لخطاب الجنرال كيث دايتون - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         خاطرة قرآنية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          كلمات منهي عنها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          درر وفوائـد من كــلام السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 16165 )           »          سلوكيات غير صحيحة سائدة في حياتنا الأسرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 4024 )           »          أهم تيارات التكفير والعنف ودور الدعوة السلفية في مواجهتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 175 )           »          الشباب أداة بناء وتأثير وتغيير وإن لم نحسن تربيتهم تحولوا إلى أداة تدمير ومعاول هدم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          سبيل التأسي بدراسة حديث اللهم إني ظلمت نفسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 106 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 135 - عددالزوار : 77729 )           »          القواعد والضوابط الفقهية في الأعمال الخيرية والوقفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 31 - عددالزوار : 11751 )           »          المهيمن العزيز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > فلسطين والأقصى الجريح
التسجيل التعليمـــات التقويم

فلسطين والأقصى الجريح ملتقى يختص بالقضية الفلسطينية واقصانا الجريح ( تابع آخر الأخبار في غزة )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-07-2009, 05:04 PM
الصورة الرمزية && دمعة خشوع &&
&& دمعة خشوع && && دمعة خشوع && غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
مكان الإقامة: رحاب الله
الجنس :
المشاركات: 1,930
الدولة : Algeria
افتراضي رد: لخطاب الجنرال كيث دايتون

والمجال الرابع الذي ركزنا عليه هو تدريب القادة الكبار:
يبدو هذا نوعاً من الغباء ـ في الواقع برنامج صغير ـ لكنه من وجهة نظري من المحتمل أن يكون واحدا من أعظم الفوائد المستدامة. لقد خرّجنا فعلاً نوعين من الرتب الرائد والمقدم والعقيد من خلال دورة أقرب إلى حلقة بحث لمدة ثمانية أسابيع حيث لدينا ستة وثلاثون رجلاً من مختلف القوى الأمنية تعلموا كيف يعالجون القضايا اليومية وكيف يعملون بصورة مشتركة واحترام للمعايير الدولية.. إنه العمل الأكثر شعبية الذي قمنا به.
لقد حضرت حفلتي تخرج وكانتا أشبه بتخرج جامعي؛ فقد أحضروا عائلاتهم وكافة قادتهم حضروا أيضاً والجميع باللباس الرسمي.. إنه أمر يستحق المشاهدة لأنهم يشعرون اليوم بأنهم يدخلون مجتمع الأمم من حيث معاملتهم كقادة كبار لشعب قد حان الوقت ليدير فعليا شئونه وحياته كدولة.
وأجرينا امتحاناً أخيراً لهذه الدورة، وهو سؤال تتطلب الإجابة مقالا. ويتم اختيار سؤال من أصل عشرة أسئلة. ويمكن أن يدهشكم أن تعلموا أن المقال الأكثر شعبية- واختاره أكثر من 50% هو سؤال «لماذا حقوق الإنسان مهمة في فلسطين؟ والآن من كان يتوقع هذا؟ وهل تعرفون لماذا؟ لقد حصل القادة المتخرجون على الترفيع (الترقية) وعلى مواقع أكثر مسئولية.
إن قائد الفرقة الجديدة لوحدة الأمن المتدربة في الأردن، الذي زرته في الأسبوع الماضي، وهو واحد من الخريجين في دورة القيادة، هو الآن فخور ومسرور بما تعلمه وبأنه يطبق ما تعلمه في قيادته لوحدة جديدة مؤلفة من خمسمائة رجل من الذين سيعودون إلى الضفة الغربية.
حسناً، ماذا لدينا نحن والفلسطينيون ـ وعلي أن أؤكد هنا ـ عما أنجزه الفلسطينيون؟ لأنني أوفر القوة لهم وبالتالي أساعدهم. لكنهم قاموا بالكثير بأنفسهم. دعونا نتحدث عن الوقائع على الأرض. إن فريق الأمن الأمريكي بالشراكة مع الفلسطينيين والأردنيين والإسرائيليين قد مضى على عمله ثمانية عشر شهراً والنتائج تفوق أكثر توقعاتنا تفاؤلاً، وهي على صلة وثيقة بعنوان حديثنا «السلام عبر الأمن».. الحقائق على الأرض تغيرت وسوف تستمر بالتغير.
