تفسير وبيان لأعظم سورة في القرآن - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5125 - عددالزوار : 2414690 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4714 - عددالزوار : 1726070 )           »          المدونة الكبرى للإمام مالك رواية سحنون بن سعيد التنوخي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 29 - عددالزوار : 412 )           »          المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 631 - عددالزوار : 25360 )           »          الأخطاء الطبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          إصدارات لتصحيح المسار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 10546 )           »          قناديل على الدرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 41 - عددالزوار : 25730 )           »          حديث أبي ذر.. رؤية إدارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 195 )           »          أسبـــاب هـــلاك الأمـــم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 490 - عددالزوار : 204136 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #2  
قديم 08-11-2007, 09:23 AM
ضيف خفيف ضيف خفيف غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مكان الإقامة: ارض العطـــــــــــــــــــــاء
الجنس :
المشاركات: 43
الدولة : Oman
افتراضي

اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ :
لما تقدم الثناء على المسؤول تبارك وتعالى ناسب أن يعقب بالسؤال كما قال :
(فنصفها لعبدي ولعبدي ما سأل) وهذا أكمل أحوال السائل أن يمدح مسؤوله ثم يسأل حاجته ، وحاجة إخوانه المؤمنين بقوله : {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} وفي هذا دليل على الحض على التوسل بالصفات العلى وبالأعمال الصالحة فقد حمد الله وأثنى عليه ومجده بصفاته .
(رب العالمين ، الرحمن الرحيم – مالك يوم الدين) .
ثم أفرده بالعبادة والاستعانة : فبعد أن قدم بين يدي ربه هذه الأعمال الصالحة تقدم منه سائلاً حاجته وهي أن يهديه وإخوانه المؤمنين صراطه المستقيم الذي هو الإسلام الصحيح الخالي من الزيادة والنقصان ، النفي من كل بدعة وخرافة ، هذا الصراط الذي هو أقرب الطرق للوصول إلى ما يحب الله ويرضى طبق ما أمر ، وبلغ رسول الله ، وإذا أمعن المسلم في آيات القرآن فإنه يرى جميع آيات الدعاء ، لا بد أن يسبقها توسل إلى الله تعالى إما بدعائه ، أو بذات الله ـ أو بأسمائه الحسنى ، أو صفاته العلى ، أو بالأعمال الصالحة التي يتقرب بها إلى ربه ، أو أن يتوسل إليه بدعاء إخوانه المؤمنين له بالدعاء لهم ، قال الله تعالى على لسان ذي النون عليه السلام :
{لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} .
فإن ذا النون لما ابتلعه الحوت لم يجد من التوسل إلى الله أقرب من توحيده تعالى وتنزيهه .
والهداية هاهنا : الإرشاد والتوفيق ، وقد تعدي الهداية بنفسها كما هنا {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} فتضمن معنى : ألهمنا ، أو وفقنا ، أو أرزقنا ، أو أعظنا .
{وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} ، أي بينا له الخير والشر وقد تعدي بإلى كقوله تعالى : {اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} .
{فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ} وذلك بمعنى الإرشاد والدلالة ، كذلك قوله : {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} ، وقد تُعدي باللام ، كقول أهل الجنة :
{الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا} أي وفقنا لهذا وجعلنا له أهلاً .
وأما (الصراط المستقيم) فقال الإمام الطبري : أجمعت الأمة من أهل التأويل جميعاً على أن : (الصراط المستقيم) هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه ، وذلك في لغة جميع العرب .
ولهذا قال الإمام الطبري رحمه الله : والذي هو أولى بتأويل هذه الآية عندي ، أعني {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} أن يكون معنياً به ، وفقنا للثبات على ما أرتضيته ووفقت له من أنعمت عليه من عبادك ، من قول وعمل ، وذلك هو الصراط المستقيم ، لأن من وُفق لما وُفق لـه من أنعم الله عليه من النبيين والصديقين والشهداء ، فقد وُفق للإسلام وتصديق الرسل ، والتمسك بالكتاب ، والعمل بما أمره الله به والانزجار عمّا زجره عنه ، واتباع منهاج النبي صلى الله عليه وسلم ومنهاج الخلفاء الأربعة ، وكل عبد صالح ، وكل ذلك من الصراط المستقيم .
