آداب الصوت وضوابطه في قراءة القرآن وأداء العبادات - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كيفية علاج هرمون الحليب المرتفع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الرابط ما بين رائحة الفم والسكري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          ما هي مخاطر انخفاض ضغط الدم ومضاعفاته؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          كيفية علاج التهاب الدماغ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          ما هي أسباب التهاب الدماغ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          ما هي أسباب نقص الهيموجلوبين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          كيفية علاج التهاب العصب السابع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          التسمم الدوائي عند الأطفال، معلومات مهمة للوالدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          ما علاقة الزنجبيل وضغط الدم المرتفع أو المنخفض؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 531 - عددالزوار : 23240 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير > هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن
التسجيل التعليمـــات التقويم

هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم يوم أمس, 05:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,638
الدولة : Egypt
افتراضي آداب الصوت وضوابطه في قراءة القرآن وأداء العبادات

آداب الصوت وضوابطه في قراءة القرآن وأداء العبادات


  • النهي عن إيذاء الآخرين برفع الصوت فالأصل في الصوت أن يكون هادئاً ومنخفضاً ولا يزعج الآخرين وأن يلتزم الإنسان عدم رفع صوته إلا لحاجة
  • المعيار في القراءة حضور القلب والتفكر والتدبر ودعاء الله بالخير في مواطن ذكر أهل الإيمان والاستعاذة بالله من شرّ المآل عند ذكر أهل النار ويستحب تحسين الصوت بالقرآن
  • رفع الصوت بلا سبب، والصياح، والإزعاج يعدّ من سوء الخلق؛ لأن الإسلام نهى عن كل ما يؤذي الناس
  • من واجب المعلّمين والمشايخ تنبيه الصغار في حلقات التحفيظ إلى أن جمال القرآن في طهر القلب وصحة الأداء لا في التصنّع وتقليد المشاهير
  • إنّ أعظم ما ينبغي أن يستقرّ في القلوب أن القرآن شرفٌ لا يُبتغى به شرفٌ دنيوي وعبادةٌ لا تتحمّل الرياء، ورسالةٌ لا تصلح إلا بقلوبٍ مخلصة ومن عَظُم القرآن في قلبه زهد في التكلف
  • السلف الصالح حذّروا من تحويل القرآن إلى وسيلة للسمعة والرياء ففي هذا فسادٌ لنية التلاوة وكسرٌ لحرمة القرآن وفواتٌ للأجر والثواب
  • ابن عثيمين: نقل الصلاة عبر مكبرات الصوت فيه تشويش على الناس في بيوتهم وإزعاج لبعض النائمين والمرضى الذين لم يجدوا راحة إلا في ذلك الوقت وفيه أيضا إيذاء للمساجد الأخرى وتشويش عليهم
  • التجويد المشروع هو تحسين التلاوة في حدود الطبيعة البشرية دون تكلّف، وغايته تفهيم المعنى وتعظيم كلام الله -تعالى-.
  • إن الإنسان إذا جعل نغماته في القرآن الكريم كنغمات الأغاني فإن ذلك منهي عنه ومذموم وكذلك صدى الصوت
إعداد: محمد عبدالله
للصوت أهمية كبيرة في حياة الإنسان؛ فهو وسيلة التواصل لنقل الأفكار والمعلومات والدعوة وإيصال المشاعر، وهو أداة التعبير عن العواطف؛ فارتفاع نبرة الصوت أو انخفاضها تساعد على فهم الحال العاطفية من فرح أو حزن أو غضب أو خوف، والصوت هو مادة الكلام والشرح والتدريس؛ فالتعلم والتعليم مرتبطان بالصوت في غالب الأحيان، وقد جعل الله آلة السمع مقدمة على آلة البصر وغيرها من الحواس؛ فقال - تعالى -: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} ( الاسراء:36).
  • النهي عن إيذاء الآخرين برفع الصوت
الأصل في الصوت أن يكون هادئاً ومنخفضاً ولا يزعج الآخرين، وأن يلتزم الإنسان عدم رفع صوته إلا لحاجة؛ فقد جاء في نصيحة لقمان لابنه قال -تعالى: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} (لقمان:19)، وهذا توجيه بخفض الصوت والتواضع وعدم الإزعاج.
