فضيحة تجارة الأعضاء بين غياب ضمير الأطباء وغفلة الحكومات ....

[بسمة شهيد]

في اول ايام شهر فبراير (يوم الجمعة اللي فات ) انعقد اعتصام في شبيه مظاهرة لاطباء بشريين في دار نقابة الاطباء وصحبهم فيها بعض التخصصات الاخرى من اطباء اسنان وصيدلة وبيطريين

وكنت قد قررت احضر اول اعتصام بحياتي وقلت ان كان الواحد مش قادر يغير فعلى الاقل يعبر برايه

ولظروف سفر مُنعت من الحضور :

والقصة تنبع من بداية جيل ومعلش الكلام هيطول هنا شوية ويمكن يكون خارج اطار الموضوع لكن بعتقد انه المسؤولين لو قروه وتابعوا بدايته يمكن من منبعه هيعرفوا يوجدوا له حلول

بتذكر وانا في سنوات الحضانة كانت المعلمات تسالنا بنات واولاد كل واحد نفسه يطلع ايه

وكان كل البنات تقول : نفسي اكون طبيبة عشان اعالج الناس واريحهم

والاولاد : اما يحب يكون ظابط (عشان يحمي الناس من الاشرار ) او مهندسين ( عشان يخترعوا تكنولوجيا ويعمروا البلد )

شفتوا براءة الاطفال وطالما احببت احساسهم

[بسمة شهيد]

دي كانت اولى خطوات الحماس في نفس كل بنت وصبي صغير

وتمر الايام

ونيجي لتاني احساس حلو ينتاب اي منهم وهي نتيجة الثانوية العامة وتبشير احدهم بانه التحق بكلية طب او هندسة (كان هدف سامي زي ما ذكرت قبل كده لكل منهم )



"عايز تشوف انقي ابتسامة على شفاه احلى شباب وصبايا هي لحظة دخول الكلية مفعمين بكل امل ومهما كانت الظروف اللي حواليهم هتلاقي كل واحد فيهم حابب يعيش اللحظة


وخلال سنوات كليتي كنت احرص اني اشوف لحظات التحاق كل دفعة تلحقني كأني بحتفل بذكر يدخولي الاولى

اتربينا بكلياتنا الطبية بمختلف فروعها انه اي شيء يطلبه المريض لازم يكون في اولويات اهتمامنا وانه حق المريض فوق حقوقنا الشخصية وهكذا بُنيت اهدافنا عند الالتحاق بالعالم الخارجي

ولكن بدأت اولى عثراتنا لما اكتشفنا انه اللي بتدرسه شيء واللي بيضطرك اليه التعامل مع الجمهور شيء اخر




(أي شخص بالحياة تم تربيته على مباديء هيحاول مهما واجهته الصعوبات يحتفظ بيها لكن طالما تكالب عليه المسؤولين والظروف ومطلبات المجتمع :

1: فاما هيهجر المكان ليحتفظ بما تبقي له من مباديء واخلاقيات ويحاول جاهدا في ظروف اخري وربما في بلد اخر يحترمه فيدفعه لاحترام غيره ومهنته


2: واما انه هيحاول يواكب التيار وبالتالي دون ان يشعر هيفقد كثيرا مما رسمه لحياته وياخد بمبدأ ...ما هو كل الناس كده )

وهذا ما آل اليه حال الاطباء في بلدي الحبيب

يتبع .....

[بسمة شهيد]

كلاكيت تاني مرة :

اتخرجنا بفضل الله وخلال سنوات الكلية ابتديت أتنبأ بكيف هيكون الواقع لكن كان كل اللي يشغل بالي انه على الاقل اظل احتفظ بامل ربما يتلألأ في سماء مظلمة يوما ما

لكن الحال لا يسر عدو ولا حبيب

فاللي التحق بجهات حكومية عاني الكثير من الامور المادية فأجر الطبيب يدعو للضحك ألما بعد ألوف الجنيهات اللي صرفها...وإن كنت في شخصي لم اعمل يوما ابتغاء النقود بل بالعكس بعتقد اني بصرف شهريا على عملي اكتر مما لو كسبت خلال أجرسنة كاملا

لكن كان الله في عون الشباب اللي عايزين يفتحوا بيوت

وهنا بقى جه مربط الفرس

نماذج خريجين متنوعة حتي وان أخطأوا في حق أنفسهم فالمسؤولين قد تلوثت أيديهم في هدم نفوس الكثير منهم

1: منهم اللي لو سألته ايه رايك لو رجع بيك الزمن للوراء هتدخل طب ....كان الرد بلا طب بلا أرف يعني الطب كان عمل لنا ايه ....(ودول بقى اللي سابو المهنة عشان يقدروا يرتزقوا من مهنة اخري ويعيشوا حياتهم )


2: منهم اللي بيحارب محاولة منه في انتعاش الضمائر واستعادة رونق الطب وسمو المهنة مرة اخري (ومش عارفة لامتي هيصمدوا واحسب نفسي منهم )

3: ومنهم بقى اللي مشي مع التيار وشاف نفسه وصل للمجد...والانتهاكات كالآتي


" اما تجاوز في معاملة المريض اما باهماله او بتغريمه ما لا يطيقه

"او محاولة الغش بطريقة ما سواء بالادوية او بالخدمة نفسها

" والاخيرة واحدث الصيحات كانت تجارة الاعضاء فالمتبرع ممكن ياخد خمس الاف جنيهات يفرح بيها عمره كله في حين انه نصيب الطبيبب بيتجاوز المائة الف عن كل عملية


لما عرفت الاخبار دي قلت ياترى ايه اللي بيجري في عروقهم ولا الدماء جفت

طيب فين القًََسم اللي بنقطع فيه قلبنا يوم التخرج وكل واحد بيحلف فيه بذمة

أما اللي اشتغل بعيادات خاصة فالامر يكلفه كبداية مبلغ ليس بالقليل لفتح عيادة وقبلها لا بد من دراسات عليا تدعمه في عمله

طيب لو الطبيب عايز يرتقي بعلمه ايه اللي هيساعده لحد ما يقف على رجليه

تساؤلات طُرحت على الكثير من المسؤولين ولم يتم مناقشة حلولها الى الانوالحال لا أخفيكم سرا من سيء الى اسوء ولا ننكر بالطبع انه ما زال هناك ضمائر حية ولكن لا بد بد من تدعيم

يتبع ....