أنا لا أعلم كم واحد منكم يدرك أن الفلسطينيين، في السنة ونصف الماضية، قد انخرطوا في سلسلة ما يدعونه الهجوم الأمني عبر الضفة الغربية، وبمنتهى الدهشة بالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي، وبسلسلة من الجهود المتواصلة لاستعادة حكم القانون في الضفة الغربية وإعادة بناء السلطة الفلسطينية. بدءاً بنابلس ثم جنين والخليل وبيت لحم... لقد أثاروا اهتمام المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية بقراراتهم وانضباطهم ودوافعهم والنتائج التي حقوقها.
وعلي أن أخبركم أن الشباب الذين تدربوا في الأردن هم المفتاح. لنتوقف قليلاً عند الخليل، لأن أي واحد منكم إذا كان يعرف شيئاً عن الخليل فهي مكان صعب. إنها أكبر مدينة في الضفة الغربية، وفيها عدد كبير من المستوطنين وهم عدوانيون، وهي مكان مقدس لليهود والعرب. منذ عام رفض جيش الدفاع الإسرائيلي أي اقتراح يسمح للسلطة الفلسطينية بتعزيز حاميتها في الخليل، وهي قوة لا يزيد عديدها عن400 شرطي ودركي مع أنها أكبر مدينة في الضفة الغربية.
أردنا أن نعزز قوتهم ببعض المتخرجين من البرنامج الأردني، قالوا لا، ولكن أداء هؤلاء الخريجين في جنين، حيث كانت أول مكان لانتشارهم، كان جد مؤثر، بحيث إنه بعد ستة أشهر لم يسمح الجيش الإسرائيلي فقط بتعزيز القوة في الخليل، بل قادها أيضاً. وكانت هناك قرى في محافظة الخليل لم يشاهدوا شرطياً فلسطينياً بالزي الرسمي منذ العام 1967... فكروا في هذا. ليس بعد الآن.. في ذلك المكان الذي ساد فيه القانون القبلي، وقانون الشريعة مكان القانون العلماني للسلطة الفلسطينية.
دعوني أقدم لكم مثالاً مدهشاً. أخبرني محافظ الخليل ـ منذ ثلاثة أشهر ـ أن القوى لاحقت أربعة شبان أُدينوا بكونهم حلقة إجرامية، وقد تم احتجازهم، وهم في السجن.. وفي صباح اليوم التالي ذهب المحافظ إلى عمله، فوجد أربعة شيوخ جالسين خارج مكتبه، وعرف ماذا سيحدث. هؤلاء الشبان ينتمون إلى أقوى العشائر في منطقة الخليل، كانت تجربته في الماضي مع هؤلاء الشبان كالآتي: «أعيدوا إلينا أولادنا ليس بإمكانكم الاحتفاظ بهم، نحن نعلم كيف نتعامل معهم» اليوم اختلف الأمر قال المحافظ وهو يجلس إلى مكتبه. دخلوا علي وقال رئيسهم الشيخ: نحن نعلم أنكم اعتقلتم أولادنا الأربعة ليلة أمس ونحن نراقب ما تفعلونه خلال الشهرين الماضين. وجئنا لنقول لكم أننا نؤمن بكم وبإمكانكم الاحتفاظ بهم. نحن لا نعرف كيف نتعامل مع هؤلاء الأولاد. إنهم أولادكم، لقد عادت السلطة، دعونا نمضي» [تصفيق].

كنت في الخليل الأسبوع الماضي حيث كانت مجموعة –حوالي 125 رجلا- ممن تدربوا في الأردن، من الفرقة الثانية الخاصة لقوات الأمن الوطني تعمل تحت إمرة قائد المنطقة، تقدم الدعم لرجال الشرطة والدرك فيما سمي باتفاق أوسلو المنطقة A وأيضاً في المنطقة B؟ لأن القائد العسكري الإسرائيلي في المنطقة قال: «أنا بحاجة إلى مساعدتهم وأنا أثق بهؤلاء الشباب- لم يعودوا يكذبون علىً كما في السابق».