  • ولا شك أن رفع الصوت بلا سبب، والصياح، والإزعاج يعدّ من سوء الخلق؛ لأن الإسلام نهى عن كل ما يؤذي الناس، سواء بالقول أو الفعل، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} ( الحجرات:2). وعاب على إبليس رفع الصوت؛ فقال - تعالى -: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ} (الإسراء:64), وفي المقابل جاء في الأذكار للنووي آثار بفضيلة رفع الصوت بالقراءة، وآثار بفضيلة الإسرار؛ قال العلماء: والجمع بينهما، أن الإسرار أبعد من الرياء، فهو أفضل في حق من يخاف ذلك، فإن لم يخف الرياء، فالجهر أفضل، بشرط ألا يؤذي غيره من مُصَلٍّ، أو نائم، أو غيرهما. اهـ.
استخدام الصوت في العبادات:
  • أولا: قراءة القرآن
أمر الله - سبحانه وتعالى - بتلاوة القرآن الكريم للاتعاظ والتدبر والعمل، وقال -سبحانه-: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ}؛ فالأصل أن التلاوة وسيلة للهداية، وقد وصف الله المؤمنين عند التلاوة بالخشوع والبكاء والخضوع: {وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا}، وهذا يبيّن أن المعيار في القراءة، حضور القلب والتفكر والتدبر، ودعاء الله بالخير في مواطن ذكر أهل الإيمان، والاستعاذة بالله من شرّ المآل عند ذكر أهل النار، ويستحب تحسين الصوت بالقرآن كما جاء في الحديث: «ليسَ منَّا من لم يتغنَّ بالقرآنِ»، والتَّغنِّي بالقُرآنِ هو أنْ يَجهَر بقِراءتِه، ويُحسِّنَ صَوتَه به. وعن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قالَ لي رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «اقْرَأْ عَلَيَّ القُرْآنَ» قالَ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أَقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ?! قالَ: «إنِّي أَشْتَهِي أَنْ أَسْمعهُ مِن غيرِي». ولعل الضابط الجامع في ذلك - من حيث رفع الصوت وخفضه في العبادات- قوله -تعالى-: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا}.
ما جاء النهي عنه بالنسبة للقرآن
النهي عن رفع الصوت بقراءة القرآن إذا كان فيه تشويش على المصلين؛ لما فيه من أذية المصلين والقائمين بالمسجد، والحيلولة دون حضور القلب، والتدبر أثناء القراءة أو الصلاة، وقد خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الناس وهم يصلّون، وقد علت أصواتهم بالقراءة؛ فقال: «إِنَّ المصلي يُناجِي ربَّهُ، فلْينظُرْ ما يناجيه بِهِ، ولا يَجْهَرْ بعضُكُمْ علَى بعضٍ بالقرْآنِ»، وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - النهي عن الجهر بقراءة القرآن في المسجد إذا كان يترتب عليه التشويش على الآخر فقد اعتكف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسمعهم يجهرون بالقراءة، فكشف الستر وقال: «إلا إن كلكم مناجِ ربّه، فلا يؤذين بعضكم بعضًا، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة، أو قال في الصلاة»، وقد كره جمهور الفقهاء رفع الصوت في المسجد من حيث الجملة.
  • ثانيًا: قول آمين بعد قراءة الفاتحة بالصلاة الجهرية
قول آمين بعد الفاتحة في الصلاة سنة مؤكدة، وليست واجبة، ومعناها: اللهم استجب؛ ولذلك شُرعت عقب قراءة الفاتحة في الصلاة الجهرية، ويستحب أن يجهر بها الإمام والمأموم؛ بحيث تُسمع دون تكلف أو مبالغة في رفع الصوت أو تشويش على الصفوف الأخرى، أما في السرّية فيُسر بها، ولا ينبغي أن تكون مسألة رفع الصوت أو خفضه سبب نزاع بين المصلين في المسجد، ما دام الأصل هو التزام هدي السنة مع مراعاة آداب المسجد وطمأنينة المصلين.
