تفسير سورة القارعة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ما هي أسباب اصفرار اللسان؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          أعراض التهاب البول عند النساء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          ما هو نبض القلب الطبيعي لكبار السن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          كيفية علاج هرمون الحليب المرتفع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الرابط ما بين رائحة الفم والسكري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          ما هي مخاطر انخفاض ضغط الدم ومضاعفاته؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          كيفية علاج التهاب الدماغ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          ما هي أسباب التهاب الدماغ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          ما هي أسباب نقص الهيموجلوبين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          كيفية علاج التهاب العصب السابع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-12-2025, 11:43 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,641
الدولة : Egypt
افتراضي تفسير سورة القارعة

تفسير سورة القارعة

أ. د. كامل صبحي صلاح

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإنَّ سورة القارعة من السور المَكِّيَّة، وهي من سور المفصَّل، وآياتها (11) آية، وترتيبها في المصحف (101)، في الجزء الثلاثين من المصحف الشريف، وسُمِّيت سورة القارعة بهذا الاسم؛ لافتتاحها بذكر القارعة، وهي: من أسماء يوم القيامة، ولأنَّها تقرع الناس وتزعجهم بأهوالها؛ ولهذا عظم قدرها وأمرها.

قال الله تبارك وتعالى: ﴿ الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ * يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ * فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ ﴾ [القارعة: 1 - 11].

تفسير السورة:
قال الله تعالى: ﴿ الْقَارِعَةُ ﴾؛ أي: الساعة التي تقرع قلوب الناس بأهوالها لعظم هولها، وعظيم ما ينزل بهم من البلاء عندها، وذلك صبيحة لا ليل بعدها.

والقارعة من أسماء يوم القيامة، سُمِّيَت بذلك؛ لأنها تقرع الناس وتزعجهم بأهوالها؛ ولهذا فخم وعظم أمرها.

قال الله تعالى: ﴿ مَا الْقَارِعَةُ ﴾؛ أي: أيُّ شيء هذه القارعة؟ وما هذه الساعة التي تقرع قلوب الناس لعظم هولها؟!

وهي مبتدأ وخبر في موضع خبر القارعة، والمراد به تهويل وتعظيم شأنها.

وقال الإمام القرطبي في تفسير قَوْله تَعَالَى: ﴿ الْقارِعَةُ * مَا الْقارِعَةُ ﴾؛ أَي الْقِيَامَةُ وَالسَّاعَةُ، كَذَا قَالَ عَامَّةُ الْمُفَسِّرِينَ. وَذَلِكَ أَنَّهَا تَقْرَعُ الْخَلَائِقَ بِأَهْوَالِهَا وَأَفْزَاعِهَا. وَأَهْلُ اللُّغَةِ يَقُولُونَ: تَقُولُ الْعَرَبُ: قَرَعَتْهُمُ الْقَارِعَةُ، وَفَقَرَتْهُمُ الْفَاقِرَةُ، إِذَا وَقَعَ بِهِمْ أَمْرٌ فَظِيعٌ.

قال الله تعالى: ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ ﴾؛ أي: وما أعلمك- أيها الرسول- ما هذه الساعة التي تقرع قلوب الناس لعظم هولها؟! إنها يوم القيامة، وجاء الاستفهام للتهويل من شأنها، وزيادة في تهويل أمرها وتعظيمه.

قال الله تعالى: ﴿ يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ ﴾ [القارعة: 4]؛ أي: يوم يكون حال الناس من شدَّة الفزع والهول، كالجراد المنتشر، الذي يموج بعضه في بعض، والفراش: هي الحيوانات التي تكون في الليل، يموج بعضُها ببعض، لا تدري أين توجه، فإذا أُوْقِد لها نار تهافتت إليها لضعف إدراكها، فهذه حال الناس أهل العقول. فيوم القيامة حين تُقرع قلوب الناس يكونون كالفراش المنتشر والمفترق والمتناثر هنا وهناك. وفي ذلك اليوم يكون الناس في كثرتهم وتفرُّقهم وحركتهم كالفراش المنتشر، وهو الذي يتساقط في النار والعياذ بالله تبارك وتعالى.

قال الله تعالى: ﴿ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ ﴾؛ أي: وتكون الجبال الصمُّ الصلاب كالصوف المتعدِّدِ الألوان الذي يُنْفَش باليد، وبقي ضعيفًا جدًّا، تطير به أدنى ريح، والصوف المَندُوف في خفة سيرها وحركتها. فيصير هباءً ويزول؛ قال الله تبارك وتعالى: ﴿ وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ﴾ [النمل: 88]، ثم بعد ذلك، تكون هباء منثورًا، فتضمحل ولا يبقى منها شيء يشاهد، فحينئذٍ تُنصَب الموازين، وينقسم الناس قسمين: سعداء فائزين، وأشقياء نادمين.