هذا أيضاً تحوّل ذو مغزى جيد، وسأخبركم بما رأيت، وبالتقارير التي تلقيتها من الكنديين والبريطانيين الذين يتنقلون أكثر مني، وفحواها أن التحول الذي كان موضع جدل في أصعب مدينة في الأراضي الفلسطينية المحتلة قد أصبح عميقاً. وفي وسط كل هذا لم يعد هناك صدامات، سواء بين القوات الأمنية الفلسطينية والجيش الإسرائيلي أو بين القوات الفلسطينية والمستوطنين الإسرائيليين الذين يعيشون في المنطقة... هذا أمر رائع، وأعتقد أننا سعداء به.
عبر الضفة الغربية تتسم الحملات الأمنية بالتشدد مع العصابات المسلحة وسط وجود بارز للشرطة، وبتفكيك الميليشيات غير الشرعية وبالعمل ضد نشاطات حماس غير الشرعية وبالتأكيد على أمن وسلامة المواطنين الفلسطينيين، تضاءلت الجريمة... وباستطاعة الفتيات المراهقات في جنين زيارة أصدقائهن بعد حلول الظلام ودون خوف من التعرض للهجوم، وكذلك المحلات الفلسطينية الآن مفتوحة بعد حلول الظلام، حيث لم يكونوا كذلك من قبل، أي قبل عام لا أكثر.
وتقترب الحياة من حالتها الطبيعية في أكثر المناطق. ففي تقرير لصندوق النقد الدولي نشر في نهاية شباط/فبراير الماضي، وهو دائماً ما ينتقد الجميع يقول «خلال العام 2008 حققت السلطة الفلسطينية تقدماً جوهرياً على صعيد الأمن في عدد من المدن الفلسطينية في الضفة الغربية، وذلك عبر نشر قوات الشرطة والأمن. ونتج عن هذا مستوى عال من الاستقرار والثقة بالعمل بحيث أن العام 2008 كان الأكثر ربحية للسلطة الفلسطينية من العقد الماضي.
الآن وفي لقاءاتي مع القادة الفلسطينيين الأسبوع الماضي، في طولكرم ونابلس في الشمال والخليل وبيت لحم في الجنوب، تبين لي أن هناك ثقة عميقة في قدراتهم وفي تعليقاتهم الإيجابية حول التعاون مع الجيش الإسرائيلي في المنطقة. في بيت لحم، ولدهشتي أشار قائد المنطقة بفخر أنه هو والقائد الإسرائيلي قد عملوا معاً حيث كان منع التجول مطبقاً منذ العام 2002 في الضفة الغربية، ولكنه لم يعد يطبق في بيت لحم وأنه سمح للفلسطينيين بإدارة نقاط التفتيش الخاصة بهم للسيطرة على أعمال التهريب.
الوضع قد يكون هشاً، هناك تحديات كثيرة على الطريق. لكن هناك تقدما حقيقيا لتغيير الحقائق على أرض الواقع. لكن التحدي الكبير ـ وهذا هو التحدي الذي أريدكم أن تقصوه إذا لم تقصوا أي شيء الليلة كان في يناير/كانون ثاني 2009. وكما يحلو لضباط الفريق البريطاني القول «البرهان على الحلويات يأتي بعد الأكل». وعلى امتداد السنة الماضية لم يكن هناك تحد أمني في الضفة الغربية يوازي التحدي الذي واجهه الفلسطينيون في حفظ القانون والنظام أثناء عملية الرصاص المسكوب ـ الغزو الإسرائيلي لغزة في كانون ثاني/يناير.
قبل الغزو البري، حذرني سرا أصدقائي في الجيش الإسرائيلي من أن توترات شعبية كبيرة قادمة إلى الضفة الغربية، وتوقع البعض انتفاضة ثالثة، وهو أمر يرعبهم لكنهم رغبوا بالمخاطرة لإيقاف إطلاق الصواريخ على جنوب إسرائيل. إلا أن أياً من هذه التنبؤات كما ظهر فيما بعد لم يتحقق.. حدثت تظاهرات وكان بعضها صاخباً، لكن أيام الغضب الموعودة التي دعت إليها حماس باستمرار فشلت في أن تترجم عملياً.