  • ثالثًا: الأذان والإقامة للصلاة
أما فتح مكبرات الصوت في المسجد بعد أذان الفجر للإعلام بإقامة الصلاة، فلا ينبغي فعله؛ فالأذان هو الإعلام الشرعي لدخول وقت الصلاة، وأما الإقامة فإعلام ببدء أدائها، وإضافة غير ذلك إليهما لا يستبعد أن يكون من البدع التي كان السلف ينهون عنها.
  • رابعًا: التلبية في الحج والعمرة
رفع الصوت بالتلبية في الحج والعمرة من الشعائر العظيمة لهذا النسك؛ فيستحب للرجال أن يرفعوا أصواتهم بها من حين الإحرام، ما لم يترتب على ذلك أذى أو صياح خارج عن الوقار، أما النساء فيخفضن أصواتهن؛ بحيث يسمعن أنفسهن ومن حولهن من النساء فقط؛ صيانة وحفظًا للأدب الشرعي.
  • خامسًا: تكبيرات العيد
ومثل ذلك تكبيرات العيد؛ فيشرع رفع الصوت بها للرجال في الطرقات والمساجد إظهارًا لشعائر الإسلام، مع اجتناب المبالغة والاعتداء في الصوت، بينما المرأة تكبر بصوت تسمع به نفسها ومن بجوارها من النساء دون رفعٍ يلفت الأنظار.
  • سادسًا: الذّكر
يستحب رفع الصوت بالذكر بعد الصلاة، قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: «كان رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -»، كل هذه يستحب رفع الصوت بها بعد الصلوات الخمس، رفعاً متوسطاً ليس فيه إزعاج؛ بحيث يعرف الناس أنهم سلموا من الصلاة، ونلاحظ هنا الاعتدال في رفع الصوت.
  • سابعًا: الدعاء
الأنسب في الدعاء أن يكون بصوت متوسط يُسمع به الداعي نفسه ومن حوله إن كان يدعو جماعة، دون صراخ أو تشويش على المصلين أو الجالسين؛ فالمبالغة في رفع الصوت تنافي أدب التضرع والخشوع، كما إن الإسرار التام ليس من هيئة الدعاء الكاملة، بل الوسط هو الأكمل: لا جهرٌ مزعج، ولا همسغ منعدم.
الأصل في تلاوة القرآن:
المطلوب شرعًا في تلاوة القرآن أن تكون عبادة خاشعة مخلَصة، وأي استعراض أو تكلّف أو تطويلٍ وتمطيط يخرجها عن مقصودها - إلى طلب السمعة والرياء أو مخالفة هدي السلف - داخل في باب الإثم والخطر العظيم على صاحبه؛ والترتيل المقصود في قوله -تعالى-: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} إنما هو التؤدة والتبيين وليس التشدّق والتغالي، ومن هذا المنطلق يستحب للمسلم تحسين الصوت عند قراءة القرآن بلا غلوّ ولا تصنّع، مع ضبط أحكام التلاوة والتجويد والوقف والابتداء وما إلى ذلك، وتعظيم المقصود وهو التدبر والعمل، لا الإبهار والأداء الشكلي؛ حتى لا يكون الهدف دنيويا بل تعبّديا أخرويًّا.
استحباب تحسين الصوت وضوابطه:
جاءت النصوص الشرعية من القرآن والسنة باستحباب تحسين الصوت بالقرآن، مثل قوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث المشهور: «ليس منا من لم يتغنَّ بالقرآن»، وفي الحديث الآخر: «زيّنوا القرآن بأصواتكم»؛ فالمطلوب تجميل القراءة بما يعين على الخشوع وحضور القلب.