من هداية الآية :
1- الترغيب في دعاء الله وحده ، ولا سيما الهداية إلى الصراط المستقيم ، لأن الله تعالى يقول : {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
وقال جماعة من الصحابة : (الصراط : الإسلام )
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ :
1- {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ} مفسر للصراط المستقيم ، والذين أنعم الله عليهم هم المذكورون في قوله الله تعالى : {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ عَلِيمًا} .
2- وقال الضحاك عن ابن عباس : صراط الذين أنعمت عليهم بطاعتك وعبادتك من ملائكتك وأنبيائك والصديقين والشهداء والصالحين وذلك نظير ما قال ربنا في الآية السابقة .
من هداية الآية :
1- الترغيب في طلب الهداية إلى الصراط المستقيم : صراط الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .
2- الترغيب في سلوك سبيل الصالحين – الذين مدحهم الله وأثنى عليهم – وموالاتهم ، والسير على طريقهم .
غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ :
1- قوله تعالى : {غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} : أي غير صراط المغضوب عليهم : المغضوب عليهم : هم الذين فسدت إرادتهم فعلموا الحق وعدلوا عنه .
2- وغير صراط الضالين : وهم الذين فقدوا العلم هائمون في الضلالة ، لا يهتدون إلى الحـق وأكد الكلام بـ (لا) ليدل أن ثم مسلكين فاسدين وهما : طريقة اليهود وطريقة النصارى
3- وإن طريقة أهل الإيمان مشتملة على العلم والعمل به ، واليهود فقدوا العمل والنصارى فقدوا العلم ، ولهذا كان الغضب لليهود ، والضلالة للنصارى ، لأن من عَلِم وترك استحق الغضب بخلاف من لم يعلم .
4- والنصارى كما كانوا قاصدين شيئاً لكنهم لا يهتدون إليه لأنهم لم يأتوا الأمر من بابه وهو اتباع الحق فضلوا ، وكل من اليهود والنصارى ضال مغضوب عليهم .
لكن أخص أوصاف اليهود الغضب عليهم : قال تعالى عنهم : {مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ} .
5- وأخص أوصاف النصارى الضلال كما قال تعالى : {قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ} .
من هداية الآية :
1- التحذير من صراط المغضوب عليهم ، وهم اليهود الذين فسدت إرادتهم فعرفوا الحق وعدلوا عنه ، ولـم يعملوا به ، لأن من علم الحق وتركه استحق الغضب من الله تعالى .
2- التحذير من صراط الضالين : وهم النصارى الذين فقدوا العلم ، فهاموا في الضلال ، لا يهتدون إلى الحق ، فعلى المسلمين ألا يتركوا العلم والعمل ، حتى لا يكونوا مثل النصارى واليهود .
3- التحذير من طريقة اليهود والنصارى ، والترهيب من سلوك سبيل الغاوين والبراءة منهم .
التحذير من صفات المنحرفين :
1- قال الله تعالى : {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}
قال رسول الله صلى الله عليه وسلام : {المَغضُوبِ عَلَيهِمْ} اليهود و{وَلاَ الضَّالِّينَ} النصارى .
2- قال الله تعالى : {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ} – الرغد : سعة العيش ، حطة : حُط عنا ذنوبنا وأغفرها .
أ- ( قيل لبني إسرائيل : {وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ} فبدلوا ، فدخلوا الباب يزحفون على أستاهم ، وقالوا : حبة في شعرة ، أستاهم : أدبارهم) .
ب- وفي رواية الترمذي في قول الله تعالى : {وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً} ، قال : ( دخلوا متزحفين على أوراكهم) .
قال : وبهذا الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم : {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ} .
قال : قالوا : حبة في شعرة ، وفي رواية : حبة في شعيرة .
ج- قال الحافظ في (الفتح) : والحاصل أنهم خالفوا ما أُمروا به من الفعل والقول ، فإنهم أُمروا بالسجود عند انتهائهم شكراً لله تعالى ، وبقولهم (حطة) فبدلوا السجود بالزحف وقالوا حنطة بدل (حطة) أو قالوا : حطة ، وزادوا فيها حبة شعيرة .
ويستنبط منه أن الأقوال المنصوص إذا تُعبد بلفظها لا يجوز تغييرها ولو وافق المعنى .
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 104.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 102.63 كيلو بايت... تم توفير 1.70 كيلو بايت...بمعدل (1.63%)]