لماذا حدث ذلك؟.. كان هناك سببان، الأول كما أعتقد أن المهنية والأهلية الجديدة التي تمتعت بها القوى الأمنية الفلسطينية الجديدة قد ضمت تعاملاً مدروساً ومنضبطاً مع التظاهرات الشعبية. وكانت التوجيهات من رئيس الوزراء والرئيس واضحة؛ فقد سمحت بالتظاهرات دون أن تسمح لها بالتحول إلى العنف، ولذلك أًبعد المتظاهرون بعيداً عن الإسرائيليين.
وفي هذا الوقت، وخلافاً لأي وقت في الماضي، كان لدى الرئيس أو رئيس الوزراء الأدوات المناسبة للمهمة. وشعر الجيش الإسرائيلي أيضاً ـ بعد أسبوع أو نحوه ـ أن الفلسطينيين كانوا هناك وأن بإمكانهم الوثوق بهم. في الواقع، فإن القسم الأكبر من القوات الإسرائيلية تحركت إلى غزة من الضفة الغربية ـ فكروا في هذا للحظة ـ والقائد كان غائباً لثمانية أيام متتالية. وهذا يكشف عن نوع الثقة، التي وضعت في هؤلاء الناس الآن.
على أية حال تعمد الإسرائيليون الحد من ظهورهم وبقوا بعيداً عن التظاهرات، ونسقوا نشاطاتهم اليومية مع الفلسطينيين ليتأكدوا أنهم ليسوا في المكان الخطأ والزمان الخطأ من أجل أن يتجنبوا صداماً أو أن يبقوا بعيداً عن التظاهرات القادمة. وهكذا كان القائد الفلسطيني وبطريقة نموذجية يبلغ القائد الإسرائيلي في المنطقة بقوله «لدينا تظاهرة متجهة من نقطة A إلى نقطة B. وهي قريبة من نقطة تفتيش لكم هنا في بيت إيل. نأمل أن تغادروا النقطة لمدة ساعتين من أجل أن تمر التظاهرة، وعندها يمكنكم أن تعودوا».
هذا ما فعلوه على وجه التحديد.. يا للروعة!!... حدثت تظاهرات كبيرة ضد غزو غزة بالطبع، لكنها في معظمها كانت سلمية، ولم تخرج عن نطاق السيطرة، وطبق رجال الشرطة والدرك ما تدربوا عليه في الأردن. وبخلاف الأحداث الماضية لم يقتل أي فلسطيني في الضفة الغربية خلال الأسابيع الثلاثة من الوجود الإسرائيلي على أرض غزة... هذا أمر جيد جداً.
السبب الثاني، وهو في اعتقادي يحتاج إلى مزيد من الدراسة ـ وبإمكان معهدكم أن يساعدنا على ذلك ـ وهو ما لم أتوقعه.. سمعت هذا في الشمال وفي الجنوب. الموضوع الملح هو أنه بالرغم من أن السكان في الضفة الغربية لم يدعموا غزو غزة، لكنهم كانوا في الحقيقة غاضبين جداً مما فعله الإسرائيليون، ولكنهم لا يدعمون حماس ولا يؤيدونها.
ما أقوله هنا أنهم أظهروا دعمهم للسكان بالتبرع بالدم وإرسال الملابس والأغذية وأشياء من هذا القبيل. لكنهم لم يخرجوا ليتظاهروا لصالح حماس. تظاهروا لصالح الناس في غزة. لكن حماس لم تكن موضع اهتمامهم.. لماذا؟ لأنهم أدركوا أن حماس قد جلبت الفوضى والكارثة لغزة، والناس في الضفة لم يعودوا راغبين بمثل هذه الأمور، بالإضافة إلى وجود قوات أمن بينهم، وقد بدءوا باحترامها. وبطريقتي أقول: «المأمول من النظام قد تفوق على المأمول من الفوضى».
حسناً، إلى أين نذهب من هنا؟ إذا وافق الكونجرس سنواصل مبادراتنا مع وزارة الداخلية الفلسطينية لتمويل وإعادة بناء القوى الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية من خلال المزيد من التدريب والتجهيز والتأهيل وتكثيف العمل مع الاتحاد الأوروبي والمزيد من البنى التحتية، ولدينا الآن خطط على الورق وتجهيز ثلاثة فرق أخرى في الأردن ـ أي ما يعادل خمسة عشر ألفاً من قوات الأمن الوطني ـ وإقامة قاعدتي عمليات، ولدينا خطط لتوسيع تدريب القادة بما في ذلك المستوى المتوسط من الضباط.