  • وقد قرّر الأئمة كالإمام النووي وغيره أن تحسين الصوت مستحبّ بشرط ألا يخرج عن حدّ القراءة، فلا يزيد حرفًا، ولا يغيّر حركةً، ولا يكسر قاعدة التجويد لأجل النغم، وألا يُشبه ألحان أهل الفسق والباطل، وقال ابن عباس -رضي الله عنهما-: «لأن أقرأ سورة واحدة بتدبر أحب إليّ من أن أقرأ القرآن كله هذرمة» أي (سرعة مع عدم التدبر)، وقول النووي أيضا في «الشرح على صحيح مسلم»: «من تكلّف في تلاوة القرآن فقد زاد على المطلوب، وذلك مذموم؛ لأن التلاوة عبادة هدفها خشوع القلب»، وقال الإمام ابن القيم -رحمه الله في (مدارج السالكين)-: «الرياء في التلاوة من كبائر الذنوب؛ لأن القرآن كلام الله وعبادته، والعبادة بخلاف اللعب ولا يقبلها الله إلا خالصة»، وقول الحسن البصري: «إنكم اليوم تقرؤون القرآن ولكن لا يقع في قلوبكم، إنما هو حركات الألسن».
خطورة الاستعراض والرّياء بالقرآن:
الرّياء من أخطر أمراض القلوب، وقد جاء في الحديث «أن أول من تُسعَّر بهم النار: قارئ للقرآن تعلّم وقرأ ليُقال قارئ، فيُقال له: قد قيل، ثم يُسحب على وجهه في النار»، وهذا يدل على أن الاستعراض بطلب المديح على حساب الإخلاص يذهب بالأجر بل يُعرّض للعقوبة، ولا سيما في حال تحويل التلاوة إلى عرض يستهدف الإعجاب بالذات والشعور بالزهو أمام الآخرين أو جذب المتابعين، أو استعمال الآيات لتلميع صورة الشخص أو مشروعه الدنيوي؛ فكل ذلك من اتخاذ آيات الله هزوًا واستعمالها في غير مقصدها الأعلى وهو الهداية والذكر، وقال ابن مسعود: «اقتصادٌ في سُنّة، خيرٌ من اجتهادٍ في بدعة».
من أنواع التكلّف المنهيّ عنه:
  • نبّه أهل العلم على أن المبالغة في المقامات والتطريب إذا أدّت إلى إخراج التلاوة عن سمت الوقار والخشوع، أو أوقعت في كسر قواعد التجويد، أو شابهت ألحان الأغاني، فهي مذمومة، بل قد تبلغ التحريم إذا تغيّر بها لفظ القرآن أو معناه، أو أضاعت هيئة التلاوة المشروعة.
  • القراءة في محفل أو مسابقة؛ بحيث يجعل القارئ اهتمامه كله منصبًّا على استعراض المقامات والتنقّل بينها، حتى لو اقتضى ذلك مخالفة مواضع الوقف، أو قطع المعاني، أو تسريع بعض الكلمات ثم إطالة أخرى بطريقة مصطنعة؛ فمثل هذه القراءة تحكمها الصناعة الصوتية لا تعظيم كلام الله، ويدخل في ذلك أيضا قيام بعض القراء بجولات في المهرجانات الدينية واستخدام أصواتهم بطريقة متكلفة، تستدعي التصفيق والجدل، وهذا مخالف لهدي النبي - صلى الله عليه وسلم - وللسنة.
  • تمطيط المدود أكثر من مقاديرها الشرعية، وتقطيع الكلمة الواحدة إلى مقاطع منفصلة لتتوافق مع اللحن، وكذا الترعيد المبالغ فيه للصوت، وتكثير الزخارف النغمية حتى تصبح التلاوة أقرب للغناء منها للقرآن!
  • استخدام المقامات الحزينة والمبالغة فيها من أجل إبكاء الآخرين وتعمّد ذكر آيات العذاب والنار من أجل ذلك وعدم الموازنة بين آيات الترغيب وآيات الترهيب، ووعد الله للمؤمنين ووعيده للكافرين.
  • ليّ الفم والوجه واللسان بحركات مستنكرة لجلب النغمة، مما ينفّر الطباع السليمة، وقد حذّر بعض أئمة القراءات من هذه الهيئة وعدّوها من التنطع.
  • استخدام الاستديوهات الخاصة والأجهزة والفلاتر والمؤثرات الصوتية بطريقة مبالغ فيها؛ بحيث ينشغل بشكليات القراءة، وبالأمور الفنية، والمحسّنات الإلكترونية الصوتية عن جوهر القراءة وخشوعها.
