أختي الفاضلة نور الإيمان
وأنا أيضا أختي ...قديما.... عندما تعلمت كيف أفك الحروف قرأت من بين عشوائية ما قرأت كتابات كثيرة للأستاذ جبران خليل ،
جبران خليل باختصار :
هو من بين عمالقة الأدب العربي الذين أضفوا للكلمة المعنى العميق ، ونبرة الحزن التي تطغى في كتاباته ، تشعر القارئ بشيء يشده الى الأرض ، الى الطبيعة ، الحقيقة ، الماضي ، فضاءات الخيال الرحبة ، مع كل واقعية حروفه.
فقد كان أديبا وشاعرا وفيلسوفا، كتاباته أقرب الى ان تكون قضايا نقدية اجتماعية ،
أفكاره بمجملها إصلاحية تدعو الى العدالة والإنصاف ، وتؤكد قدرة الانسان وطاقته على التغيير والخلق والإبداع.
ثائر اجتماعي ضد الاستغلال والتسلط والاستعباد، وضد الطائفية والتعصب والأعمى ،
مازج بين معطيات الشرق ومعطيات الغرب في إنتاجه الأدبي، ولهذا كان له إسلوبه الخاص المميز .
أجاد عنونة ( الرمزية ) في الأدب العربي الحديث، لما تحقق له من أدوات تعبيرية قوية ، ومناخات فكرية خصبة .
وقد سمّى البعض نتاج أدب جبران خليل ، ( بالمدرسة الجبرانية ) او ( المأدبة الجبرانية ) نظرا لكل ما تميز به قلمه المثقف والمفكر.
نصيحة اليكِ أختي ، بما أنني فهمت أنك من محبي القراءة ولا زلت في سن صغير

،
ليس في ما يخص كتابات جبران وحدها ، وانما أي كتاب تقرأينه لأي مؤلف .
كوني انتقائية في قناعاتك بما تقرأينه بما يناسب معتقدك ، وشخصيتك ونفسيتك.
حاولي أن تجدي نفسك بين ما تقرأينه وتكوني لذاتك رأيك الخاص.
ابتعدي عن ( العمى الأدبي ) وهو التصديق بكل ما نقرأ ، فلا يمكن ان يصور كاتبا بكل كتبه ، رأينا وتصوراتنا ، استفيدي من كل ما تقرأينه بتكوين تصوراتك وقراءاتك الواقعية الشخصية .
فالاستاذ جبران او غيره من الأدباء ، كتبوا متأثرين بوضع إجتماعي ، سياسي ، اقتصادي ، نفسي ، معين ، فلكل طابعه الخاص ، أثرت فيه مجموعة من الظروف ، تكالبت على الورق بشكل كلمات ،
لذا يجب ايضا أن يكون لدى القارئ ..طابعه الخاص.
وتأكدي أختي تماما من حقيقة ما لا يكترث اليها أغلب الناس:
إن مهمة القارئ .... أصعب بكثير ....من مهمة الكاتب !!.
تحياتي ومودتي