وندرك جيداً أن هناك حاجة لبنية إدارية ولوجستية ووظيفية فريدة من نوعها للسلطة الفلسطينية، ونعمل بجد وجهد مع وزارة الداخلية ورؤساء الأمن لتصميم أمور كهذه تناسب الفلسطينيين، ونعمل بصورة مشتركة مع القادة العسكريين الإسرائيليين في الضفة الغربية لاكتشاف الخيارات للتقليل من آثار أقدام (وجود) الجيش الإسرائيلي، مع تقدم قدرات الفلسطينيين والبرهنة على ذلك. كان هناك تقدم قد حصل فعلاً. وأريدكم أن تعلموا هذا، بموازاة الجهود التي بذلها الجيش الإسرائيلي لتقليل وجوده الأمني وخاصة في الشمال.
ومن خلال جهود الفريق البريطاني في رام الله. أخذنا بيد منظمات الدفاع المدني الفلسطيني المهملة، معظمكم لم يسمع بها من قبل، لكن هؤلاء كانوا أول المتجاوبين. وهم رجال الإطفاء والإسعاف. إنهم على جدول ميزانيتنا الآن. وسوف نساعدهم. ولدينا خطة تدعى المبادرة التدريبية في الضفة الغربية، حيث لدينا خطط لمواصلة سلسلة من الدورات في الضفة الغربية حول القيادة والأمور اللوجستية، والإسعافات الأولية والصيانة واللغة الإنكليزية وتدريب قادة الفرق والسياقة. ويشرف على كل هذا بريطانيون وأتراك مع الأخذ في الاعتبار نقل الإشراف إلى الفلسطينيين أنفسهم فيما بعد.
ولنعد إلى موضوع السلام عبر الأمن... هل يمكن أن يحدث هذا فعلا؟ هذا موضوع شائك... هل الطريق أمامنا طويل لذلك؟ تراهنون أننا سنفعل والتحديات على الطريق شائكة ومخيفة. الوقت قد لا يكون في صالحنا. عمل جدي ينبغي أن نقوم به ضد الإرهاب، ونحن نكتشف خيارات مع الفلسطينيين والأردنيين والإسرائيليين في هذا المجال. إذا كان لابد من دولة فلسطينية فثمة عمل جاد بانتظارنا على الحدود وعلى إدارة المعابر التي يشرف عليها الكنديون. ثم هناك أيضاً غزة وتشكيلات حماس المسلحة التي تشكل تحدياً ضخماَ لمستقبل الدولة الفلسطينية.
لكنني أود أن أقول لكم أن الأمر غير ميئوس منه. إن استمرار وجود فريق صغير ومتمرس ومكرس نفسه للعمل، أمريكي وبريطاني ويعمل مع كافة الأطراف، ويعيش معهم، ويدرك تضاريس الأرض بإحساس عسكري قد بدأ بإعطاء نتاج وفير. نحن نبني حقائق جديدة على الأرض من أسفل إلى أعلى، ولدينا شركاء حقيقيون في المملكة الأردنية وفي السلطة الفلسطينية وفي دولة إسرائيل. لا نستطيع فعل كل شيء بالطبع، لكننا نعتقد أننا نخلق الظروف والأسس الأمنية إذا شئتم، التي ستجعل من المهمة الصعبة أمراً أسهل قليلاً.
وآخذ على عاتقي تلك الكلمات الطيبة التي رددها صديقي وهو مسئول كبير وصارم وبرجماتي في الجيش الإسرائيلي، وهو ناقد لاذع فيما مضى ولم يعد كذلك الآن.. هو القائل ـ وأنا أقتبس قوله مباشرة من الجريدة ـ «الفريق الأمني الأمريكي قام بعمل عظيم، وكلما عمل الفلسطينيون أكثر سنفعل نحن الإسرائيليون أفضل».. والآن أضع نصب عيني هذه الكلمات التي يجب أن تبقى وتتحول إلى حقيقة واقعة.