الضوابط الشرعية لقراءة القرآن الكريم:
ينبغي للمسلم التزام الضوابط الشرعية عند قراءة القرآن، ومن ذلك ما يلي:
  • تصحيح النيّة: بأن يستحضر المسلم أن التلاوة عبادة وقربة، وأن المقصود: وجه الله وحده، وتبليغ كلامه، وإيصال أثره للقلوب، لا حصد الإعجابات والثناء.
  • التزام التجويد بلا تكلّف: بأن يتعلّم المسلم أحكام التجويد ويراعيها، ويجعل النغم تابعًا لصحة الأداء والمعنى، لا العكس.
  • الاقتصاد في الزينة: بأن يحسّن صوته بقدر لا يقطع خشوعه ولا خشوع المستمعين، ويبتعد عن الأساليب التي تثير التصفيق والضحك والتعليقات الدنيوية.
  • احترام الزمان والمكان: بألا يرفع صوته على وجه الاستعراض في أماكن لا تليق بهيبة القرآن، ولا يقرأ في موضع يُخشى فيه من الامتهان أو اختلاط الأصوات واللهو ولا سيما في الأسواق والأماكن العامة.
  • قبول النصيحة: بأن يفتح صدره لتوجيه العلماء والقرّاء المتمكنين، ولا يغترّ بمدح الناس؛ فالمعيار ميزان الشرع لا الذوق العام ولا المنصّات الرقمية.
  • مراعاة الوقوف الصحيحة بما يناسب المعاني، لا مطّ القراءة بهدف الإطالة واستدرار إعجاب السامعين، ومن ذلك تمطيط الحروف والمشددات على وجه يُذهب هيئة العربية، ويشوّش المعنى يعدّ من التكلف المنهي عنه.
تربية الأبناء والطلبة على القراءة السليمة
من واجب المعلّمين والمشايخ تنبيه الصغار في حلقات التحفيظ إلى أن جمال القرآن في طهر القلب وصحة الأداء، لا في التصنّع وتقليد المشاهير، حتى يتربّوا على الإخلاص والوقار والسكينة، كما تقدم لهم نماذج من قرّاء السلف والأئمة المعاصرين المشهود لهم بالخشوع والاتزان، ويُبيَّن لهم الفرق بين تحسين الصوت المشروع وبين الأداء الغنائي المتكلَّف، وبهذه الضوابط يتحقق الاتزان، حتى ننعم بقرآن يُتلى كما أُنزل، وصوت جميل خاشع، دون استعراض أو تكلّف أو استعمالٍ دنيوي يجرّ التلاوة من محراب العبادة إلى مسرح العرض والسمعة.
من أقوال كبار العلماء في حكم نقل الصلاة خارج المسجد
قال الشيخ الفوزان -حفظه الله-: «.. وبهذا نعرف أن هؤلاء الذين يطلقون أصوات مكبرات الصوت من المساجد - فيشوشون على الناس في بيوتهم وفي أسواقهم وفي مساجدهم - أن هذا خلاف المشروع وهم يأثمون على ذلك ولا يؤجرون؛ لأن هذا فيه أذى». وقال الشيخ العثيمين -رحمه الله : وأما نقل الصلاة عبر مكبرات الصوت من على رؤوس المنائر فإنه -كما يقول السائل- فيه تشويش على الناس في بيوتهم، وشل لأذكارهم وتسبيحاتهم الخاصة، وربما يكون فيه إزعاج لبعض النائمين والمرضى الذين لم يجدوا راحة إلا في ذلك الوقت، وفيه أيضا إيذاء للمساجد الأخرى التي بجوار هذا الصوت وتشويش عليهم، وقد حدثني كثير من الناس الذين كانوا بجوار المساجد التي ترفع الأذان من على المنائر أنه إذا كان صوت الإمام في المسجد الذي نقلت صلاته عبر هذه المكبرات أحسن من صوت إمامهم وقراءته أحسن من قراءة إمامهم، أنهم يتابعون ذلك الإمام الذي خارج مسجدهم ويدعون إمامهم ولا ينصتون لقراءة إمامهم. وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديثين صحّحهما ابن عبدالبر أنه سمع الصحابة -رضي الله عنهم- يقرؤون ويجهرون؛ فنهاهم عن ذلك وقال: «لا يجهر بعضكم على بعض في