تفسير قوله تعالى: ﴿ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ما هي أسباب اصفرار اللسان؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          أعراض التهاب البول عند النساء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          ما هو نبض القلب الطبيعي لكبار السن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          كيفية علاج هرمون الحليب المرتفع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الرابط ما بين رائحة الفم والسكري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          ما هي مخاطر انخفاض ضغط الدم ومضاعفاته؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          كيفية علاج التهاب الدماغ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          ما هي أسباب التهاب الدماغ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          ما هي أسباب نقص الهيموجلوبين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          كيفية علاج التهاب العصب السابع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-12-2025, 12:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,641
الدولة : Egypt
افتراضي تفسير قوله تعالى: ﴿ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطي

تفسير قَوله تَعَالَى:

﴿مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ...
سعيد مصطفى دياب

قَوله تَعَالَى: ﴿مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ [آل عمران: 179].

يخبرُ اللهُ تَعَالَى أنهُ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَدَعَ أمرَ الناس في المجتمع الإسلامي ملتبسًا، يختلطُ الْمُنَافِقُونَ بالْمُؤْمِنِينَ وَلَا يُعْرَفُ الْمُؤْمِنُ مِنَ الْمُنَافِقِ، بل لابد من ابتلاءٍ وَاخْتِبَارٍ يَتَمأَيَّزُ بهِ هَذَا مِنْ هَذَا؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ * وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ [آل عمران: 166، 167]، وَكَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ [محمد: 31].

وَالْخِطَابُ هنا للمجتمعِ الإسلامي، وهو يشملُ الْمُؤْمِنِينَ والْمُنَافِقِينَ، فيكونَ للْمُؤْمِنِينَ تطمينًا وللْمُنَافِقِينَ وعيدًا بفضحِهِم وتهديدًا بهتكِ استَارِهِم.

﴿حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ:
التمييزُ هو التفريقُ بَيْنَ شَيْئَيْنِ، أي: حَتَّى يَمِيزَ الْمُنَافِقَ الْخَبِيثَ المبطنَ لِلْكُفْرِ، مِنَ الْمُؤْمِن الطَّيِّبِ الصَّادِق الْإِيمَانِ، وقد حَدَثَ هذَا يَوْمَ أُحُدٍ حينَ أَظْهَرَ الْمُنَافِقُونَ الشَّمَاتَةَ بالْمُؤْمِنِينَ حين أصابهم ما أصابهم ففضحهم الله تعالى.

﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ:
ولَما كان الإيمان من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، بيَّن سبحانه أنه ما أرادَ أن يكشف هذا الغيب للعبادِ ويُطْلِعَهُمْ عَلَى قُلُوبِ عِبَادِهِ، ليَعْرِفُوا الْمُؤْمِنَ مِنَ الْمُنَافِقِ، وَلَكِنَّهُ يُمَيِّزُ بَيْنَهُمْ بِالْمِحَنِ وَالِابْتِلَاءِ، لكنه تَعَالَى ﴿يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ، والاجتباءُ هو الاختيارُ والاصطفاء، أي: يَصْطَفِي لِنَفْسِهِ مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ، فَيُطْلِعُهُ عَلَى بَعْضِ مَا فِي قُلُوبِ بَعْضِهِمْ بِوَحْيِهِ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا [الجن: 26، 27].
وَقَدْ أَطْلَعَ اللَّهُ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ذَلِكَ.

﴿فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ:
فلا تتشوفوا إلى الاطلاع على الغيب، فإنه لَا يَعْنِيكُمْ، وَاشْتَغِلُوا بِمَا يجب عليكم من الْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ.

﴿وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ:
أَيْ: إِنْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ، واتقيتم اللهَ تَعَالَى بفِعْلِ الْمَأْمُورَاتِ وتَرْكِ المحظوراتِ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ.

الأَسَالِيبُ البَلَاغِيةُ:
من الأساليب البلاغية في الآية: الاستعارةُ فِي قَولِهِ تَعَالَى: ﴿يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ.

وَالطِّبَاقُ فِي: (الْخَبِيثَ)، و(الطَّيِّبِ).

وَالجِنَاسُ الْمُمَاثِلُ فِي: ﴿فَآمِنُوا، و﴿وَإِنْ تُؤْمِنُوا.

ووضع الظاهر موضع المضمر في قوله: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ، لتربية المهابة في قلوب المؤمنين.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.58 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.92 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.36%)]