سنن باقية من سورة الأنفال - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ما هي أسباب اصفرار اللسان؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          أعراض التهاب البول عند النساء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          ما هو نبض القلب الطبيعي لكبار السن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          كيفية علاج هرمون الحليب المرتفع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الرابط ما بين رائحة الفم والسكري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          ما هي مخاطر انخفاض ضغط الدم ومضاعفاته؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          كيفية علاج التهاب الدماغ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          ما هي أسباب التهاب الدماغ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          ما هي أسباب نقص الهيموجلوبين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          كيفية علاج التهاب العصب السابع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-12-2025, 12:49 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,641
الدولة : Egypt
افتراضي سنن باقية من سورة الأنفال

سننٌ باقية من سورة الأنفال

﴿ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ﴾ [الأنفال: 36].

د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر



تمهيد:
الحمد لله الذي أنزل كتابه هدًى ورحمةً للمؤمنين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

سورة الأنفال رسمت يوم الفرقان (بَدْر) وقرَّرت سننًا ربانية في سير الدعوات وصراع الحق والباطل؛ سننًا لا تتبدَّل ولا تتحوَّل.

يقدِّم هذا المقال قراءة مركَّزة لسنن الله الجارية في سورة الأنفال، انطلاقًا من مشهد بَدْر، مع إبراز قانون: ﴿ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ﴾. يبيِّن أنَّ وعد الغلبة مشروطٌ بما قرَّرته السورة: التقوى، والثبات، ووحدة الصف، والإعداد بحسب الاستطاعة. كما يبرز سعة الرحمة الربانية ببقاء أمان الاستغفار وفتح باب التوبة لمن انتهى.

قراءة تعين الدعاة والباحثين على فهم السنن وتوظيفها في واقع الأمة.


أولًا: رحمةٌ تُقَدَّم قبل العذاب (الأنفال: 32–33):
قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً ﴾ [الأنفال: 32]، فبدل سؤال الهداية سألوا العذاب! ومع ذلك قال سبحانه: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الأنفال: 33].

قال جماعة من السلف: كان لهم أمانان؛ وجود النبي صلى الله عليه وسلم، ثم الاستغفار بعد وفاته. هذه قاعدة افتتاحية في السورة: الرحمة بابٌ سابق، والاستغفار أمانٌ باقٍ.


ثانيًا: عبادةٌ بلا روح ولا خضوع (الأنفال: 35):
﴿ وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً ﴾ [الأنفال: 35]؛ صفيرٌ وتصفيقٌ مكان الذكر والخشوع. فالولاية الحقة للبيت لأهل التقوى والطاعة، لا لمناسك جوفاء تُعطِّل مقاصد العبادة.


ثالثًا: قانونُ الإنفاق الباطل وعاقبته (الأنفال: 36):
﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ﴾ [الأنفال: 36].

﴿ يُنْفِقُونَ ﴾: صيغةُ مضارعٍ تفيد التكرار والدوام؛ فهو مشروعٌ مستمرٌّ، منظوماتُ دعايةٍ وتمويلٍ وحروب.

﴿ ثُمَّ ﴾: للتراخي الزمني؛ ليس سقوطُ الباطل فور الإنفاق، بل بعد مهلةٍ يُمكَّن فيها من الأسباب، حتى يستنفد عُدَّته، ثم تقع الحسرة وتنتهي إلى الغلبة عليه.

فهذه سنةٌ ماضيةٌ: إنفاقٌ مُثابر لصدِّ سبيل الله، ثم دائرةٌ تغلق على أصحابها بحسرةٍ في الدنيا، وعقوبةٍ في الآخرة.


رابعًا: التنزيل الأول نموذجًا (بَدْر):
نزلت الآية أولًا في مشركي قريش حين موَّلوا الحرب ضد النبي صلى الله عليه وسلم، فكانت بدر: هُزم الجمع، وصارت أموالٌ غنائمَ للمؤمنين، وتحوَّل الفخرُ إلى كمدٍ وحسرةٍ. المثال التاريخي هنا شاهدٌ على القانون لا قيدٌ عليه.


خامسًا: مقتضيات السنن للمؤمنين (من السورة نفسها):
سورة الأنفال لا تكتفي بوعد الغلبة، بل تبين شروطها العملية:
التقوى تُولِّد الفرقان: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا ﴾ [الأنفال: 29].

الثبات والذكر والطاعة ووحدة الصف: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ﴾ [الأنفال: 45–46].

الإعداد بحسب الاستطاعة: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ﴾ [الأنفال: 60].

بهذه الثلاثة يَصدُق الوعد وتتحقَّق السنَّة: تقوى تضبط البوصلة، وثباتٌ يثبت القلوب، وإعدادٌ يَشهدُ بالجدِّية.


سادسًا: باب الرجوع مفتوح (الأنفال: 38):
﴿ قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ ﴾ [الأنفال: 38]؛ الخاتمة رحمةٌ أيضًا: من وضع سلاحَه عن حرب الحق، فالتوبةُ تمحو ما كان.


الخلاصة:
قانونٌ جارٍ: إنفاقُ الباطل مُتتابع، وعاقبته حسرةٌ ثم غلبةٌ عليه.

شرطٌ لازم: غلبةُ الحق مشروطةٌ بالتقوى والثبات ووحدة الصف والإعداد.

رحمةٌ باقية: الاستغفار أمان، والتوبة مَدخل، والقرآن هداية.

فالزموا سُنن الله؛ فإنَّها لا تُجامِل أحدًا، ولا تتخلَّف: ﴿ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ﴾ [الأنفال: 36].

نسأل الله أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وأن ينصر للمؤمنين دينهم، ويعلي كلمتهم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.26 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.34%)]