القراءة»، أو قال: «في الصلاة»، وفي لفظ آخر: «لا يؤذين بعضكم بعضا»، وذكر شيخ الاسلام ابن تيمية -رحمه الله- أنه ليس للإنسان أن يجهر جهرا يشوش على المصلين، وإن نصيحتي لإخواني المسلمين أن يدعوا هذا العمل الذي يشوشون به على من بقربهم ويؤذونهم. ومما ورد عن نقل الصلاة عبر مكبر الصوت خارج المسجد: ما جاء عن أبي سعيد الخدري -]- قال: اعتكف رسول الله -[- في المسجد، فسمعهم يجهرونَ بالقراءة، فكَشَفَ السترَ فقال: «ألا إنَ كُلَّكم مُناجِ ربَّه، فلا يُؤذِيَنَّ بعضُكم بعضاً، ولا يَرْفَعْ بعضُكم على بعضٍ في القراءة» أو قال: «في الصلاة» أخرجه أبو داود واللفظ له، وأحمد والنسائي في (السنن الكبرى) وابن خزيمة وعبدبن حميد وصححه الألباني، وعن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «إن رسول - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يرفع الرجل صوته بالقراءة قبل العشاء وبعدها، يغلط أصحابه وهم يصلون» أخرجه أحمد.
  • وعن حكم التكلف باستخدام الصدى في مكبرات الصوت، قال العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-: «نعم أفتيت بأن الصدى حرام، وأرجو ممن سمع مقالي هذا أن يبلغه؛ لأن الصدى كما سمعت يردد الحرف ولا سيما الحرف الأخير، هو يردد كل الحروف لكن الحروف التي قبل الأخير تدخل في الحرف الثاني ولا يبين التردد لكن في الحرف الأخير يبين، ولا شك أن هذا زيادة في كلام الله -عز وجل-، وإلحاق للقرآن الكريم بالأغاني المطربة، وهذا مما نهي عنه وذمه السلف، السلف ليس عندهم هذا لكن يقولون: إن الإنسان إذا جعل نغماته في القرآن الكريم كنغمات الأغاني فإن ذلك منهي عنه ومذموم، فكيف إذا جعلت هذه الآلة التي تزيد في القرآن ما ليس منه، يجعل الراء راءات عدة، والنون نونات عدة، وهكذا بقية الآية، ونحن ما جئنا لنطرب، الذي يريد الطرب يذهب إلى محل آخر.
خلاصة القول:
إنّ أعظم ما ينبغي أن يستقرّ في القلوب أن القرآن شرفٌ لا يُبتغى به شرفٌ دنيوي، وعبادةٌ لا تتحمّل الرياء، ورسالةٌ لا تصلح إلا بقلوبٍ مخلصة، ومن عَظُم القرآن في قلبه زهد في التكلف، وانصرف إلى الترتيل الخاشع، واستشعر أنه بين يدي الله؛ نسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل والتلاوة, ولسنا هنا ضد تحسين الصوت لكن بقدر، مع مراعاة عدم الانسياق وراء الغرائز الصوتية والتقنيات المتطورة التي تخرج التلاوة عن هيبتها، حتى يظل قارئ القرآن في مأمن من الوقوع في مخاطر الرياء والاستعراض؛ حفاظًا على قدسية القرآن وسلامة التلاوة بوضوح، مع احترام هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في الأداء الشرعي المتزن للقرآن العظيم؛ لأن السلف الصالح حذّروا من تحويل القرآن إلى وسيلة للسمعة والرياء؛ ففي هذا فسادٌ لنية التلاوة، وكسرٌ لحرمة القرآن، وفواتٌ للأجر والثواب؛ فالتجويد المشروع هو تحسين التلاوة في حدود الطبيعة البشرية دون تكلّف، وغايته تفهيم المعنى وتعظيم كلام الله -تعالى-.


اعداد: الفرقان





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 91.64 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 89.92 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.88%)]