ومرة أخرى فإن موضوع حديثنا هو السلام من خلال الأمن: فالطريق إلى السلام في هذه المنطقة أمر في غاية الصعوبة، كلكم تعلمون هذا وأنا أقول أنه يمر عبر غابات من سوء الفهم، ونقص الثقة، والجراح القديمة، والضعف السياسي والمؤسساتي، والمفسدون الذين يريدون لنا أن نفشل جميعاً، وهناك مخاطر في كل خطوة على الطريق. ولكن بالمقارنة مع السنوات الماضية نحن الآن على الطريق الصحيح، وباستطاعتنا تحديد خطوات تقدمنا إلى الأمام... نحن نتقدم إلى الإمام... السلام عبر الأمن لم يعد حلماً مستحيلاً... أظن أن هيرتزل هو القائل: إذا أردت شيئاً فلن يكون حلماً.
وكعسكري محترف أقدر حذر الإسرائيليين ونفاذ صبر الفلسطينيين. ولكن من المفيد أحياناً النظر إلى الخلف كما النظر إلى الأمام... أعيد إلى الأذهان الاجتماع في شباط/فبراير بوجود ضابط إسرائيلي كبير متشدد ومسئول مباشرة عن أمن إسرائيل. كنا نتحدث في مكتبه عما لم يحدث في الضفة الغربية في يناير/كانون الثاني وحول التوقعات في المستقبل. اعتدل في جلسته وقال: «التغير بين الرجال الفلسطينيين الجدد في العام الماضي كان معجزة. جيلي نما مع الانتفاضات والآن لدىَ الأمل في أن أطفالي لن يواجهوا الشيء نفسه. وبالنتيجة آمل أن نخاطر باتخاذ خطوات إلى الإمام، وكان صادقاً فيما يقول... بقي حذراً ولكن آملاً، وأنا كنت كذلك.
حسناً، وعدتكم بقصتين عن تشرشل. لذا سأنهي بواحدة.. وأريدكم أن تفكروا بآخر كلمات تلك القصة، لأنها الطريقة التي ننظر بها إلى أنفسنا اليوم في أيار/مايو 2009 كفريق أمني أمريكي. وهذه واحدة من القصص المفضلة لديَ عن تشرشل. آمل أن لا تسيء إلى شخص في الفريق. في الفترة الأخيرة للحرب العالمية الثانية، كان المد في صالح الحلفاء ولذا كانت سكرتيرة تشرشل تنظم مواعيده مع جماعات الضغط المدنية، وفي يوم ما نظمت السكرتيرة لقاءً له مع رئيسة اتحاد الاعتدال المسيحي البريطاني في تعاطي الخمر [ضحك] أنا متأكد أنكم ترون إلى أين تسير الأمور.
وفي الوقت المحدد، وفي مكتب ونستون الواسع وفي القاعة البيضاء الفسيحة، تقدمت سيدة صغيرة الحجم وعلى رأسها قبعة كبيرة، وقفت أمام مكتبه، وبلا مقدمات راحت تؤنبه على تعاطيه الخمر [ضحك] قالت.. ونستون، لقد حسبنا كمية سموم الشراب التي استهلكتها منذ بداية هذا العام وستملأ نصف مكتبك هذا من الأرض إلى السقف. عار عليك ماذا يمكن أن تقول لنفسك؟
حسناً، مرة أخرى، ونستون لا تنقصه البديهة، نهض من مقعده ووضع يديه في جيبه ونظر إلى الأرض ثم نظر إلى السقف وقال «آه نعم يا سيدتي إنه إنجاز كبير ولكن يلزمني المزيد من العمل لإملاءه».
المنسق الأمني الأمريكي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.


<A name=*>*ترجمة حرفية لكلمة الجنرال كيث دايتون حول سياسة الشرق الأوسط، والتي ألقاها في برنامج ندوة SOREF حول سياسة الشرق الأوسط، يوم 7 مايو 2009، تحت عنوان (السلام من خلال الأمن.. الدور الأمريكي في تطوير قوات أمن السلطة الفلسطينية)، ويتبع البرنامج معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى.
__________________

لا اله الا الله محمد رسول الله


رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.69 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.97 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.65%)]