بعد ذلك ويحاسبها على الخلل والزلل والتقصير،قال بعض السلف: (خَفِ الله على قدر قدرته عليك, واستح منه على قدر قربهمنك). وقال يحيي بن معاذ: "من استحى من الله مطيعاً استحى اللهمنه وهو مذنب". 2- الحياء من الرسول صلى الله عليه وسلم: فالمسلم يستحي من النبي ، فيلتزم بسنته، ويحافظ على ما جاء به من تعاليم سمحة. 3- الحياء من الملائكة:قال بعض الصحابة إن معكم مَن لا يفارقكم، فاستحيوا منهم، وأكرموهم. 4- الحياء المتعلق بحق المخلوق, فالمسلم يستحي من الناس، فلا يُقَصِّر في حق وجب لهم عليه،ولا ينكر معروفًا صنعوه معه ويكف عن كل ما يخالفالمروءةوالأخلاق. 5- الحياء المتعلق بالنساءوهوالحياء الذي يوافق طبيعة المرأة التي خُلقت عليها ، فيزيّنها ويرفع من شأنها،عن أم المؤمنين عائشةرضي الله عنها إذ تقول : " كنت أدخل بيتي الذي دُفن فيه رسول الله صلى الله عليهوسلم وأبي ، فأضع ثوبي – أي أطرحه - فأقول : إنما هو زوجي وأبي ، فلما دُفن عمرمعهم فوالله ما دخلت إلا وأنا مشدودة عليّ ثيابي ؛ حياء من عمر " . وامتدح سبحانه وتعالى إبنتي شعيببقوله : ﴿فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَىاسْتِحْيَاءٍ﴾(القصص. فضائل الحيــــاء : 1- الحياء من علامات الإيمان وشعبة من شعب الإيمان كما أخبرالنبي صلي الله عليه وسلم في الحديث المشهورالصحيح الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاهالا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عنالطريق والحياء شعبة منالأيمان. 2- ن الحياء مانع من الأفعالالقبيحــة. 3- الحياء أبهى زينة .عن أنسtقال : قال رسول الله : ( ما كان الفحش في شيء قط إلا شانه ، ولا كان الحياء فيشيء قط إلا زانه ) رواه الترمذي 3- الحياء من صفات الرب جلا وعلا عن يعلى بن أمية قال : قال رسول اللهe : ( إن الله تعالى حيي ستير يحب الحياءوالستر ) . رواه أبو داود 4- الحياء خلق الإسلام وخلق يحبه الله ،عن زيد بن طلحة قال : قال رسول اللهe : ( إن لكل دين خلقاً ، وخلق الإسلامالحياء ) . رواه مالك 5- الحياء الممدوح يرفع الدرجاتويكفر السيئات لأنه يقود إلي فعل الخير ويحجز عن فعل المعاصي. 6- الحياء يضفي علىالإنسان السكينة والطمأنينة ومن ثم هذا العبد الحيي يكونمحبوبا ومقبولا عند الآخرين . من أقوال السلف في الحياء : قال الفضيل : ” خمس من علامات الشقاوة : القسوة في القلب ، وجمود العين ،وقلة الحياء ، والرغبة في الدنيا ، وطول الأمـــل “ . قال سليمان : ” إذا أراد الله بعبد هلاكاً نزع منه الحياء ، فإذا نزع منهالحياء لم تلقه إلا مقيتاً ممقتاً .“ وقال أبو موسى : ” إني لأغتسل في البيت المظلم فما أقيم صلبي حتى آخذ ثوبيحياء من ربي “. وأن من نزع منه الحيــــاء فعل ما يشاء . قال الشاعر : إذا قلّ ماء الوجــــه قل حياؤه فلا خير في وجـــه إذا قلماؤه حياءك فاحفظــه عليك فإنما يدل على وجه الكريمحياؤه ثمرات الحياء: 1- من ثمرات الحياء العفة، فمن اتصف بالحياء حتى غلب على جميعأفعاله،كان عفيفاًبالطبع لا بالاختيار. 2- الحياء يقود إلى الجنة كما في الحديث ))الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة ((سنن الترمذي 3- يترتب عليه تعظيم حق الله ثم حق المجتمع. فوائدالحديث 1- يرشدنا إلى أن الحياء خير كله، ومن كثر حياؤه كثر خيره، ومنقل حياؤه قل خيره. 2- لاحياء في تعليم أحكام الدين، ولا حياء في طلبالحق. 3- الإسلام يدعو إلى الفضائل ويمنع من الرذائل . 4- اتفاق النبــــوات على فعـــل الخير . 5- فضل التخلــق بأخلاق الأنبيــــاء . 6- أن الآثار عن الأمم السابقة قد تبقى إلى هذه الأمة، لقوله: إِنَّ مِمَا أَدرَكَالناسُ مِن كَلاَمِالنُّبوَةِ الأُولَى وهذا هو الواقع. وما سبق عن الأمم السابقة إما أنينقل عن طريق الوحيفي القرآن، أو في السنة ،أو يكون مما تناقله الناس. 7- الثناء علىالحياء، سواء على الوجه الأول أوالثاني، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الحَيَاءُ شُعبَةٌ مِنَالإِيمَانِ. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آلهوصحبه أجمعين. فما كان من توفيق فمن الله وحده وما كان من خطأ أو زلل أو نسيان فمنى ومنالشيطان، والله ورسوله منه براء وأعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه . والله أسأل ان يرزقنا الحياء ويرفع عن امته صلى الله عليه وسلم البلاء ويشفعه فينا ويحشرنا على حوضه ويكرمنا بشربة هنيئه من يده الشريفة t و أن يستر عوراتنا ويغفر زلاتناويقينا شرور أنفسنا وشر الشيطان وشركه. اللهم إنا نعوذ بك من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك. . |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |