المواضيع المشاركة في الكتابة الذاتية

[وســـــــــام*]

ضميرى ..سفينتى الغير مرئية

سائرة فى بحور الحياة تتقاذفنى أمواجها الشاقهة
فى ظلمة الليل أهتدى بنور يسرى يبدد سودته،
وفى ضخب النهار أسير على عدالته
من بين مد وجزر .. أمر على شطآن القلق والراحة
السرور والحزن ، والآلم والسعادة .
بيدى اختار الخير من الشر ، الحق من الباطل ، والسلام من الحرب


اختار آمان القلب وراحة البال


فكيف لا ؟!


وأنا اسير بضميرى الذى يعد سفينتى التى لا يحدد مسراها غيرى ولا يراها أحداً ، فهى تلمس فى أعمالى وأفعالى فما أجملها من سفينة حين تكون سائرة على مياة الشريعة الصافية، يكون قودها أمانة ، ومحركها إخلاص .


الضمير كمصطلح هو النفس اللوامة
قوله تعالى (ولا أقسم بالنفس اللوامة ) القيامة (2)
حيث تقوم النفس اللوامة بمحاسبة الإنسان عما بدر منه .
ويقول الحسن البصرى فى النفس اللوامة إن المؤمن والله لا نراه إلا لائما لنفسه :
ما أردت بكلمتى ؟ ما أردت بأكلتى ؟ ما أردت بحديث نفسى ؟
وإن الفاجر يمضى قدماً لا يعاتب نفسه .


وبهذا يعد الضمير محك وميزان لا يجوز التقدم عليه ولا التخلف عنه ، فإن تخلف الفرد عنه لقى من التأنيب ما يلقى . وعليه فالضمير له دوراً كبيراً فى منع الإنسان من الإنحراف وجنوحه دائما إلى كل ما هو مفيد وصالح .


فالضمير هو البوصلة التى تحدد المعيارالفكرى والسلوكى ،
هو المحكمة الداخلية التى تحدد مشروعية الأفكار وتحاكم حين يغفل المرء أو ينام عن الحق ،
وهو قوة قوة آمرة ناهية كأنه نداء ينبعث من أعماق الوجدان
يأمر بعمل الخير ويمنع من عمل الشر فهو الرادع المانع لكل شر.

قال جان جاك روسو:" الضمير صوت النفس ، والهوى صوت الجسد " ،
فالضمير هو الغريزة الفطرية أو البصيرة التى يعرف بها
الإنسان الخير والشر فهو يحمل الضمير منذ ولادته ،
وهو ثقة لا يخطأ وهو خير دائماً
وهو وسيلة للهداية فى الطبيعة الإنسانية .


وعليه إن أهمل فرد نصائح ضميره حكم على نفسه بالتعاسة ولن تتسير له سبل الصفاء والراحة والرضا والسرور حتى لو ملك أموال الدنيا وكنوزها لا يخفف آلم الضمير وعذابه إلا شيئاً واحد وهو أن يتوافق مع طبيعته والطبيعة ما هى إلا
الفضيلة فهى السبيل لتخفيف المعاناة ونيل السعادة والراحة .


فلكى تبحر سفينة الضمير لا بد ألا تحيد عن سبيل الفضيلة ،
فلنبحر ونوجه من اخطائوا وغفلت ضمائرهم
لنعيش حياة أفضل ونتخلص من أزمة انعدام الضمير التى باتت تسرى فى جسد امتنا .