دردشة طبية مع د. (سمير عبد الغفار )

[د. سمير عبد الغفار]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بسمة شهيد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيري الدنيا والآخرة د. سمير عبد الغفار

وإذا سمحت نكمل حديثنا عن

كيفية علاج الأورام الليفية (fibroid therapy ) بالتفصيل ؟

ألسلام عليكم الزميلة بسمة شهيد و رحمة الله و بركاته
اليوم أرد على سؤال علاج الأورام الليفية إن شاء الله

الرد بالتفصيل قد ؤدى إلى كتابة عدة صفحات قد يغمى على القارىء أو القارئة
قبل الإنتهاء منها
لذلك سوف أحاول شرح ملخص مشاكل و طرق العلاج ككل من خلال عرض إحدى المقالات التى أعددتها للنشر بإحدى الصحف قريبا جدا عن المقارنة بين طرق العلاج مع شرح مزايا العلاج المنتشر حاليا بأوروبا و أمريكا و العالم كله الآن و هو قسطرة الرحم التداخلية:

بسم الله الرحمن الرحيم

" الورم الليفي بالرحم من أكثر الأورام حدوثا في فترة خصوبة المرأة قبل إنقطاع الحيض بنسبة تتراوح ما بين 30إ لى 50 %. كثيرا ما تبدأ المشاكل بنزيف أو آلآم مع الدورة الشهرية تزداد تدريجيا مع الوقت إلى أن تتحول الدورة الشهرية إلى كابوس مزعج قد يؤدى إلى المكوث بالمنزل بسبب شدة الأعراض و فى أحيان أخرى بسبب الأنيميا التى تسبب ضعف عام و عدم القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية الطبيعية. و فى حالات أخرى يحدث صعوبات فى الحمل و الولادة أو تتعرض السيدة لإجهاض متكرر يؤثربالطبع سلبيا على نفسيتها.

عادة نبدأ بالعلاج الدوائى مثل الهرمونات للتحكم فى أيام الدورة و محاولة تصغير حجم الورم أو أدوية لتقليل كمية النزيف و أدوية تعويضية كالفيتامينات و الحديد لتعويض الأنيميا.و لكن كل هذه العلاجات تعتبر حل مؤقت كالمسكنات حيث تعاود الأعراض الظهور و قد يزداد حجم الورم أيضا فور توقفها.

الحل النهائى لهذه المشاكل هو التدخل سواء بالجراحة التقليدية أو بقسطرة الرحم و كلاهما ناجح و لكن الطب حاليا يدخل عصر إستبدال الكثير من الجراحات بتدخلات محدودة قليلة الضررعلى الجسم مثل قسطرة القلب و قسطرة الرحم و كذلك العلاج بالمناظير.

أما الجراحة و بالأخص الاستئصال الكامل للرحم فكانت فى الماضى تعتبر الحل النهائى للتخلص من الرحم بمشاكله و أقل مخاطرة و أسهل جراحيا من إستئصال كل ورم على حدة و الذى قد يتبعه إلتصاقات و تليفات داخل و خارج الرحم أو الحوض. و لكن بعض السيدات تربط أنوثتها بالرحم و بالقدرة على الإنجاب و قد تعانى نفسيا بعد هذا الحل الجراحى. أما إستئصال الأورام الليفية فقط فهو حل مناسب للأورام الكبيرة جدا أو الأورام المتدلية خارج الرحم و لكن العملية تتطلب خبرة كبيرة من الجراح لتجنب النزيف الشديد و نقل الدم أو إستئصال الرحم بالكامل أثناء الجراحة و بالأخص فى وجود العديد من الأورام الليفية ولكن تبقى فرصة عودة الأورام و الأعراض بعدها ما بين 20-50 %.

من المعروف أن الأورام الليفية تعيش و تنمو فى وجود شبكة كبيرة حولها من الشرايين المغذية للدم و الأكسوجين و هو ما يفسر صعوبة الإستئصال الجراحى. و لكن يمثل ذلك الميزة الرئيسية لقسطرة الرحم. فمن فتحة صغيرة جدا بالجلد و تحت تأثير مخدر موضعى فقط يصل أنبوب بلاستيكى رفيع للشرايين المغذية للأورام الليفية و يتم سد هذه الشرايين بحقن حبيبات طبية بلاستيكية دقيقة تحت توجية الأشعة التداخلية. ينتج عن ذلك توقف النزيف و ضمور الأورام و إختفاء الأعراض نهائيا فى 90% من السيدات.

و قد ظهرت قسطرة الرحم فى الخارج من أكثر من 10 سنوات و حققت نجاحا مذهلا و زادت شعبية القسطرة و معرفة السيدات بها بعد ما نشرته وكالات الأنباء و الصحف الأمريكية عن إختيار قسطرة الرحم و نجاحها الباهر فى علاج وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس من الأورام الليفية و كذلك خروجها من المستشفى بعد 24 ساعة و عودتها للعمل بعد أسبوع من عمل القسطرة. و قد أدى ذلك لإتجاه الكثير من السيدات لإستشاريي الأشعة التداخلية و الإستفسار عن قسطرة الرحم قبل الخوض فى الإستئصال الجراحى. أما فى مصر فتوجد الآن الخبرة الكبيرة و قصص نجاح كثيرة لفتيات و سيدات إحتفظن بالرحم منهن من رزقه الله بالحمل بعد إجراء القسطرة.

علاج الأورام الليفية بالقسطرة يخلص المريضة من معاناة الدورة الشهرية وآلآمها نهائيا ويزيد من فرص الحمل بعدها و كذلك يجنب مشاكل التخدير و نقل الدم بدون فتح جراحى و غرز جراحية قد تؤثر بالسلب على الناحية الجمالية و النفسية للسيدة أو الفتاة قبل الزواج. أحد أهم المميزات لقسطرة الرحم أنها فورإنتهاء القسطرة وبداية ضمور الورم تنتهى تماما فرصة تحوله إلى ورم خبيث و هو ما قد يحدث فى حالات نادرة للغاية.
من حق المريضة أن تعرف الإختيارات الجديدة و الآمنة فى العلاج. العلاج الجراحى ناجح و لكن هناك تطور هائل فى العلاج بقسطرة الرحم و لابد من الإستشارة الطبية إذا كانت القسطرة مناسبة للمريضة قبل فقدان الرحم
د. سمير عبد الغفار
مدرس الأشعة التداخلية و إستشارى قسطرة الرحم بمستشفيات جامعة عين شمس
عضو الجمعية الأوروبية للأشعة التداخلية"



هذه نسخة من آخر مقال لم ينشر بعد بالصحف كما قلت و أنا على الإستعداد إن شاء الله للإجابة عن أى نقطة غير واضحة بالشرح.
أسأل الله الصحة و دوامها للجميع إن شاء الله.
أخوكم

د. سميرعبد الغفار


.