قال الله تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ﴾؛ أي: فأمَّا من رجحت موازين حسناته، فرجحت حسناته على سيئاته، ورجحت أعماله الصالحة على أعماله السيئة.

قال الله تعالى: ﴿ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ ﴾؛ أي: فهو في عيشة مرضية سعيدة ينالها في جنات النعيم، فكيف لا تكون كذلك؛ وهي الجنة دار النعيم الأبدي المقيم.

قال الله تعالى: ﴿ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ ﴾؛ أي: وأمَّا من رجحت أعماله السيئة على أعماله الصالحة، بأن لم تكن له حسنات تقاوم وتدفع سيئاته.

قال الله تعالى: ﴿ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ﴾؛ أي: مأواه ومسكنه ومستقرُّه يوم القيامة هو جهنم، التي من أسمائها الهاوية، بحيث تكون له بمنزلة الأمِّ الملازمة كما قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا ﴾ [الفرقان: 65]، وقيل: إنَّ معنى ذلك، فأمُّ دماغه هاوية في النار؛ أي: يُلقى في النار على رأسه والعياذ بالله تبارك وتعالى.

قال الله تعالى: ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ ﴾؛ أي: وما أدراك- أيها الرسول- ما هذه الهاوية؟ وهذا من باب التعظيم لأمرها.

قال الله تعالى: ﴿ نَارٌ حَامِيَةٌ ﴾؛ أي: شديدة الحرارة، فهي نار قد حَمِيت من الوقود عليها، وقد زادت حرارتها على حرارة نار الدنيا سبعين ضعفًا. نستجير بالله تبارك وتعالى منها.

من مقاصد وهدايات السورة:
1- الحديث عن القيامة وما يكون فيها من أهوالٍ وأحوالٍ، وما يكون سببًا في سعادة الإنسان من العيشة الرَّضيَّة في الجنة، وما يكون سببًا في شقائه من مآلٍ إلى نار جهنم.

2- قرع القلوب لاستحضار هول القيامة.

3- تقرير عقيدة البعث والجزاء بذكر صورة صادقة لها.

4- التحذير من أهوال يوم القيامة وعذاب الله تعالى فيها.

5- تقرير عقيدة وزن الأعمال صالحها وفاسدها وترتيب الجزاء عليها.

6- تقرير أنَّ الناس يوم القيامة فريقان: فريق في الجنة، وفريق في السعير.

7- تضمنت آياتها الإحدى عشرة آية وصفًا لعقيدة البعث والجزاء التي كذب بها المشركون وأنكروها وبالغوا في إنكارها، فأخبر تعالى أنَّ القيامة التي تقرع الناس بأهوالها وعظائم ما يجري فيها بحيث يكون الناس وهم أشرف الكائنات الأرضية، يكونون في خفة أحلامهم وحيرة عقولهم كالفراش المبثوث وهو غوغاء الجراد وتجمعه وتراكمه وانتشاره وهو يموج بعضه فوق بعض. وتكون الجبال على رسوها وعلوها وضخامة ذواتها كالعهن المنفوش؛ أي: كالصوف المندوف بالمنداف وهو يتطاير هنا وهناك. هذا في أول الأمر، وقد تكون كالرمل المتهيل، ثم كالهباء المنبث، فإذا بعثوا ووقفوا بين يدي ربهم سبحانه وتعالى لحسابهم ومجازاتهم.

هذا ما تمَّ إيراده، نسأل الله العليَّ الأعلى أن يُعيننا على ذكره وشكره وحُسْن عبادته، وأن ينفع بما كُتب، وأن يجعله من العلم النافع والعمل الصالح، والحمد لله ربِّ العالمين.

المصادر والمراجع:
1- جامع البيان عن تأويل آي القرآن (تفسير الطبري)، للإمام محمد بن جرير الطبري.
2- الجامع لأحكام القرآن، (تفسير القرطبي)، للإمام محمد بن أحمد بن أبي بكر شمس الدين القرطبي.
3- معالم التنزيل (تفسير البغوي)، للإمام أبي محمد الحسين بن مسعود البغوي.
4- تفسير القرآن العظيم، (تفسير ابن كثير)، للإمام عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن كثير.
5- التسهيل لعلوم التنزيل، أبو القاسم، محمد بن أحمد بن محمد بن عبدالله، ابن جُزَي الكلبي الغرناطي.
6- فتح القدير، للإمام محمد بن علي بن محمد بن عبدالله الشوكاني.
7- التحرير والتنوير، للمفسر محمد الطاهر بن عاشور.
8- تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، الشيخ عبدالرحمن السعدي.
9- أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير، الشيخ جابر بن موسى بن عبدالقادر، المعروف بأبي بكر الجزائري.
10- المختصر في التفسير، مركز تفسير.
11- التفسير الميسر، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.59 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.07%)]